أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - وصفة تأزيم ايرانية ... للاحتقان العراقي














المزيد.....


وصفة تأزيم ايرانية ... للاحتقان العراقي


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 2895 - 2010 / 1 / 21 - 23:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تستعصي خلفيات و ابعاد المحاولات المبرمجة ، لاقصاء التيار العروبي ، عن العملية السياسية العراقية على الطمس والاخفاء ، رغم الحجج والمبررات التي يسوقها منظروا وحراس فكرة الاستئصال .

ففي جوهرها ، لم تبتعد قرارات " لجنة المساءلة والعدالة " بمنع شخصيات عامة من الترشح للانتخابات ، عن محاولة للاحتفاظ بامتيازات حصلت عليها فئات في غفلة من الزمن ، وحرمان اخرى من الحصول على حقوقها في التشريع والتنفيذ .

للوهلة الاولى ، تبدو القرارات مستنسخة ، عن تجربة اخرى ، بلورتها انظمة سياسية ، قطعت شوطا اوسع ، في تثبيت حكمها ، واخفقت في ايجاد حالة من الاستقرار و الرضا الشعبي ، وان اظهرت مراكز الدراسات وصنع القرار حذرا في الربط ، او في اجراء مقارنة بين التجربتين .

فهناك اوجه شبه يصعب اخفاءها بين اداء ومهام "مجلس تشخيص النظام " الايراني الذي حال دون وصول كفاءات ايرانية الى مجلس الشورى ولجنة " المساءلة والعدالة " العراقية التي وضعت فيتو على زعامات ورموز سياسية تحظى بشعبية واسعة في مناطق العرب السنة .

بعض الشبه يتمثل في ان " المجلس " و" اللجنة " اداتين لقوتين متنفذتين يصعب عليهما تقبل الاختلاف والتعايش رغم انه ضمانة للتنوع في الحياة السياسية .

ولان هناك فئات متضررة من عملية الشطب والاقصاء المستخدمة في الحالتين تبقى حالة الاحتقان والتوتر قائمة في الحياة السياسية .

فالاصل في العملية الديمقراطية مشاركة الجميع في الحياة السياسية ، وغياب هذا الشرط ، يعني امساك فئة معينة بزمام السلطة ، وحرمان فئات اخرى .

ويتضارب وجود مثل هذا الخلل مع الاساسيات التي يقوم عليها مبدأ مشاركة الطيف السياسي والاجتماعي الاوسع في صناعة القرار .

الى جانب هذا التضارب هناك اوجه شبه اخرى لا تخلو من اغراءات للباحثين المعنيين بالتوجهات السياسية والفكرية في المنطقة .

فالقوى المطلوب اقصاءها في العراق متحررة الى حد كبير من عقدة الطائفية التي تحكم تفكير القائمين على لجنة المساواة والعدالة .

وجاء تنظيم هذه القوى وتأطيرها في اوسع تشكيل علماني عرفته العملية السياسية العراقية منذ الاطاحة بالنظام السابق ليقدمها بديلا للقوى الطائفية التي فشلت في تطبيق شعار المصالحة الوطنية ـ الذي استخدمته في اطالة عمر سلطتها ـ وعجزت بالتالي عن فرض الامن والاستقرار .

في ايران لا تبتعد الامور كثيرا عن التناقض بين طريقتي تفكير وان خفي ذلك نتيجة لعدة عوامل بينها جهل مراكز البحوث والدراسات العربية بتركيبة المجتمع والمؤسسة الايرانيتين .

فقد اظهرت الاحتجاجات التي تلت اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد تناقضات حادة بين مؤسسة الحكم التي كانت تبدو موحدة الى حد كبير حين يتم النظر اليها من وراء العمائم .

والذي عجز المسيطرون على مجلس تشخيص النظام عن استيعاب مشاركته في مؤسسة التشريع فرض حضوره كلاعب سياسي بقوة الامر الواقع مع خروج انصاره الى شوارع طهران محتجين على بقائهم خارج اطار المشاركة .

لقاء الازمتين وتشابههما لا يقتصر على الجوهر والخطوط العريضة التي يصعب اغفالها .

فالتفاصيل الصغيرة التي يجري تداولها بشكل يومي تكشف عن جوانب اخرى من الازمتين السياسيتين ليبدو المشهد اكثر وضوحا.

بين هذه التفاصيل ان خطوات الاقصاء المتلاحقة التي تقوم بها لجنة المساءلة والعدالة تأتي بعد اخفاق طهران في توحيد القوى العراقية الصديقة لمواجهة التيار الذي يتزعمه اياد علاوي وصالح المطلك ويضم طيفا واسعا من الليبراليين والعروبيين المتذمرين من الدور الايراني في بلادهم .

ولا يغيب عن متابعي الملف الايراني ان من اقوى الشعارات التي كانت تتردد في شوارع طهران خلال التظاهرات الاحتجاجية ما يتعلق بدعوات الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول الاقليم والتركيز على التنمية في البلاد .

كما استطاعت الفئات العراقية والايرانية المستقصاة من العملية السياسية كسب التعاطف الدولي باعتبارها فئات مضطهدة تسعى للحصول على حقوقها السياسية .

وفي ظل صعوبات توفر شروط عملية ديمقراطية حقيقية دون التمثيل العادل لمختلف الشرائح والفئات الاجتماعية والسياسية والدينية في السلطة ، وبالشكل الذي يتناسب مع احجامها الحقيقية ، تبقى الاوضاع في هذين البلدين اقرب الى التوتر ، ومجالا خصبا لتدخلات المجتمع الدولي الذي يدرك اهمية استقرارهما لامن وسلام المنطقة والعالم .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماراثون اللحاق بالشارع الايراني
- ايران فوق صفيح ساخن
- انتحار سياسي عربي على خارطة التحولات الكونية
- اقتراع عراقي على اعادة انتاج الازمات
- الوعد الاميركي والقشة الاوروبية
- عودة فلسطينية الى زمن الاشتباك
- الخيارات الصعبة
- ظاهرة الافلاس السياسي
- حاضنة عربية للمزاج العراقي
- عقدة وادي عربة !!
- ملكيرت يطرق جدران الضمير العالمي
- ازمة التمثيل تقلص هامش المناورة الفلسطينية
- المصالحة المستحيلة
- ما تبقى من خطاب حكومة المالكي
- مقامرة - حمساوية - بالذخيرة الحية
- الانكشاف الكوني يضع المنطقة على حافة المواجهة
- غطاء اميركي للاستيطان الاسرائيلي
- انكفاء عربي عن المشهد الاقليمي
- عبث اميركي في حقل الالغام الشرق اوسطي
- الاخوان يتسلقون العملية السلمية


المزيد.....




- تصعيد روسي في شرق أوكرانيا: اشتباكات عنيفة قرب بوكروفسك وتدم ...
- روبيو يلتقي نتانياهو واسرائيل تتسلم شحنة القنابل الثقيلة
- مئات يزورون قبرالمعارض نافالني في الذكرى السنوية الأولى لوفا ...
- السيسي يلتقي ولي العهد الأردني في القاهرة
- بعد حلب وإدلب.. الشرع في اللاذقية للمرة الأولى منذ تنصيبه
- إيمان ثم أمينة.. ولادة الحفيدة الثانية للملك الأردني (صور)
- السعودية تعلق على الأحداث في لبنان
- إسرائيل تتسلم شحنة من القنابل الثقيلة الأمريكية بعد موافقة إ ...
- حوار حصري مع فرانس24: وزير الخارجية السوداني يؤكد غياب قوات ...
- واشنطن وطوكيو وسول تتعهد بالحزم لنزع نووي كوريا الشمالية


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - وصفة تأزيم ايرانية ... للاحتقان العراقي