أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - التواصل الفكري والإنساني معيار حضارة العصر














المزيد.....

التواصل الفكري والإنساني معيار حضارة العصر


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 879 - 2004 / 6 / 29 - 07:22
المحور: الادب والفن
    


رواة المدن، فكرة رائعة، الشاعر ممكن ان يستلهم من المدائن التي يعبر عوالمها الشيء الكثير، والمكان يمنح مساحات فسيحة لخيال المبدع، وكلما كان الشاعر عابراً مساحات جديدة، كان تدفّقه متجددا ورحباً، وقد حان الأوان أن تتداخل الثقافات وتتلاقح عبر مبدعيها لأن لغة الشعر والإبداع لغة عالمية أشبه ما تكون بلغة الموسيقى والتشكيل اللوني، وليس مهما أن يعرف الشاعر تفاصيل التفاصيل عن مدينة ما كي يكتب عنها ويستلهم من عوالمها، فكم من الشعراء حلوا ضيوفاً لفترة من الزمن في مدينة ما وكتبوا ما لا يكتبه أصحاب المدن انفسهم، فهذا الأمر يتعلّق بقدرة المبدع على التحليقات الشعرية والإبداعية والسردية، ثم ان المسألة لا تكون نسخة من وقائع المدينة التي نعبرها فالخيال الجامح يلعب دوره في هذا الإطار، فيستطيع المبدع ان يدون ما يشاء ويضيف ما يشاء ويحذف ما يشاء مما يراه او لا يراه فالحرف هو الحكم النهائي في المشهد الذي يراه ..
هذا المشروع في غاية الروعة، فيه بُعد حضاري وإنساني وثقافي ويذيب الصقيع المتراكم ما بين الغرب والشرق، وهذه اللغة، لغة غرب وشرق يجب أن نخلخلها من حيث حساسية الإصطلاح، عبر الإبداع كإبداع! البشر بشر من لحم ودم وشاءت الظروف ان يكون هذا الغرب في الغرب وهذا الشرق في الشرق ثم أن هناك ملايين الشرقيين في الغرب وبضع مئات من الغربيين في الشرق فكيف يتحدث بعضهم عن الغرب والشرق ، على أساس أن هناك فروقات على صعيد الكثير من الأصعدة! نعم هناك فروقات وعوائق كثيرة وعديدة وخاصة من الناحية السياسية والجغرافية والحضارية والتحليلية الأخرى لكن المبدع كمبدع، المفكر كمفكّر وكل مَن يحمل لواء الكلمة عليه أن ينظر إلى هذا الجانب من منظور حضاري بعيداً عن الرؤية السياسية المصلحية الضيقة، وبعيدا عن لغة تعميق الخلاف والإختلاف، وليتأكّد كل بني البشر أنه يستحيل على أكتاف ساسة اليوم أن يتم ردم جسور الخلافات والصراعات مابين الشرق والغرب، لهذا لا بد أن يتحدّى لهذا الأمر المفكر والشاعر والمبدع والفنان والمثقف أينما كان كي يزرع بذور فكرية إنسانية ثقافية حضارية جديدة كي تتلاقح الثقافات وتترعرع في جو من التعانق الإنساني بعيداً عن الخلافات بكل أنواعها وتفرعاتها ولم ينهض الغرب من سباته عندما كان في القرون المظلمة إلا بعد ان رفع سلاح العلم والثقافة والديمقراطية وأطلق العنان لمواطنيه ان يبدع على إمتداد مساحات الخيال لهذا علينا نحن معشر الشرقيين أن نضع في الإعتبار اننا نحتاج أن نتواصل مع الغرب كي نتعانق كلينا عبر خبراتنا وإبداعنا وحضاراتناوجغرافياتنا ونزرع بذور الوئام والمحبة والحرف بيننا وإلا لو نعتمد على الخطابات النارية التي يطلقها تارة ساسة الشرق وتارة أخرى ساسة الغرب فلم نصل إلا إلى برك الدم وإلى المزيد من الحروب والفتن التي تصبّ في قعر الحضارة ويدهشني سماكات الغباء المتفاقمة في رؤى الساسة في الوقت الراهن، كيف لا يستطيعوا ان يجدوا مخارج للمآزق التي عبروا ويعبروا فيها! لقد آن الأوان أن يتكاتف الجميع كي يقوم كل إنسان بدوره كي يمنح حضارة العصر ما يليق بها خاصة وأن التطور المعلوماتي والفكري والحضاري في أوجِهِ لكن وللأسف الشديد أنني أرى أن العلاقات الدولية ما بين الغرب والشرق هي في قمة الإنحطاط الفكري وقمة الخبث الحضاري حيث لا يتم معالجات الهوّة القائمة من منظور إنساني ومن جهتي فإنني أعتبر أن ساسة الكون وتحديداً الدول الكبرى في العالم فشلوا فشلاً ذريعاً في قيادة جغرافية الكون حيث يحلون مشاكل الدول المغلوبة على أمرها بمزيد من الدم وبمزيد من الفقر وبمزيد من الدمار والهلاك وكأننا في عصر الظلمات وينادون بالديمقراطية والعدالة وإلى آخره من شعارات براقة ولكن في العمق يمارسون عكس ما ينادون به في الدول التي يدخلونها والأمثلة كثيرة وأكثر مما تُحصى! لهذا أرى من الضروري ان يتحدى لهذه الكوارث الحياتية كتاب وشعراء وفنانين ومفكرين وبحاثة ومحللين وفلاسفة ومبدعين لهم علاقة مباشرة بالإنسان كإنسان بغض النظر عن كونه شرقي أو غربي او من هذا الطيف أو ذاك! على الجميع ان يذيبوا الخلافات المجنونة القائمة ما بين الشرق والغرب عبر طروحات جديدة حضارية وإنسانية تناسب أبجديات العصر بناء على مصلحة الإنسان أينما كان هذا الإنسان وعلى الجميع ان يخططوا لخلق توازنات ما بين الغرب والشرق والحياة بما يكفل حياة حرة وكريمة للكائن الحيّ، عندها سيخفت وميض التناحر بين شرق وغرب ورويداً رويداً سيصل الإنسان إلى برّ الأمان! هذا إذا حمل الإنسان بين أجنحته أمان!

ستوكهولم: 24 . 6 . 2004
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يذكّرني -يوسف- ابن كابي القسّ بالخبز المقمّر
- حوار مخلخل الأجنحة
- لماذا لا يبني الإنسان علاقة نديّة مع العشب البرّي؟
- الكتابة هي صديقة حلمي المفتوح على وجنة الحياة
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 393 ـ 394
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 391 ـ 392
- تعقيب ملون بغربة لا تخطر على بال
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 389 ـ 390
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 387 ـ 388
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 385 ـ 386
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 383 ـ 384
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 381 ـ 382
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 379 ـ 380
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 377 ـ 378
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 375 ـ 376
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 373 ـ 374
- أنشودة الحياة 4 ص 371 ـ 372
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 369 ـ 370
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 367 ـ 368
- أنشودة الحياة ـ 4 ـ ص 365 ـ 366


المزيد.....




- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - التواصل الفكري والإنساني معيار حضارة العصر