أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادية عيلبوني - لا حل للأقباط إلا بالخروج من وصاية الكنيسة














المزيد.....

لا حل للأقباط إلا بالخروج من وصاية الكنيسة


نادية عيلبوني

الحوار المتمدن-العدد: 2883 - 2010 / 1 / 9 - 02:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المجزرة الجديدة التي ارتكبت بدم بارد ، وفي وضح النهار، وعلى أثر خروج المصلين الأقباط من الكنيسة بعد تأديتهم لشعائرهم الدينية بمناسبة عيد الميلاد في نجع حمادي، تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الأقباط جميعا باتوا مهددين بحياتهم في وطنهم أكثر من أي وقت مضى، وأنهم يحتاجون أيضا، أكثر من أي وقت لتغيير كل أساليبهم لمواجهة تلك الهجمة الشرسة على حياتهم وأمنهم ، وخصوصا بعد أن أثبتت السلطات المصرية المرة تلو المرة ، تراخيها وتواطئها مع القتلة والمجرمين الذين عادة ما يجري تبرئتهم ،بدلا من تقديمهم للمحاكمة وإيقاع أقسى العقوبات بهم. لا بل إننا نستطيع القول ،أن السلطات المصرية صارت تتلذذ في إذلال الأقباط ولا تتردد كما حصل في كثير من المرات من تقديم الضحية للمحاكمة ومعاقبتها بدلا من الاقتصاص من المجرم ، لتثبت بسلوكها هذا ،أنها سلطات منحازة بالكامل ، وأنها تمارس بنفسها ومن خلال أجهزتها القضائية والتنفيذية والقمعية، سياسة قائمة على التمييز الديني العلني والوقح والسافر.
وربما لا نتجنى على الحقيقة إذا ما قلنا أن السلطات المصرية وجدت في جسد المسيحيين وأرواحهم وممتلكاتهم المكان الأنسب الذي يجعل القوى الأصولية التي رعتها وربتها في الماضي لتواجه بها تيارات المعارضة ، تنفس عن احتقانها وعدوانيتها وولعها بالعنف ورؤيتها لمشهد الجثث والدماء . وبذلك تحول الأقباط من مواطنين أصليين في بلادهم إلى كبش محرقة ليدفعوا من حياة أبنائهم وأمنهم الاجتماعي فاتورة الحفاظ على بقاء أمن وبقاء هذا النظام الجائر والعنصري .
أما حال القيادات الروحية للأقباط ، فهو أيضا لا يختلف كثيرا عن حال السلطات المصرية .هذه القيادات على ما يبدو قد فقدت الإحساس تماما بمعاناة رعيتها ، وما عاد يعنيها على الإطلاق الحالة الرهيبة التي تهدد وجود الأقباط جميعا في وطنهم مصر ، وهم يعتقدون أن الصمت وتقبيل اللحى مع رأس النظام وأقطابه وممثليه من الشيوخ ، هي الحل الأمثل لوقف شلال دم الأقباط الذي ليس مرشح له أن يتوقف.
لقد آن الأوان للأقباط أن يدركوا حقيقة أن قيادتهم الدينية التي تتربع في أبراجها العاجية وأديرتها وصوامعها المغلقة هي أبعد ما تكون عن الواقع ، وأبعد ما تكون عن الشعور بالمسؤولية إزائهم، وهي ليست ، بأي حال في وارد التفكير الجدي بإيجاد حل لمعاناتهم وألمهم جراء ما يتعرضون له من اعتداءات يومية ، وفي ظل تواطؤ هذه القيادات وصمتها وعدم استعدادها على تسمية الداء باسمه الحقيقي ، والتي تترفع عن تسمية أسبابه الواضحة ورموزه والقائمين عليه والمتمثلة في تلك السلطات التي أخذت على عاتقها وضع الدساتير القائمة على التمييز الديني والاجتماعي بين المواطنين .هؤلاء على ما يبدو مشغولون بمهمات أخرى يعتقدون أنها أهم وأشرف من الدفاع عن رعيتهم ، لديهم مهمات أهم من المطالبة بوقف التمييز وقوانينه الجائرة في مصر المحروسة ،هم معذورون فمشاغلهم أهم من كل هذا الهراء !!!هم في الحقيقة مشغولون بمنافسة نظرائهم من الشيوخ المشعوذين الذين يعالجون المرضى بالقرآن ، مشغولون بممارسة الشعوذة ذاتها ليثبتوا تفوقا في قدرتهم الإعجازية على نظرائهم المسلمين في طرد الأرواح الشريرة والشياطين والجان والعفاريت من أجساد المرضى من الأقباط ، أو قل هم مشغولون عن الواقع وعن ما يجري به من جرائم لرعيتهم ، في تأمين أصوات الأقباط التي احتاجها الديكتاتور لتنصيب ابنه لوراثة " عرش" . والحقيقة أن تلك القيادات الروحية قد قامت بمهامها على أكمل وجه ، وأثبتت للرئيس مبارك قدرتها على الإمساك بأعناق الأقباط وجلبهم طائعين وصاغرين ومحشورين في الأوتوبيسات لإعلان ولائهم للسلطة التي قهرتهم وأذلتهم وتجديد البيعة لرئيس هذه السلطة لولاية رئاسية جديدة.
الأقباط بغالبيتهم منساقون لإرادة البابا شنودة، وهو لا يزال قادرا على تشكيلهم وصياغتهم وتوجيههم بحسب مصلحته التي هي جزء لا يتجزأ من مصلحة النظام القائم، وهو قادر أن يسوسهم كما يسوس الراعي أغنامه ، نعم لنقلها صراحة وبدون لف أو دوران ، أن سقف معظم الأقباط في مصر لا يتجاوز سقف كنيستهم ، وسقف كنيستهم لا يتجاوز سقف النظام القائم على العنصرية ، وإن معظم الأقباط يعتقدون أن هناك حلا فرديا للتمييز الذي يعانونه بعيدا عن سعي جميع أبناء الشعب المصري لإيجاد حلول ديمقراطية وعادلة لما تعانيه البلاد من اختناقات وأزمات وفقر وأمية واستبداد وتسلط.
وفي اعتقادي أن استمرار الأقباط في دفن رؤوسهم بالرمال ، واستمرارهم في الانقياد للسلطة الروحية والتعويل عليها ، قد ثبت فشله والدليل واضح للعيان في استمرار سياسة التمييز، واستمرار الاعتداءات وتواترها بأشد مما كانت عليه في الماضي، فلا الانحياز الكنسي إلى جانب السلطة ، ولا أيضا جر الكنيسة للأقباط لإعلان ولائهم للسلطة المستبدة قد حمى الأقباط من المذابح التي يتعرضون لها ،والتي سيتعرضون في المستقبل ما لم يدرك الأقباط أهمية انخراطهم في العمل السياسي والمدني في مجتمعهم .
التباكي والغضب والحزن والصراخ والعويل لن يفيد في حل تلك معضلة الأقباط التي يتطلب حلها الخروج من أجواء الأديرة والكنائس المحدود والخانق، إلى فضاء الحرية الرحبة من خلال العمل والكفاح الحقيقي مع كل القوى الديمقراطية والحية في المجتمع المصري التي تعمل على تحقيق هدف الشعب المصري في الوصول إلى دولة المواطنة ودولة القانون دون أي تمييز بين مواطنيها .
صحافية فلسطينية مقيمة في فيينا



#نادية_عيلبوني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يتحرر الدين من سجن السياسة
- لماذا تجاهلت الصحافة الفلسطينية ترشيح الروائي ربعي المدهني ل ...
- ظهور العذراء ليس حلا لاضطهاد الأقباط
- ظهور العذراء والعقل الخرافي المصري
- إنهم يعهرون الشريعة!!
- أين هي مقاومة حماس وحزب الله؟
- هل تحولت صدور نسائنا إلى ساحات للجهاد؟
- حماس وانفلونزا الخنازير
- مجرد أسئلة ، الفلسطيني وحقوق الإنسان
- أيضا منظر الملتحين وأصحاب - الدشاديش- القصيرة يجرح ذوقنا وهو ...
- هذا حق مشروع لنسائنا ملكة جمال لفلسطين ما الذي يمنع؟
- -كل الحق- على الرئيس عباس!!؟؟
- اللعب بقضايا الاندماج في النمسا
- المتوكل طه والدفاع عن ثقافة الاستبداد - نعم الثقافة العربية ...
- وقع القاص زياد خداش بورتريه لجديد الأدب الفلسطيني
- فيينا أم فينستان ؟


المزيد.....




- كفن المسيح: هل حسم العلماء لغز -أقدس- قطعة قماش عرفها التاري ...
- هاري وميغان يقطعان الدعم عن منظمة إسلامية لسبب صادم!
- يهود بريطانيون يدينون حرب غزة ومنظمة أميركية تطالب بوقف تسلي ...
- عراقجي يسلم بوتين رسالة قائد الثورة الاسلامية
- شوف الجديد كله.. طريقة تثبيت تردد قناة وناسة وطيور الجنة ورج ...
- ‌‏وزير الدفاع السعودي: التقيت قائد الثورة الاسلامية بتوجيه م ...
- المسيحيون يحتفلون ببدء أسبوع الفصح من الفاتيكان إلى القدس
- روسيا ترفع حركة طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية
- عيد الفصح في بلدة سورية تتحدث لغة المسيح: معلولا بين ندوب ال ...
- ماما جابت بيبي..أضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي الفضائية على ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادية عيلبوني - لا حل للأقباط إلا بالخروج من وصاية الكنيسة