أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم سوزه - فلنتعلم من السودان جميعنا














المزيد.....

فلنتعلم من السودان جميعنا


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 2894 - 2010 / 1 / 20 - 12:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اخيراً صرّح الرئيس السوداني عمر حسن احمد البشير يوم امس، ان خرطوم ستكون اول عاصمة تعترف باستقلال الجنوب وسلطته من الدولة السودانية اذا ما قرر شعبها ذلك في الاستفتاء العام المزمع القيام به في شهر كانون الثاني/يناير من عام 2010 القادم، ياتي هذا التطور في الخطاب الحكومي السوداني بعد اكثر من 11 عاماً من الحرب الاهلية بين اقليم الجنوب المسيحي وسلطة الشمال المهيمنة على مقدرات البلاد لفترة طويلة.

حيث انتهت الحرب الاهلية والمذابح المتبادلة بين الطرفين في اتفاقية عام 2005 للسلام والتي وقعها الرئيس السوداني البشير مع الراحل جون كرنغ رئيس جبهة تحرير الجنوب ليتبوأ كرنغ بعدها منصب نائب الرئيس في الحكومة السودانية لفترة وجيزة انهتها سقوط طائرته ووفاته في ظروف غامضة ليستلم زمام امور النيابة من بعده سلفاكير وارثاً تركة ثقيلة من المشاكل والاشكالات لم تُحل بعد بين السودان واقليم الجنوب.

لاشك ان تصريح البشير هذا لم يأت (كعادة رؤوساءنا العرب) لولا الضغوط الاقليمية والدولية الكبيرة التي واجهها مؤخراً سيما محاولات الولايات المتحدة الامريكية تقديمه للمحكمة الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ابادة جماعية في اقليم دارفور، وهو ما استدعى البشير الظهور بمظهر المتسامح مع حقوق الاقليات واعطائها الحرية في خطوة لذر الرماد في عيون الغرب عسى ان ينسيهم ذلك ما ينوون فعله.
لا ننسى ايضاً موقف بعض الدول ومساندتها فكرة استقلال الجنوب علناً كليبيا التي تستضيف مؤتمر القمة الافريقي حالياً، وهو ما ساهم في تهيئة الظروف الموضوعية والاقليمية للاستقلال او قبول الفكرة مبدئياً، بعد ان توصلت كل الاطراف المتنازعة للقناعة التي تقول باستحالة حل المشكلات العالقة بين الطرفين الشمالي والجنوبي ونسيان ذلك الارث الدموي الذي خلفته الحرب الاهلية انذاك.

في تصوّري انه حل منطقي سلمي معقول جداً يحقن دماء السودانيين بمختلف طوائفهم ويرسم لنا ملامح مستقبلية لتفكير عربي جديد، مُغاير في ادبياته لحقبة شعارات الوحدة ويوطوبيا الامة الواحدة.
انه تفكير يستقيم مع حقوق الانسان واعلان شأنه فوق كل الدونيات الاخرى ومنها الحدود والاراضي.
انها ثورة جديدة في طور التكوين تستهدف تكسير اصنام الحدود لتقدس كينونة الانسان باعتبارها الاصل الذي يجب ان يسمو على اعتبارات شعاراتية ازهقت ارواح الملايين دون جدوى، بل بعضها رضخ للواقع في النهاية لكن بعد بحور من الدم للاسف الشديد.

في زمن تعلو فيه قيم الانسانية ومبادئ العدالة الاجتماعية والانتصار للمظلومية التاريخية للانسان، لابد للجميع من ثورة شاملة لانقاذ ذلك الانسان وانهاء حاكمية الجغرافيا القسرية عليه، اذ ليس من الانصاف ان يخلق الانسان جغرافيته بيده ثم يعبدها ويقدسها، لا بل تنقلب عليه تلك الجغرافيا وتضطهده لا لشيء، الاّ لانه اراد التحرّر منها وعبادة ما هو احق منها، اَلاَ وهي الذات البشرية.

لعلي ارى ملامح ثقافة جديدة تتشكل سريعاً في وعي امتنا الجمعي، تحمل في طياتها قيم الحداثة والنظرة العالمية الجديدة لمفاهيم راقية تنطلق من الانسان وللانسان فقط بعيدة عن خرافات الجغرافيا وخزعبلات التاريخ.

هل سيستفيد العراقيون من التجربة السودانية لانهاء حقبة دموية مؤلمة مرّت على ابنائه؟ ام مازال في القوس منزعاً للكثير من الفوضى والخراب!!
على اية حال مَن يقع اسير التكبر وعدم الرضوخ للواقع في تحدّيه لرغبة تقسيم العراق على الطوائف والمكونات كحل ابدي ومثالي لمشكلاته، سوف يرضخ لها عاجلاً ام آجلاً كما فعل البشير يوم امس.



#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد المهدي يلوّح بانتهاك الدستور بعد الانتخابات القادمة
- لابد من بيروسترويكا عراقية
- الحل الامثل هو تقسيم العراق طائفياً وقومياً
- امبراطورية بولان ستان
- علاوي بين الحكيم والمالكي
- وقفة مع المفكر الايراني الكبير عبد الكريم سروش
- الى اوباما الرئيس
- نقطة لم توضّح جيداً في الاتفاقية الامنية
- ما لم يظهر في سلوك مثليي الجنس
- المقدس وخطر انهيار المعنى
- اين حريتي
- ليست ولاية الفقيه في مأزق تاريخي بل الحوار المتمدن
- هل فشل الاسلام في ايران؟
- النظام الاسلامي في ايران والثورة الخضراء
- الى دولة رئيس الوزراء ووزير المُهجّرين المحترمين
- وَحدَه أدونيس يُلهمني
- الى الحركة الشعبية لاجتثاث البعث، البعثي بعثي ولو طوّقته بال ...
- معسكر اشرف يُطيح برأس الربيعي
- بعيداً عن السياسة وقليلاً من الفكاهة، هادي ابو رجل الخضرة
- امتيازات اعضاء مجلس النواب العراقي


المزيد.....




- 15 أغسطس 1944: مغاربيون في جيش أفريقيا شاركوا بإنزال بروفانس ...
- إيران تقيد الرحلات الجوية في منطقتها الغربية بسبب -نشاط عسكر ...
- الجزائر والنيجر.. تنشيط العلاقات
- حملة المقاطعة تطيح بالرئيس التنفيذي لستاربكس والإقالة ترفع أ ...
- هل يحتاج العراق إلى قانون الأحوال الشخصية الجعفري؟
- تغيير قانون الأحول الشخصية في العراق.. تهديد للديمقراطية اله ...
- روسيا والإمارات تبحثان التعاون في إطار مجموعة -بريكس-
- -نتائجه كارثية-.. خبير أمريكي يتحدث عن هجوم مقاطعة كورسك وتو ...
- المغرب.. مديرية الأمن تعزز الخدمات في مطارين بالمملكة
- بعد تسجيل حريق بمقرها.. القنصلية العامة الجزائرية بجنيف تصدر ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم سوزه - فلنتعلم من السودان جميعنا