|
عندما يحترم المسؤول شعبه
جمال المظفر
الحوار المتمدن-العدد: 2896 - 2010 / 1 / 22 - 02:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وقف العالم مندهشا امام موقف الرئيس الامريكي الاسمر باراك اوباما وهو يؤجل خطابه احتراما لطلبات الجمهور الامريكي الساخط والمستاء من تزامن هذا الخطاب مع توقيت بث المسلسل التلفزيوني الشهير ((lost الامر الذي استدعى المسؤولين في البيت البيضاوي لتطمين الشعب بتأخير موعد بث الخطاب ، ولكم ان تتخيلوا رئيس دولة عظمى يؤجل خطابه من اجل مسلسل تلفزيوني ، لاليستعرض عضلاته على معارضيه او يتوعد خصومه السياسيين او يتباهى بانجازات ورقية لااثر لها على ارض الواقع .. هل راعى يوما الساسة في العالم العربي مشاعر شعوبهم ، واجلوا خطاباتهم العنتراتية من اجل مسلسل اوفيلم يحظى بمتابعة الجمهور العربي ، ام ان المسؤولين عن تلك القنوات يقطعون البث مباشرة وبدون حتى تنويه لان القائد الهمام ( فلتة زمانه ) سيلقي خطابا هاما الى الشعب والعالم العربي والاسلامي والغربي والى شعوب ماوراء درب التبانة ، وسيظهر القائد الاوحد والشرر يتطاير من عينيه متوعدا خصومه بالانتقام ومتوعدا شعبه بالمزيد من الانجازات والمشاريع الحيوية والاستراتيجية والتي يظهر فيما بعد انها مزيد من السجون والمعتقلات وتقييد الحريات ومصادرة الرأي والحكم بالحديد والنار ، هذا ان سمعه الشعب لانه اوتوماتيكيا عندما يظهر على الشاشة فان الريموت كونترول سيدير وجهته الى قنوات اخرى ، فالشعوب العربية ملت الخطابات الارتجالية التي لاتشبع ولاتغني واوصلتهم تلك العنتريات الى المهالك ، فايهما افضل للشعوب ، سماع الخطابات الفاشوشية ام مسلسل تركي مدبلج ملئ بالرومانسيات او فيلم انتج حديثا ويعرض للمرة الاولى تزامنا مع عرضه في صالات العرض السينمائي ... الحمد لله ان عصر الستلايت قد خلص الشعوب من قهر الساسة واضطهادهم ومن استعراضاتهم وبهلوانياتهم ، وهذا الحال يذكرنا بما كنا عليه في زمن (القائد الضرورة) عندما كان يستلم التلفزيون من بدايته الى نهايته ، وما ان ينتهي حتى يعاد بعد خمس دقائق لان طلبات المشاهدين قد فاقت الطلبات على اغاني السيدة ام كلثوم وعبدالحليم حافظ ومحمد عبدالوهاب ... وباتت هناك نكته متداولة لدى العراقيين انه حين يتعطل جهاز التلفاز فان العائلة تلصق صورة القائد الاوحد على الشاشة وتجلس تنظر اليه لانه يحتل التلفزيون دائما ... كان بامكان اوباما ان يلقي خطابه رغم انف شعبه ، وان يتبجح ويتطاول ويهدد مثلما يهدد ساستنا ( سنقاوم ، سنحارب ، سنزلزل الارض تحت اقدامهم ، سنسحق هاماتهم .وووو... ) والكثير من المفردات التي حفظتها الشعوب العربية .. خطب معادة ومكررة تدور حول نفس الرنة او الطقطوقة ( الذهاب الى الحرب ) لايفكرون في السلم ابدا ، بل بالعسكرة ويرقصون على حد السيف متباهين بالنجوم التي وهبت لهم دون كفاءة تذكر ، ويريدون ان يكونوا نسخة متطورة من عنترة العبسي او صلاح الدين الايوبي او خالد بن الوليد ، لااحد منهم يفكر في ان يكون من العامة او كمسؤول نزيه لمنظمة انسانية غير ربحية ، مغرمون بالمؤسسات العسكرية والضبط العسكري ، الا على الغواني فانهم في قمة الوداعة والالفة والانسانية والرقة ، فما الذ الاحضان الدافئة واشهاها ، طز في الشعوب امام لذة ولااشهى ..!! اتمنى على الساسة ان يطالبوا باجراء استفتاء شعبي يطرح عبر وسائل الاعلام ، هل يفضل المواطن خطاب السياسي ام اغنية رومانسية لنانسي عجرم او فلا الجزائرية او نجوى كرم ، وهل يفضل الشعب فيلما يمجد السياسي ام فيلما عربيا اواجنبيا من افلام الاكشن ، والله لوعرفوا نتيجة الاستفتاء لصعقوا ، لانها ستكون مخيبة للامال ولتوارى السياسيون عن الانظار ، اي عن الشاشات ... ثم هناك امر اخر ، لماذا لاتحترم القنوات التلفازية ذائقة المشاهد ، تقطع البث لمجرد ان الزعيم الاوحد يريد ان يخطب ، وليته ماخطب ولاقامت له قائمة ، فاي استهانة تلك بمشاعر الشعوب واي تعد على الحقوق العامة .... هناك قنوات تلفازية ، وخصوصا المملوكة للحكومات ، تتسارع في قطع برامجها والانتقال سريعا الى طلة الزعيم ( اخو هدله ) على اساس ان هذا الانتقال المفاجئ سبق صحفي ، لان السبق اليوم بالثواني لابالساعات ، وما ان يظهر سيد الشاشة حتى يبدأ بالتوعد ويتطاير رذاذ لسانه من كل جانب وتكال التهم الى الخصوم ، بانهم وراء( فتق ) الاوزون الذي رفع معدلات الاصابة بالسرطان والتشوهات الخلقية وزاد من حالات الاجهاض وانتشار الامراض الانفلونزية بانواعها ( الطيورية والخنازيرية والماعزية ) وان تغيير المناخ سببه مكائد المعارضين لانهم يلوثون الاجواء مثلما يلوثون العقول ، فهناك علاقة طردية مابين العقل والبيئة وفقا لنظرية ( ام عبيد ) ..!! للاسف الشديد اننا في العالم العربي لدينا ساسة من طراز خاص ، يجيدون فن الالقاء وبارعون في كتابة المواد الانشائية ، ومن لايمتلك منهم الموهبة تلك فهناك الحاشية التي تكتب وتمجد وتتغنى ، ساسة لايجيدون البناء والاعمار ولاكسب الاخرين وضمهم الى الصف الوطني ، وانما محاولة اقصائهم وكسر ظهورهم وظهور الذين خلفوهم لاخر جد ومستعدون لطحن الشعوب من اجل كرسي عاق وخائن لايحافظ على صداقة المؤخرات ، مثل العاهرة تماما كل يوم في حضن ..!!
#جمال_المظفر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عروش وكروش وانقلابات
-
لعبة كسر العظم
-
احذروا الماركزيلات
-
هواة الجعجعة
-
انكسار الذات في القص النسوي
-
حيلة الوالي التي انقلبت عليه
-
انجازات استعراضية
-
شكرا للاحتلال .. ولكن ليس باسم الشعب..!!
-
قطاع الطرق
-
فوضى سياسية عارمة
-
ست سنوات .. والحبل عالجرار
-
الدم العراقي ليس مسرحا للساسة
-
فساد سياسي ام اخلاقي
-
كل شئ ممكن .. الانتخابات قادمة
-
ارحمونا يرحمكم الله
-
حرب الفساد ... اعلامية
-
انسحاب ام اعادة انتشار
-
الشعراء يفعّلون الديمقراطية
-
الى متى ينام التفاح على يديَ
-
استعراضات مرورية ام بهلوانيات
المزيد.....
-
هذا الهيكل الروبوتي يساعد السياح الصينيين على تسلق أصعب جبل
...
-
في أمريكا.. قصة رومانسية تجمع بين بلدتين تحملان اسم -روميو-
...
-
الكويت.. وزارة الداخلية تعلن ضبط مواطن ومصريين وصيني وتكشف م
...
-
البطريرك الراعي: لبنان مجتمع قبل أن يكون دولة
-
الدفاع الروسية: قواتنا تواصل تقدمها على جميع المحاور
-
السيسي والأمير الحسين يؤكدان أهمية الإسراع في إعادة إعمار غز
...
-
دراسة تكشف عن فائدة غير متوقعة للقيلولة
-
ترامب يحرر شحنة ضخمة من القنابل الثقيلة لإسرائيل عطّلها بايد
...
-
تسجيل هزة أرضية بقوة 5.9 درجة قبالة الكوريل الروسية
-
مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة الفلسطينية بقصف إسرائيلي لرفح
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|