أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وائل فاضل علي - حالمون ام كاذبون ؟ الفرق بين احلام اليقظة والكذب















المزيد.....

حالمون ام كاذبون ؟ الفرق بين احلام اليقظة والكذب


وائل فاضل علي

الحوار المتمدن-العدد: 2897 - 2010 / 1 / 23 - 23:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



سنتناول اليوم موضوعا مهما – حسب ظني وعلمي – يتناول واحدة من الظواهر التي بدات تنتشر بشكل ملفت للنظر ، وهو باعتقادي المتواضع يثير خلافات اجتماعية كبيرة بين الافراد ويؤدي الى خلل في تلك العلاقات مالم ننتبه اليه وننبه اليه الا وهو الفرق بين من يكذب ومن لديه احلام يقظة يتحدث بها بل يعيشها هو وكانها حقيقة فهل هو كاذب ايضاً ام ان هناك فروق بينهما ؟ وكيف يمكن لنا اكتشاف او معرفة ذلك ؟
اولا لابد لنا اولا من ان نعرف كلا من المصطلحين (الكذب) و ايضاً (احلام اليقظة) .
الكذب لغة كما جاء في كتاب لسان العرب لابن منظور هو : " الكذب نقيض الصدق. كَذَبَ، يَكْذِبُ، كَذِبًا، وكِذبًا، وكِذْبةً، وكَذْبَةً هاتان عن اللحياني. وكِذابًا وكِذَّابًا ".
وقال ـ أيضًا ـ: " ورجلٌ كاذبٌ، وكَذَّابٌ، وتِكْذَابٌ، وكذوبٌ، وكَذُوبةٌ، وكُذَبةٌ مثل هُمَزَةٍ، وكَذْبانٌ، وكَيذَابانٌ، وكَيْذُبانٌ، ومَكْذَبانٌ، ومَكْذبانةٌ، وكُذُبْذُبانٌ، وكُذُبْذُبٌ، وكُذُّبْذُبٌ ".
وحقيقة الكذب هي الإخبار عن الشيء بخلاف الواقع، وليس الإخبار مقصورًا على القول، بل قد يكون بالفعل، كالإشارة باليد، أو هز الرأس، وقد يكون بالسكوت.
ويعرف الكذب من الناحية النفسية بانه : ذكر شيء غير حقيقي مع معرفة بأنه كذب وبنية غش أو خداع شخص أخر من أجل الحصول على فائدة أو من أجل التملص من أشياء غير سارة .
كما يمكن ان نعرف الكذب بأنه ادعاء شيئا أو أمرا يجافي الواقع ويخفي الحقيقة وهو مدرك لهذا ومتعمد لتحقيق هدف معين وقد يكون ماديا ومعنويا .
اما أحلام اليقظة فتعرف بانها : عبارة عن تخيل إشباع دوافعنا ورغباتنا التي لم تشبع في الواقع ، اما بسبب وجود بعض العقبات او ما يسببه الكبت , ففيها تزول جميع العقبات التي تعوق إشباع رغباتنا في العالم الواقع ،أذ تقوم بدور كبير كوسيلة دفاعية يتحقق بها الإشباع الخيالي للرغبات المعاقة أو المكبوتة , أو كوسيلة للهروب من الواقع القاسي المؤلم او كوسيلة للتعويض عما يعاني منه الفرد .
وبعد هذين التعريفين سنحاول تبسيط الصورة اكثر للفرق بينهما وخصوصا للتمييز بين من هو كاذب (أوكذاب) وبين من لديه أحلام يقظة ...الكذب هو عملية شعورية واعية وآفة خطيرة يستخدمها الفرد من اجل تحقيق مصالح او غايات معينة ، فالكذب صفة مكتسبة لا تورث ، حيث يكتسبها الفرد نتيجة احتكاكه بالوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه فحيث يكثر الشعور بالخوف حيث يتزعزع شعور الفرد بأن يكثر الكذب ، وعادة ما يكون مصحوبا ببعض مظاهر السلوك السلبي مثل الغش الخداع النفاق الغيبة والنميمة النفاق وغيرها . ولذا فان الكذب مرفوض ويعاقب عليه الفرد شرعا وقانوناً. والكذاب يرفضه ابناء المجتمع نتيجة لكذبه وارتباط ذلك السلوك باحداث اذى او ضرر على الاخرين، رغم ان هناك من يقول انه للترفيه والضحك الا ان ذلك لايعفي صاحبه من صفة الكذب ولاتقبل له شهادة عند احد . وللكذب انواع متعددة ولن ندخل في ذلك لان موضوعنا الاساس هو الفرق بين الكذب واحلام اليقظة وقد كتب عن الكذب الكثير فقط نشير الا انه ليس هناك كذب ابيض او اسود فالكذب واحد مهما تعددت الوانه ويهدف لتحقيق غاية معينة ، اذن فهو عملية واعية عند الفرد ، شعورية يعرف بها ويعرف بانه يكذب فهو يخلق قصة او حدث او شيء من لا شيء اي بدون اي وارضية او اساس للموضوع الذي تحدث او يتحدث فيه. ولكننا نتساءل متى يعد الكذب سلوكا مرضيا أو شاذا ؟ إن الكذب البسيط غير متعمد والذي لا يهدف إلى تمشية الأمور الاعتيادية والذي نلاحظه في سلوك الأفراد كافة ظاهرة مألوفة لا تؤثر على التكوين النفسي للفرد وتتراوح بشدتها بين الأفراد من الكذبات المتناثرة والمتباعدة المازحة وخلق الأعذار والاعتذار بأسباب وهمية وغيرها وبين نزوغ الفرد نحو الكذب كهدف وأسلوب للتعامل مع الآخرين سواء لفترة من الوقت أو كحالة مستمرة لا يمكن اعتبار الكذب سلوكا شاذا إلا إذا أصبح حالة مستديمة ومتواصلة ونمطا ثابتا في السلوك وأسلوبا متبعا في التعامل مع الآخرين .

اما احلام اليقظة .. فمن يعيش في احلام اليقظة وهم كثيرون في عصرنا هذا ، فإن لأحلام اليقظة فوائد كما ان لها مضار فمن فوائدها أنها وسيلة للتنفيس عن الرغبات المكبوتة او المحبطة وهي بذلك تؤدي فائدة كبيرة لكثير من الأفراد ، ثم أن أحلام اليقظة قد تكون أحيانا من أسباب تجديد القوة وإثارة الهمة وزيادة المجهود وتحقيق ما يصبوا أليه الإنسان , إما مضار أحلام اليقظة فيوضحها الدكتور محمد عثمان نجاتي بقوله ( ان مضار أحلام اليقظة تنحصر في الاكتفاء بها كغاية في ذاتها والاقتصار عليها للتنفيس عن الرغبات والأماني دون محاولة القيام بالمجهود العملي لتحقيقها تحقيقاً واقعياً لذا تعتبر أحلام اليقظة نوعاً من الهروب والانسحاب من الواقع فهي هنا تضر الفرد أكثر مما تنفعه) . لكن المشكلة اليوم ليس في أحلام اليقظة بحد ذاتها بل بان هناك عدد كبير اصبحت لديه تلك الاحلام وهم لايعيشون فيها او ينغمسون فيها بل المشكلة الاكبر اصبحوا يعتقدون بصحتها ويتحدثون عنها بشكل يشير الى انها امر واقع وحدث حقيقي لا انه مجرد حدث في مخيلة الشخص . كما ان الكثير ممن يمتلك تلك الاحلام وبدأيتحدث بها تجد انه يحمل شهادة عليا او يتمتع بسمعة ممتازة بين افراد مجموعته او جماعته التي ينتمي اليها الا انهم في بعض الاحيان يتهامسون فيما بينهم ليقولوا : الم يقل لنا انه حصل على مبلغ من المال نتيجة لعمل معين (سيقوم به) او لتقديمه النصح والمشورة لجهة معينه وانهم يترجوه ان ياتي اليهم ، لماذا نسي هذا الموضع ولم يذهب ؟ هل كذب علينا هل يعقل انه كذاب الى هذه الدرجة ؟ وغيرها من الامثلة على مثل هؤلاء الاشخاص .. ونحن هنا نقول لا ندافع بل نفسر امراً علمياً .. انهم ليسوا بكذابين على الاطلاق . فالمتحدث عن احلام يقظته يتحدث عن شيء له اساس من الواقع او له ارضية يستند عليها مثلا انه يقدم على عمل او سفر لجهة ما فتاتي له الاجابة الاولية باستلام الاوراق فتبدأ هنا عنده احلام اليقظة تعمل بانه قد سافر فعلا وعمل واصبح الان مشغول ولا وقت لديه لكثير من الامور وماذا سيعمل وكيف سيغير من الامور لا بل حتى ممكن ان يغير التاريخ وهذا كله موجود لديه في احلام يقظته فهو يتمنى ذلك ويريده ويريد ان يحققه وسيعمل الكثير فعلا لو اتيحت له الفرصة ، لذا فهو يتحدث عن ذلك امام الاخرين وبعد فترة زمنية لايتم سفره او قبوله للعمل فيعمل على موضوع اخر ويتناسى الاول فيتسائل الاصدقاء والاخرين فيما بينهم لماذا كذب علينا ؟ واؤكد هنا مرة اخرى بانه لم يكذب وانما تحدث عما موجود من احلام لديه عاشها هو وتمناها وتحدث عنها بطريقة الامر الواقع. يرى فرويد في ذلك أنه عندما يواجه الفرد صعوبات و تنشأ عنها استمرار حالة من الإحباط و لمدة طويلة ، بسبب عجز الشخص في التغلب على العوائق التي تعترض إشباع دوافعه ، تتولد لديه حالة من الضيق والتوتر النفسي المؤلم ، أذ يلجا أثرها إلى استعمال حيل دفاعية نفسية يرمي من خلالها تجنب وتخفيف حدة التوتر والضيق المتولدة لديه ، و التي نجمت من عدم تحقيق حاجاته ورغباته ، و ما أحلام اليقظة التي هي أساس الموضوع الا أحد الحيل الدفاعية النفسية التي يلجأ أليها الفرد في تحقيق مبتغاه وامانيه.
إذن اصبح لدينا الان واضحا ان الكذب او الكذاب لايوجد اساس لما يقوله او يفعله فهو ينسج ذلك من خياله ومخيلته اما صاحب احلام اليقظة – ويامكثرهم هالايام- فهو لديه الاساس ولكن لديه خيال كبير يبني فيه اساس موضوعه ويتحدث عنه وبعبارة اخرى وبين قوسين فهو (لايكذب وانما يتخيل ويتمنى ذلك في مخيلته)، وللحديث بقية في مقال اخر قريب ان شاء الله.

د. وائل فاضل علي
اخصائي نفسي واستاذ جامعي
[email protected]
0046(0)737025991



#وائل_فاضل_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارهاب.... كيف ولماذا .. وجهة نظر نفسية في مفهوم الارهاب
- لماذا دمرنا تجربة التعليم الالكتروني
- ازمة الهوية عند الاباء قبل الابناء
- العنف ضد المراة ...موضوع العصر


المزيد.....




- اتهمت جيفري إبستين باستغلالها جنسيًا.. رواية فيرجينيا جوفري ...
- فيديو: انهيار ناطحة سحاب في بانكوك جراء الزلزال يثير تساؤلات ...
- إسرائيل تعلن توسيع نطاق عمليتها العسكرية في غزة مع إخلاء -وا ...
- عملية أمنية أوروبية تطيح بشبكة ضخمة لاستغلال الأطفال جنسيا و ...
- اتهام موظف رفيع في وزارة أمريكية بالقرصنة الإلكترونية
- مستشار ترامب: الرئيس قادر على إيجاد طريقة للترشح لولاية ثالث ...
- مشروبات الجمال والصحة
- -ما حدث في غرينلاند يمكن تكراره في إسرائيل- - هآرتس
- ترامب يستعد لـ -أم المعارك- التجارية: العالم على شفير هاوية؟ ...
- مناورات صينية بالذخيرة الحية حول تايوان تحاكي ضرب موانئ ومنش ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وائل فاضل علي - حالمون ام كاذبون ؟ الفرق بين احلام اليقظة والكذب