|
بمناسبة ذكرى 26 جانفي 1978
عبد القادر الدردوري
الحوار المتمدن-العدد: 2899 - 2010 / 1 / 26 - 22:46
المحور:
حقوق الانسان
جانفي، إنْ تكلم، ويتكلم........ جانفي هو شهر من الأشهر (الأعجمية، الفرنجية، الميلادية، الشمسية؟)، لكنه عندنا في تونس، وفي قليبية بالذات، شهر له مكانته، الخاصة في القلوب، ومن حق الأجيال الصاعدة أن تعرف هذه المكانة العزيزة عند كل التونسيين المحبين لبلدهم أن يكون عزيزا مكرما( بل أكثر عزة وكرامة)، لكن الاستعمار الفرنسي رفض ذلك، وقاومه شعبنا التونسي بما اُتيح له من وسائل برهنت على رفضه القاطع لكل أشكال الظلم والقهر وسلب الكرامة وابتزاز الخيرات. ثم جاء يوم 18 جانفي 1952 فكان الإعلان الرسمي للمقومة، الذي أصدره الزعيم الحبيب بورقيبة، وكانت قليبية أول المستجيبين إلى نداء المقاومة هذا، حيث نُظمت مظاهرة شعبية استعمل فيها المواطنون الحجارة ضد قوات الشرطة الفرنسية المدججة بالأسلحة، وقد جرح عدد من المقاومين على رأسهم المرحوم محمد حمزة، والسيدة فاطمة قلوج ( أرملة المرحوم عبد الرحمن الحجام، سيدي رحومة،) ثم في 24 جانفي 52 كانت المظاهرة المسلحة التي قادها المرحوم الشاذلي المجدون وعبد العزيز الخوجة والصادق مجدوبة وأحمد الغربي ومحمد الأرناؤوط ومحمد أحمد، بن ابراهيم، وحمادي الغربي وحمادي بن سعيد وغيرهم. ... وهؤلاء المقاومون والشهداء، قاوموا الاستعمار دفاعا عن حقوق شعبهم وكرامته وسيادته، ثم بعد المقاومة كان الإستقلال فتربع التونسيون على كراسي الحكم، لكن عندما نسوا الأهداف التي ناضل من أجلها شعبنا، قامت القوى الشغيلة بتذكيرهم بتلك الأهداف، ومن هنا حاولت حكومة هذا الاستقلال (بكل أجهزتها وحزبها ومليشياتها ) ضرْبَ المنظمة الشغيلة الإتحاد العام التونسي للشغل، في 26 جانفي 1978، فقامت المنظمة الشغيلة بالدفاع عن نفسها وأعلنت الإضراب العام ، وكانت النتيجة عشرات من الشهداء كما تم إلقاء القبض على القيادة النقابية وفبركة المحاكمات الصورية لها. إن 26 جانفي 1978 إيذان واضح وصريح أن الشعب التونسي لن يسكت عن حقوقه، وهو قاوم الاستعمار دفاعا عن حقوقه ويقاوم كل من يحاول المساس بهذه الحقوق سواء كان تونسيا أ و أجنبيا، ولا نظن أن التونسي الحقيقي سيغتصب حقوق الشعب، وهو إن فعل ذلك فإن مقاومته واجبة لأنه في هذه الحالة لا يختلف عن ذلك الاستعماري مهما كان إسمه وجنسه ودينه، ومن هنا فإن تكوين الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان حو حدث هام باعتباره المنبه الحقيقي عن كل تجاوز أو انتهاك أو تنكُّرٍ لحقوق الإنسان، وكل محاولة لضرب رابطتنا هو محاولة لإعمائنا وقطع ألسنتنا وتنكيس رؤوسنا وذلك لإفساح المجال لأعداء الحرية والحقوق والقانون ليستغلوا الناس كما يشاءون ويعبثوا كما يريدون، فأي فرق بين أن يستغلني سي فلان العربي التونسي المسلم، (و ليس له من التونسة والعروبة والإسلام إلاّ الإسم) وبين مسيو فيليكس أو جيرار أو بانبينا؟ إن 26 جانفي علمنا أن نقول لا لكل استغلال للسلطة أو البشر، سواء كان المستغِل حاكما أو استعمارا، لأن وجود الظلم يعني شرعية مقاومته مهما كان الظالم، ومهما كان جنسه أو لونه أو دينه، ولذلك فإن ذكرى 26 جانفي ينبغي ألاّ تنساها أجيالنا الصاعدة لِما فيها من دروس وعِبَر، نحتاج إليها اليوم أكثر من أي وقت مضى لأننا في حاجة إلى وجود منظمة عمالية مناضلة ومستقلة عن سلطة المال وسلطة الأحزاب وسلطة الحكومة، كما أننا في حاجة إلى اليقظة المستمرة في الدفاع عن حقوقنا، ونعلّم كل القوى أن تحترم حقوقنا، وعند ذلك سنطمئن على منظماتنا ورابطتنا فلن يفكر أية قوة في حصارها أو ضرب نشطائها أو التدخل في شؤونها، لماذا؟ لأن 26 جانفي لم يمت ولم تمت دروسه التي تتلخص في أن التنكر لحقوق الإنسان يؤجي حتما للفتن الداخلية، نقول هذا للسلطة الحاكمة كما نقوله لتلك اللجان المكونة لدراسة أوضاع الرابطة، لعلها تضع نصب أعينها أن استقلالية الرابطة لا يمكن التفاوض فيه، أو اللاعب به بأي شكل من الأشكال، وإذا كان التنازل عن استقلالية الرابطة هو الثمن لعقد المؤتمر فإننا نرفض مثل هذا المؤتمر الملغوم ونحتفظ باستقلالية الرابطة، وسنصمد أكثر مما صمدنا، ولتبق مقراتنا محاصرة، ولتتواصل احتجاجاتنا متواصلة، لأننا الأقوى ونحيي ذكرى السادس والعشرين من جانفي بطريقتنا الخاصة، ونقول : إن حصار مقراتنا ظلم صارخ، تتعسّف به علينا السلطة، دون أي سند قانوني، بل تتمسك بحجة القوة، وهي بذلك تشعل النار وتتساءل عن مصدر الدخان. فمتى تتروّى وتتعقل لترى الحق واضحا جليا؟ هذا بعضٌ مما قاله جانفي وسمعه العقلاء، الأحرار، فهل عرفتم كيف يكتب التاريخ ومن يكتبه؟. أفيقوا فزمن العبيد فات وانقضى... أفيقوا، ولا تقولوا" عفا الله عما سلف" لأن الجرائم، في حق الإنسان، لا يعفوا عنها الله ولا الإنسان.. وما زال الكتاب مفتوحا، وقراءته مستمرة.... قليبية في 26 جانفي2010 رئيس الفرع عبد القادر الدر دوري
#عبد_القادر_الدردوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مراسلة لرئيس اقليم نابل للأمن الوطني
-
ما يحدث لشباب تونس؟
-
يوم نسيه الناس في ذكرى انتفاضة الخبز بتونس
-
هل انتهت الحرب على غزة؟
-
مراسلة للقوى الامنية بتونس بعد تطويق مقر قليبية قربة للرابطة
...
-
ما اسم هذا الصنيع؟
المزيد.....
-
إسرائيل تستعد للانسحاب من وسط قطاع غزة في إطار الصفقة: تبادل
...
-
المقررة الأممية لحقوق الانسان في فلسطين: جرائم اسرائيل شديدة
...
-
نتنياهو إلى واشنطن.. حماس وغزة والأسرى
-
المقررة الأممية لحقوق الانسان في فلسطين: اسرائيل تريد ترحيل
...
-
السعودية.. إعدام 3 أجانب والكشف عن جنسياتهم وجرائمهم
-
-قطع جثتها إلى 20 قطعة-.. محكمة تؤيد إعدام مواطن كويتي ارتك
...
-
واشنطن تجهز غوانتانامو مقرا لترحيل المهاجرين
-
-الأمن السوري- يشدد قبضته بالساحل ويعتقل العميد عاطف نجيب ال
...
-
أميركا.. هذا ما ينتظر -المهاجرين المرحلين- في غوانتانامو
-
إسرائيل تعيد اعتقال أسرى سابقين في الضفة الغربية
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|