حسيبة عبد الرحمن
الحوار المتمدن-العدد: 875 - 2004 / 6 / 25 - 05:24
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
وقفت قرب رمل البحر امرأتان مجللتان بالسواد وقدسية دمع أمهات ثكلى وكل منهما تقول للأخرى _كأن القدر حدد مصير ابنينا منذ اللحظة الأولى لاعتقالهما في فروع المخابرات العسكرية السورية
تصرخ الأم الواقفة خلف الصخر:
_ لقد أبتدأوا بابني الوحيد محمد عبود 1980
_ وانتهوا بابني الوحيد مضر الجندي 19 رسمياً عام 1994وفي الحقيقة عام 1987
تشر دقت أم محمد بالدمع_ لم يكن ولدي مريضاً كما ادعوا لكن ضربات هوجاء قتلته!!
_ وابني مضر كانوا يعرفون أنه مريض بالربو جلدوه حتى هرب الهواء من غرفة التحقيق وتناثر بعيداً عن رئتيه ..حملوه في سيارة الإسعاف لم يصل إلى المشفى، فجأة اختفى هواء المدينة، تجمع بعيداً عنه مثلما اختفت أخباره حتى عام 1994حين سربوا خبر موته ...حرموني حتى زيارة قبره كما تفعلين أنت .. حرموني المشي في جنازته ....البكاء عند قبره ...كتب علينا الثكل في ولدينا ...
هنا دخلت أم إحسان عزو: وابني عاقبوه في الزنزانة بعد ثلاث _ 1987_ من اعتقاله ومنعوا عنه دواء القلب ...لم يتحمل قلبه يا قلبي مات وهو يطالب بحقه وحقوق رفاقه السجناء...
أما أبني عماد أبو فخر فقد فصلوه عن رفاقه في سجن تدمر ...حملوه إلينا متكوراً على نفسه كجلسته في سجن تدمر الصحراوي وأجبرونا على دفنه بدون مراسم الدفن والعزاء، أحاطوا بنا من كل اتجاه وصرخوا _ ادفنوه كان ذلك عام 1991
اقتربت أم سليمان غيبور هذا ما فعلوه أيضاً مع ابني عام 1986
_وما هي تهمة ابنك ..سارق قاتل !!!
_ شيوعي حزب العمل الشيوعي
رفعت أم جمال اضن له يدها وابني رحل إلى لبنان ليدافع مع وعن الفلسطينيين باسم الحزب..
وهنا تدخلت أم خضر جبر أخرجوه من السجن بعد أن عجز ت العقاقير في مد عمره فأطلقوا سراحه ورجليه تسوقانه نحو القبر 1990.
بكت أم جمال حسينو وولدي وزع منشور استشهاد ابنك خضر جبر وحمله معه في الكفن 1991.
جاءت أم كريم الحاج حسين أما ولدي فيا حسرتي ضاق ذرع الأمن بحريته فاستشهد في الأيام ما قبل الأخيرة من حريته التي حصل عليها مع كفن أبيض 1992.
#حسيبة_عبد_الرحمن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟