أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - الجدار الفولاذي بين الشريعة والسياسة















المزيد.....

الجدار الفولاذي بين الشريعة والسياسة


أحمد أبو مطر

الحوار المتمدن-العدد: 2889 - 2010 / 1 / 15 - 11:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أصبح مؤكدا أن الحكومة المصرية تقوم ببناء جدار فولاذي تحت الأرض بعمق طويل على الحدود بين قطاع غزة وسيناء المصرية، التي تمتد حوالي تسعة كيلومترات ، وذلك بهدف إعاقة بناء أنفاق سرية عبر الحدود تستعمل للتهريب بين القطاع ومدينة العريش المصرية ، خاصة بعد انقلاب حركة حماس العسكري الذي أدى إلى سيطرتها الكاملة على القطاع في يونيو 2007 ، وطردها كافة كوادر وقيادات حركة فتح والسلطة الفلسطينية ، ومنذ ذلك التاريخ يعيش حوالي مليون ونصف مواطن فلسطيني بنسبة عالية على ما يتم تهريبه عبر هذه الأنفاق ، التي أقل ما يهرب عبرها هو السلاح لأن حماس نفسها رغم صراخ المقاومة الخطابي لم تطلق رصاصة على الاحتلال منذ انتهاء اجتياح يناير 2009 ، بالعكس فهي تعتقل كل من يحاول إطلاق الرصاص أو الصواريخ الكرتونية ، بمعنى أن السلاح سلعة غير مطلوبة في السوق اليومي ليتم تهريبها عبر الأنفاق .
وقد أوجدت هذه الأنفاق حسب كتابات ورصد بعض الكتاب الفلسطينيين المقيمين في غزة طبقة من الأثرياء التي يمكن تسميتها "أثرياء الأنفاق"التي يتم بناؤها بعلم سلطة حركة حماس مقابل مبالغ باهظة للحركة رسوما لكل نفق ، مع العلم أن غالبية سكان القطاع فعليا تحت خط الفقر ولا يملكون ما يشترونه من المواد التي يتم تهريبها . وكم هو مثير للفزع والخوف أن تشاهد وتتأكد من معلومة وليس نكتة وهي أنه في الفترة الأخيرة بدأ تهريب الخيول والحمير عبر الأنفاق لاستعمالها كوسائل نقل ومواصلات لعدم توفر البنزين والمازوت لاستعمال السيارات. ورغم كل هذا الوضع المأساوي إلا أن رصدا لأهم موضوعات العام 2009 وبدايات 2010 تثبت أن موضوع الجدار الفولاذي هذا قد طغى على الاهتمام بالذكرى الأولى للاجتياح الإسرائيلي للقطاع ، وذلك ليس بسبب خطورة الجدار على حياة السكان في القطاع فقط ، ولكن بسبب تداخل الشريعة والسياسة في الموضوع . وهذا وحده يثبت عشوائية الحياة التي يعيشها العرب بسبب تدخل رجال الدين في كل صغيرة وكبيرة من "إرضاع الكبير" إلى "الجدار الفولاذي"، ولم يبق إلا فتاويهم بخصوص لون الملابس المحرّمة للرجال والنساء ، ولم لا فربما يكون اللون الأحمر مثلا غير شرعي فعليهم دراسة الأمر ونصحنا.
الجدار..شرعي أم غير شرعي ؟
هذا الموضوع السياسي تسابق فيه المفتون باسم الشريعة الإسلامية بين محلل ومحرم ، وبالتالي فلا يعرف المواطن المسلم شيخ أية طريقة يتبع ، الذي أفتى بتحليل الجدار شرعيا وتأييد بنائه لمطابقته لتعاليم الإسلام ، أم الذي أفتى بمخالفة الجدار للشريعة الإسلامية وتكفير القائمين على بنائه والمحللين لذلك أيضا ؟. من نتبع منكم خاصة أن كل طرف يورد عشرات الآيات القرأنية والأحاديث والمواقف النبوية التي تدعم وجهة نظره.
فالأزهر يؤيد بناء الجدار ،
إذ أصدر مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف برئاسة فضيلة الشيخ الدكتور محمد سيد طنطاوي حفظه ورعاه الله ، بيانا رسميا بإجماع أعضائه أيّد فيه قيام الحكومة المصرية ببناء الجدار الفولاذي على الحدود المصرية مع قطاع غزة ، وقد جاء في البيان حرفيا: " إن من الحقوق الشرعية لمصر أن تضع الحواجز التي تمنع أضرار الأنفاق التي أقيمت تحت أرض رفح المصرية، حيث يتم استخدامها في تهريب المخدرات وغيرها مما يهدد ويزعزع أمن مصر ومصالحها . إن ما تقوم به مصر تأمر به الشريعة الإسلامية ويتفق مع أحكامها التي تؤيد حق كل دولة في حماية حدودها ومصالحها . إن الذين يعارضون بناء هذا الجدار يخالفون بذلك ما أمرت به الشريعة الإسلامية ".
إذن فالشيخ الدكتور يوسف القرضاوي ،
يخالف الشريعة الإسلامية وأوامرها لأنّ فضيلته أصدر بيانا يوم السابع والعشرين من ديسمبر لعام 2009 ، ورد فيه:" إنّ بناء الجدار الفولاذي الذي تقيمه مصر هذه الأيام على الحدود بينها وبين غزة عمل محرم شرعا، لأن المقصود به سدّ كل المنافذ على غزة للزيادة في حصارهم وتجويعهم وإذلالهم والضغط عليهم، كي يركعوا ويستسلموا لما تريده إسرائيل". طبعا ليس الشيخ القرضاوي وحده فهناك العديد من الشيوخ والمفتين ربما أكثر من عدد أعضاء مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر، أيدوا فتوى القرضاوي بتحريم الجدار ومخالفة القائمين عليه والمؤيدين له للشريعة الإسلامية والسنّة النبوية ، وهم بذلك خارجون عن تعاليم الإسلام ضالون عن الطريق النبوي الصحيح.
أما حزب التحرير في فلسطين ،
الموكل بإقامة الخلافة الإسلامية في عموم الدول الإسلامية أولا، ثم العالم أجمع وكما يعد فهي قاب قوسين أو أدنى ، وبعد قيامها سيتولى خليفة المسلمين عندئذ تحرير فلسطين كاملة ثم تحرير العالم أجمع من الكفار والنصارى ، فقد أعلن فضيلة السيد الشيخ الأستاذ حسن المدهون ، من المكتب الإعلامي للحزب :" إن العلماء الذين أصدروا هذه الفتوى الخبيثة فاقدون للأهلية الشرعية كونهم يعترفون بالحدود التي أقامها الكافر المستعمر ، بل ويجعلونها فوق حدود الله التي دعت إلى نصرة المسلمين ". وأضاف فضيلته :" إن الأمة تزخر بالعلماء المخلصين الذين يرفضون هذه الفتوى وأمثالها ، ويتطلعون إلى اليوم الذي يكونون فيه جزءا من جيوش المسلمين الزاحفة لتحرير فلسطين وكل البلاد الإسلامية المحتلة".
وفي فلسطين ذاتها منْ حلّل بناء الجدار،
فقد أفتى فضيلة الشيخ الدكتور محمود الهباش وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني ( الحمساوي سابقا ، العبساوي حاليا) " أنّ من حق مصر أن تتخذ من الإجراءات ما تراه مناسبا لضمان أمنها وحماية حدودها وتنفيذ القانون في أراضيها...إنّ مجمع البحوث في الأزهر الشريف أصدر بيانا واضحا وهو أعلى مرجعية جماعية لأهل السنّة في العالم وليس مصر فقط ". بينما فضيلة الشيخ الدكتور محمد أسعد بيوض التميمي ، مدير مركز دراسات وأبحاث الحقيقة الإسلامية ، ونجل مفتي فلسطين السابق الإمام المجاهد أسعد بيوض التميمي ، فقد نشر دراسة طويلة مدعمة بآيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، تحت عنوان " الكفر البواح في الفتوى الشيطانية بشرعية الجدار الفولاذي الفرعوني " ، وصف فيها الشيوخ الذين أيدوا شرعية بناء الجدار بأنهم " علماء السلطان الجائر الموالي للكفار ، ويا أتباع الشياطين يا أيها المجرمون ، أيها الكافرون ". و كنتيجة فإن الطرفين كافران حسب وجهة نظر كل طرف في ألآخر.
والبابا شنودة الثالث أيضا،
بابا الإسكندرية ، بطريرك الكرازة المرقسية ، تدخل أيضل في الموضوع وأفتى في مقابلة تلفزيونية بقوله:" أنا مع حماية البلاد وحدودها بأية طريقة تراها الدولة، ومن حقنا أن ندافع عن بلادنا وحدودها ولا تعتبر هذه خيانة كما يردد البعض، مع التذكير أن البابا ما زال على فتواه التي أعلنها عام 1980 بتحريم ومنع الأقباط المصريين من زيارة القدس طالما هي تحت الاحتلال الإسرائيلي .
إذن ما الحل يا أهل الشريعة والسياسة؟
الحل هو في الوسطية التي يعبر عنها مفتو وشيوخ الدول الاسكيندينافية ، كي توفق بين فك الحصار عن قطاه غزة والمحافظة على السيادة والأمن المصري ، وهذا هو موضوع المقالة القادمة ، فانتظروا يا أهل العلم ، وفقنا ووفقكم الله تعالى.
[email protected]



#أحمد_أبو_مطر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصاد ا لعرب لعام 2009
- الأردن:ماذا بعد حل مجلس النواب وتكليف الرفاعي
- أوباما في أوسلو...يا هلا و مرحبا
- وثثيقة حزب الله الجديدة
- الحوار المتمدن...ثمانية أعوام..والعمر الطويل لدعم الحوار الر ...
- دولة فلسطينية من طرف واحد
- لماذا لا تنتخب سيدة رئيسة لفلسطين؟
- هل بدأ استقلالية التفكير والقرارات لدى جماعات الإخوان ؟
- الفوضى والمزيد من التأزيم في انتظار الجميع
- الحوثيون: مطالب داخلية أم ادوات خارجية
- تفاءلوا بوقف الاستيطان...فربما تجدوه
- استحالة قيام دولة فلسطينية...ماالبديل إذن؟
- هل يغطي النظام الإيراني متطلبات افلاس مليونير حزب الله؟
- وماذا بعد اعتماد تقرير جولدستون؟
- إعدامات عرب الأحواز و بهنود شجاعي
- هل يستحق الرفيق أوباما جائزة نوبل للسلام؟
- هل كان ينقص الانقسام الفلسطيني خطيئة تقرير جولد ستون؟
- قراء مناضلون و كتاب عملاء
- ترحيل اللبنانيين والفلسطينيين من دولة الإمارات
- شمالي ، جنوبي ، حوثي: العنف لن يوقف القتال


المزيد.....




- استمع إلى ما قاله بايدن في أول تصريحات علنية له منذ ترك منصب ...
- شاهد.. متظاهرون يتعرضون للصعق أثناء جلسة حوارية للنائب مارغو ...
- الرئيس الإيطالي يخضع لعملية جراحية
- هل تعرقل قرارات ترامب خطة مكافحة تغير المناخ العالمية؟
- المساعدات تنفد في غزة وسط حصار مطبق وأزمة إنسانية متفاقمة
- فرنسا والجزائر.. علاقة يحكمها التوتر والأزمات المتلاحقة
- مفتاح جديد للسيطرة على ضغط الدم المرتفع
- الجيش الإسرائيلي يعلن مهاجمته بنية تحتية تابعة لـ-حزب الله- ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على المساعد الأبرز لقائد لواء غ ...
- الدفاعات الروسية تسقط 26 مسيرة أوكرانية غربي البلاد


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - الجدار الفولاذي بين الشريعة والسياسة