أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الشيخ حسين - قراءة في ديوان - الريح وما تشتهي - للشاعر جبار الوائلي














المزيد.....


قراءة في ديوان - الريح وما تشتهي - للشاعر جبار الوائلي


توفيق الشيخ حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2887 - 2010 / 1 / 13 - 22:05
المحور: الادب والفن
    


قراءة في ديوان " الريح وما تشتهي " للشاعر جبار الوائلي
بقلم : توفيق الشيخ حسين

تمزقنا رياح الألم على رصيف الجراح .. ترحل الأيام وتسافر السنين .. والحزن كالشلال يسير بنا خلف بحور النسيان .. تهرب منا الكلمات وتبحر عبر ميناء الأحزان وتختفي وراء الضباب .. بعيدا ً خلف كل المسافات .. تحدثنا الطرقات ما في داخلها من أحاسيس الحزن .. وتتلاشى أمامنا كالسراب ...

" الريح وما تشتهي " المجموعة الشعرية الثانية للشاعر جبار الوائلي وتضم 28 قصيدة .. يتأمل فيها الشاعر سكون الليل عندما يأتي المساء مع همسات الريح .. يتلاشى الضوء لتعلن وقت الرحيل .. وأمواج تضرب الشواطئ بكل قسوة .. تنادي حروف الكلمات لتدخل مدينة الظلام .. وتكتب سطورا ً على دكة الأحزان ...


وها هو ..
قد تلاشى ..
الضوء ُ عنه ,
تصحبه جحافل ُ الظلام ,
هكذا ..
بقطار الموت ,
كانت ..
أهازيج الزفاف !!

مطرقة تهشم كيان الزمن .. لتعلن عن ولادة قمر يضئ القلب وبرعما ً يمنح الروح ربيعا ً .. متفتحا ً لملكة تفوح عطرها رياح الذكريات .. عندها تقرر الرحيل عن دروب القلب لتطوي صفحة الزمان ...

أريد أن أحلم .
بمطرقة ..
تهشم زمن الصمت البغيض .
وتعلن عن رايات حب
لمليكة نحل أعشقها ,
كي أمنحها عبق الروح ,
وأرحل ..

سطور من حزن .. تبكي القلوب عندما تقف لحظات صدق مع النفس .. لتصل إلى الحقيقة .. وتعيش لحظات ترقب مع خوف وصمت .. كلمة الحق أصبحت غصة في الحلق في زمن تحجبه الغشاوة وتلبس فيه الأبيض بالأسود .. عندها تنزل قطرات المطر التي تنعش القلب وتجعله يرتوي بخيوط الحقيقة مع شروق نور الشمس ..

ترنم بأعلى صوتك ..
ولا تخش الظلام .
فالحق يصدح
حتى وان ..
كبلتك قواقع
أعماق البحار

مع إيقاع الأنغام ترسم الأرواح أحزان الغربة في النفس .. وتسير بنا شهوة القتل الى المجهول .. على غفلة تتعطر الأرض برائحة الموت .. لتعلن رحيل شاعر العزلة " محمود البريكان " في عتمة زقاق من أزقة البصرة .. وغاب في بحر من الظلمات ليس له حدود ...

في المنفى الحزين ,
بين أحضان الصومعة ,
ينساق إيقاع الأنغام ,
بغفلة ..
تسرقه مخالب الشيطان
شهوة القتل ..

قلب يستشعر الألم .. يمضي مع الريح على أطراف الليل .. يمارس الطقوس .. كجرح نازف .. يقتله الصمت .. ينشئ بريق الضوء مع حقائب البكاء ويسير مع العمر في طريق النسيان .. لتورق فضاءات الدموع ...

سأمضي ..
في هدأة الليل ,
متأبطا ً حقائب النزيف ,
أين ... ؟

نزف القلب لا يتوقف .. نبحث عن قلم يشكي الألم .. وعن جرح لم يلتئم .. صباحات الحرف تحتمل غربة القلم .. وتبحث عن الذات وتصرخ في وجه الزمان لتعاود الحنين عند ابتسامة الورق ...

من منا ..
يوقف زخات النزف ؟
لأنقش أسمي ,
فجرا ً..
بلا نزف ..
يزف ميلاد
صباحات أول حرف


مسافرا ً عبر همسات عينيك في قافلة النسيان .. يقتلنا الظمأ .. تتباعد وتتبعثر الحروف .. في دروب العشق نسطر كلمات حزينة .. ونرسم لوحة عن ظمأ الأيام لتعلن رحيل الموجة عن هذا البحر .. وتبقى جراحات الروح تتبعنا .. وتقف مع النفس .. تفرش الأهداب في دجى الليل ...

في بحر عينيك
مسافر ..
يقتلني الظمأ ,
أحاور النسمات ,
مستجديا ً ..
منها النبأ .
أمعابد الحب ..
حقا ً .. أماتها الصدأ ؟!

بين أحضان الغروب تتعانق كل الضفاف .. سكون الشوق أنيس يشكي الهموم .. ويغفوا كالطفل الجريح فوق صدر المساء ...

أحبك ..
كضفاف يتماوج في
عناق .
بين أحضان غفوات
الغروب .

في عتمة الأيام ووسط عبث الرياح .. ترسم الكلمات أحزان القلب .. لتعلن الرحيل عبر خارطة الوجود .. وتفتح نوافذ الرؤى لتعانق حروف الظمأ ومواجع الجراح .. مع أندهاشات الزمن المرير تبحر عناقيد الصمت مع نبض الحياة داخل الروح باحثة عن دروب الأمان ...



#توفيق_الشيخ_حسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى رحيل الأديب ممدوح عدوان
- قراءة في المجموعة الشعرية - خيمة من غبار - للشاعر الدكتور صد ...
- قوقعة الذات تعانق الألم.. قراءة نقدية في ديوان - النزول الى ...
- الآم على أسطر الحياة .. قراءة نقدية في ديوان - لا شيئ غير ال ...
- همسات تعلن الرحيل .. قراءة نقدية في ديوان - آس وتراب - للشاع ...
- في ذكرى رحيل نهى الراضي
- أسطورة الألم والوحشة - قراءة نقدية في ديوان ( ترهلات غيمة ذا ...
- غسان كنفاني - قمة في الصحافة والنضال -
- مات ناجي العلي لكن حنظلة لا يزال حيا
- سلافة حجاوي واغنيات فلسطينية
- محمد القيسي والحٍداد يليق بحيفا
- محمود البريكان ( الشاعر - الأنسان - المثقف )
- نص اللاجئ ( ذاكرة الأنسان بين طيات هذا الزمن ) للروائي محمد ...
- عبد الكريم كاصد طائر العراق
- متاهات أسباخ على رصيف التعب
- محمد خضير نخلة البصرة
- الوطن الرمز المنفى في شعر محمد الأسعد
- الرمز والأسطورة في شعر بدر شاكر السياب
- شجون ومواجع عناقيد آخر الليل
- ابن البصرة الكفيف - ثائر عبد الزهرة لازم -


المزيد.....




- العربية أم الصينية.. أيهما الأصعب بين لغات العالم؟ ولماذا؟
- سوريا.. رحلة البحث عن كنوز أثرية في باطن الأرض وبين جدران ال ...
- مسلسل -كساندرا-.. موسيقى تصويرية تحكي قصة مرعبة
- عرض عالمي لفيلم مصري استغرق إنتاجه 5 سنوات مستوحى من أحداث ح ...
- بينالي الفنون الإسلامية : أعمال فنية معاصرة تحاكي ثيمة -وما ...
- كنسوية.. فنانة أندونيسية تستبدل الرجال في الأساطير برؤوس نسا ...
- إعلاميون لـ-إيلاف-: قصة نجاح عالمي تكتب للمملكة في المنتدى ا ...
- رسمياً نتائج التمهيدي المهني في العراق اليوم 2025 (فرع تجاري ...
- سلوكيّات فتيات الهوى بكولكاتا نقلها إلى المسرح.. ما سرّ العي ...
- الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة تصل إلى ليبيا لتول ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الشيخ حسين - قراءة في ديوان - الريح وما تشتهي - للشاعر جبار الوائلي