فرج الله الحلو ....سفينة الشهداء إلى السماء تحمل ملائكة ..!!

سلام كوبع العتيبي

الحوار المتمدن-العدد: 875 - 2004 / 6 / 25 - 05:22
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

لم أكن قد ولدة في ذلك العالم الذي خطف به زعيم الحزب الشيوعي البناني الشهيد فرج الله الحلو من قبل المخابرات السورية المجرمة .. ولكن كان والدي أطال الله في عمره الذي حدثني عنه لكونه من الذين عاصروا الفترة الزمنية للشهيد الحلو ؛ والذي كان مهتمنا في هذه الامور الفكرية ؛ وعن ما يدور للأحزاب الشيوعية العالمية وعن حركات التحرر ؛ وعن شهدائها وأبطالها الذين جعلوا رقابهم في دائرة حبال السلطات البعثية والقموجية العاهرة ؛ نتيجة لكونه الشيوعي المتمرد على كل السلطات الرجعية المتخلفة .
لم يكن فرج الله الحلو رمزا من رموز الأحزاب الشيوعية العالمية فقط ؛ وليس شهيدا وطنيا قدم روحه فداء لما آمن به ؛ بل كان سفينة تنقل أرواح شهداء الفكر التقدمي اليساري إلى السماء السابعة ؛ وكان المثل الأعلى في لقادة الاحزاب اليسارية التي حاول البعث الفاشي وحركة القموميين العرب في محاربتها وإجهاض حلمها الذي هو حلم كل البشرية في نشر الحقوق والسلام .ولكن الرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي كان شغله الشاغل محاربة الفكر الشيوعي وتحريض الشارع العربي الهجين ضد التنظيمات اليسارية بشكل عام ؛ الامر الذي جعل المخابرات السورية التي كانت تتحرك بأوامره وشرذمة البعث الفاشستي ورجالاتهم الفاسدة التي كانت تمتثل للقرارات التي يتخذها ناصر وعبد الحميد السراج مسؤول المخابرات السورية المجرمة ..
خرج الشهيد فرج الله الحلو من لبنان بأتجاه دمشق بعد أن غير اسمه في جواز سفره لكي يتسنى له عبور الحدود اللبنانية - السورية .. ولكن من خلال صورته التي وزعها المجرم عبد الحميد السراج ؛ إستطاع رجال المخابرات السورية معرفته ؛ الامر الذي أدى لإختطافه في أحدى سيارات أجهزة عبد الحميد السراج لتنقله إلى أحد أقبيتهم التي إتخذوها مسلخا لكل المناظليين الشرفاء في بلاد الشام .. وتجمعت زمرة المخابرات السورية لتنهال بالضرب المبرح على زعيم الحزب الشيوعي اللبناني حتى خرجت روحه الطيبة لتقود سفينة الشهداء الذين سقطوا تحت حراب الفكر البعثي القومي الشعوبي الحقير .. وبعدها نقلوا جسده إلى أحد ظواحي دمشق ليدفن سرا .. ولكن لم ينتهى استشهاد الحلو إلى هذه اللحظة فقط ؛ بل شاع خبر أختطافه من قبل الذين لاحظوا ذلك قرب الحدود التي عبر منها ؛ الامر الذي جعل الاتحاد السوفيتي يضغط على جمال عبد الناصر لكي يتصل في المجرم عبد الحميد السراج الذي أنكر معرفته عن هذه الواقعة لسبب أنه لم يسجل ضمن القادمين من لبنان باسمه الحقيقي .. ولكن نتيجة للضغوط الروسية التي مورست على ناصر الذي ضغط بدوره على عصابات السراج أعلن بعد ذلك عن قبره وعن أستشهاده الذي سجلته الدوائر الامنية السورية ضد مجهول مثلما يحصل مع كل الشهداء الذين تغتالهم مخابرات البعث والفكر الشعوبي ..
واليوم تمر الذكرى الخامسة والاربعين على إستشهاد ريحانة الفكر التقدمي وأمير ملائكة الشهداء الزعيم الشيوعي فرج الله الحلو. وبهذه المناسبة التي تثير الشجون وتمنح الحرية للدموع لنزرعها ياسمين فوق ضريح الشهيد فرج الله وكل شهداء الفكر الشيوعي في العالم الذين سقطوا شهداء من أجل سعادة البشرية في هذا العالم ..المجد والخلود لشهدا الاحزاب الشيوعية العالمية ..

#سلام_كوبع_العتيبي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات