أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - قفل قلبي(رواية)10















المزيد.....


قفل قلبي(رواية)10


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 2896 - 2010 / 1 / 22 - 14:08
المحور: الادب والفن
    


(4)
ـ لم نبدأ بعد حياتنا الخاصة يا دكتور..
ـ آه..أشعر بثقل العالم يجثم على صدري..
ـ يبدو أنك وجدت ما أنساك العالم كله..
ـ حقيقة..فقدت صلتي بكل شيء..
ـ قم لنتناول فطورنا،راءنا أعمال لا تنتهي يا..يااااا..خـ..طـ..يـ..بـ..يـ.. يـ..ي..
على مائدة الفطور لمحت أمي بوادر سهر شرب ماء وجهي،هزت رأسها..قالت :
ـ لم أعهد فيك السهر يا بني..
قالت الدكتورة :
ـ حين يتخلص من تلك المصيبة سيعود كما كان..
حدجتها بنظرة ملؤها توسل،كانت تلوك وتمضغ وهي تنحت عينيها في..
ـ ليس بوسعي أن أجابه امرأتان،واحدة جرّبت الحياة وأخرى تريد أن تغامر ..
قالت أمي :
ـ خبرنا عن أوراق ذلك الولد الشقي..
ـ ليس قبل أن ألملم الموضوع من جميع الاتجاهات..!!
***
جاء يوم العسل كما يقولون،تزوجنا ومرت أيامنا بوتيرة واحدة لا شيء يفرح زمن الحروب،الناس حيارى أو سكارى من غير عقاقير أو مسكرات،أخبار تتضارب وعالم مهوس بما يجري من دمار وخراب،لقد مرت أيامنا تحت خيمة الحرب،مملة مرهقة وتم إلغاء الكثير من الامتيازات الوظيفية وصرنا مثل النحل علينا أن نلهث كي لا تتوقف عجلة الحياة الحربية،كنّا نستقبل الجرحى ونودع الأشلاء المتهامدة وذات صباح كنت جالساً في غرفتي لحظة دخلت امرأة برفقتها صبي أشقر رغم قروية هيئته،وقفت إزائي..
ـ يبدو أنك سريع النسيان يا دكتور..
ـ آه..أعذريني يا سيدة..
ـ سمعت بزواجكما وفرحت لكما..
ـ سنة الحياة..
ـ جئت إلى المدينة وقلت أسأل عنكما..
ـ ولم لا نقول ستحلين ضيفة عزيزة علينا..
ـ سيظل بيتكم عامراً إنشاء الله..
غادرتني وعادت لذاكرتي قصة الولد الذي شغلني وأخذ من وقتي قسطاً وأنا أحاول أن أصل إلى جوهر قضيته،لقد نسيته ونسيت أوراقه بسبب انشغالي الوظيفي والأسري،وعند الساعة الثانية من بعد الظهر جاءت زوجتي وخرجنا نحو البيت..قلت لها :
ـ تصوري من جاءتني هذا اليوم..
ـ قلها ولا تدعني أفكر..
ـ الأم..
ـ أيّة أم..
ـ أم الولد الشقي..
ـ وماذا وراءها هذه المرة..؟؟
ـ مجرد زيارة عابرة..
ـ دعنا منها وخبرني عن خبر اليوم المشؤوم..
ـ شهر واحد فقط..
ـ قل دهر واحد يا حبيبي..
ـ في المرة السابقة نجوت..
ـ لم لا تتوسط وتنجو هذه المرة أيضاً..
ـ حاولت كثيراً دون جدوى..!!
***
قالت أمي :
ـ خبرني إلى أي مكان بالضبط..
ـ القاطع الجنوبي..
قالت زوجتي :
ـ أتصل كي نطمأن عليك..
تناولنا طعامنا بشيء من الغصة والحزن،كان يجب أن أهيأ نفسي لغد ثقيل كي أذهب إلى جبهة الحرب كطبيب معايش،في تلك الليلة كنت في الفراش نتحاور لحظة شعرت بشيء يرعش جسدي،رنين ساح في فضاء الغرفة وسكن روحي،قمت من الفراش وشعرت أن يدين ناعمتين تمسكان بي..
ـ ماذا بك..
ـ لا..لا..شيء..
اندفعت صوب مكتبتي وأخرجت مظروف الأوراق وعدت إلى زوجتي..
ـ أرجو أن لا يأخذك الولد الشقي كما فعل سابقاً..
ـ سأتسلى بما دوّن هناك..!!
نمنا معاً بعدما شبعنا تعباً وغراما..!!
***
عصراً وصلت وحدة الميدان الطبية،بعد سفرٍ دام ليلة ونصف نهار،استقبلوني بحفاوة،كنت أحاول أن أتكيف مع المناخ الحربي والمصطلحات الحديثة،انقرضت بقية النهار على مضض وفي الليل وجدت السرير لا يصالحني،صرفت شطراً من الليل وأنا أفكر بالحياة القاسية للجنود،وجدت تلك الأوراق المحشورة في حقيبتي خير أنيس في جبهة حرب مجهولة،بعد يوم شاق،كان الوقت يقترب من منتصف الليل لحظة أغلقت باب(الكرفان)وتمددت على سريري وبدأت بتقليب الأوراق كوني قد نسيت الكثير من التفاصيل،وجدت نفسي تأبى القراءة من جديد لحظة فكرت أن أبدأ من البداية،ولحسن الحظ كل ورقة مقروءة كانت مطوية من زاوية عليا،وجدت خيالي في شرودٍ آسر وكان من الصعوبة بمكان لملمة التفاصيل المقروءة،فقررت أن أرجأ القراءة لوقت آخر.!!
***
مرت ثلاث ليال وأنا منهمك في حياة قاسية وملغومة،موت يزحف في كل لحظة،وأخبار تشير أن هجوماً وشيك الوقوع على(شرق البصرة)كما تسربت الأوامر،وعادت إلى ذاكرتي(شرق البصرة الأولى)تلك الأيام الصعبة والتي تسربلت بالدم ودموع النساء جراء فقدهن فلذات أكبادهن،خمنت أن المعركة هذه المرة أكبر وأكثر كون الجانبين المتحاربين أعدا حسابات خاصة مستخلصة من عبر المعركة الأولى،بدأت قوافل الجرحى تزحف وأشلاء ممزقة تأتي وتذهب صوب الثلاجات،جاءت أوامر بوقف الإجازات الدورية للضبّاط والمراتب في القاطع الجنوبي،بدأت الآليات العسكرية تزحف لتتخندق في خطوط الجبهة وتقرر أن نتحرك نحن في ناقلة أشخاص مسرّفة لنكن قريبين من خط المواجهة..‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!!
***
باغتنا في منتصف الليل رتل يمشي من خلفنا..قال جندي :
ـ أنهم من كتائب القوات الخاصة..
قال آخر:
ـ ربما ممارسة من الممارسات السريّة للحرس الجمهوري..!!
تناثرت أقوال متضاربة والبعض مضى يستهزأ،كان الرتل يدنو تحت هدأة قمرٍ ساحر والجبهة خالدة لخوف مباغت،فجأة استفاق الليل لرصاص منصب من بنادق آلية وهرع الجميع للخندق الطويل للساتر الحاجب،دامت مواجهة دامية ما بين جنود تسللوا خلفنا وبين جنود تهاوت معنوياتهم بوقف إجازاتهم الدورية،تناثرت الجثث وكان علينا أن نزحف لنقلها إلى المدرعات،أوامر جاءت بضرورة إخلاءهم كونها تحبط معنويات الجنود وتعيق زحف المسرفات القادمة في هجوم مقابل لاحتواء المباغتة والتهيؤ لما هو أمر وأقسى في اليومين القادمين حسب ما تمكنت الجهات الاستخبارية من تجميعه بخصوص الهجوم الموسمي للإيرانيين..!!
***
بدأت المعركة المتوقعة،تشابكت الآليات تحت عصف قنابل لا ترحم وطائرات تقذف بحممها بلا تركيز كون الجمعان تلاحما وصار ذو حظ عظيم من أمتلك حربة في مقدمة سلاحه،صار الزمن ملغياً لا أرزاق تصل ولا ماء،جنود يلوذون بحفر القنابل وجنود يولون الأدبار ودبابات بدأت تتناطح،دخان كثيف وغبار..قال آمر الوحدة الطبية :
ـ علينا أن نركن للترقب وعدم إعطاء تضحيات فليس هناك من تعويض..!!
خبر أفرحنا إذ ليس من المعقول أن نزج بأنفسنا ونحن لسنا جنود حرب في أتون نيران لا تهدأ،رغم فاصل الخوف،وجدت بعض السلوى والخلود إلى نفسي ونحن نخوض حرب بلا سبب لخمس سنوات..!!
***
صبيحة اليوم السادس من المواجهة الشرسة توجب علينا أن نخرج لنلملم أشلاء تعفنت وأعضاء مبتورة نسحبها من حفر(الجرابيع)والجرذان الضخمة،رغم تواجد قصف عشوائي ما بين لحظة ولحظة،وقبل الظهر بقليل وجدت نفسي سابحاً في الهواء وتم نقلي بعد فقدان وعيي إلى الخطوط الخلفية ولحظة فتحت عيني وجدت قدمي اليمين ليس في محله خلت نفسي في لجة حلم ورحت أتململ في فراشي لأطمئن..
ـ كدت تموت يا دكتور..
ـ ماذا حصل..
ـ كان يتوجب ذلك،كان متهشماً..
ـ أرجوك لا تمزح..
تقدم مني ضابط برتبة عقيد وربت على يدي..
ـ أنها الحرب وعلينا أن نتحمل نتائجها..
وجدت في عينيه حفنة دموع وأسف قبل أن يغادرني..!!
***
بعد مرور أسبوع خلدت لحالتي الجديدة،كنت كثير التفكير بزوجتي وأمي،كيف ستستقبلان وضعي الجديد،كان الوقت ليلاً لحظة شعرت بشيءٍ من الأرق وكانت الساعة تبعث في فناء الردهة تكتكات تلفت انتباهي،وجدت حقيبتي قرب رأسي سحبت المظروف في محاولة لدفع السأم الذي بات يلازمني مذ بتر ساقي اليمين،فجأة رن رنين وراح ينداح إلى روحي،شعرت بغربة مضاعفة ووجدت حزمة أوراق الولد الشقي بين يدي..!!‍‍
***


الورقة الثالثة عشر

قالت (الأم) :
ـ هناك من رآها تصعد مع الجرّاح في مركبته..
ـ كلام من يا(أم)..؟؟
ـ كثيرون رأوها..
ـ في الحرب يكثر اللغط بين الناس،وتنام الأخلاق..!!
***
كنت أمشي وجسدي يتمايل من صدمة ما يشاع بين نساء الزقاق،رغم سطوة الرنين وضراوة الرغبة،رغم عنف الشهوة وازدياد خفقان القلب،كل شيء في بات رهن التلاشي،هل حقاً حوّلت(هي)عوا(طـ..صـ..)فها عني..؟؟بين مصدقٍ ومفند لما أسمع وصلت،كانت واقفة تفرد ذراعيها وتستنشق من نسيم الليل اللاذع بهستيرية لا مألوفة..!!
ـ تأخرت..
ـ آه..ثمة ما يحجمني يا ليمونة..
على عجلٍ سحبتني،وصرنا بعد قليل لهاثٍ فوق أنقاض العالم..!!
***
يا صاحبي من السهل أن تفقد فتاة صارت تسكن ذاتك،ولكن ليس بوسعك أن تحتمل فتاة هي لك..هي لغيرك،كنت أسهر أكثر مما يجب،حياة تمشي ملتوية،حرب بدأت بغباء،وناس ليس بوسعهم سوى الاندفاع بجنون صوب الساحات لتمجيد الحرب والتصفيق ملء الرغبة واليقين والإرادة لطغاتها،عالم غابي..عالم غبي،تلك هي كفتا الحياة،قل لي هل قرأت رواية(إرنست همنغواي/وداعاً للسلاح/..)**أرجو قراءتها إن لم تكن قد قرأتها سابقاً،كي تدرك وتتألم لتلك النهاية المأساوية لهذه التراجيديا الأزلية البغيضة بين الأخوة،لا أحد يعي الكارثة،آخ..يا(أخ) صارت النهارات غليان وحمّى ومتابعة الوهم الذي ينتشر،بينما هناك أجساد حالمة تغدو نثاراً في أية لحظة،آه..أنني الوحيد المبتلى بحربٍ خاصة،حرب تستنزف وتقتل على مهل،لا ليلي ليل ولا نهاري نهار،صارت(هي)حربي الكونية،أو بتعبيٍر منطقي ممكن الفهم(قنبلة غرامية موقوتة)في بالي قيد الانفلاق،لكنها مثار شكوك..!
***
بطبيعة الحال ستسأل عن سبب ذلك التبدل الذي حصل في،لقد عرفت كل شيء عن ذلك الغيّاب، غيّاب(هي)وعلاقتها بالجرّاح،صرت أشعر بكوابيس تخنقني،لا طعام يريحني،عزلة تأخذني على مراكب الهذيان صوب خلوات ترويحية ـ لا تستعجل الأمور ـ صحيح أنني أعيش حمى رغبة أنت باعثها وحرائق خمدت(هي)مشعلتها،لكن ذاكرتي تصول وتجول،تنقب رماد متراكم لحياة مشت تحت جنح الظلام،كل شيء تبدل مذ عرفت سبب اختفاءها،قد أعيد إلى ذاكرتك حالة إن كنت قد ذكرتها لك أم أنني نسيتها،أرجو أن تنقب جيداً كوني لا أعيد قراءة ما أكتب لك من سيرة حياتي المظلمة،ربما أعيد أشياء كثيرة من غير وعي مني وحرص فولاذي..!!
***
(هي)ذات نزوة معي شعرت بتقلبات في أحشاءها،قامت وهرعت إلى المغاسل،عادت مصفرة الوجه..قلت لها:
ـ ما الذي تناولت هذا المساء..
ـ لا شيء..مجرد مغص غريب في معدتي..!!
***
في عيادة طبيّة،تقدم منها رجل وقور،وقفت أمامه ذاهلة وفرحة ـ هكذا تتفوه الألسن،أنت تعرف كيف تفسر وتؤول الأشياء زمن الفوضى ـ قبّلها ذلك الوقور وقادها طائعة نحو مركبته..!!
***
ـ لحظة رآني قام وأندفع نحوي،لم يكن بوسعي أن أفعل شيئاً،مشلولة وراغبة كنت،ليس بوسعك أن تقف مكتوف اليدين وأمامك صحناً شهيّاً من الحلوى أو الفواكه النادرة،وأنت تموت جوعاً،فقدت كياني ومضيت من غير شعور أتبعه ككلب يلهث وراء صاحبه..!!
ـ زيديني عذاباً..
ـ آه..لست كما يرام يا ولد..
ـ لم أعد أرى بوضوح..
ـ أنت زعلان..
ـ أنا فلاّح سرقوا غلّة حقله ليلة الحصاد..
ـ لكم أنت عنيد وجاذب..
ـ ماذا بعد يا ليمونة..
ـ آه..قبل أن أتبعه نحو مركبته،فقدت صلتي بالحياة،لقد دخل معي وعانق الطبيب،غمزني بغمازتيه وقدمني على أنني قريبته،تكلم عن زوجته،قال أشياء حزينة أغرتني ودفعتني أن أرافقه..!!
***
أتألم وأنا من أجلك فقط أعيد ما قالت لي(هي)من كلام،قالت أشياء لا تسر بطبيعة الحال،مختصر مفيد أنه فعل مثلما كان يفعل زمن طفولتها،بعد ثمانية أيام حررها ذلك الوقور،(هي)تقول هربت..!!لكنني على يقين أنه تعب منها وربما حررها خوفاً من الملاحقات الروتينية،في البيت ندمت على ما أبديت من تحفظات وصدود،تساءلت:ماذا لو عرفت كل ما جرى لي..!!صولاتي في ممالك ابنة الغضب والحفافة وتلك الصغيرة،شعرت بصحوة ورغبة،لقد خنتها وخانت،علينا أن نتكافأ،أن نتعادل،كفتان آثمتان،وحده التماثل يعيد الرنين لبراءة الحياة،هذا ما أقنعني(لحظتئذ)..!!
***
ـ ليمونة..
ـ سأسميك ليمون..
ـ تعادلنا..
ـ قل أفلحنا في تجاوز الأزمة..
ـ مالي أرى الدنيا تتألق..
ـ ومالي أرى الليل ممتلئاً بالرنين..
ـ ذلك لأننا تكافأنا..
ـ أرجو أن لا تقول أنك(…… )..!!
ـ هي الحقيقة يا ليمونة..
نهضت وتوجهت صوب النافذة،مسكت القضبان وراحت تتأمل النجوم،كانت موديل في انتظار (دافنشي)آخر،لوحة لفتاة متوارية،فتاة من نار،جسد متناسق،شلال شعر يتموج مرتمياً على ظهرٍ يشع،ردفان متكورتان،بينهما شق ينحدر بضراوة أزلية،كنت أسمعها،تسحب الهواء وتزفر بشدة،ناديتها مرتين،قمت ودنوت منها،طوقتها من الوراء الرحب،عصرت كرتي نهديها،آه..لا أريد أن أحكي أكثر خشية أن أسرح وأمرح في حلالنا الممنوع،على كلٍ..أو على أية حال..وجدتها صادية،عدت وجلست على السرير،آه..آه..(هي)وما أدرى العالم من هي هذه الـ(هي)التي تربطك بي في هذه اللحظة وتسلبك عقلك ربما،على أية حال استدارت وهرعت بشيء من البراءة،وقفت أمامي..
ـ مع من..؟؟
ـ مع يدي..(كذّبت)..
قفزت تصفق بكفيها وهي تطلق كركراتها،ما أجمل امرأة تتقافز من غير ملابس..ليس كل امرأة طبعاً ،وحدها(هي)تمنح رقصة الجنون عندما تتقافز وهي من غير(هدوم)..صاحت:
ـ خلتك وجدت بديلة..
ـ هيهات..هيهاااااااااااات..
بطبيعة الحال المرأة تحب من يكذب عليها شريطة أن تصب الكذبة في صالحها،أن تشعرها أنها وحدها الملكة على عرش قلبك،وحدها وكل نساء الدنيا جواريها،عدنا نتفاعل مع الرنين،ننهل ما يتوالد فينا من فواكه عواطف سريعة النضوج،وسعير رغبات لا تنضب..!!
***
ـ سأفضحك..
ـ أفهميني..
ـ خرجت من بيتها..
ـ أنت واهمة يا(منعولة)..
ـ ماذا تريدين..؟؟
ـ ما تفعله معها..
ليس ثمة بد،ما قعدت من أجله أو ترصدت،أو ما كانت تنسج من رغبة حولي،حصل وبرغبة مني طبعاً،شرٌ تنامى في الأفق،كان يجب تجنبه ولو تطلب النزول إلى الهاوية..!!
***
لكن المصيبة أيها السائل الجميل،ايها الباحث عن مجدٍ على أنقاضي،لحظة كنت مع(هي)وجرفنا الحوار نحو مواقف لم تكن في الحسبان..قالت بشيء من القلق :
ـ جاءت العفنة..
ـ وماذا قالت..
ـ حكت أشياء مملة..
ـ ألم تتفوه بسوء..
ـ ربتت مؤخرتها وخرجت..
ضحكتُ هذه المرة :
ـ يبدو أنها عطشت لرجل..
وضعت أناملها على شفتي..
ـ ليس لدينا وقتاً نضيعه..
ـ أتدرين يا عزيزتي كلما أراها أتوقع شؤماً..
ـ دعنا يا ليمون من مشاكل الآخرين قبل أن يتبدد هذا الرنين..!!
***
ذات ظهيرة باغتتني البومة :
ـ يا ولد..
ـ ماذا وراءك..
ـ صبيّتك..
ـ ليست لي صبيّة يا(منعولة)..
ـ لا تتغابى يا ولد..
ـ قولي كلامك وأعطيني ظهرك..
ـ صبيّتك فتحت مملكتها..
ـ كفاكِ رذيلة يا مأفونة..
استدارت وهزت رأسها،سرعان ما ظهرت تلك الصبيّة المسكينة،كانت ترتدي هذه المرة عباءة وفي ملامحها مساحيق تشويه،ألقت سلاماً خجولاً،وقفت وكلها رغبة،لا أعرف لم دروب الشر سالكة أمامي،وجدت نفسي في عالمٍ غابي وحولي فواكه طازجة ناضجة،ألقت عباءتها ووقفت تعرض التبدلات الحاصلة على شكلها وجسدها،ظانة كل الظن أنها صارت فاكهة بحجم العالم،فاكهة أنثوية تزلزل عروق المتورطين بالشبق الحيواني،سحبتها من كفها اليمين إلى داخل المحل ودفعتها نحو المخزن،ألقيتها على عجلٍ فوق كومة أقمشة،سحبت شهيقاً وزفرت بوجهها نيران أحشائي:
ـ ألا تعلمين أنني سأمت البوّابات الرتيبة..
ضحكت وانقلبت..
ـ مدينتي لم يطأها زائر،أريدك أول الفاتحين..!!
ـ ولكنها سلكت يا مجنونة..
ـ بالحلال يا ولد،بالحلال فقط..
للحق أقول لم يكن لي بد،ألقيتها في صحن الرغبة وسبحت في نهرها حتى العرق والغرق..!!
***
ـ ليمونة أراك كالحة الوجه..
ـ ربما الحرب ثخنت نتائجها..
ـ لكننا نعوض ما نفقد من خسارات على المستوى الجسدي..
ـ يا ليمون ..لكل شهوة مسراتها الخاصة،الشهوات لا تتشابه إلاّ في المخيّلات المريضة..
ـ لا تدعي السأم يبني تجاويف على خديك أو في ثنايا قلبك يا ليمونتي..
ـ من أجلك فقط..من أجلك وحدك سأحاول..!!
***
آخ..يا رجل،أنت دمرتني بهذا المطلب الصعب،أنت تعيدني إلى ساعات الحرائق،تريدني أن أحترق من جديد كي تتلذذ بتاريخي البذيء،على أية حال سأواصل سرد أو نزف عذاباتي،كانت(هي)وردة ربيع تكره مجيء فصل الصيف،كانت(هي)الخرير المموسق لجدول ماء ينبع من خلجان السعادة، شيء عارض دهمها وأحدث حشرجة في رنين الليل،كنّا في جلسة ليلية حفلت بزخات مطر من عيون أربع،ونفحات من برد مرجف،كنّا نلفظ زفرات ساخنة،نحاول أن نعيد التوازن أو نلغي ما ترتب فينا من ترسبات،أتذكر أنها تمكنت أن تكلِّف ثغرها باصطناع ابتسامة قبل أن تفه بصوتٍ لم أعهد نبرته من قبل،صوت مغلف بحزن شبقي وحسرة غرامية:
ـ كان كلك لي فيما مضى..
ـ واليوم..
ـ صدأ يحارب بشراسة لخلخلة عواطفنا..
ـ سنفركه..
ـ لكنه شرس لا يقهر..
ـ حبي أقوى وأعند،سأطاردك حتى الأبدية يا ليمونة..
القبلات الطويلة لم تعد كما كانت،النبضات الناطقة تغيرت نغماتها،الهمسات اللمسات الغمزات النظرات الضحكات،كل شيء تغير وصار يعكر المزاج،تغازلنا رغم جحيم السأم،سكبنا ماء الوجدان حتى الملل الشيخوخي..!!
ـ ليمونة..
ـ حرائق ليمونة..
ـ لم لا تدمرينني كما كنتِ بشهواتك التي لا تنتهي..
ـ ليمون..
ـ عيون ليمون..
ـ لدي الرغبة لتدميرك..لست وحدك بطبيعة الحال،أريد تدمير العالم بأسره..
ـ آه..امرأة واحدة بإمكانها جلب العماء كما كانت سبباً لتفجير الوجود..
ـ بدأت فعلاً التفكير بتدميرك..نعم هذا ما يريحني..
معاً ضحكنا من بعد سويعات من الترهل العاطفي،قل لي بحق شبابك وجمالك وبحق من تفكر أن تشركها سرير منامك،هل تفكر الأنثى بتدمير من تحب..؟؟قرأت الكثير عن غيرة النساء،عن مكرهن عن حبهن عن جبنهن عن شراستهن عن رغباتهن التي تتشظى إلى ما لا نهاية،لكن حكايتي مع(هي)حكاية شهرزادية المضمون،ليالينا ملاح ونهاراتنا جراح،ننهل ولا نمل،نسأم ونسعد،في تلك اللحظة الأزلية قلت لها:
ـ حقاً بدأت أشعر برغبتي لمن تتمكن تحطيمي وتعيد بناء تكويني..
ـ هذا ما يدور بخلدي في هذه اللحظة..
ـ لنحاول ربما تفلحين..
أسقطتني وركبت موج الرغبة..قالت بعد جولة حب عنفواني:
ـ أمك كانت السبب..
ـ أمي..
ـ نعم..هي من أذكت هذه الحروب..
ـ أ..نشكرها أم..؟؟
ـ سأكافئها بطريقةٍ ما..
ـ تدميرية..
ـ لست بشهريار..
ـ وأنا سأخدمها حين تشيخ..!!
***
ذات ليلة قالت :
ـ ليمون..
ـ حياة ليمون..
ـ بي رغبة لتدمير من لا يستحق الحياة..
ـ وكيف تميزين بين من يستحق ومن لا يستحق..
ـ سأعرض مفاتني في مزاد علني،من يحمل الحب يبقى..
ـ بأي ميزان توزنين الحب..
ـ بميزان الرقص..
ـ ومن لا يعرف الرقص..
ـ عليه أن يترك دنيانا للعشاق..
ـ لنوقف هذا الكلام قبل أن تفتر حرائقنا..
ـ لكنه يأتيني كلما أنام..
ـ من هذا الملعون يا ليمونة..
ـ الجرّاح..
ـ الجرّاح..الـ..جـ..رّ..اااااااااااا..ح..!!
***
أمور كثيرة بدأت تهجم وتنثر خفاياها وأنا الجريح لا ملاذ يلملمني،بوادر كآبة بدأت تنسج حولي خيوطها الدبقة،شيء جديد عارض وصادم يسحلني بشيء من الرغبة صوب متاهات الليل،لا ألوي على شيء سوى التحديق المتواصل في ظلامٍ يتكاثف..في حياة تتفكك،قالت (الأم) :
ـ أنت مريض حقاً يا ولد..
ـ ومن ترينه صاحياً زمن الحرب..
ـ لا ترفع صوتك خشية الوشاة..
ـ ليتهم يسوقوني بتقريرٍ ملفق حاسم ليقطعوا رقبتي..
ـ لا تهرف يا ولد..
ـ ماذا تريدين..أنا لست بمريض..
ـ لكنك تمشي في الليل..
ـ أحاول أن أجد حلاً..
ـ وهل هناك حلول في ذهنك..
خرجت من الغرفة وجلست تحت الشجرة على كرسي خشبي،جاءت تتبعني ووقفت بقربي،وضعت كفها على كتفي :
ـ أريد بعض الخلوة..
ـ وأنا لدي ما يجثم على صدري..
ـ يا(أم)هل من شيء أجهله..
ـ شيء ليس بوسعك استيعابه..
ـ ربما لكناه وقذفناه..
ـ ليس بوسعك أن تتخيله..
ـ أريحيني يا(أم)..
ـ سامحني..سامحني..يا ولد..
كان يجب أن أستدير،ولك أن تتصور كم يتعذب المرء حين يطحن سراً كي لا يتفشى،كيف إذاً لو كانت حاملة السر امرأة،تنهمل الدموع والجسد يرتجف،حاولت أن تحافظ على كيانها،وجدتها تستجير،قمت وأقعدتها في مكاني،جلست قبالتها،رغم هوس التعب والتعاسة في عروقي رحت أربت على كتفها،طرحت رأسها على كفي وراحت تجهش وتنتحب بحشرجات روتينية متقطعة،همست :
ـ الحلوين لا يبكون..!!
رفعت رأسها،وجدت أحلى وأشهى عينين رأيتهما طيلة فترات مراهقتي،قل لي بحق من يسكن فؤادك ويسلبك فكرك،لم تغدو المرأة قديسة أوان البكاء،جرّب يا دكتور،دع قبيحة تبكي وحدّق إليها،يقيناً سترى ملاحة لا ترحم وشهوة لا تخمد،تلك هي أسرار كبرى لا يفك مغاليقها إلاّ من أبتلي بعواطف نارية وحظوظ بلا حدود..تمتمت :
ـ يوم أزيحه من صدري يندمل جرح حياتي..
ـ إن كان فيه عذاب ادفنيه يا(أم)..
ـ دفنته كثيراً لكنه يباغت كلما أراك..!!
قمت وذهبت إلى غرفتي،تمددت على سريري وألقيت مرساة الذهن في سلة الخيال،بطبيعة الحال،هذا ما يجب قوله،في تلك اللحظة لم ألتق(هي)لليلتين متتاليتين،تمكنت أن أدفن أحزاني في شقوق الظلام أو أسكبه على عالم يتذابح من أجل إثبات الذات،حرب بدأت تطلبني،رغم كوني في السابعة عشر من خريفي لا كما يقول البعض تزلفاً ربيع العمر،لقد ولّى ربيعنا منذ دهور،بلاد بلا ربيع،بلاد لا تعرف غير البنادق وسائل لبناء الحياة،ألا تشاطرني هذا القول،لا ربيع حين يتولى الطغاة والسفلة قيادة سفن الحياة،لم يبق أمامي سوى سويعات كي أحزم يأسي وألقي أحلامي على كتفي،قدماً أمضي إلى متاهات المتاريس الواهية لصد الشرور المصطنعة وفق قباحة أبواق لا تستحي حين تنعق،خربت بيوتنا وغادرتنا براءتنا،صار لون الفرح كابياً بل مرهقاً،آه..أنت لا تعرف أي حبال شدّت من وثاقي في تلك الليلتين المتبقيتين من حياتي الشهريارية،جحيم تتواصل في صلبي،وليل بلا رنين،ليلتان وأنا بلا(هي)على أقل تقدير كان يمكن أن تزيل قيحي المتراكم قبل أن أغدو جرو نباح ذاهب لحماية عرش سلطان نفسه..!!
***
سأقول لك بلا لف أو دوران،الآن طبعاً مضى زمن ليس بالقليل على ذهاب سطوة المفاجأة،لقد عرفت من(الأم)أنها كانت غجرية ملقاة على أرصفة المتشردين،لا مأوى..لا طعام إلاّ مقابل ساعة منام،مسكينة وجدت نفسها فاكهة متنقلة،فاكهة عجيبة،آه..يا صاحبي،حقاً أن المرأة فاكهة ساحرة المذاق،سترى ذلك حين تشاركك من تحب منامك،كل ليلة تفقد رونقها وحلاوتها بعدما تنال وطرك،سترى وتلتمس ذلك وربما ستلعن بعد نزيف ماء أغوارك تلك الساعة التي شاركت نصيبك منامك،سرعان ما تنسى الموضوع حين يدب النشاط في ظهرك،سرعان ما تعود شريكتك ناضجة شهية في الليلة اللاحقة وربما بعد ساعة أو ساعتين وهذا يتوقف على قوة الشهوة فيك،وهكذا تمضي من ليلة لليلة ومن فراش لفراش،هكذا هي سنة الحياة،جوع وشبع،عطش وارتواء،هكذا هي الشهوات مثلما الحياة ولادة وموت،تموت الرغبة حين تنزف لكنها ترتد متأججة في اللحظات القادمة،(الأم)باحت لي بما كتمت من سرٍ قد تكذِّبه،لقد عشقها الوالد الحنون وعطف عليها وربما هذا ما هو أدق توقع أنها ضحكت عليه بتأوهاتها الشهرزادية وأسقطته في بئرها العسلي،طبعاً كانت هناك ردود أفعال ومشادات كادت كما صرحت تؤدي إلى اقتتال أخوي،لكن المياه جرت بما اشتهى والدي،ساقها إلى المدينة وحصل على وظيفة كما أشرت لك،أما أنا كنت الضحية كون أمي الحقيقية ألقتني في سفينة رحيل أبي(الدونجواني)..!!
***
**(وداعاً للسلاح)..للروائي الأمريكي الحائز على نوبل 1956(أرنست همنغواي)..



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قفل قلبي(رواية)9
- قفل قلبي(رواية)8
- قفل قلبي(رواية)6
- قفل قلبي(رواية)7
- قفل قلبي(رواية)5
- قفل قلبي(رواية)4
- قفل قلبي (رواية)3
- (قفل قلبي)رواية 2
- (قفل قلبي)رواية1
- الحزن الوسيم(رواية)9 القسم الأخير
- الحزن الوسيم(رواية)8
- الحزن الوسيم(رواية)7
- الحزن الوسيم(رواية)6
- الحزن الوسيم(رواية)5
- الحزن الوسيم(رواية)4
- الحزن الوسيم..(رواية)3
- الحزن الوسيم..(رواية)2
- الحزن الوسيم..(رواية)1
- مزرعة الرؤوس(قصة قصيرة)
- خمس حكايات


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - قفل قلبي(رواية)10