أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اديب طالب - الديموقراطية في إيران ليست ثمرة بوشية















المزيد.....

الديموقراطية في إيران ليست ثمرة بوشية


اديب طالب

الحوار المتمدن-العدد: 2885 - 2010 / 1 / 11 - 09:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما شن الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش حربه على عراق صدام الديكتاتوري، وانتهت بشنق المذكور، وبخراب العراق، وعندما دمرت الإدارة الأميركية حكم "إمارة" طالبان، بحجة أولى سياسية هي مكافحة الإرهاب في معقله الرئيس، أرض أفغانستان حيث تلاصق بن لادن زعيم القاعدة مع الملا عمر أمير المؤمنين الأفغاني، وبحجة ثانية أخلاقية هي مكافحة الاستبداد الديني والاستبداد السياسي، عند تلك الحالتين السالفتين؛ أجمع المحللون السياسيون وكتاب الرأي شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، على أن المستفيد الأول في المنطقة من الحربين المذكورتين هو الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهذا ما برر لطهران دورها المهم في مساعدة أميركا على إسقاط صدام و"طالبان".
الرئيس بوش برر حربيه بدعوى نشر الديموقراطية في "الشرق الكبير"، وخطبت وزيرة خارجيته كونداليزا رايس في القاهرة، معلنة خطأ السياسات الأميركية في الستين عاماً الأخيرة، في دعمها الحكومات الديكتاتورية في ذلك "الشرق" بحجة الاستقرار.
ما حصل عملياً في ما بعد هو أن الإدارة الأميركية الأوبامية، مدت يد المصالحة حتى لإيران الديموقراطية النجادية، ورفضت هذه تلك اليد. والأهم من كل ذلك أن غالبية الشعب الإيراني، مثقفين وطلبة ونساء وشباب وعلماء وآيات الله (خاتمي وموسوي وكروبي ورفسنجاني) ومريديهم وجمهور العامة العاطل عن العمل وأهم من الجميع، السيد منتظري رحمه الله والذي تصدى لعصمة الولي الفقيه حتى في أيام السيد الخميني، هبت بحركتها الخضراء ضد التزوير في الانتخابات الرئاسية التي نصبت الرئيس محمود أحمدي نجاد رئيساً لإيران ولولاية ثانية عكس رغبة تلك الأغلبية. وأكدت تلك الحركة على حق الناخبين في حماية أصواتهم الانتخابية، وحقهم في حماية الحكم الديموقراطي في دستور بلدهم. الحركة في جوهرها وفاعليتها بعيدة كل البعد عن مد اليد أو عدمه.
الحركة الخضراء الإيرانية أثبتت أن الديموقراطية، لا تُفرض فرضاً وبايحاء أو بحيادية "الخارج"؛ وإنما بتوفر القوى الوطنية المؤمنة بها والقادرة على الدفاع عنها، والنزول الى الشارع، وتحمل تبعات ذلك النزول (في يوم عاشوراء، 15 قتيلاً ومئات من الجرحى، وتهديدات باغتيال قادة المعارضة، والعربات المدرعة تملأ طهران).
بديهي أن الأمور لم تُحسم في إيران. وبديهي أن الجمهورية الإيرانية الإسلامية كنظام حكم في مأزق حاد، وأن فرص الحسم لصالح الحركة الخضراء؛ ستزداد كلما اصطبغ الحكم النجادي باللون البوليسي وبألوان "البسطار" العسكري المقيتة، ولو بدا ظاهراً أنه يمسك البلاد بيد من حديد. عندما يطالب 88 من أساتذة جامعة طهران المرشد الأعلى للثورة الإسلامية السيد خامنئي، في خطاب نشر على موقع "غرين رود"، بوقف العنف وقالوا إنه يدل على ضعف النظام... عندها نرى أن التشدد البوليسي لن يجدي كثيراً في وقف الحركة الخضراء.
المعركة في إيران من أجل الديموقراطية، ليست ثمرة "بوشية" أو "أوبامية"، وأي حديث من قبل السلطة المسيطرة على طهران، عن عمالة للخارج، هو حجة ممجوجة لمواجهة ما تعانيه السلطة من أزمات. والحقيقة أن الأمر ليس أكثر من استثمار مكشوف للورقة الوطنية، واستغلال واضح لما تعنيه ورقة "الأمة" من ايديولوجيا ومن "ثورة"، ومن قدسية للحرب على الآخر، وآخر مثل في الحرب على الآخر ما يفعله الحوثوإيرانيين في اليمن.
المعركة في إيران من أجل الديموقراطية لها أسبابها الداخلية أولاً وأخيراً، أما الأسباب الخارجية فهي محبطة مرة، وحيادية مرة، ومؤيدة بخفر مرات، ولقد قدمت الدول وستقدم مصالحها على القيم من دون تردد على الإطلاق.
لم يجنِ الشعب الإيراني، من النظام القائم وعبر ثلاثين عاماً؛ إلا فساد الإدارات، وكوارث الحروب العبثية والعرقية والتوسعية، على حساب سيادة الجوار وحتى غير الجوار، وما يحدث أخيراً ـ وليس نهاية المطاف ـ في اليمن السعيد جداً. ولقد بدد الفساد والتوسع النفوذي، ما يزيد عن 700 مليار دولار نفطي، خلال عمر الثورة المجيدة، والدليل الأول هو أن حصة الفرد الإيراني من الدخل القومي حالياً؛ أقل بكثير من حصته عشية انتصار الثورة الإسلامية، والدليل الثاني أن رأس المال الإيراني القومي، إضافة الى رؤوس الأموال الأجنبية لا تستثمر كلها في إيران، وهذا مؤشر على أن الثورة لم تأتِ بالحد الأدنى من الاستقرار الاقتصادي الآمن، ولا بالحد الأدنى من الثقة الإنمائية وحتى الخدمية. والدليل الثالث يتعلق مباشرة بجوهر الحكم وهو أن الأيام أثبتت أن ثمة افتراقاً بين الايديولوجيا والحرية السياسية ولو في أدنى مراتبها، ويؤكد ما ذهبنا اليه من أن ثمة انقطاعاً بين الثورة الإسلامية وأجيالها الشابة التي ولدت في ظلها وتربت في مدارسها وجامعاتها.
وإذا رأى البعض، أن السبب في هذا الخراب هو الحصار الغربي لإيران؛ فإننا نرجو منه أن يتذكر العلاقات الاقتصادية الإيرانية مع روسيا والصين والهند وتركيا ودبي، وحتى مع بعض الدول الأوروبية، وألمانيا مثلاً. ولقد أبطلت العلاقات المذكورة، تسعين في المئة من العقوبات "المريرة" جداً.
لقد أثبت الشعب الإيراني، أنه يملك مؤهلات الديموقراطية، والعمل الجاد المنظم من أجلها، وأن استبداد الشاه، واستبداد الحكم الحالي، لن ينهيا عنده التوق والفعل من أجل الحرية.
في 7 كانون الثاني 2010، قال البروفسور هرفنغ لجريدة "الشرق الأوسط" وهو الذي سبق وكان سفيراً للثورة الإسلامية في الأمم المتحدة، قال: "إن الشعب الإيراني بحركته الحيوية الآن، يثبت أن الثمرة الديموقراطية في الشرق الأوسط، أصبحت ناضجة". السيد منصور هرفنغ متفائل قليلاً بالنسبة لإيران، ومتفائل أكثر مما ينبغي بالنسبة لباقي دول الشرق الأوسط الكبير.
المعركة من أجل الديموقراطية في إيران، لا علاقة لبوش أو لأوباما بها، بل هي إيرانية من الألف الى الياء.
إن عام 2009 لم يكن عقيماً البتة، كما قال الكاتب المعروف تشارلز كروثمر في "الواشنطن بوست"، يكفي عامنا الراحل أن الديموقراطية قد تفجرت في إيران خلاله، وبعيداً عن الخارج المخاتل، وحيث لم تعد الجمهورية الإسلامية الإيرانية موعودة بالبقاء المديد، وكل ما يُقال عن ضربة عسكرية إسرائيلية أو أميركية أو مشتركة محض تخوف وتخويف ولعب بالأعصاب، وهي تقع في دائرة الحرب النفسية؛ اللهم إلا إذا قدّر القادرون على الضربة أن قطع الطريق على الحركة الخضراء أكثر فائدة لهم. حمى الله الشعب الإيراني من برغماتية سيئة قد يمارسها أولئك القادرون.
() كاتب سوري



#اديب_طالب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهابي من نيجيريا!
- لبنان الأمن المستقر هو لبنان السيد الموحد أولاً
- -زوان البلد ولا.. قمح الجلب-
- سعد الحريري رجل الممكن والضروري
- النمر الإيراني ليس الأقوى في -الغابة الدولية-
- بن لادن عدو أوباما الرقم واحد
- أوباما -مالئ الدنيا وشاغل الناس-
- أوباما يظهر عصاه!
- طريق أنقرة تل أبيب سالكة!
- العدواني نتنياهو عاجز عن ليّ ذراع أوباما
- سلام فياض يملك الحل!
- -عشتم وعاش لبنان-
- نتنياهو المتغطرس ضد العدالة الوقح ضد السلام
- تركيا تجد نفسها.. إسلامية برغماتية
- إيران ترقص على صفيح ساخن
- ليت أوباما قال: شكراً أنا لا أستحق نوبل الآن!
- الخيار العسكري ضد إيران ما زال قائماً
- -دفاعاً عن لبنان العظيم-
- -فلسطينيو أميركا- و-فلسطينيو القضية-
- أوباما لن يوقف تخصيب اليورانيوم الإيراني


المزيد.....




- اتهمت جيفري إبستين باستغلالها جنسيًا.. رواية فيرجينيا جوفري ...
- فيديو: انهيار ناطحة سحاب في بانكوك جراء الزلزال يثير تساؤلات ...
- إسرائيل تعلن توسيع نطاق عمليتها العسكرية في غزة مع إخلاء -وا ...
- عملية أمنية أوروبية تطيح بشبكة ضخمة لاستغلال الأطفال جنسيا و ...
- اتهام موظف رفيع في وزارة أمريكية بالقرصنة الإلكترونية
- مستشار ترامب: الرئيس قادر على إيجاد طريقة للترشح لولاية ثالث ...
- مشروبات الجمال والصحة
- -ما حدث في غرينلاند يمكن تكراره في إسرائيل- - هآرتس
- ترامب يستعد لـ -أم المعارك- التجارية: العالم على شفير هاوية؟ ...
- مناورات صينية بالذخيرة الحية حول تايوان تحاكي ضرب موانئ ومنش ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اديب طالب - الديموقراطية في إيران ليست ثمرة بوشية