أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سليم سواري - من الأدب الكردي المعاصر .. نشيد الخلود*














المزيد.....


من الأدب الكردي المعاصر .. نشيد الخلود*


محمد سليم سواري

الحوار المتمدن-العدد: 2887 - 2010 / 1 / 13 - 12:47
المحور: الادب والفن
    


عند كل ليلة من ليالي ميلادك.. وعند كل ليلة من ليالي رأس السنة.. عندما أسمع أصوات النواقيس.. مع تلك الأصوات وسعادة مريديك أنسى نفسي وافكر في اليوم الذي بدأت بمسيرتك.. المسيرة التي إنتهت فوق جبل (جلجلة).. لتبدأ من هناك المسيرة الجديدة.
نعم إن الطريق إلى قمة الجبل طريق طويل ومليء بالمصاعب والعقبات ولابد لمن يسلكه أن يعاني من الآلام والآهات.. وإن آلة موتك.. صليب إعدامك حمل على ظهرك.. خطواتك ثقيلة ورصينة.. كلما تخطو خطوة واحدة فإنك تخطوها بكل ثقلك وقوتك وتضعها على الأرض.. يا ترى هل في نيتك أن تهز الأرض وتحدث فيها زلزالاً؟؟
كلا ليس من شيمك أن تعرض الناس للمآسي والنكبات، ولكنك ترغب في أن تهز مشاعر كل البشرية لكي تستيقظ وتتبع أصوات خطواتك.. لأن إتجاه صوت خطواتك نحو طريق مسيرتهم.. نعم تريد أن توقظ الجميع.. لا ليقدموا لك المساعدة والعون ويحملوا عنك الصليب ويرفعوا آلة موتك عن ظهرك.. ولكن ليشعروا في أعماقهم وقلوبهم بمدى عذابك وثقل حملك! وهل هناك يا ترى حمل أثقل من أن تكون آلة موت الإنسان حمله ومتاعه على ظهره؟ وهل هناك شيء أكثر مرارة من أن يعرف الإنسان بأن كل خطوة يخطوها تقربه من الموت وما عليه الآن هو أن يخطو تلك الخطوة؟ نعم سر في طريقك هذا.. هذا هو خيارك.. انه طريق طويل ومليء بالآلم والمناجاة لكل البشرية؟!
الصليب على ظهرك.. في بعض الأحيان مؤخرته تضرب الأرض.. وفي أحيان اخرى وعندما تقف ، يلامس رأس الصليب جمجمتك وعندما تسير نحو اللانهاية فإن مقدمة الصليب تعلو هامتك! أنت يا حبيب آلامك وآهاتك.. إنك لم تختر هذا الطريق من أجل نفسك.. وإنك لم تحمل هذا الحمل الثقيل ليكون لك ولأهلك متاعاً؟ لقد إخترت هذا الطريق لكي تسير وتقصر السبل أمام الأخرين من الفقراء والمعذبين .. حملت هذا المتاع الثقيل لكي تخفف الحمل على ظهور الآخرين من أبناء البشرية.. وهذه الدموع التي تنهمر من عينيك وتسقط على خدودك لكي تطفئ بها ظمأ الآخرين.. ونيران هذه الآلام في قلبك لكي تحيي بها بعض القلوب المرتجفة من البرد وتحرق بها الأشجار غير المثمرة.
يا معلم المسيرة.. لن أنسى حديثك الذي يرن الى الآن في الآذان عندما قلت.. الشجرة غير المثمرة تقطع وتلقى في النار.. كم واحداً منا غير مثمرين؟ ولكن أكثر من هذا كم واحداً منا ثماره أشواك حادة؟ وكم منا يستحق القطع ليكون حطباً لنيران شعلتك المقدسة؟؟.. كل النيران التي نعرفها تحرق الأخضر واليابس.. ما عدا نيران شعلتك فهي تحرق اليابس غير المثمر!!
يا معلم مسيرتي.. كم أتمنى ألا ألمحك وأُشاهدك هكذا حيث الحبل الخشن والصليب حملك وقد غرز الحبل بعقده في صدرك بعد أن تركت الجروح على كتفيك، وشعرك الذي مشطته أنامل والدتك مريم تلعب به العواصف والرياح.. ألم تكن أنت القائل.. من يأخذ السيف، بالسيف يهلك.. إنهم حملوك هذا الصليب.. ألا تعتقد بأنهم سوف يحملون الصليب من بعدك ويصلبون؟ يا ترى كم مثل هؤلاء حملوا الآخرين الصلبان لكي يفنوهم من الوجود ويدفعوا بهم الى طريق اللاعودة؟
سر ولا تلتفت الى الوراء.. التراجع لا يليق بك.. إنك تصعد الى قمة جبل (جلجلة) إن من يطلب العلى لا يتراجع.. وعند الصعود قد يكون مع الإنسان آخرين.. نعم حتى الذين حملوك الصليب يسيرون خلفك ولكن بخطوات هزيلة لأنهم لا يؤمنون بما يقومون به.. ما أذل الإنسان الذي يقوم بعمل لا يؤمن به ويوحي بأن ما يؤديه يؤمن به.. إنها العبودية.. إنها المأساة الحقيقية بذاتها.
يا أيها المعلم.. في مسيرتك المليئة بالآلام والمصاعب لست لوحدك.. مذنبان آخران في رفقتك.. ليعلم الجميع بأنه حتى في مسيرتك إلى الفناء والخلود، فناء الجسد وخلود الروح، أنت المرشد للجميع.. وإن قافلة الألم والمعاناة لا تتوقف.. وهنا لا أنسى كلامك أبداً عندما كنت تقول لرفيق مسيرتك.. إتبعني.. اترك الموتى يدفنون موتاهم.. يا ترى لحد الآن .. قلوب كم منا ميتة ولا تعطف على الآخرين.. سر في مسيرتك على النهج الذي إخترته.. سر ومبارك عليك هذا الطريٌق.. وكم من جموع خالفت هذا النهج؟ وإنني سوف استمر على النهج ولن أسمع اية أصوات اخرى، من تلك الأصوات التي سلمتك بقبلة واحدة لـ(هيرودس) ليدفعوا بك مساء هذا اليوم الى هذا الطريق.. ليجعلوا الصليب حملك بل نصيبك!
ها.. لم يبق إلا القليل وقد وصلتم لتنتهي مسيرة الموت والفناء.. ولتبدأ مسيرتك.. مسيرة الحياة والخلود.. المسيرة التي بدأت بعد أن دقوا أربعة مسامير في ركبتيك وراحة يديك ووضعوا على رأسك تاجاً من الأشواك ، وإن هذا التاج على رأسك أكثر تألقاً من كل التيجان الموضوعة على رؤوس (هيرودسات) العالم.. وجهوا الرماح لصدرك ظناً منهم أن يقتلوك ، إنه حلم طالما حلموا به ويحلم به آخرون على مدى الدهور.. وسيبقى خلودك أقوى من كل الأحلام.
* نشرت هذه القصة باللغة الكردية ضمن المجموعة القصصية (لوحة بدون اطار) سنة 1996 منشورات دار النشر والثقافة الكردية



#محمد_سليم_سواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى المئوية لميلاد الشخصية والمربية الكردية .. روشن بدرخا ...
- دماءُ بريئة سواء كان تقصيراً أم جريمة
- أليست أيامنا كلها دامية ؟؟
- كم أتمنى لو كُنتُ ... ؟؟ *
- ماذا بعد إنتخابات برلمان أقليم كردستان
- رحلة الحياة نحو الابدية
- أحمد الجزراوي في ذمة الخلود
- شبكة الاعلام العراقية وهذا الوأد للاعلام الكردي
- إنتخابات مجالس المحافظات وأي طريق الى المستقبل ؟؟؟
- السيد نوري المالكي وعتاب بين الدوحة والزيونة
- لو كان التصويت لأمر يخص أعضاء البرلمان؟؟
- مشاريع - نص أخمص - في العراق الجديد
- كُنتُ هناك ... عند أطلال قريتي !!
- كُنت هناك ؟؟
- هل كان العزف الكردي بالمستوى المسؤول والمطلوب ؟؟
- ميزانية العراق
- كركوك والمثلث المجهول الأضلاع


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سليم سواري - من الأدب الكردي المعاصر .. نشيد الخلود*