أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ليلى أحمد الهوني - وماذا عن حي أبو سليم؟؟














المزيد.....

وماذا عن حي أبو سليم؟؟


ليلى أحمد الهوني
(Laila Ahmed Elhoni)


الحوار المتمدن-العدد: 2898 - 2010 / 1 / 25 - 01:16
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



يتعرض سكان منطقة ابوسليم، ومنذ سنوات طويلة إلى ظلم مزدوج، مما جعل الناس في هذه المنطقة يعانون الأمرين، فهم من ناحية قد وقعوا تحت براثن السمعة السيئة، التي لحقت بمنطقتهم، من جراء وقوع سجن ابوسليم، الذي ذاع صيته السيئ في الكثير من بقاع العالم، نتيجة لما وقع فيه من مآسي، تبدأ بسوء المعاملة والأذى والتعذيب والقتل، و تنتهي بالمجازر التي حصدت المئات بل الآلاف، من أرواح المعتقلين السياسيين الليبيين.

ومن ناحية أخرى حالة الإهمال والتهميش، التي فرضها نظام القذافي على هذه المنطقة، فالبيوت والعمارات السكنية، في منطقة ابوسليم صغيرة وضيقة، حيث تتكدس فيها الأسر والعائلات، والتي قد يبلغ عدد أفراد بعضها من 8 إلى 10 أشخاص أو أكثر، مما اضطر الكثير منهم، إلى محاولة استغلال أي مساحة موجودة في البيت لإضافة حجرة، قد تساعدهم لاستيعاب عدد أفراد أسرهم.

و لا تخطي أعين المارة من وسط المدينة، في اتجاه مطار طرابلس (مكان منطقة أبو سليم)، من رؤية ألواح الصفيح وهى تغطى الشرفات، والمضحك المبكي في الأمر، وجود لوحة إعلانات كبيرة كتب عليها بالخط العريض ( حي الأكواخ سابقاً)، وكأن بكتابة هذه العبارة، أرادوا إذلال المواطن ساكن حي أبو سليم، والمن عليه بإكرامية العهد الجديد، وهي بناء عمارات أقرب "للخرابة" من الحي السكني المحترم.

في تصوري لو أستمر الحكم الملكي لأربعين سنة أخرى، لعمرت تلك المنطقة لسكانها بالقصور والمنتزهات. علماً بأنهم أي سكان منطقة أبو سليم، كان أهون عليهم، أن يسكنوا الأكواخ بسمعة منطقتهم الحسنة، على أن يسكنوها في أشلاء عمارات، ويسمعون عبر الفضائيات بدل المرة عشرة، اسم منطقتهم وتسبقه كلمة مذابح ومجازر!!. ناهيك عن معاناة المواطن الليبي من سكان ذلك الحي، فحول هذا الموضوع حدث ولا حرج. إن نقص الخدمات التي من المفروض أن تقدم للمقيمين فيه، لا تعد ولا تحصى، فعلى سبيل المثال لا الحصر، قلة مياه الشرب- الانقطاع الدائم في الكهرباء - عدم توفر العيادات والمراكز الصحية العامة - محدودية المدارس وتردي أوضاع الموجود منها - انعدام الحدائق الصغيرة والمساحات الخضراء البسيطة، إلى الغياب التام لدور ومراكز الرعاية الاجتماعية للمسننين والعجزة و حتى رعاية الأطفال.

كما أن الزائر لتلك المنطقة، أي منطقة أبو سليم، يمكنه أن يلاحظ مدى الإهمال الواضح في طرق وأرصفة الأزقة، ويزداد الأمر سوءا في فصل الشتاء، بسبب عدم وجود المجاري، وأدوات الصرف الصحي، يؤدي باستمرار إلى حدوث مستنقعات مائية ملوثة، والتي يكثر بها وحولها الأوساخ، فتتحول بوجود البكتيريا والجراثيم فيها، إلى مصدر للأمراض والروائح الكريهة.

الغريب في الأمر، أن شباب منطقة أبو سليم، ليسوا كباقي شباب طرابلس، بل يعتبرهم معظم سكان المدينة، من أكثر الشباب نشاطا وحيوية وشجاعة وجرأة، مما يدفع المرء إلى طرح العديد من التساؤلات:

- هل شباب منطقة أبو سليم خلعت قلوبهم وتلظت بنار الخوف والرهبة، وأصابهم مثل الذي أصاب باقي الشعب الليبي؟ أم أن نظام القذافي قد نجح في التلاعب بعقولهم، وإيهامهم بأنهم يعيشون عيشة العز والمجد في جماهيريته؟

- وكيف لهؤلاء السكان أن يتحملون تلك السمعة الإجرامية السيئة، التي لحقت باسم منطقتهم؟

- وكيف يسمحون أن تبقى حالتهم متدنية، ومعيشتهم وواقعهم مزري، ومعاناتهم مؤلمة، ومستقبلهم غامضا، ولا يبشر بأي بارقة أمل في عيشة حرة كريمة، وهم يرون بأم أعينهم، أموالهم (أموال الشعب الليبي) تهدر بدون تفكير أو حساب، في الخارج وعلى كل من هب ودب؟

قد تكون سياسة التجاهل والتهميش، التي يمارسها نظام القذافي على سكان تلك المنطقة، قد أفلحت في تكميم أفواههم، واغماض أعينهم، ورضوخهم بالكامل لكل الانتهاكات الصارخة، التي يمارسها نظام القذافي في حق السجناء السياسيين، في ذلك السجن الواقع في منطقتهم، وأيضا قد بلد ت مشاعرهم و أضعفت همتهم وغيرتهم، على سمعة واسم منطقتهم، بذلك السجن البشع، الذي أرتبط اسمه وما يحدث فيه أمام العالم بالإرهاب والإجرام.

وأيضاً قد تكون الحالة المعيشية السيئة، التي فرضها ذلك النظام القمعي، على سكان منطقة أبو سليم، قد قيدت أياديهم، وقضت بالكامل على جميع أمانيهم وطموحاتهم، فصاروا كغيرهم من أبناء الشعب الليبي، يقبلون ويرضون بالواقع المفروض عليهم، دون أن يحرك لهم ساكن، ولكن هذا الواقع المرير، يجب ألا يمنعهم في التفكير بكافة الطرق المشروعة، في كيفية الخلاص من هذا الواقع الظالم.

هذه ليست مجرد افتراضات عادية ومنطقية، ولكنها حقائق قد يفكر فيها أو يتوقعها، أي متتبع آخر للشأن الليبي ولو كان من غير الليبيين، لأن الأفعال الظاهرة لسكان المنطقة تؤكد كل هذا.

اما على المستوى الليبي، فجميعنا نعلم ونثق، في عدم تغافل سكان منطقة أبو سليم عن المسبب الحقيقي، لهذه الوضعية التي وصلوا إليها، ونعلم جيدا حجم فطنتهم وذكائهم، وما يمكنهم القيام به، من ردود فعل قوية وواعية، منظمة ومدروسة وناجحة، تمكن سكان منطقة أبو سليم، من نيل حقوقهم الطبيعية كاملة، وتمكنهم من تغيير حالهم وحال كل الليبيين للأفضل، و أيضاً تمكنهم من بناء مستقبل حر سعيد لليبيا ، بناء ليبيا بدون حكم القذافي و آل القذافي، وكل من سار على نهجه وخطاه.



#ليلى_أحمد_الهوني (هاشتاغ)       Laila_Ahmed_Elhoni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فئات وسيارات
- هل تجدي الأساليب السلمية!؟
- إهانة أمريكية -ذكية- للشعب الليبي
- إلى متى السكوت؟ وماذا ننتظر!؟
- كارثة الرعاية الاجتماعية في ليبيا
- رضوا سيف..!!
- واحد + واحد = اثنان
- ما هذا يا هذا..!؟
- الشطرنج
- ماذا لو مات شارون غداً!!؟
- ليبيا ليست في حاجة إلى -سوبرمان-
- فرق تسُد
- آه يا ليبيا المبيوعة!
- الحقبة القذافية
- القذافي وسياسة العقاب الجماعي


المزيد.....




- الجيش الأوكراني يتهم روسيا بشن هجوم بصاروخ باليستي عابر للقا ...
- شاهد.. رجل يربط مئات العناكب والحشرات حول جسده لتهريبها
- استبعاد نجم منتخب فرنسا ستالوارت ألدرت من الاختبار أمام الأر ...
- لبنان يريد -دولة عربية-.. لماذا تشكّل -آلية المراقبة- عقبة أ ...
- ملك وملكة إسبانيا يعودان إلى تشيفا: من الغضب إلى الترحيب
- قصف إسرائيلي في شمال غزة يسفر عن عشرات القتلى بينهم نساء وأط ...
- رشوة بملايين الدولارات.. ماذا تكشف الاتهامات الأمريكية ضد مج ...
- -حزب الله- يعلن استهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي
- قائد الجيش اللبناني: لا نزال منتشرين في الجنوب ولن نتركه
- استخبارات كييف وأجهزتها العسكرية تتدرب على جمع -أدلة الهجوم ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ليلى أحمد الهوني - وماذا عن حي أبو سليم؟؟