أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مروج التمدن - عبدالوهاب البياتي .. والحنين الى عنقاء الحضارات














المزيد.....

عبدالوهاب البياتي .. والحنين الى عنقاء الحضارات


مروج التمدن

الحوار المتمدن-العدد: 2895 - 2010 / 1 / 21 - 13:47
المحور: الادب والفن
    


امضى الشاعر العراقي عبدالوهاب البياتي (1926 – 1999) فترة الطفولة واليفاع في أزقة حي " باب الشيخ" وبالقرب من ضريح الشيخ الصوفي عبدالقادر الكيلاني في بغداد ، وكانت غالبية سكان الحي من ابناء الفئات الشعبية البسيطة من الكسبة وذوي الدخل المحدود. وبقيت ذكريات الطفولة عالقة في ذهنه وتجسدت في اشعاره الكثيرة عن بغداد التي " ولدت من زبد البحر ومن نار الشموس الخالدة كلما ماتت بعصر ، بعثت .. قامت من الموت .. قامت من الموت وعادت للظهور.. انت عنقاء الحضارات وانثى سارق النيران .. في كل العصور ". وبقي البياتي وفيا لمدينته بغداد اينما حل في رحلة الغربة الطويلة التي حملته ايضا الى موسكو في عام 1959 .

وقد انضم شاعرنا الى كوكبة من الشعراء الشباب في العراق الذين اسهموا في حركة الحداث الشعرية ومنهم بدر شاكر السياب ونازك الملائكة.وعندما تخرج البياتي من قسم اللغة العربية وآدابها في دار المعلمين العالية عام 1950 عمل مدرسا ثم انتقل الى ميدان الصحافة وعمل ايضا في مجلة " الثقافة الجديدة" التي اغلقت وفصل البياتي من وظيفته ودخل السجن الذي كان يعتبر " مدرسة المناضلين الوطنيين" آنذاك. وبعد ذلك بدأ الشاعر يمارس تلك "المهنة الشاقة" اي الغربة .. حيث تنقل ما بين دمشق وبيروت والقاهرة وموسكو. وعاش بموسكو في الفترة من عام 1959 الى عام 1964 حين اسقطت عنه الجنسية العراقية ، فرحل شاعرنا الى القاهرة حيث بقي فيها حتى عام 1970. وأقام عبدالوهاب البياتي بعد ذلك في اسبانيا فترة عشرة اعوام (1970 – 1980) كانت حافلة بالانتاج وترجمت اعماله الى الاسبانية. وبعد حرب الخليج في عام 1991 عاش فترة في الاردن (عمان) ثم انتقل بعد ذلك الى دمشق حيث وافته المنية. وقد منح خلال تلك الفترة جوائز ادبية تقديرا لأبداعه ودوره في شعر الحداثة العربي.

لكن الفترة الروسية في حياة البياتي لم تكن تخلو من الاحداث المهمة في حياته كأنسان وكشاعر. فقد عرفه جميع الطلاب العراقيين القادمين الى موسكو ايامذاك للدراسة، اذ كان بحكم منصبه كملحق ثقافي في السفارة العراقية ملزما بتدبير شئونهم المعيشية والدراسية. وبالرغم من كل ما قيل عن "نزق " البياتي او طبعه الحاد فكان في تلك الفترة مثال الطيبة والرقة في التعامل مع الطلاب. كما ان علاقاته مع المثقفين العرب القاطنين بموسكو كانت متينة ، اذ لازم صديقه الروائي غائب طعمة فرمان في الامسيات. علما ان الاخير كان يفضل البقاء في شقته في الاماسي الشتوية الباردة، الا ان البياتي كان يلح عليه في ارتياد نادي الادباء ولقاء المثقفين السوفيت. وتعرف الشاعر الى العديد من المستعربين الذين ترجموا فيما بعد بعض اعماله الشعرية الى الروسية. ولربما كان البياتي الشاعر العربي الوحيد الذي نشرت اشعاره انذاك على صفحات جريدة " برافدا" الناطقة باسم اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي. فكان الشاعر يجلس مع مترجمه عند طاولته المفضلة في مقهى " متروبول" بوسط العاصمة الروسية ويملي عليه ابيات قصيدته التي تجدها منشورة في اليوم التالي في " برافدا". ولم يفوت البياتي فرص لقاء الادباء العرب والاجانب الذين كانوا يزورون موسكو في تلك الايام فالتقى محمد مهدي الجواهري الكبير والشاعر التركي ناظم حكمت والشيلي بابلو نيرودا والفرنسي لويس اراغون وترجم لهم ، كما التقى يفجيني يفتوشينكو ورسول حمزاتوف. علما بأنه هاجم رواية " الدكتور زيفاكو "للكاتب المنشق السوفيتي بوريس باسترناك ليس بسبب الموقف السياسي لهذا الكاتب الذي احتضنته الدعاية الغربية بغية استغلاله في التشهير بالاتحاد السوفيتي بل لأنه اطلع فعلا على هذه الرواية التي قدمها له احد الاصدقاء مترجمة الى اللغة الانجليزية وقرر انها ضعيفة من الناحية الفنية ولا تستحق كل هذه الضجة المثارة حولها..

وبعد تركه العمل كملحق ثقافي التحق بمعهد اللغات الشرقية ( معهد آسيا وافريقيا حاليا) بجامعة موسكو حيث كان يلقي المحاضرات امام طلاب الصفوف العليا حول تاريخ الادب العربي. وما زال هؤلاء الطلاب يحتفظون بذكريات طيبة عن احاديثه حول الشعر العربي قديما وحديثا واسباب تحول الشعراء الجدد الى نظم القصيدة العمودية والنثرية التي هو احد مؤسسيها. كما ان اعماله باقية باللغة الروسية وبقيت حتى المقطوعة الموسيقية التي الفها الملحن السوفيتي اوسبينسكي والمستوحاة من ديوانه " كلمات لا تموت".

وكان عبدالوهاب البياتي اينما حل وفيا لمدينته بغداد ولم يقتصر هذا الوفاء على ابداء الحنين الى ازقة وشوارع المدينة ومقاهيها التي كانت تجري فيها المناظرات الشعرية كما تحدث عن ذلك الى طلابه في موسكو بل وعلى نظم الكثير من القصائد عن عاصمة الرشيد وتأريخها العريق، والتي امتزجت فيها عناصر التراث والاسطورة بالحضور الحداثوي.

- من سلسلة مقالات " مبدعون عرب في روسيا" -

عن روسيا اليوم



#مروج_التمدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر ميخائيل إيساكوفسكي مؤلف اغنية -كاتيوشا-
- الشيوعي ناظم حكمت.قصيدة رسالتي الأخيرة .1954
- بيوتر تشايكوفسكي .. احد نوابغ الموسيقى العالمية
- «ليسَ الماءُ وحدَهُ جوابا عن العَطش».. فلسفة أدونيس تتجاوز م ...
- ليف تولستوي.. الكاتب الفيلسوف الانسان
- آنا اخماتوفا..ابرز شاعرات روسيا في القرن العشرين
- الشاعر ميخائيل ليرمونتوف مغني الحزن والاكتئاب


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مروج التمدن - عبدالوهاب البياتي .. والحنين الى عنقاء الحضارات