صلاح عليوة
الحوار المتمدن-العدد: 2898 - 2010 / 1 / 25 - 09:05
المحور:
الادب والفن
قمرٌ وراء الريح و الأمطار لا ينسى
يجول الليلُ في طرق النهارِ
و يعبر البحارةُ الغرباءُ في المرسى
و تفتح زهرةٌ أوراقها تحت الندى
و يمر صيادٌ إلى كوخ قديمٍ
أو يعودُ لموطن الأجداد من ينأى
و يبقى وحدهُ عبر السماءِ
معلقاً ...
مثل انتظاراتٍ و ذكرى
قمرٌ وراء الريح و الأمطار لا ينسى
يطلّ على التي في الشرفةِ الأخرى
و يلقي الضوءَ
فوق نوافذِ المنفى
و يغرقُ في الغماماتِ
و يخبو فوق أعتاب البداياتِ
ليونعَ مرةً أخرى
قمرٌ وراء الريح و الأمطار لا ينسى
يطوُّق خطوَ عابرةٍ
و تقصدهُ الخيولُ بلا صدى
و يطل من تعب القرى
و تؤمه الشطآنُ
حاملةً أنينَ قوارب غرقى
قمرٌ وراء الريحِ و الأمطار لا ينسى
مغطي بالحكايا
أو نبوءاتِ المراعي
عابرٌ في أسطرِ الأشعار
مرتبكاً حزينا
يسكب النغماتِ في الشرفاتِ
و الآهاتِ في عتبات من يهوى
قمرٌ وراء الريح و الأمطار لا ينسى
سيبدو رايةً
في قارب القرصانِ
يرسمه الصغيرُ على الشبابيك
و تحسبه كلاب الجار
وجهَ مسافرٍ أعمى
قمر وراء الريح و الأمطار لا ينسى
يدلّ الباعةً الفقراء للمرسى
و يخرج من كلام الحزن مكتملا
له سمت الشريد
و لوعة الرّحالِ
يحمل في استدارته الحليبَ
و دفءَ أكياس الطحين
و يرسم الأحلامَ
في غفواتِ من يشقى
صلاح عليوة
#صلاح_عليوة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟