|
الديكتاتور 33 ( تصفيات )
ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 2899 - 2010 / 1 / 26 - 11:59
المحور:
الادب والفن
المشهد الثالث والثلاثون ( تصفيات ) ( يجلس عسال وسياف وعقاب وقائد الحرس في قاعة الاجتماع ) عقاب ( يحدق في ساعته ) : لقد تأخر الزعيم كثيراً . عسال ( مقطباً حاجبيه ) : لا أحد يملك أن يساءل الزعيم على تأخيره . عقاب ( مرتبكاً ) : حسناً .. حسناً ، قصدت الاطمئنان عليه لا أكثر . ( يدخل كاسر عابساً ) كاسر ( يجلس إلى كرسي الزعامة ) ( يقف الجميع باستعداد ) الجميع ( بصوت واحد ) : أهلاً سيدي الزعيم . كاسر ( مشيراً بيده ) : أجلسوا .. أجلسوا . عسال : هل لنا أن نطمئن إلى سيادتكم ؟. كاسر ( عابساً ) : ليس قبل أن أقف على حقيقة الفوضى والبلبلة التي تعم أرجاء البلاد . سياف ( مستغرباً ) : أي فوضى سيدي ؟. كاسر ( مطرقاً برأسه ) : لا أدري . ( يحدق الجميع ببعض ) عسال : لكننا لم نسجل حتى الآن أي حالة شغب تستدعي القلق . سياف : أجل سيدي ، وما يحدث من مشاكل وتوترات ، لا تتعدى الفرد الواحد ، ولا يمكن أن تندرج في سياق الفوضى المنظمة ، لأن ذلك يحصل في كل مكان في العالم . عقاب ( يهز برأسه ) : وهو ما كان يحصل أيام الزعيم الراحل . قائد الحرس : إنه أمر طبيعي لا يستحق الاهتمام . كاسر( يضرب الطاولة بيده ) : ما هذا الهراء الذي أسمع ؟. ( صمت عميق ) كاسر (قاطعاً الصمت ) : لقد ذهبت نصائحكم أدراج الرياح ، لا سيما عندما ظن الناس أنني زعيم ضعيف الشخصية ، مهزوز الإرادة . عسال : مَن قال هذا يا سيدي ؟. كاسر : إذا كان قادتي يجهلون ما يحصل في ميادين عملهم ، فلا عتب على الجنود والعناصر . عسال : ياسيدي ، كان لا بد من الانفتاح على الناس ، فقط لنمرر قبولهم لسيادتك في هذا الوقت العصيب ، ولنتحاشى رفضهم ما أمكنا ، وها نحن قد نجحنا في مسعانا . كاسر : ومتى كان هؤلاء البلهاء بحاجة لمن يأخذ برأيهم ويطلب رضاهم ؟ إنهم لا يفهمون سوى لغة القوة . عسال : لكن هذا كثير يا سيدي ، فنحن لا نحكم جوارنا ، إنما نحكم شعبنا ، ماذا سنفعل لو انتفض علينا ؟. كاسر ( مرتبكاً ): ومَن يجرؤ على الانتفاض ( محتداً ) إن فعل أحدهم هذا ، سأدفنه حياً تحت قدمي . سياف : هذا إن كان أحدهم ، ولكن ماذا لو فعل الشعب برمته ؟. كاسر ( يشعل سيجاراً ) : سأدفنه كما أدفن هذه السيجار تحت قدمي . عسال : حتى لو كانوا أفراداً أو ضباطاً من الجيش . كاسر ( يهز برأسه ) : لن يفعلها الجيش . قائد الحرس: عفواً سيدي ، لكنه فعلها بالأمس ، فما الضامن ألا يفعلها اليوم ؟. كاسر ( بتعالٍ ) : طالما أن الجيش يأكل من هذه اليد السخية ( يمد يده ) فلن يفكر يوماً بكسرها . سياف : أجل سيدي ، بكل الأحوال لقد نفذنا توصياتك لجهة إعادة اعتقال النشطاء السياسيين . عقاب : وأقفلنا كل أبواب الصحف ودور النشر المخلة بالأمن العام وسمعة سيادتكم . كاسر ( متجهماً ) : لكن الناس يثرثرون كثيراً هذه الأيام ، ربما أكثر مما كان عليه الحال أيام والدي . عسال : سيادتك تعلم جيداً ، أن لا قيمة عملية لما يتردد على ألسنة الناس . كاسر ( محتداً ) : عندما ينالون من سمعتي وشرفي ، فإن كلامهم المشين يصبح في نظري شراً مستطيراً . سياف : اطمئن سيدي ، ما مِن مخلوق ذكر اسم سيادتكم بسوء ، إلا ودك به عناصرنا من عرقوبه . كاسر : ستثبت الأيام حقيقة ما أقول ، وستثبت أنني بصدد التغيير عما قريب . عقاب ( يبتل ريقه ) : عفوك سيدي ، عن أي تغيير تقصدون ؟. كاسر ( بأعلى صوته ) : تغييركم . عسال ( بخبث ) : رحم الله زعيمنا الراحل ، فقد أوصانا بك كما أوصاك بنا . كاسر : أجل ، ولكن الزعيم الآن في ذمة التاريخ . سياف ( بثقة ) : سيدي لكم مطلق الحق في إجراء أي تغيير ترونه مناسباً . كاسر : لن أغير إلا مَن انتهت صلاحيته ، وقل عطاءه ، والبداية من قائد الحرس . قائد الحرس ( متعجبا ) : مني أنا ! . كاسر : أجل .. أيها السادة ، انطلاقا من حرصي الشديد على المصلحة العامة للبلاد ، قررت إنهاء خدمات قائد الحرس ، واستبداله بمن هو أكفأ ( يقف) رفعت الجلسة . ( يدخل الحاجب حاملاً برقية ) الحاجب ( محيياً ) : سيدي الزعيم ، وصلتنا هذه البرقية ( يقدم البرقية لكاسر، و يخرج ) كاسر( يدقق بالبرقية ) : مرة أخرى يا رعد ( يلقي البرقية على الطاولة ) تباً لك ولرجالك السفلة ) . عسال ( باستغراب شديد ) : ما الأمر سيدي ؟. كاسر ( حانقاً ) : لقد تسللت ثلة من رجالات رعد إلى قلب مدينة الشاهد من خلال حدودنا مع دولة شمالستان ، وقامت بتوزيع المنشورات في الشوارع والأحياء . عسال ( محتداً ) : إنه تحد لإرادتنا وانتهاك صارخ لسيادتنا . كاسر ( ساخطاً ) : ها هي سمعتي تلوكها ألسنة الناس ثانية لتقصيركم في أداء واجباتكم . سياف : وما العمل يا سيدي ؟. كاسر : سنرد حالاً ( يحدق بسياف ) وأنت المسؤول عن هذا الرد بالزمان والمكان المناسب . سياف ( يومئ برأسه ) : هذا مفهوم سيدي ، ولكن ما هو شكل الرد الذي تتصورونه ؟. كاسر : عليك أن ترد هذه المرة على رعد ودولة شمالستان بحجر واحد . عسال : أرى أن نتريث قليلاً ، لانتقاء الأهداف بدقة . كاسر( ممتعضاً ) : كلا ، إن تريثنا ، نكون فقدنا زمام المبادرة ( بانتقام ) ولن يهدأ بالي قبل أن أرى رأس دولة شمالستان تحت قدمي . سياف : ستجده حالاً يا سيدي (بخبث ) وماذا عن رأس رعد ورجالاته ؟. كاسر ( متردداً ) : آه .. لنقطع رأس الأفعى المتمثل برأس دولة شمالستان المناوئة لأمننا وحكمنا ، أما بالنسبة لرعد ، فلا أرى أي فائدة في مهاوشته في هكذا ظرف ، أمفهوم هذا ؟. الجميع ( بصوت واحد ) : مفهوم سيدي . ( يخرج كاسر ، يتبعونه ) * * *
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا يفعل المسلمون في الغرب ؟
-
مسلسل الاعتقالات السياسية في سورية
-
الديكتاتور 32 ( مخابرات )
-
تقسيم الإسلام : هل النبي محمد مسؤول عن سلوك المسلمين اليوم؟
-
الديكتاتور 31 ( الغدر )
-
آليات التطرف والاعتدال في الإسلام
-
الديكتاتور 30 (أزمة 99%)
-
الإسلام والعلمانية: وجهاً لوجه
-
الديكتاتور 29 ( الاستفتاء )
-
الإسلام دين أم حضارة ؟
-
الديكتاتور 28 ( الوريث زعيماً )
-
فساد الإسلام أم فساد السلطة ؟
-
نادين البدير : وجاهلية البداوة
-
الديكتاتور 27 ( اغتيال الزعيم )
-
الديكتاتور 26 ( السم )
-
ساعات عصيبة في لبنان
-
الديكتاتور 25 (انتقام الزعيم)
-
قوننة الإسلام عن الهوى
-
الديكتاتور 24 (الغرور)
-
إصلاح العقل في الإسلام
المزيد.....
-
صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا
...
-
-القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب
...
-
ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
-
زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
-
مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور)
...
-
إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر
...
-
روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال
...
-
زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
-
-الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ
...
-
عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع
...
المزيد.....
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ أحمد محمود أحمد سعيد
-
إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ
/ منى عارف
-
الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال
...
/ السيد حافظ
-
والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ
/ السيد حافظ
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال
...
/ مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
-
المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر
...
/ أحمد محمد الشريف
-
مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية
/ أكد الجبوري
المزيد.....
|