نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 2894 - 2010 / 1 / 20 - 17:42
المحور:
الادب والفن
1
ولدت على بعد عشرة أميال من البيت الذي ولد في النبي إبراهيم...
كل صباح ، عصافير بيتنا تذهب إلى بيته وتجلب عطرا غريبا ًوذرات من غبار لجفن نائم ...
حتما هو ليس جفن النبي ...
فقد غادر إلى مصر وفلسطين ومكة ...
ولكن كما تعتقد أمي وكل ملوك السلالات السومرية ..
أن هذا الغبار هو عطر أزمنةٍ كانت تحتضن أحلامه كما تحتضن النجمة ليلها البارد .........!
2
يأتي المطر من بيت النبي إبراهيم محملا بذكريات إناثِ النخلِ وعازفات الموسيقى ومشاعر دمى الطين ...
أقراها بشهوة ممتعة ...
كما يد تُسرقُ الحمرة من الشفتين بخيال قبلة سينمائية ..
النبي يبتسم لنباهة طفولتي ...
وأنا ادفن جسدي بخيال مرآة تسرح شعر امرأة ناعسة بمشط من غرام ...
3
في مطلع الألفية الثالثة ..أرسل بابا الفاتكان قاصده الرسولي ليهيئ له زيارة للمكان المقدس...
قبل مائة متر من البيت ..
جثي القاصد على ركبتيه ...
وبيد مرتعشة مسك الإنجيل وحبى مثل طفل على مهد الوردة وهو يردد :
أبونا الذي هدانا إلى النور ..
اعطنا خبزا وسلاما لتصبح الأرض بيتك الدافئ ..!
4
الآن الطائرات الأمريكية تسرح وتمرح كما نوارس من حديد فوق سطح البيت ...
ولكنها لاتملك شهوة الطيور وسعادتها بسباحة الفضاء ..
إنها تزعق في مهماتها القتالية ...
فيما النبي الطيب يغسل أجفانه بدموعه ويقول :
لا أحب الحرب ، احب الله والفم الذي ترتجف عليه بعزف أوبرالي القبلات الخضراء .!
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟