|
في المساءلة وجدلها
عمران العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 2891 - 2010 / 1 / 17 - 19:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حمى الصراع الانتخابي تزداد قوة مع بدء تنفيذ قانون المساءلة والعدالة خصوصا بعد ان شمل شخصيات وقوائم موجودة داخل البرلمان اصلا، ومع شمول هذه الاسماء بهذا القانون كثرت التصريحات والسجالات السياسية وذهب البعض منهم التشكيك بشرعية الانتخابات المقبلة مسبقا معطيا لنفسه الحق في وضع القياسات التي تحدد الشرعية متجاهلا أن الشعب هو من سيقرر شرعيتها لا مجموعة من الاشخاص الذين شملهم القانون كانوا هم ممن صوت عليه في البرلمان وهم بذلك يضعون انفسهم في تناقض واضح من حيث الطعن في هذه الهيئة ومصداقيتها ودستوريتها، وكان الاجدر بهم في حال كان لديهم اعتراض عليه أن يطالبوا بتعديله في وقت سابق على اقل تقدير ، ولكن على مايبدو انهم لم يتوقعوا ان يكونوا يوما ما أمام مساءلة هذا القانون بأعتبارهم اعضاء برلمانيون ، وزاد يقينهم ذلك بعدما تكرر حديثهم عن البعث والتمجيد به دون اي رادع يذكر مما احدث نوعا من الغشاوة على عيونهم ولم يعدوا يبصروا يوم المساءلة . بعض البرلمانيين وبعض الشخصيات لم يدققوا في قراءة نص القانون وتصوروا ان عدم انتمائهم للبعث او خروجهم منه بوقت سابق سيحميهم من الاجتثاث وفاتهم التركيز على ان الاجتثاث يشمل البعثيين ومن يحمل الافكار البعثية والذين يروجون للبعث والافكار الشوفينية وراحوا يعلنون تمثيلهم للبعث المقبور ومحاولة تبرئته من جرائمه بل ان بعظهم اعلن اعتزازه بالانتماء الى تلك الحقبة المظلمة. مهما تعرضت الذاكرة العراقية للتشويه والضغوط لكنها لايمكن في يوم ما ان تنسى تلك الحقبة فمجرد استذكارها يفتح الجروح واسعة ، ومهما حاولوا تجريب اساليب التضليل وتصوير الانتخابات بأنها فاقدة الشرعية في حالة ابعادهم فأنهم لن ينجحوا في تصوير المشهد على انه اقصاء سياسي ، ومن حقنا ان نتساءل متى كان اعوان النظام السابق يؤمنون بالديمقراطية ومتى كانوا هم من يحدد الشرعيات من عدمها وما زالت الدماء العراقية لم تجف بعد من هول اعمالهم . ان تسلل البعض الى المشهد السياسي كان في غفلة من الزمن ويجب ان لاتتكرر هذه الفرصة لان هؤلاء هم الخطر الحقيقي على الديمقراطية وان تغيرت مسمياتهم فدخولهم قبة البرلمان يعني اعطاءهم الفرصة للتخريب والنيل من العملية السياسية فهم خلال السنوات الماضية لم يدخرالبعض منهم وسعا في تشويه هذا المشهد ولم يدخروا جهدا في وضع العصي بعجلة الديمقراطية ، فهل يستحق مثل هؤلاء التسلل في العملية السياسية من جديد؟ وهم المصرون على نهج البعث الصدامي ، من هنا تقع على الكتل السياسية الفاعلة مسؤولية الحفاظ على النظام الديمقراطي والقانون عندما يطبق فأنه سيشمل الجميع دون استثاء ومن اي قائمة ، فالاسماء المشمولة وبشكل اولي مختلفة وتنتمي الى قوائم كبيرة وصغيرة لذلك فالقول ان العملية كانت تستهدف جهة دون غيرها أو انها موجهة لضرب هذا المكون او ذاك من اجل التصفية السياسية فقد فاعليته واثبت ان الجميع ومهما كان انتماؤه معرض لعملية الاجتثاث ، والقانون والقضاء هما الفيصل في مثل هذه الامور، ومن لديه اعتراض على ذلك فليلجأ الى القضاء لا الى الفضائيات والتباكي على المسيرة الديمقراطية التي لايؤمن بها اصلا. وقد يسأل سائل لماذا الخوف من البعثيين وهم كما يقال لايمتلكون الشعبية المؤثرة ؟ ونقول في ذلك أن المخاوف لاتكمن بقدرة البعثيين في الحصول على مقاعد كبيرة في البرلمان فهذا لايمكن له ان يحصل من خلال قراءة تطلعات الشارع العراقي فهم لايمتلكون سوى بعض الاصوات من اعوانهم الذين يعتبرون انفسهم متضررين من عملية التغيير ولكن ان مجرد حصولهم على اي عدد من المقاعد في داخل البر لمان هذا يعني اعطائهم ولو فرصة بسيطة لتعطيل العملية السياسية بهذا القدر او ذاك ، وهذا مالايمكن ان يسمح به ولنا في تجارب العالم عبرة ، فالنازية جاءت من خلال الديمقراطية ، اضافة الى ذلك فأن الدستورالذي هو واجب التنفيذ نص على عدم السماح لمن يحمل الافكار البعثية والشوفينية من ممارسة العمل السياسي ،اوليس من واجبات الاحزاب السياسية العمل على صيانة الدستور وتطبيقه ؟ومادمنا نحن نملك قانونا يمنع حدوث ذلك التسلل فلماذا لانطبقه ونحمي الديمقراطية ؟، وما الحكمة في قبول تسلل الذين لايؤمنون بالديمقراطية نهجا وسلوكا الى قبة البرلمان ؟ ان المسيرة الديمقراطية لاتصاب بالخلل ولاتعوج بسبب ابعاد الصداميين بل العكس هو الصحيح وقد يسأل البعض لماذا هذا التوقيت ؟ والجواب هنا واضح إذ ان عملية التدقيق تأتي بالتأكيد قبل الانتخابات كونها تشمل المرشحين لها ، اما من كانوا اصلا في البرلمان ويحملون تلك الافكار فقد كانت تلك الفترة فرصة لهم للتخلي عن الفكر الصدامي الشوفيني والتخلي عن الاحقاد وترك مخلفات الماضي والسعي مع الجميع في اعادة بناء مادمرته تلك الافكار ولكن يبدو ان هؤلاء ينطبق عليهم المثل الشعبي العراقي الذي يقول ( اللي بالبدن مايغيرة غير الجفن )
#عمران_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ازمة الميزانية
-
قانون الانتخابات .. الدائرة المفرغة
-
قانون الانتخابات .. جدل مستمر
-
عيش وشوف !!
-
البرلمان مابعد قانون الانتخابات
-
المرحلة الاصعب
-
صحفيو الحواسم
-
اداء دون المستوى
-
الصحفيون .. اعتداءات مستمرة
-
سباق انتخابي.. صورة اولى
-
العنف بين مد وجزر
-
ملفات مُرحلة
-
مهمة بايدن الاخيرة
-
30 حزيران
-
فرنسا في منطقة الخليج
-
مجلس النواب .. لحظة مكاشفة
-
الحلقة المفرغة
-
رسائل التفجيرات الاخيرة
-
الفصل التشريعي الثاني ... صورة ضبابية
-
الفصل التشرعي الثاني... صورة ضبابية
المزيد.....
-
إعلان وصول الرهائن السبعة المفرج عنهم من خان يونس إلى إسرائي
...
-
إصابة شاب برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين واقتحامات غربي
...
-
ترامب يطرح سؤالا على برج مراقبة مطار ريغان
-
سماعات ذكية لمراقبة صحة القلب
-
جهاز للمساعدة في تحسين النوم والتغلب على الأرق
-
ماذا يعني حظر إسرائيل للأونروا بالنسبة لملايين الفلسطينيين؟
...
-
كيف يفكر دونالد ترامب في إعادة إعمار غزة؟
-
الإمارات تتسلم أول دفعة من مقاتلات -رافال- الفرنسية في صفقة
...
-
ميركل تنتقد زعيم حزبها بسبب تمرير خطة اللجوء بأصوات -البديل-
...
-
الجيش الإسرائيلي يغتال أسيرا محررا في نابلس (صورة)
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|