أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مهند صلاحات - شهداء الحرية والثورة والاشتراكية الرفيق / محمد الأسود ... ثورة لا تموت حمراء منذ الأزل















المزيد.....

شهداء الحرية والثورة والاشتراكية الرفيق / محمد الأسود ... ثورة لا تموت حمراء منذ الأزل


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 879 - 2004 / 6 / 29 - 07:22
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


ولد الشهيد محمد محمود مصلح الأسود (جيفارا غزة) في 6/1/1946 في مدينة حيفا وخرج مع أسرته بعد النكبة 1948 نازحا إلى قطاع غزة وسكن في إحدي مخيمات وكالة الغوث ، وحاول إكمال دراسته الجامعية في مصر ولكن عائلته لم تستطع مساعدته فترك الدراسة وعاد للقطاع بعد سنة واحدة حيث عمل هناك موظفاً بسيطاً.

انضم الرفيق الى حركة القوميين العرب فى عام 1963 وأخذ ينشط فى كل المجالات فكريا وتنظيميا وأصبح من عناصر التنظيم النشطة فى القطاع.

بعد نكسة حزيران 1967 أصبح قائداً لإحدى المجموعات المقاتلة فى منظمة (طلائع المقاومة الشعبية) ثم في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ونفذ مع مجموعته عدة عمليات جريئة خلال بدايات العمل المسلح. قام بعدة عمليات ناجحة أوقفت سيل الزوار الصهاينة لقطاع غزة ومحاولاتهم عن طريق أساليب الفسق والفجور واغواء شباب القطاع لدمجهم في المجتمع الصهيونى.

اعتقل الرفيق الشهيد جيفارا فى 15/1/1968 وبقى فى السجن لمدة سنتين ونصف حين أطلق سراحه في تموز 1970.

واصل نضاله بعد خروجه من السجن مباشرة في صفوف الجبهة الشعبية ، وقام بنشاط مكثف في اعداد المجموعات العسكرية وتدريبها وتثقيفها.

تدرج بجدارة في موقعه التنظيمي لما بذله من نشاط وانضباطية عالية وجدية وتقدير للمسؤولية وقدرة على الابداع والمبادرة حتى اصبح نائب المسؤول العسكرى ، ثم تولي المسؤولية العسكرية بعد استشهاد رفيقه وتسلم قيادة العمل العسكرية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في قطاع غزة حتي استشهاده بعد أكثر من سنتين.

في جو المطاردة واستشراس العدو قاد جيفارا غزة رفاقه الثوار بشكل ديناميكى لا يعرف اليأس ، واستطاع بسرعة ربط التنظيم السياسي والعسكري ، واهتم بانشاء اللجان العمالية والنسائية والاجتماعية ورعاية أسر الشهداء وحتى ترتيب مكتبة مركزية ومكتبات فرعية فى القطاع للتثقيف السياسي والحزبي وكان مثالا في صبره واجتهاده لكل الرفاق.

استطاع "جيفارا غزة" ان يكسب ثقة ابناء غزة حين تصدى لمؤامرات الصهاينة فى تهجير سكان غزة بأن نظم مظاهراتهم واضرابهم الكبير. كما عاقب الخونة والعملاء للعدو بعد ان حاكمهم محاكمة عادلة وحذرهم قبل ذلك من التمادى في الخيانة ، ووضع شعاراً لمحكمة الثورة هو "ان الثورة لاتظلم ... لكنها لاترحم".

فكرياُ كان جيفارا غزة يهتم في ظروف العمل العسكري والواجبات التنظيمية اليومية والعمليات الفدائية ، يهتم اهتماما كبيرا نتيجة قدراته وامكانياته النظرية ويلتهم ما يصل اليه من كتب بذهنية وتركيز شديدين ، وكان يلتزم تماما بالنقد والنقد الذاتي في العمل التنظيمي.

يوم استشهد فقدت جماهير غزة ابناً باراً لها وقائداً عظيماً لنظالاتها ، وفقدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بفقده أحد قادتها الابطال. استشهد بعد معركة بطولية خاضها مع رفاقه في قطاع غزة يوم 9/3/1973.

جيفارا القائد والمعلم والإنسان
ان المهمات الضخمة التى كان يقوم بها الرفيق محمد الأسود "جيفارا غزة" من قيادة للعمل سياسياً وعسكرياً والجهد الجبار الذى كان يبذله في متابعة كل القضايا التنظيمية وبناء الحزب والاتصال والتفاعل مع كافة نشاطات الثورة في الداخل والخارج وبرغم الجهد الكبير الذى كان يبذله للتخفى والانتقال من مكان الى آخر باستمرار.

الا أن هذا كله لم يعقه من الاطلاع والدراسة فى شتى ميادين العلوم السياسية والعسكرية ، فقد كان يلتهم الكتاب الذى يصل اليه التهاما ، انه يمتلك قوة ذهنية رهيبة وقدرة على الاستيعاب والتذكر ، ولا ننسى يوما عندما كان يخاطب رفاقه المقاتلين حول الانضباطية اللزمة لكل ثائر ، "تعلموا من تجارب رفاقنا الذين سبقونا فى النضال".

وعند حدوث أى خطأ يقع فيه ويأخذ أى رفيق فى محاسبته أو عندما كان يأتيه نقد من قيادتنا خارج فلسطين المحتلة كان الرفيق محمد الأسود "جيفارا غزة" يتصرف كحزبى ممتاز مطبقا مبدأ النقد والنقد الذاتي وكلماته المأثورة فى هذا الصدد "فبالنقد والنقد الذاتي نستطيع أن نحول الخطأ إلى صواب والسلبيات الى ايجابيات".

ولقد كان يتقبل النقد بكل رحابة صدر بل ويشعر بالارتياح لأن رفاقه واعين متابعين كل شئ وكان يقول "أتمنى دائما أن توجهوا لى النقد البنّاء ، وأعترف أنني أخطأت".

لقد كان الرفيق جيفارا يهتم كثيرا برفاقه المعتقلين وأسرهم وأسر رفاقه الشهداء انه محب بطبعه فقد أحب الناس وأحبته الجماهير فقد كان اسمه على كل لسان الرجال والنساء والأطفال لقد كان والد الجميع يحس أحاسيسهم ويشعر بما فى نفوسهم ويسهر على راحتهم ويعمل المستحيل لرعايتهم ولقد كان دائما يوصى رفاقه ويقول "لا تنسوا رفاقكم الشهداء ، لا تنسوا رفاقكم المعتقلين ، لا تنسوا أن علينا واجب توفير كل قرش لاعانه أسر رفاقنا ، ان صراخ اليتامي والارامل فى وجهي ، ان الصور كلها تمر أمامى ، الوجوه تصرخ بكل ما يرتسم عليها من آلام ، لا تنسوا شعبنا الذى يقاسى آلام التشرد والضياع ، شعبنا الذى يضع فى ثورته كل الآمال".

ان رفيقنا جيفارا محب ، محب لشعبه ، محب لرفاقه ، يحرص على كل واحد منهم حرصه على نفسه ، انه وهو المجرب وقد علمته السنون خبرة واسعة فهو يريد كل رفيق ان يكون على مستوى الثائر الذى يحافظ على نفسه ليعيش أطول فترة فى خدمة ثورته وكثيرا ما كان يخاطب رفاقه المقاتلين قائلا على كل مقاتل ان يتحرك بعقل وحكمة وأن يعمل بسرية تامة ، ويحصن نفسه بقواعد غير مكشوفة ، لا يتحرك بأى مظهر عسكرى الا عند القيام لتنفيذ عملية وبأمر مسبق من المسؤول حافظوا على علاقتكم بالجماهير فهى سلاحكم وسندكم ، تقيدوا بتعاليم الحرب السرية ، التزموا بذلك وتقيدوا به جيداً ، وعندها لن تستطيع قوة مهما عظمت الوصول اليكم ، المهم أن نبتعد عن المسلكية العاطفية ، بل تجردوا من العواطف الا من حبكم وتقديركم لثورتكم ، ومثله كان دائما من لا يحافظ على نفسه لا يحافظ علي ثورته ، وبالتالى تجب محاكمته ، وايماننا ايها الرفاق هو : إنك لن تموت الا إذا أخطأت.

جيفارا عسكريا
"جيفارا غزة" مبتكر العديد من وسائل التخفى التى كانت تسهل عليه الافلات من قبضة العدو مرارا.

انه الاسطورة للفدائى العنيد المسلح بالخبرة الطويلة والحنكة النادرة ، ويكفى ان نسجل هنا أنه بقى أربع سنوات مطارداً للعدو داخل قطاع غزة السهلى حيث لا تساعد طبيعته الجغرافيه على سهولة الاختباء ، ظل جيفارا لغزا محيرا للعدو طوال أربع سنوات كان يقود نضال الجبهة طوال آخر ثلاث سنوات.

جيفارا الديناميكى الذى لا تمضى عليه أربع ساعات فى مكان واحد ، أوجد له ملجأ فى كل مكان من قطاع غزة الضيق ، لقد أحبته الجماهير وفتحت بيوتها له ، ولقد جن جنون العدو يوم أن قام باحتلال غزة عسكرياً ، أكثر من عشرين ألف جندى مجهزين بكل وسائل التحرك والاتصال الحديثة مستخدماً العديد من الطائرات الطوافة بحثاً عنه وعن رفاقه ، لم يتركوا مدينة ولا قرية ولا حارة ولا زقاقا ولا بستانا بل لم يترك العدو شبراً فى قطاع غزة الا ودخله ولكن خابت آمالهم وفشلت خططهم أمام عبقرية جيفارا العسكرية.

جيفارا واضع تكتيك إضرب عدوك ضربات سريعة متلاحقة وفى أماكن عدة متباعدة وفى نفس الوقت ، حتى يفقد العدو صوابه وحتى لا يترك له مجالا للبطش بمنطقة منفردة.

لقد كان اسلوب العدو وبعد كل ضربة توجه إليه القيام بفرض حصار شامل على منطقة الحدث يبقى فيها أهالى تلك المنطقة لاكثر من أسبوع يعانون فيها أقصى أنواع التعذيب الوحشي وحيث لا مأكل ولا مشرب أجياناً ، وحيث اقتحام البيوت وتحطيم كل شئ وسرقة ما يجدونه.

لقد أجبرهم جيفارا غزة على ترك هذا الاسلوب عندما كان يوجه للعدو عدة ضربات متفرقة وفى نفس الوقت. بل وكان يحدث أن تقوم مجموعات خاصة بمفاجأة تجمعات العدو المستخدمة فى الحصار ، ان حادث يوم 6/7/1971 شاهد علي ذلك عندما اقتحمت مجموعة من رفاق جيفارا منطقة الحصار وقذفوا تجمعات العدو بالقنابل وأمطروهم الرشاشات مما أدى الى مقتل أربعة جنود اسرائيليين وجرح العديد منهم وكان ذلك على مرأى الجماهير المحاصرة مما سبب في إرباك العدو ورفع معنويات جماهيرنا المحاصرة.

لقد تراجع العدو مرغما عن اسلوب العقاب الجماعي واقتصروا بعد ذلك على فرض حصار جزئى على منطقة الحادث ولمدة ساعات فقط وأحياناً بدون إجراء.

جيفارا واضع خطط استدراج العدو حيث المكان والزمان يحددهما جيفارا وحيث يقع العدو فى المصيدة وهناك العديد من العمليات يؤكد ذلك وما حادث وادى غزة الا دليلاً على ذلك ، فقد نصب ثوارنا كميناً لدورية للعدو وفى نفس الوقت كانت مجموعات خاصة تنتظر قوات نجدة العدو التى تأتى عادة بعد كل حادث وفاجأوها بوابل من الرصاص والقنابل مما أفقد العدو صوابه وخلخل انضباطه العسكري وتفتت قواته ، ولقد فقد أحد سائقى عربة لوري محملة بالجنود أعصابه وتدهورت العربة فى وادى غزة من فوق الجسر.

جيفارا اتبع اسلوب الكر والفر ، فبعد كل ضربة توجه الينا وبعد كل عملية بطش وتصفية وملاحقة كان الرفيق جيفارا يأمر بالتريث واعطاء أنفسنا فرصة للمراقبة والمتابعة واعطاء فرصة توهم العدو بأن الثورة إنتهت ، كما يعطى الأمان للعملاء والمطلوبين لمحكمة الثورة فيأخذون بالظهور من جديد وبعدها يكون جيفارا قد أعاد ترتيب أوضاعنا التنظيمية والعسكرية وانتهى من وضع مخططات عملنا مستقبلاً حيث لا يتوقع
العدو ولا عملاؤه ذلك.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* المادة منقولة عن موقع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
www.pflp.net

www.talluza.jeeran.com



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهداء الحرية الماركسية /الرفيق وديع حداد .. صانع الثورة الحم ...
- شهداء الاشتراكية والتحرر... الرفيق إبراهيم الراعي شهيد الحرك ...
- شهداء الاشتراكية والتحرر... الرفيق إبراهيم الراعي شهيد الحرك ...
- شهداء الحرية والاشتراكية / الرفيق أبو علي مصطفى ... رجل تعلم ...
- الفساد الإداري والمالي في السلطة الفلسطينية
- رجال في الشمس / رواية الشهيد غسان كنفاني ... الجزء الأول
- الدعارة آفة إجتماعية حقيقية بحاجة لعلاج
- خطأ النظرة إلى المجتمع تؤدي إلى خطأ النظرة إلى الحياة / مفهو ...
- أزمة المثقف العربي / غربة الوطن في الوطن
- إعدام المواطن الأمريكي من الحدود الإسلامية على الكفار أم حدو ...
- قرائة في كتاب -القضايا الكبرى-
- قرائة سريعة في الاحزاب العربية وخروجها عن الصف الوطني
- الخطاب القومي العربي ظهوره ونتائجه وانعكاسه على واقعنا
- وصية لميت لم يمت بعد
- هذا زمان سقوط الأقنعة
- الانتخابات الأمريكية...ودورنا المغبون!!!!
- ابن لادن... إسلام ضد الإسلام أم إسلام ضد الجميع ؟؟؟ سؤال يجب ...
- صليب الملح... هل تسمعين يا فاطمة
- الخرافات الدينية... الصكوك الأولى في التنازل عن فلسطين للدول ...
- آلام المسيح أم آلام الشعوب


المزيد.....




- فرنسا: هل ستتخلى زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان عن تهديدها ...
- فرنسا: مارين لوبان تهدد باسقاط الحكومة، واليسار يستعد لخلافت ...
- اليساري ياماندو أورسي يفوز برئاسة الأوروغواي
- اليساري ياماندو أورسي يفوز برئاسة الأورغواي خلال الجولة الثا ...
- حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرار الجنائية الدولية ويدع ...
- صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
- بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
- فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح ...
- الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مهند صلاحات - شهداء الحرية والثورة والاشتراكية الرفيق / محمد الأسود ... ثورة لا تموت حمراء منذ الأزل