أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى محمد غريب - كلما أمد قامتي إلى العراق تطول














المزيد.....

كلما أمد قامتي إلى العراق تطول


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 2895 - 2010 / 1 / 21 - 13:43
المحور: الادب والفن
    


كلما أدير راسي
نحو ناصية الجسور
أرى شجراً من الإسفلت يستقيم أمام رؤيتي
يَضِيق على امتداد المرور
أخوض حديثاً مفعماً بالتمني
من عبرة السبل الجذور
ألح على العراق، أتمناه من قلبي
غابات ليمون ولوز
غابات زهور
ورحيل الخريف سويةً بصحبة الجائرين
الغاصبين وجوه النساء
اللاعقين دم الضحايا، الناهقين أعلام الخراب،
الملوثين بالوباء المستديم
أفكك حزني مطلباً
سويةً نغني نخلق المكان
سويةً نغني نُغير الزمان
سويةً نسعى لرحيل الريح والثالوث الملثم بالسواد
سويةً نصعد المنعطف الأضيق
نغسل الأرض من الأدران
من على ضلوعك يا عراق
نزيل حقد اللاعِناتْ
ليبقى عراق النور..
كلما افحص نفسي مبهوراً باسمٍ من بين أسماء التهجي
أرى سنةً أخرى من التهجي
أرى غيلاناً ماسكاً كيس حناء
خلف غابات التصحر
يدهن ذيله بالزيت
يدهن عينيه رماداً
يدهن صوته بالدهاء
يلف حول أسوار مدينتي بغداد
فأغوص في لحمي
ثلاثة أشلاء تنام بمهجتي
تقارب الضوء
تُبَخر قامتي
فتظهر الروابي بالنتوءات
تظهر أسوارها المنسية
على شكل دائرات
أقول داعياً: ليكتمل النصاب .
" صوت:ـــ هكذا تظهر امرأةٌ في حلة ذهبية مقطوعة النهدين، طفل فقد أمه مصاب بطرش الانفجار، تظهر وردةٌ على الرصيف تدوسها الأحذية الجلدية الثقيلة، وتضيء نجمةٌ خضراء ساحة المدينة المبللة بالدم، بالتماثيل المحنطة بالشمع، لم تكن الساحة مأثرة بالسنابك، خالية تماماً ليس من الشحاذين، أقوام لا تقترب منهم، بجانب النهر تسير، تمرح الفتيات قرب أشجار النخيل السوداء، رؤوس مملوءة بالكؤوس وماء أزهار الدفلى، الطرق مغطاة بالتراب الحجري، الرمل يسقط كأوراق الأشجار التي تتساقط في اندثارٍ يبشر بالظلام".
كلما أضع الكأس قربي
أمد قامتي نحو العراق
تعود ذاكرتي إلى الوراء
تُخَرّمها الوجوه المستديرة
ينكسر خاطري
أتذكرهمْ
أحياء أو أشكالاً،
من ضبابٍ منحوتٍ من طبشورْ
أقيس المسافات إليهم.
ابتغي سلم الرغيف
ألوم نفسي بالانحسار البكاء..
كلما اليأس يطيلني بشر النحور
أهرول إلى فسحة التفاؤل
فأجد ورقة من التوت القديم
أتستر بها من نذوري
فقامتي ورعي
أكمم فمي بالسكون
واثقاً في زمان اللغات
يعلمني الرأفة وفنّ السكوت.
" صوت: ـــ هكذا تبدو الأعمدة صامتة، خرافات حديدية تدور حولها، النافخون في الأبواق يجهزون بنادقهم، الفنانون، الرسامون، المغنون، الموسيقيون، المسرحيون، الشعراء الكتاب الفقراء، الفقهاء، المثقفون.. تتسلط عليهم عباءات محصية، اللقطاء، القوادون، الردادون، المساحون، المنسوخون، المخصيون، اللوطيون، الفارون، الحجّارون، الفاجرون.. أصحاب الخطب العصماء، الفتن السرية في برك الفتوى، الرأب لن يكون إلا شقاً مثل ارض يشقها الغبار النووي".
كلما أضع القلم جانباً
أرى سنةً زرقاء
يسقط قمراً أزرق
تتفتت نجمة زرقاء
تعثر الفراشات الزرقاء
بحزمة نار أزرق
وتقوم قامتي الزرقاء
تنثر العَبَرات من رئتي
تراودني رغبةً زرقاء
أن اشق جانبي
واحرق خاصرتي الزرقاء
امسك القلم تارةً
أخط أسماء المثقلين بالنوبات
نور أزرق فوق العين
نور أزرق فوق الحاجب
نورٌ أزرق
بلون سماء المنظور
" صوت : ـــ تصعد من الحالك السفلي وطاويط مفخخة حنكية، تتأقلم الأجساد تصبح ركناً هادئاً لا أصوات لها، السبات يفصل ما بين الحركة والسكون، تظهر امرأة محشورة الرأس في قارورة فولاذٍ مصقول، تظهر وردة ذابلة من خريفٍ مخبول، وتضيء نجمة زرقاء الشواطئ والوديان والقمم المهجورة، لم تنبس ألاغاني سوى جبس وطين، جبس ودم، جبسٌ يثير الرغبات، جبس محنط.
كلما ارفع حاجبي
اسمع طنيناً بشرياً من أسفل الجحيم
من العالم السفلي
هم يدركون ثمة إثم يتبرعم فيهم
يتبرعم من مخالب وأنياب
يتبرعم من جثثٍ مهجورة
يتبرعم من لهاثٍ في الفطر المسموم
يقيسون أنفسهم بالقدرة على خلق السديم
يجاهرون بالرؤيا
يفككون الوقت المأزوم بالتأزم والوعود
يصعدون أفرادا وجماعات
يخطون شعارات المراحل
كل مرحلة لها وطاويط مخالب
كل مرحلة لها أطنان من النفايات.
" صوت:ـــ لم تكن حاصدات الهوى إلا أغاني عن شعارات المدائن، غفوة القوم على الأنهر غايات تراهن في الزمن بكل ما مر من قهر وجبس وملل، يقر الناس أن المشي أفضل من جلوس الظل والدفء العميق، لن تراوح تلك أقوام من القوس قزح، تتداخل ترفض الحدباء كي لا تضيع، تتمطط الرغبات حتى تتساوى اللعانات".
كلما احجز وقتاً من الفصل
تتقدم فصولٌ بدون إذنٍ من زمان
وسيل من الانقسام
عن استيعاب المكان
جموع الركن العجيب
عن حنين المركبات القادمات من المغيب
جموع الوطن الملوي ذراعيهِ
فتضيء الشموع أركان القبور
أرى قبراً وقبراً، وقبراً بينهما سليط اللسان
ينادي: قرابين العراق الذي بنى للإنسان حرفاً
دمٌ وجبسٌ وعظام
فتخضع الأسئلة المستقاة
للجواب المحيط
لثلة القنوط
أمد قامتي فأرى العراق
قببٌ وغابات نجوم
جبسٌ وأنهار دماء
وفلول الهاربين من الضياع
لكن ضوءً أزرقاً
يغسل دفتيه
ويحيل ظلام الموبقات إلى نورٍ يجيء من أقصى الشمال
الشمس والماء في خاصرتيه
هما الربيع
بالدفء ينهزم الخريف
يبقى العراق
حصان السباق الجديد
يبقى العراق علامات العطاء
يمد قامتي بالطول.

2/1/2010



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاجتثاث بمعناه القلع لا يصلح في العمل السياسي
- حسن الجوار وصداقة بدلاً من عداء دائم بفرض الأمر الواقع
- قصيدة شعبية مملوءة بالحقد الفايروسي الشوفيني ضد الكرد
- أزمة القرار المتأخر
- الخروقات الانتخابية من قبل بعض الأحزاب والكتل
- من ينحت المجد في التاريخ الذي تصنعه الجماهير؟
- عام 2010 والأمنيات الملحة
- أحبّك يا روعة الإحساس
- هل الحل في حرب جديدة مع إيران وفق -وامعتصماه -؟
- جريمة تفجير الكنائس واغتيال المواطنين المسيحيين
- المعارضة الإيرانية الواسعة واتهامات السيد خامنئي
- بيان عن تفجيرات الثلاثاء لدولة العراق الإسلامية البعثية
- تعديل قانون الانتخابات - تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي-!
- الحوار المتمدن نقلة نوعية لتطوير الوعي العلماني
- لماذا يسعى حكام طهران لامتلاك السلاح النووي؟
- قرار مجلس محافظة الكوت يحط من قدر وقيمة المرأة العراقية
- بكتريا الحليب في ذي قار وأنفلونزا الخنازير H1N1 في كل مكان . ...
- الفساد المالي والإداري والانتخابي الذي ينخر جسد العراق
- ماذا بَعْدَ أن ادخلوها في مأزق هل سيؤجل موعد الانتخابات؟
- همٌ علمني شراكة الأسى


المزيد.....




- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى محمد غريب - كلما أمد قامتي إلى العراق تطول