أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - النزاع الأمريكي الإيراني














المزيد.....

النزاع الأمريكي الإيراني


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2890 - 2010 / 1 / 16 - 12:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الحقيقة لا تمثل قضية المشروع النووي الإيراني لب الصراع الإقليمي بين أمريكا و إيران , فهذه القضية ثانوية نسبيا من وجهة نظر المصالح الأمريكية بينما هي تحتل المرتبة الأولى من جانب إسرائيل , فعلى الضد من القيمة الإعلامية أساسا لاستهداف إسرائيل بالصواريخ الإيرانية بعيدة المدى مثل شهاب – 3 فإن تطور المقدرة الإيرانية على استهداف آبار النفط و أنابيب نقله و مصافي تكريره الأقرب هي الأكثر خطورة من الناحية الإستراتيجية..إن توسع صناعة الصواريخ الإيرانية بمساعدة كورية شمالية و صينية و ربما روسية أو أوكرانية قد منح إيران قدرة هامة على استهداف هذه المواقع الهامة استراتيجيا بأعداد كبيرة نسبيا من الصواريخ التي لا تحتاج إلى زمن طويل لبلوغ هدفها مما يجعل اعتراضها أصعب من اعتراض تلك الصواريخ المصوبة نحو إسرائيل..نعم أن أداء منظومات اعتراض الصواريخ أرض – أرض قد تحسن بشكل ملحوظ فقد تمكنت مثلا صواريخ الباتريوت – 3 الأمريكية المنصوبة في الكويت من اعتراض العدد المحدود جدا من الصواريخ العراقية التي أطلقت على الكويت في حرب الخليج الثانية على عكس الحرب الأولى لكن هناك ثغرتين أساسيتين في هذه المنظومات : هي أولا عجزها حتى الآن عن اعتراض الصواريخ التي تطير على ارتفاعات منخفضة مثل صواريخ كروز مثلا , فقد وصل صاروخ عراقي صيني الصنع من طراز سيلكوورم إلى هدفه في الكويت في حرب الخليج الأخيرة 2003 وهو أساسا صاروخ مضاد للسفن يطير على ارتفاع منخفض مما يعقد مهمة رصده و اعتراضه من منظومات الدفاع المضاد للصواريخ و تمتلك إيران أعدادا من هذا الصاروخ على ما يعتقد , كما أن جدوى هذه المنظومات في مواجهة هجمات بأعداد كبيرة من هذه الصواريخ قد تتراجع مع امتلاك إيران لأعداد كبيرة من تلك الصواريخ..لقد عجزت منظومات الدفاع ضد الصواريخ الإسرائيلية مثلا في حرب تموز 2006 في اعتراض صواريخ الكاتيوشا التي أطلقها مقاتلو حزب الله و التي تعود تكنولوجيا إلى ستينيات القرن العشرين و هي نسخ روسية و إيرانية وسورية من الصواريخ التي تملكها و طورتها إيران..من المؤكد أن المسافة بين قواعد الصواريخ الإيرانية و أهدافها المحتملة أبعد من صواريخ حزب الله لكن من المؤكد أيضا أن المخزون الإيراني من صواريخ فجر – 3 و 5 و زلزال -1 و 2 المصنعة محليا أكبر بكثير من ترسانة حزب الله إضافة إلى مخزون هام من صواريخ متطورة مضادة للسفن , كانت إحداها تلك التي أصابت البارجة الإسرائيلية في حرب تموز عدا عن أن احتمال مشاركة المدفعية الثقيلة الإيرانية بعيدة المدى ضد هذه الأهداف سيجعل الدفاع عنها فاشلا بالكامل..يضاف إلى ذلك التأثير الهائل لرد إيراني و لو محدود على أهداف نفطية خليجية أو على السفن أو ناقلات النفط التي تجتاز الخليج اقتصاديا و سياسيا..في المواجهة الإيرانية الإسرائيلية يبقى حزب الله , كما كان في "المواجهة" السورية الإسرائيلية في الماضي , قوة مؤثرة و قادرة , و من هنا يأتي تزويده إيرانيا و سوريا بمعدات متطورة قادرة على إيقاع خسائر هامة بالجيش و العمق الإسرائيلي كما اتضح في حرب تموز..لكن من المؤكد أيضا أن المواجهة الأمريكية الإيرانية لم تصل بعد حد القرار الإستراتيجي بتدمير الخصم و تحييد قوته بما يعنيه من استعداد لتحمل تبعات مواجهة مفتوحة , هذا صحيح أمريكيا كما هو صحيح إيرانيا..إن دعم إيران لخصوم أمريكا في لبنان و فلسطين و إلى حد ما في العراق لا يصل إلى درجة الحرب الكاملة , فقد أمكن عقد "مصالحة" بين الخصمين المتصارعين في لبنان تقوم على دور رئيسي لحزب الله حليف إيران اللبناني في تحديد سياسات الحكومة , و عراقيا شهد العام الماضي تراجع متواصل "اختياري" للقوى الشيعية التي تناصب الوجود و المشروع الأمريكي في العراق العداء و استمرار التعاون "المبدئي" بين المجلس الأعلى و حزب الدعوة المقربين أيضا من إيران مع الاحتلال الأمريكي..أمريكيا فإن السيطرة شبه المطلقة على المنطقة ثابتة إلى حد كبير و أمنة من أي تحد جدي , و لا يبدو أن رغبة إيران بتعزيز نفوذها الإقليمي يسير في اتجاه مواجهة مصيرية مع النفوذ الأمريكي المطلق , لا يوجد تصدير للثورة اليوم خلافا لما كان عليه الحال بعد نشوب الثورة الإيرانية و قبل اندلاع الحرب العراقية الإيرانية , و لا توجد حركة ثورية ناشطة تستهدف الأنظمة الموالية لأمريكا في المنطقة , على العكس تماما فالحراك كله يدور اليوم حول توترات طائفية تستخدمها إيران و حكومات الخليج و مصر لصالحها , هذا الشكل من الصراع لا يتناقض مع مصالح الولايات المتحدة ما دام لم يبلغ حد الحرب الأهلية المفتوحة , كما كان الوضع في العراق من قبل و حتى اليوم بدرجة مخففة , فهذه التوترات توفر للولايات المتحدة إمكانيات كبيرة للتحكم بالوضع و هي تناسب أيضا الأنظمة القائمة على ضفتي الخليج إذ يجعلها تبدو كممثلة حقيقية لشعوبها على الرغم من كل الأزمات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية التي تواجهها و هي كلها أزمات جدية , من إيران إلى السعودية إلى اليمن , تتناول شرعية النظام و تحالفاته الداخلية و الإقليمية و خطابه الإيديولوجي الرسمي .

مازن كم الماز



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما لا يخشاه بشار الأسد
- المكان و طقوس القداسة و انتهاك الإنسان
- فلسطين و النظام العالمي الجديد
- عن طبيعة الصراع الحالي
- عام جديد لمعن عاقل
- تعليق على مطالبة نادين البدير بتعدد الأزواج
- منشقون رودولف باهرو : منشق في الشرق و في الغرب
- بيان الحركة السوريالية العربية 1975
- تلفن عياش
- حديث عن المعارضة السورية
- حدود النقد المسموح به اليوم في سوريا
- عن الوثيقة السياسية لحزب الله
- عن النسخة الجديدة من قانون الأحوال الشخصية
- السلطة في مواجهة الثقافة لرودولف روكر
- سيرة حياة الأناركي الأرمني الكسندر أتابكيان
- تحية إلى الحوار المتمدن
- عندما انتقد المسيري مفهوم الاختلاف عند دريدا
- هي مباراة كرة قدم
- عن مفهوم المواطنة
- الديكتاتورية -العلمانية- التابعة : نموذج أتاتورك المنسي


المزيد.....




- انقلاب ناقلة نفط ترفع علم جزر القمر قبالة سلطنة عمان
- بعد إطلاق النار.. سفارة أمريكا في سلطنة عُمان تصدر تنبيها أم ...
- -بلومبرغ-: بعض الدول الأوروبية تدرس فتح سفارات لها في أفغانس ...
- -نائب ترامب- يتجاهل مكالمة -نائبة بايدن-
- اكتشاف يحل لغزا محيرا حول -متلازمة حرب الخليج- لدى قدامى الم ...
- العراق بين حزم -خروتشوف- وبندقية -سبع العبوسي-!
- -روستيخ-: صواريخ -إسكندر- الروسية تضرب بـ-دقة القناصة- ولا ت ...
- محاولة اغتيال ترامب.. أجهزة الأمن تتخوف من عمليات انتقامية
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف مواقع لـ-حزب الله- في جنوب لبن ...
- لافروف يصل نيويورك لترؤس اجتماعات وزارية في مجلس الأمن الدول ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - النزاع الأمريكي الإيراني