أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عبدالوهاب حميد رشيد - كيف رتّبت الولايات المتحدة تدمير هوية العراق الوطنية وتحويله إلى كينونة تابعة!؟














المزيد.....

كيف رتّبت الولايات المتحدة تدمير هوية العراق الوطنية وتحويله إلى كينونة تابعة!؟


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2892 - 2010 / 1 / 18 - 18:43
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


يناقش هذا الكتاب بأسلوب مقنع بأن التطهير الثقافي cultural cleansing للعراق بعد الغزو/ الاحتلال كان فعلاً مقصوداً، ولم يحدث بشكل عشوائي أو اعتباطي جرّاء الفوضى والفلتان الأمني.. وكان الهدف من هذا التطهير الثقافي هو إعادة تشكيل العراق كدولة "صديقة" للولايات المتحدة، وتمكين واشنطن فتح الطريق أمام طائفة (الأغلبية) والكرد لممارسة السلطة في العراق.
في العشرة فصول الأولى من الكتاب، يؤكد المحررون أن أهداف إدارة بوش تجسّدت في إظهار الولايات المتحدة قوة عالمية مهيمنة، وإعادة صياغة "ستراتيجية الشرق الأوسط" بما يتناسب مع مصالح الولايات المتحدة ويلبي مطامعها.
"ولهذه الغاية، فإن الغزو الأمريكي للعراق يعرض القوة العسكرية الأمريكية الماحقة تجاه العالم لمشهد دولة آلتْ إلى التدمير الكامل في سياق خسائر جسيمة بين المدنيين، مع الإنهيار الثقافي pauperisation لشعبها.
تبين الفصول اللاحقة كيف أن العراق وهياكل الدولة تعرضت إلى تدمير منهجي، جنباً إلى جنب، مع تدمير النظام العلماني الوطني الاشتراكي العراقي.
من هنا بدأت أولى خطوات التنفيذ بعد الاحتلال مباشرة بجرائم نهب وتدمير المتاحف، المكتبات، المدارس، والجامعات في البلاد. ورغم ما قيل بأن العراقيين نفذوا معظم أفعال النهب والسلب والتدمير (فرق المافيا القادمة من الخارج تحت عباءة المحتل!؟)، تبقى الولايات المتحدة الأمريكية المسئولة عن ما حدث.. مع ملاحظة أن العلماء سبق وأن حذّروا البيت الأبيض والبنتاغون بأن هذه الحصيلة ستتحقق في المناطق الرخوة vulnerable أمنياً إذا لم يتم توفير الحماية لها.
ومنذ ذلك الحين تعرض المئات من أساتذة الجامعات، الأطباء، والعلماء العراقيين للاغتيالات، الخطف، القتل أو النفي. شكّل اغتيال الدكتور محود الراوي- طبيب/ مستشار جامعة بغداد- في تموز/ يوليو العام 2003، صدمة في البلاد، وكان بمثابة تحذير للآخرين من المثقفين وأهل الفكر والاختصاصيين. مع ملاحظة أن المخابرات الإسرائيلية/ الموساد، ووكالة المخابرات الإيرانية ساهمتا في تأسيس فيلق بدر، حيث وضعت عليه اللائمة في إرتكاب جرائم القتل.
وعلى أي حال، يُقدم المساهمون في هذا الكتاب أدلّة قوية solid evidence بأن الولايات المتحدة وبريطانيا عززتا جرائم إهلاك المفكرين والمثقفين العراقيين، لأنهم يمكن أن يُشكلوا بؤرة مقاومة الهيمنة الأجنبية، وتم تنفيذ هذه الجرائم عن طريق وكلائهم من أهل طائفة (أكثرية الحكم) والكرد الذي دخلوا بغداد على ظهر الدبابات الأمريكية.
أما وسيلة تطهير الثقافة العراقية والمفكرين العراقيين فقد تجسّدت في حملة اجتثاث البعث de-Baathification campaign التي بناها وأقرها بول بريمروالقنصل الأمريكي في بغداد منذ الفترة 2003-2004، وطُبقت فيما بعد من قبل طائفة الحكم والحكومات الطائفية اللاحقة باستهداف الوطنيين العلمانيين من كافة الطوائف العراقية.
اتُّهمت الولايات المتحدة بتطبيق "خيار سلفادور Salvador option"- ستراتيجية استنبطت في أمريكا الوسطى- لخلق أنظمة حكم تذعن للولايات المتحدة الأمريكية.
رغم كل التحذيرات التي صدرت من قوى فكرية- علمية- إنسانية للولايات المتحدة، فلم يُتخذ أي إجراء، لأنه- وفقاً لـ بربارا بودين Barbara Bodine- فالسفير الأمريكي الأول في بغداد بعد الاحتلال، سبق وأصدر أوامره بالسماح لاستمرار أفعال النهب والتدمير دون اتخاذ أي رادع. بل وفي بعض الحالات، فإن القوات الأمريكية أقدمت عل الإطاحة بأبواب المؤسسات لمساعدة اللصوص.
من جهة أخرى، استخدمت الولايات المتحدة المواقع الأثرية الرئيسة، بما في ذلك بابل القديمة (و) أور بمثابة قواعد عسكرية، مؤدية إلى إحداث أضرار بليغة لا يمكن إصلاحها.
بالهجوم على التاريخ العراقي و "الذاكرة الجمعية collective memory" العراقية، ووفقاً لـ زينب بحراني Zainab Bahrani ، فإن الولايات المتحدة سعتْ إلى تقويض الهوية الوطنية الفريدة للعراقيين.
إن شعورهم القوي بالتاريخ والثقافة، جعلهم الأكثر إبداعاً في مجال الشعر، وظهر منهم شعراء وكتاب ورسامين بارزين على مستوى الوطن العربي.
يركز النصف الثاني من الكتاب على قتل المثقفين والفنيين العراقيين (أهل الفكر والاختصاص ولغاية بعض محلات الباعة والحلاقين).. ومنذ 11 نيسان/ إبريل العام 2003، وبعد يومين فقط من سقوط بغداد، أقدم مجموعة من أساتذة الجامعات والعلماء على إرسال رسالة بواسطة البريد الإلكتروني ذكروا فيه بأن قوات الاحتلال وضعت قوائم بأسماء عراقيين بغية التحرش بهم، اعتقالهم والقضاء عليهم..
في هذا الجهد العلمي، يقرّ 13 كاتباً بأن الولايات المتحدة قصدت عمداً وعن سابق إصرار تدمير هوية العراق الوطنية، والحد من/ وتهميش الفئات المتعلمة، باتجاه محو لائحة العراق النظيفة الهادفة، بغية إعادة بناء العراق من نقطة الصفر ground zero، وخلق كينونة عراقية تكون تابعة للولايات المتحدة.
هذه التجربة (الكارثة) المتمثلة بـ "نهاية دولة "state ending تركتْ ثقباً أسوداً black hole قابعاً في قلب الوطن العربي..
ممممممممممممممممممممـ
How US set out to destroy Iraq s national identity and build a dependent state? MICHAEL JANS Cultural Cleansing in Iraq Edited by Raymond W. Baker, Shereen T. Ismael, and Tareq Y. Ismael., Pluto, 296 pp. $34.95, The Irish Times, Tue, Jan 12, 2010.




#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحقيقة.. سوف تنتصر..
- بلاك ووتر في الصومال!؟
- السرطان.. الميراث القاتل لغزو العراق
- ينبغي على العراق دفع تعويضات الحرب لإيران من أرباح الحقول ال ...
- قلوب في المنفى
- خطورة الوضع الإنساني في قطاع غزّة..
- الترويج الإعلامي لنجاح حملة زيادة القوات
- عيد الميلاد في العراق
- انتشار عمالة الأطفال بين الاجئين العراقيين في سوريا
- استئناف عقوبةالإعدام في العراق يثير قلق الأمم المتحدة
- اللاجئون العراقيون في سوريا يسقطون في مصيدة الفقر
- الاضطرابات تكشف تصاعد اعتماد العراق على الولايات المتحدة
- كتاب مدرسي في العراق يبرز الانقسام بين الطائفتين -الإسلاميتي ...
- مسيحيو العراق يفتقدون فرحة عيد الميلاد
- سياسة النفط الخام في العراق المحتل
- التطهير الثقافي في العراق
- حكومة الاحتلال في العراق تخطط لإعدام 126 إمرأة
- العراق.. تصاعد مخاطر انتشار السرطان والولادات المشوهة
- الإمبريالية الأمريكية.. 11 سبتمبر.. وحرب العراق..
- ب -فضل- الاحتلال لا حقوق للمرأة في العراق


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عبدالوهاب حميد رشيد - كيف رتّبت الولايات المتحدة تدمير هوية العراق الوطنية وتحويله إلى كينونة تابعة!؟