|
يوميات إعرابي بدوي في ديار الإيمان
نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..
(Nedal Naisseh)
الحوار المتمدن-العدد: 2883 - 2010 / 1 / 9 - 11:24
المحور:
كتابات ساخرة
نهض البدوي الإعرابي الجميل من نومه، بعد أن شفط في ليلته السابقة بوتل بلاك أصلي اسكوتلندي "غير شكل يا رضا"، وبعد أن شهد حفلة لقطع رؤوس بعض الآسيويين المتهمين بتهريب الخمور واحتسائها والعياذ بالله، وصورها بهاتفه النوكيا الجوال، ومضى مسرعاً بعد حلم جميل بزيارة أمريكا والتمتع بحورها العين، من المشركات الملاعين، وغلمانها البيض المردة الأصحاء، وانطلق لممارسة عادته اليومية المفضلة في انتهاك حقوق الإنسان ضد مكفوليه وكل من يأتي في طريقه من مخلوقات "حدفها" الله في وجهه، تاركاً غرفة نومه الإيطالية الفاخرة والروائح النتنة تنطلق منها في الاتجاهات الأربعة، وذهب الى الحمام التركي، وأستحم بالماء المحلى بمحطات التحلية التي يشرف عليها من الباب للمحراب اليهود والنصارى والبوذيين والهندوس والسلاجقة والمغول والتتار والهكسوس والماو ماو، وغيرهم من بقية الأمصار وديار الشرك والكفر، والعياذ بالله، ولبس بسرعة "فانيلته" المصنوعة من القطن الأمريكي، "ودشداشته" المقصـّرة على سنة وهدي السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، واحتذى نعاله الإيطالي الذي اشتراه من الكارفور، وشعره أشعث لم يعرف المشط من سنين، لأن المشط بدعة نصرانية، وهي غير محرمة تحريماً كلياً ولكنها غير محببة كما أفتى له المرحوم ابن كاز، رضوان الله تعالى عليه، ونحتسبه من الصالحين والناجين إن شاء الله، وذلك قبل أن يتوفاه الأجل المحتوم، ثم لبس ثوبه الكوري ورش العطر الفرنسي، و كاد أن ينسى لبس ساعته السويسرية، وخاتمه الذي أتاه هديه من جنوب إفريقيا ثم أتت خادمته السيريلانكية وناولته "شماغه" الانجليزي المصنوع من الحرير الطبيعي، ثم مشى متبختراً مختالاً فخوراً ويبلغ الجبال طولاً، وما شاء الله، على السجاد الإيراني المجوسي الفارسي الصفوي، والعياذ بالله، حتى وصل إلى غرفه الطعام التي اشتراها من بلجيكا ، من متجر قرب مقر الحلف الأطلسي، ثم ناولته زوجته الخامسة كوب شاي سيلاني، ثم أخذ لقمه صغيرة من الجبنة الدانماركية الموضوعة على طبق الصيني، ثم لعن هؤلاء الدانماركيين على "فعلتهم الشنعاء" تلك، بعد غب الفطور ..ـوطلب من زوجته الهندية الأولى فنجان قهوة ممزوجاً بالزعفران الإسباني، وقامت زوجته الفليبينية الثانية، التي كانت مخدومته قبل أن يغتصبها وتلزمه السفارة الفيليبينية بالزواج منها، وأتت له بالقهوة التركية المصنوعة من البن الحبشي، فهو يفضله أكثر من غيره لأنه من بلد الصحابي الجليل بلال، وكان قد كرع في المساء قليلاً من البن البرازيلي، ثم وضعت عليها قليلاً من الهيل الكيني، في هذه اللحظة طلب من سائقه الإندونيسي الذي لم يستلم راتبه من خمس سنوات ، أن يخرج له سيارته الألمانية من "الكراج"، فسوف يقودها بنفسه اليوم ليحضر حفل افتتاح برج جديد لم يعرف حتى الآن من أين سيستورد له بشراً وناساً كي يسكنوه، وتابع نشاطه بحضور سباق للهجن يقودها أطفال مسروقين من السودان واليمن والصومال، ثم قام مسرعاً وفتح التلفزيون الياباني، و وولفه على قناة إقرأ، ثم هب واقفاً بسرعة حتى كاد أن يلمس برأسه الثريا الباكستانية وطلب من الخادمة النيبالية عمل الغداء اليوم من البرياني والرز الهندي الفاخر الممزوج بالتوابل الإفريقية وسلطة بزيت الزيتون اليوناني، وذهب إلى مكتبه المصنوع من الخشب الماليزي وقبل أن يشرع بالعمل أتت له زوجته الباكستانية الثالثة بالبخور التايلندي وقالت له انتبه على نظارتك الفرنسية من حرارة البخور، ولملم أوراقه وملفاته ووضعها في حقيبته السويسرية، ثم خرج من المنزل وركب السيارة الأمريكية بدلاً من السيارة الألمانية. ولم ينس في حينه أن يتفقد رصيده في الـH.S.B.C Bank ويعدّ الدولارات ويتفقد اليوروهات ويقبـّل الجنيهات ويتابع مؤشرات الناسداك والداو جونز و"النيكاي" أعزكم الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله. ثم انطلق مسرعاً ليلحق محاضرة، كتبها له فراش الهندي، بلغة الأوردو، وسوف يلقيها هو شخصياً، في المركز الثقافي الإسرائيلي، وبعد أن حصل على فتوى رسمية وشرعية، حول ذلك، من شيخ الدجالين الأكبر واعظ السلطان (، وكانت المحاضرة تحت عنوان: " كنتم خير أمة أخرجت للناس" وختم يومه البدوي الجميل والطويل، وقبل أن يأوي لفراشه بـ"كرع" المزيد من السكوتيش الفاخر،وحمد المولى عز وجل وشكره على نعمة الإيمان، ولم ينس الدعاء بالموت وترميل وتيتيم وتثكيل وتشحير وتقتيل وتلعين وسحق ومحق وفلق كل هؤلاء المذكورين أعلاه من الضالين والفسقة والملاحدة "الملعونين" الكفار، الذين يؤمـّنون له أسباب البقاء والحياة، وكم أتمنى من الله تبارك تعالى، أن يستجيب له فقط بهذا الدعاء، ولمرة واحدة فقط، كي يعود أدراجه إلى الناقة والتيس والبعير الجرباء.
وآخر دعوانا أن الحمد لله الذي لا يحمد على المصائب الجرباء سواه.
بعد التعديل والحذف والإضافات، من فبركات أخوكم في العروبة والبداوة والإسلام
#نضال_نعيسة (هاشتاغ)
Nedal_Naisseh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تجريم الخطاب الصحوي
-
الاستخبارات الأمريكية من فشل لآخر
-
المنظومة الفارسية: مدن صناعية ومعسكرات عمل
-
هل سقطت دولة الخلافة فعلاً؟
-
هل القاعدة تنظيم إيراني؟
-
رسالة من جماعة القرضاوي
-
آلهة العصر الحديث
-
لماذا لا يقاطع القرضاوي، فعلاً، المسيحيين؟
-
هل يسقط نظام الملالي في إيران؟
-
جورج غالاوي يرد التحية للشيخ القرضاوي
-
ثقافةُ الموت أولاً
-
بترول العرب للعرب: متى يصبح الخليج عربياً؟
-
معطوب يا ولدي معطوب!!!
-
ماذا لو طالب اليهود بحقوق تاريخية في السعودية؟
-
لماذا لا يحاكم القرضاوي بتهمة التحريض على الكراهية والاعتداء
...
-
إستراتيجية الجدران الفولاذية
-
تهنئة لفضيلة الشيخ القرضاوي بأعياد الميلاد المجيد
-
إلى زغلول النجار
-
ماذا تبقى من ثورة الأرز؟
-
الخليط الفارسي
المزيد.....
-
افتتاح مهرجان -أوراسيا- السينمائي الدولي في كازاخستان
-
“مالهون تنقذ بالا ونهاية كونجا“.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة
...
-
دانيال كريغ يبهر الجمهور بفيلم -كوير-.. اختبار لحدود الحب وا
...
-
الأديب المغربي ياسين كني.. مغامرة الانتقال من الدراسات العلم
...
-
“عيش الاثارة والرعب في بيتك” نزل تردد قناة mbc 2 علي القمر ا
...
-
وفاة الفنان المصري خالد جمال الدين بشكل مفاجئ
-
ميليسا باريرا: عروض التمثيل توقفت 10 أشهر بعد دعمي لغزة
-
-بانيبال- الإسبانية تسلط الضوء على الأدب الفلسطيني وكوارث غز
...
-
كي لا يكون مصيرها سلة المهملات.. فنان يحوّل حبال الصيد إلى ل
...
-
هل يكتب الذكاء الاصطناعي نهاية صناعة النشر؟
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|