سلام فضيل
الحوار المتمدن-العدد: 875 - 2004 / 6 / 25 - 15:59
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
فضيل ابو رشيد
ما اكثر التصاق هذا الاسم بذاكرة اهالي البدير حيث كان في الخمسينات والستينات بعد انقلاب اشباط الاسود من ابرز الشيوعيين في تلك المدينة في النضال ضد النظام ان ذاك ,لم يبقئ احد من معارفه لم يحقق معه وهو الذي ذهب ليسترد دينه فاعطئ عبائته للمستدين . فضيل غضبان وتاريخ الميلاد 1920ومن ثم اصبح الان 1929 وهو يقول لا الاول صحيح ولا الثاني ويقول ولدت في منتصف العشرينات وكبرت لاهرب من التجنيد في الاولئ ملاحصل علئ عمل في الثانية . مات ابيه وهو طفلا و وبعدابيه بسنوات مات اخيه الاكبر والوحيد ولم يبقئ له سوئ امه تعيش بجوار اعمامه الاربعة وعمته : ولكن الذي رعاه واصبح مثل ابيه هو خاله , ولهذا لم يتحدث عن ابيه لانه لايتذكره اما خاله يتذكر حتئ همساته رغم بعد المسافة بين النعمانية و البدير مدينة وعندما طلبت مواليده للخدمة الاجبارية لم يلتحق بل ذهب الئ خاله وظل يتنقل بين النعمانية والحي <مدينة تابعة للكوت >وهناك تعلم اول درس في النضال ضد الاقطاع والنظام الملكي ان ذاك وبعد فترة من الزمن اصبحت قريته الصغيرة التي تقع في الطرف الجنوب الغربي من منطقة البدير عل ضفاف الجدول المتفرع من نهر الفرات وعلئ الضفة المقابلة لهم بستان اصبحت هذه القرية تعج بالاخبار عن فضيل ورفاقه الذين بنوا علاقاتمع هذه القرية ومن ثم مع القرئ الاخرئ وصبحو اهل القرية يعرفون فهد والاتحاد السوفياتي واخبار نوري سعيد . وعندما بدئت الانتفاضة في منطقة الفرلت الاوسط كانت البدير المشلرك الكثر فعالية حيث تحدث عنها الشهيد سلام عادل <<وبعد ثلاثة ايام ارسلت السلطات باصا محملا بالشرطة لقمع انتفاضتهم ولكن الفلاحين اوقفوا هوساتهم وتظاهرو بالتراجع حتئ يوم 2_6_1958 حتئ تم لهم الاتصال في ناحية البدير اي التحرير حاليا فتجددت الهوسات في عموم المناطق في شمال وشرق الديوانية < >سيرة مناضل ص206 < وفي هذه الانتفاضة كان ابو رشيد هو الذي وقف فوق ضهر فرسه وقطع سلك الهاتف الذي يربط البدير بالديوانية ومن ثم انطلق مع رفاقه لمهاجمة مركز الشرطة ومقر مدير الناحية ومازال عندما يتذكرها يبتسم ويشعر بالسعادة . وبعد نجاح ثورة الرابع عشر من تموز اصبح عضوا نشطا في الجمعيلت الفلاحية حتئ انقلاب شباط الاسود عاد مرة اخرئ الئ التخفي والتنقل بين البدير والحي والنعمانية ,ولم يقل نشاطه بل كان المكان الامن لكثرة من رفاقه القادمين من بغداد وغيرهها . لكن هذه المرة اكثر شراسة ولم يسلم منها اهله واقاربه بل حتئ من لهم علاقة به حيث لم ينجو احد من اقاربه من دخول السجن والتعذيب بما فيهم ابنه رشيد رغم صغر سنه وهذا يشهد له فيه كل من عرفه في تلك الايام . ومن الذكريات التي يتذكرها وبعض معارفه ايضا يروها لمن هم اقل عمرا منهم : <في احد المرات وهي كثيرة داهم عدد من رجال الشرطة قريته وهؤلاء كثيرا ما نكلوا باهله وعذبوا ابنه وهو طفلا .فكمن لهم وكان معه ابن خاله حسين من اهالي الحي فانقضوا عليهم وجردوهم من سلاحهم وربطوا ايديهم الئ الخلف وفي لحظات تحول الشرطة من وحوش الئ حمل وديع , قال له حسين >ابو رشيد انا لااحب ان اقتلهم وهم مقيدين ولا انت< فتوقف ابو رشيد ونضر له باستغراب ماذا تقول يا حسين ؟ وهل نحن قتله ؟وكيف نقتل من نناضل من اجلهم ؟ ان هؤلا ء فقراء معدمين وان حزبنا الشيوعي حزب المحبة والسلام حزب الفقراء والعمال والفلاحين ولايقبل القتل مهما كانت الدوافع . ومن ثم اخذ عتادهم واعاد لهم البنادق ولكن حسين تمسك ببندقة احدهم واسمه كاظم فاخذ كاظم يناشد ابو رشيد >لاعلئ بختك ابو رشيد تقبل اولاد اخوك يظلوا بلا ابو ؟ وانت تدري وين اروح اذا رديت بلا تفكتي > ,فضحك ابو رشيد واعاد له البندقة وقال له اتمنئ ان تتذكر هذا عندما ا تداهمون البيوت في المرات القادمة .وفي ما يتعاق بالمراءة كانت له مواقف يصعب بل يستحيل ان يقدم عليها احد من بلدته ان ذاك , رفض ان يزوج ابنته لابن عمها بعد ان رفضته وزوجها في مدينة بعيدة وكادو ان يقتلوه ابناءعمهاواشاد به الحزب علئ ذلك والشيء الاخر الذي يستحق التقدير اكثر في نظري هو احتضانه لحد التبني لفتاة و وهذه الفتاة لها قصة مثيرة وحزينة في نفس الوقت ولكن لامجال لسردها الان كاملة ومختصر انها هربت مع من احبته ورفض اهلها ان يتزوجها فهربو الئ مدينة بعيدة ولكنه بعد فترة قرر الانفصال عنها وحاوت ان تنهي حياتها فانقذتها جارتها بعد ذلك تزوجت من اخر متزوج فارغمته زوجته علئ تطليقها وهذه المرة لم تحاول الانتحار بل ذههبت الئ بيت ابو رشيد الذي تعرفت عليه خلال هذه الفترة واصبح بمثابة الاب وبعد الهجمة النازية علئ الشيوعيين سنة 1978 -1979 عاد ابورشيد هو وزوجته وهي وترك بيته واولاده وهناك_تزوجت احد اقاربه ومازات تعيش معه لحدالان .وبعد سنوات من العزلةوالالم علئ ما حل بالرفاق , فاجئه ابنه رشيد الذي عذبه الاوباش عندما كان طفلا ,اذ يطلب منه ان يؤمن الاحد اصديقائه الطلوبين اانظام مكان امن فلم يتررد وفعل ذلك بسرعة كبيرة وصار علئ اتصال معهم اي المجموعة التي ينتمي لها ابنه ولكن الاقدار لم تمهلهم فبعد ان نفذو عملية كبيرة في مدينة الديوانية وهي اقتحام مقر قيادة الجيش الشعبي واخذوا اسلحة وقتلوا تسعة من زلام النظام فاعتقل اغلبهم ولم يذكر اسمه من كان يعرفه منهم والنظام لم يشك به لكبر سنه وعدم سفره من المدينة وتواجده في عمله امام اانظارهم كل الوقت ولم تمضي فترة طويلة حتئ اتاه النازين ليذهب معهم كي يستلم ابنه ويحضر معه ثمن الرصا ص الذي اطلق عليه ولم ينحني بل ابتسم وبعد ان انهئ مراسم الدفن اخذ اولاد ابنه الذين صادروا بيتهم وكل مايملكون و اسكنهم في بيته الذي تركه عندما عاد الئ البدير ومن ثم ذهب ليزور ابنه الاخرالذي خفض حكمه من الاعدام الئ سنتين حيث كان مسجون بسبب هروبه من الجيش ,وعندما انطلقت الانتفاضة اشترك فيها رغم عمر ه المتقدم وكان عليه هذه المرة ان يتحمل توديع ابن عمه وصديقه الذي وقف معه في الكثير من الاوقات الصعبة حيث استشهد خلال المواجه مع الجيش النازي جيش النظام المقبور حاليا وكان استشهاده اكثر وقعا علئ نفسه لانه سقط في تلك المنطقة التي كثيرا ما طارده اللنازيون فيها من قبل وهي الخط الواصل بين الحي والبدير . انتهئ -.
#سلام_فضيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟