|
في الذكرى الخامسة والاربعين لاستشهاد فرج الله الحلو من الاستقلال الى الاستغلال
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 875 - 2004 / 6 / 25 - 05:22
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
شهدت مسيرة كفاح شعوب بلدان التحرر الوطني انخراطا من جانب الطبقات والفئات والشرائح الاجتماعية المتنوعة في التصدي للكولونيالية والمساهمة الفعالة في مختلف اساليب النضال ومن ضمنها الثورات والانتفاضات والحركات السياسية، وقد لعبت البورجوازية القومية والزعامات التقليدية وبحكم موقعها الاقتصادي الميسور ووزنها الاجتماعي وقاعدتها القبلية الريفية دوراً أساسياً في مرحلة التحرر الوطني من الكولونيالية والاستعمار وتبوأت مكان الصدارة في مواقع السلطة والحكم منذ الايام الاولى للاستقلال، ولم يمض وقت طويل حتى تحولت الانظمة الوطنية التي خلفت سلطة الاجني بدعم واسناد الجماهير الشعبية والقوى السياسية الديمقراطية الى بديل أسوأ بكثير من السلف فبدلاً من انجاز المهام والبرامج التي اعلنت وجرى الالتزام بها في مجالات اعادة البناء الاقتصادي والاداري وترميم ما هدمه الاستعمار واشراك الشعب وقواه الوطنية والديمقراطية في القرار السياسي واطلاق الحريات العامة والسير نحو وضع الاسس السليمة لبناء السلطة الديمقراطية المستنده الى الارادة الشعبية ، سارت السلطة الجديده باتجاه آخر معاكس لطموحات الشعوب واصبح الشغل الشاغل لها حماية مصالحها الخاصة على حساب مصالح الشعب والوطن والتمهيد لحماية النظام قبل حماية الوطن بانشاء شتى انواع المنظومات الامنية واجهزة القمع التي تقتصر مهامها على حماية الحاكم وكم الافواه ومنع الحريات وملاحقة كل من يبدى نقداً أو ملاحظة على الاداء العام في السلطة والادارة وذلك عبر الاحكام العرفية واعلان حالة الطوارىء حسب مقاس الانظمة الحاكمة التي ظهرت اغلبيتها الساحقه عبر الانقلابات العسكرية وتسلقها سدة السلطة بواسطة الدبابات والدعم الخارجي المشبوه. وهكذا تحول الشعب وقواه الديمقراطية الى العدو الرئيسي ويكاد الوحيد لهذه الانظمة الاستبدادية الدكتاتورية ولم تأل جهداً في شن الحرب عليها وقمعها واذلالها وممارسة كافة اشكال القهر تجاه مناضلي التحرر الوطني والديمقراطية والتقدم . من الواضح ان سلاح الفتك الذي رفعته الانظمة الدكتاتورية كان بسبب فشلها وضعفها وافلاسها وعجزها عن مواجهة الحركة الديمقراطية ومناضليها الاشاوس وسقوط برنامجها الوطني واكثر من ذلك فقد التجأت مرة اخرى الى دول المتروبول والاستعمار الجديد كحلفاء طبيعيين لها امام الحركة الجماهيرية الناهضه التواقه الى التحرر والتقدم. وكما هو واضح من تاريخ حركتنا الوطنية في بلدان المنطقة وبالخصوص في سورية فقد شكلت قوى التقدم والديمقراطية والتحرر القومي الوقود الاساسي في معارك مواجهه الدكتاتورية والشوفينية وحكم الفرد والتيارات العسكرية المغامرة وسجلت انتصارات ميدانية رائعة في الساحات الشعبية وبالفكر والمنطق والحجة السديده وكذلك بالبرنامج البديل المطروح والذي حاز على ثقة الاغلبية الساحقة من ابناء الشعب السوري ولكن الطرف المقابل لم يكن في وضع يسمح بأن يقول الشعب كلمته وواجه الاغلبية بالحديد والنار وكان مستعداً لمشاهدة البلاد أن تحترق والشعب ان يباد ويظل النظام قائماً والكرسي مصانا، وتجارب احداث حماه، وسجن تدمر، وحلب ، والقامشلي والمدن والبلدات الكردية الاخرى تثبت مانرمي اليه. رغم الحاث المأساوي لاستشهاد المناضل الشجاع فرج الله الحلو وبالطريقه الوحشية التي تم فيها اغتياله واذابة جسده إلا أن هذه الحالة شكلت منعطفاً في تاريخ المعارضة والنضال السري ومواجهه الاجهزه القمعية وطبيعة الانظمة وأدت الى اتخاذ الحركة الديمقراطية المزيد من الحذر والتعمق اكثر في تقييم حقيقة الانظمة البورجوازية الدكتاتورية التي تتنازع صفوفها تيارات متناقضة ومن بينها تيار يسير على النهج الفاشي ويمارس القتل والاباده تجاه معارضيه ، كما انها كانت بمثابة جرس الانذار لاعادة النظر في مقولات – الانظمة التقدمية– أو المعادية للامبريالية – أو – اللارأسمالية – التي كانت بعض التيارات الفكرية الشيوعية تطلقها على انظمة البعث والحركات القومية التي جاءت عبر الانقلابات العسكرية كما ذكرنا. في مرحلة اعتقال الشهيد فرج الله الحلو وتعرضه للاذابة كان جمعاً من المناضلين القوميين الكرد يقضون في سجن المزه العسكري السئ الصيت وهم طليعة معتقلي قيادة " الحزب الديمقراطي الكردستاني في سورية آنذاك " وبينهم د. نورالدين ظاظا وعثمان صبري وآخرين وكانوا يعانون من قمع وحشي لامثيل له وقد سجل الاثنان مواقف شجاعة في مواجهة الجلادين ولم يطئطا الرأس أمام المحققين وآلات التعذيب ومازالت مآثر المناضلين في متناول احاديث الوطنيين الكرد تتناقلها الاجيال. ضربت انظمة حكم حزب البعث رقما قياسياً في عدد اجهزة الامن والمعتقلات والسجون السرية واقبية التحقيق والتعذيب والتفنن في اساليب الاذلال البشري والاهانة الانسانية وهناك الآلاف من القصص والحكايات التي نشرت بعضها من جانب الامنستي ومنظمات حقوق الانسان والمنظمات السياسية ومازال الكثير منها قيد الكتمان، وبعض القليل من هذا الكثير أن هذه الانظمة استعملت ليس فقط القنابل الكيميائية والغازات السامة تجاه معارضيها فحسب كما جرى في حلبجة بل استخدمت الحبوب والمواد السامة لقتل السجناء السياسيين والمعتقلين وذلك بالمئات، وفي دراسة وثائقية ستصدر قريباً من جانب منظمة معنية بحقوق الانسان وسجناء الرأي وبالتعاون مع منظمات عالمية تتضمن شهادات حية وموثوقه حول استخدام احد اجهزة الامن السورية وهو جهاز – الامن الداخلي- بقيادة اللواء – محمد ناصيف – مثل هذه المواد السامة وراح ضحيتها المئات ، وهي عبارة عن مواد تدس في ماء الشرب أو الشاي أو القهوه ، وهي على ثلاث مستويات: الاول يقتل فوراً ، والثاني يقتل موقتاً خلال ثلاثة اشهر من تناوله والثالث للارهاب والتخويف والانهيار حتى يعترف السجين بكل شئ. وتؤكد تلك الوثائق أن المواد هذه كانت تستورد من احد انظمة اوروبا الشرقية الاشتراكية سابقاً حسب اعتراف طبيب مختص كان يعمل بجهاز امني في ذلك البلد المصدر. ومن المخيف حقاً أن تكون تلك الانظمة المصدره للمواد السامة قد انهارت وانكشفت اسرارها تماماً ومازال مستوردوا السموم والقتله في بلادنا يتربعون على السلطة ويقودون اجهزتهم الامنية ويصولون ويجولون وكأن شيئاً لم يكن ولم يحدث. لقد احسنت ادارة " الحوار المتمدن " صنعاً في المبادرة بطرح هذا الموضوع الهام والحساس واقترح أن يتم التجاوب من جانب المناضلين الذين عانوا بانفسهم مرارة العذاب والقمع أو كانوا شهوداً على حوادث وجرائم وقعت امامهم وان يتم بالاخير توثيق الشهادات والمعلومات لاصدارها في دوريات وكتب وبلغات عديدة وان يتم التعاون بين الجميع لانجاز هذا الاقتراح الذي ينطلق من مبادرة " الحوار المتمدن" اساساً.
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في الذكرى الخامسة والاربعين لاستشهاد فرج الله الحلو ( 2 ) من
...
-
من - ليلى زانا - الى - فلك ناز -
-
كردستان العراق والقرار الدولي وامريكا
-
نحو اعلام كردستاني يواكب المرحلة الراهنة
-
الى شيخ السجناء فرحان الزعبي : هل تقبل الاعتذار ؟
-
- خدام يدعو العراقيين الى نبذ الانقسامات صدق أو لاتصدق
-
على خلفية الاحداث الكردية السورية لجوء جماعي الى كردستان الع
...
-
تصريحات الرئيس الاسد حول الكرد مالها .. وما عليها
-
الكونفرانس السنوي الرابع لرابطة كاوا للثقافة الكردية
-
لاتتنازعوا الشرعية فهي غائبة
-
كل التضامن مع المناضل اكثم نعيسة
-
الموقف الرسمي من الاحداث الكردية من ارتباك الخطاب الى توسيع
...
-
دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج
...
-
دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج
...
-
دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج
...
-
دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج
...
-
دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج
...
-
دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج
...
-
دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج
...
-
عودة الى شركائنا العرب السوريين معاً على درب الخلاص والتغيير
...
المزيد.....
-
فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح
...
-
الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
-
الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان
...
-
مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
-
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
-
عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و
...
-
في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در
...
-
حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|