أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - همام البلوي: أيهما أجدى للمسلمين؟














المزيد.....

همام البلوي: أيهما أجدى للمسلمين؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2885 - 2010 / 1 / 11 - 10:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يوم الثلاثين من كانون الأول ديسمبر، وبينا كانت شعوب العالم تحتفل بوداع عام، واستقبال عام آخر، فجر الطبيب الأردني همام البلوي نفسه في مقر الاستخبارات الأمريكية في ولاية خوست الأفغانية، ما أدى إلى مقتل سبعة من عملاء السي. آي. إيه، وقد أذاعت قناة الجزيرة الفضائية لاحقاً شريطاً يظهر البلوي مع شقيق بيت الله محسود، وقال فيه أن العملية تمت انتقاماً لموت بيت الله بغارة جوية قامت بها الطائرات الأمريكية على مكان اختبائه.

من المعلوم تماماً أن الأوضاع الإنسانية في أفغانستان ليست على ما يرام، في مختلف مناحي الحياة ولاسيما في المجال الطبي والصحي والإنساني العام، حيث تفتقر هذه البلدان المصابة بوباء التطرف والتزمت والانغلاق، للكثير من الكوادر الطبية والمراكز الصحية كي تفي بالعجز القائم في هذا المجال والقطاع الحيوي والإنساني المام. وهناك عشرات الآلاف، إن لم نقل الملايين، من الأطفال والمسنين والعجزة والنساء، في هذا البلد ممن هم بحاجة إلى رعاية وإشراف طبيين، يساهمان في الحد إلى درجة ما، وليس بالقضاء نهائياًـ على بعض الأمراض المستعصية والمستفحلة، والتي يقضي من أجلها أطفال في عمر الزهور من دون أن يجدوا اليد الحانية التي ترفق بهم وتمنحهم الدفء، وتعيد لهم الصحة والأمل والبسمة والحياة.

وكم كان من الرائع والأجدى والأجمل للمسلمين في أفغانستان، وفقرائهم على وجه الخصوص، وكم كان البلوي سيبدو عظيماً ورائعاً، لو لبس "مريوله" الطبي، ووضع السماعة وجهاز فحص الضغط بين يديه، وحمل في جعبته قليلاً من الأدوية والمسكنات والعلاجات، والإبر، والأمصال واتجه إلى قرى أفغانستان النائية حيث عشرات العيون البريئة والمسكينة، والأرواح الهائمة والتي تقطعت بها السبل في البرد والعزلة، وقضى لوردات الحروب وصراعاتهم على أي أمل لها في حياة حرة وكريمة، ومن ثم قام بعلاجها، ووصف الدواء اللازم لها الذي كان وفره من تكاليف العملية الانتحارية التي قام بها، والتخفيف من آلامها، ووضع حد لمعاناتها ومكابدتها، جراء الفقر، والمرض، والحروب المزمنة والأبدية التي يعاني منها هذا البلد المسلم الفقير، الذي يعتبر واحداً من أكثر بلدان العالم فقراً واحتياجاً للمساعدات؟ كم كان سيبدو رائعاً ومحبوباً من الجميع في الشرق والغرب وسيحرج الأمريكان والأنظمة المتخاذلة أكثر مما أحرجها بعمليته هذه؟ أليس ذلك أحب عند الله ورسوله من قتل سبعة عملاء أمريكيين؟ أيهما أجدى أن يحيي الطبيب البلوي مئات وآلاف الأطفال الأفغان وغيرهم من العرب والمسلمين، الذين هم عماد منظومة الفقر والجهل في العالم، أم يجهز على عدة عملاء سيتم استبدالهم والإتيان بغيرهم، في الحال، وقد لا يشكل موتهم أي تغيير في الميزان الاستراتيجي هناك؟ إعادة الحياة لطفل وزرع البسمة على شفتيه أفضل وأقرب للتقوى، وأحب عند الله، أم قتل عميل استخباراتي حسابه أولاً وأخيراً على الله؟ كم طفل أفغاني وعربي ومسلم كان ينتظر يد البلوي، فيما لن يخدم موت عملاء الاستخبارات قضية هؤلاء الفقراء والمرضى، بأية حال؟

وإذا كان الطبيب البلوي، ومن ورائه، غير ملمين بهذا الأمر، والضرورات وفقه الأولويات الذي يتحدثون به كثيراً، وعن الطريقة الأفضل، والسبيل الأنجع، الذي يتم به إفادة أفغانستان والمسلمين، بشكل عام، والذين هم بحاجة لأي جهد وعمل وإغاثة إنسانية، فهناك مشكلة كبيرة، بلغت حد الظاهرة في هذه المجتمعات، وهي بحجم الكارثة والوباء وبلاء، والعياذ بالله، وباتت بحاجة لعلاج قبل أن تأتي على الأخضر واليابس، وتقضي على الجميع من دون استثناء. وهذا، طبعاً، ومن دون أي تبرير لجرائم أمريكا إسرائيل في المنطقة، غير أن الملاحظ تماماً أن ثقافة الموت التدميرية، باتت تتقدم على ما عداها من مفاهيم وثقافات، وستأتي على كل شيء ولن يسلم منها، حتى، من يلعب ويتاجر بها، فيما تتراجع ثقافة الحياة وحب البقاء التي هي الأساس في بقاء المجتمعات وبناء الحضارات، وكما هو معلوم تتفاخر الدولة المتحضرة بارتفاع معدلات الحياة والسن والتقدم بالعمر وتوفير أسباب البقاء، فيما تقول نسب الفقر وإحصائياته بارتفاع نسب موت الأطفال وانخفاض معدلات الحياة في الدولة الفقيرة.

لقد أعمى التطرف، والكراهية، وثقافة الموت، والضخ الحشوي الصحوى التحريضي الأعمى بصيرة هذا الطبيب وحرفت تفكيره تماماً وسيطرت على عقله، كما أعمت بصيرة زميله الآخر الطبيب نضال مالك حسن الذي كان ضحية لسيطرة الشيخ الصحوي أنور العولقي، وبدل أن يداوي الناس والجنود، نفسياً، تبين أنه هو نفسه كان عليلاً ومصاباً بأخطر داء وهو داء الحقد والكراهية العمياء، ولن ننسى زعيمهم الأكبر الدكتور الظواهري، وغيرهم العشرات من الكوادر المؤهلة تأهيلاً عالياً لكنها وقعت في شرك ثقافة الموت والكراهية والعداء للحياة.

وهذا ما يطرح، بدوره، سؤلاً هاماً، وعلى المستوى العام، في عموم منظومات الجهل والإفقار والاستبداد البدوية، من قبيل هل يجدي التعليم الوضعي والمناهج التطبيقية والعلوم في ظل وجود التعليم الديني والمناهج الغيبية التي تقولب وتأسر لب التلميذ منذ بداية تشكله، التي يبدو أنها باتت تكسب المعركة، وتهزم الأولى في كل صعيد ومجال، وصارت بدل أن تخرج لنا أطباء ومهندسين ومدرسين باتت لا تخرج إلا الانتحاريين والقتلة ودعاة الموت كالظواهري ونضال وهمام؟ وما الفائدة أن كنا سنتعب ونصرف الملايين على كوادر وطلاب، لن تجد نفسها في النهاية سوى قنبلة مفخخة، ومشروع انتحار؟







#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وانكشفت جميع العورات
- يوميات إعرابي بدوي في ديار الإيمان
- تجريم الخطاب الصحوي
- الاستخبارات الأمريكية من فشل لآخر
- المنظومة الفارسية: مدن صناعية ومعسكرات عمل
- هل سقطت دولة الخلافة فعلاً؟
- هل القاعدة تنظيم إيراني؟
- رسالة من جماعة القرضاوي
- آلهة العصر الحديث
- لماذا لا يقاطع القرضاوي، فعلاً، المسيحيين؟
- هل يسقط نظام الملالي في إيران؟
- جورج غالاوي يرد التحية للشيخ القرضاوي
- ثقافةُ الموت أولاً
- بترول العرب للعرب: متى يصبح الخليج عربياً؟
- معطوب يا ولدي معطوب!!!
- ماذا لو طالب اليهود بحقوق تاريخية في السعودية؟
- لماذا لا يحاكم القرضاوي بتهمة التحريض على الكراهية والاعتداء ...
- إستراتيجية الجدران الفولاذية
- تهنئة لفضيلة الشيخ القرضاوي بأعياد الميلاد المجيد
- إلى زغلول النجار


المزيد.....




- الرئيس بزشكيان: نرغب في تعزيز العلاقات مع الدول الاسلامية ود ...
- ضابط إسرائيلي سابق يقترح استراتيجية لمواجهة الإسلام السني
- المتطرف الصهيوني بن غفير يقتحم المسجد الأقصى
- اكتشافات مثيرة في موقع دفن المسيح تعيد كتابة الفهم التاريخي ...
- سياسات الترحيل في الولايات المتحدة تهدد المجتمعات المسيحية
- مفتي البراميل والإعدامات.. قصة أحمد حسون من الإفتاء إلى السج ...
- إسرائيل تكثف غاراتها على غزة وتقصف المسجد الإندونيسي
- استقبلها الآن بأعلى جودة .. تردد قناة طيور الجنة TOYOUR EL-J ...
- منظمة: 4 من كل 5 مهاجرين مهددين بالترحيل من أميركا مسيحيون
- جدل حول اعتقال تونسي يهودي في جربة: هل شارك في حرب غزة؟


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - همام البلوي: أيهما أجدى للمسلمين؟