أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - ريما كتانة نزال - كلمات الى الشهيد خالد نزال في ذكراه الثامنة عشرة














المزيد.....

كلمات الى الشهيد خالد نزال في ذكراه الثامنة عشرة


ريما كتانة نزال

الحوار المتمدن-العدد: 875 - 2004 / 6 / 25 - 16:03
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


في ذكراك الثامنة عشرة ، أتجرأ على نفسي وأطلق سراح عقلي وأقول بأن إعلانك شهيدا في مواسم شعرية غابت، جسًدت تفاني الأحياء في حب الحياة ، وأن شهداء الألفية الثالثة في مواسم ضياع الشعر والغناء، تجسد معاني فناء الحياة ، وأن شهادتك كانت في الأوان عندما عبَرت عن التحامها بمجرى بعث واستمرار المقاومة، المرتبطة بأهداف الأمل لحرية التعساء. كما أتجرأ وأعلن بأن الموت الفلسطيني اليومي الذي يُغرق كونا بكامله دماء وأشلاء، قد نزع منه فتيل الأمل ، لاختلاط أهدافه السامية في الرمال السياسية المتحركة ، ليجري تجفيفه وتعليبه ليعلن قبل الأوان .. ولأنه قد أصبح مضنيا لا يعبر الأفق صوب الخلود ، ولا يعود بنا الى نبع الاستمرار والتواصل ، فهو موت مرتب بعناية مقصودة لذاتها ، ويزج به في دهاليز التسويات والصفقات الهابطة المهيأة لنحشر في رحابها عملا بوقائع الجدار المتلوي ، وخدمة لأغراض زعامات الموت المجاني . في ذكراك الثامنة عشرة أقول أيضا بأن دبيب خطواتنا لا يضبط الا على وقع ألحان الجنازات التي نعبر بها مهرجانات التصفيق واجتماعات الندب ومؤتمرات النواح ، في ذكراك الثامنة عشرة لا زالت فلسطين تحاط بجوار عربي بائس فلا جديد تحت شمس العرب سوى نكبات ونكسات مزمنة، وعجز مؤبد وانحطاط ما بعده انحطاط...

يا خالد ... الآن نحن وهم فقط بالميدان، نحن وهم فقط في ألسنة التحدي والدخان ، ولأسباب تعرفها أنت اكثر مني يحصدون هم الغنائم ، ونحن فاغرين نحصد الخيبات والتشرد ،نتأمل في اخبار تلوك لحمنا على مدار الساعة، نحن وهم في سباق عالمي نُدفع به نحو الهاوية ، ولا احد يجرؤ ان يكون معنا، فيما وحدهم بني يعرب ويا وحدها الانسانية ، نحن وهم فقط في المرجل، شمشون وجوليات بقيد واحد لا فكاك منه، فاما غالب او مغلوب ، نحن وهم في حلبة مصارعة محمومة، يقاتل بها الجلاد دفاعا عن نفسه وما اغتصبه ، والضحية تعتدي بضلوعها لهراواتهم، وينقض الوحش على فريسته مسبقا منعا لنواياها العدوانية، هذه لوائح "الدفاع المشروع" عن النفس في القرن الواحد والعشرين ، لوائح يتم بموجبها اغتيال الفريسة اكثر من مرة ، لتسديد فواتير ممتدة من الشرق الاقصى الى الادنى، مبعثرة اشلاء السلام الملعون، امام نظر الكون ولا حراك لساكن، ولا يجف حبر شجب وادانة حتى تداهمه مجزرة ذات ابعاد "دفاعية" مسبقة ، حفلات قتل متنوعة ، واجتياحات "انيقة"، ومجازر حجرية تُقلب فيها احشاء الأرض، أما من على سطحها يصبح شاهد ومشاهد في آن واحد، ولكن عليك أن لا توجه الأسئلة ، ففي سؤالك مرارة تتعب قلبك وقلبي ، ولا جواب لدي يخفف عنائك وخوفي,وسيزداد غضبك وشرودي ... فسؤالك المترف سيجرني الى الحديث عن الرصاصات الاربع التي استقرت في خلف رأسك الجميل حيث اعتبر اطلاقها دفاعا عن صاحبها، وان شجرة "الغرقد" التي تجتث وتقتلع اشجار الزيتون في موقع الدفاع عن جذورها الاشكنازية ، وان المستوطنات الشيطانية في مواجهة ساخنة مع مدن قلقة وقرى مستباحة كاجراء "وقائي مشروع" ، وتجمدت عيون المشاهدين بين جسد الضحية وسوط الجلاد ، وانقلبت الموازين وأصبح سؤالك "ارهابا "يستدعي اغتيالك ثانية كإجراء دفاعي ضروري ، حيث الحرب الوقائية تتطلب قصف المظاهرات السلمية وجنازات الشهداء وزفات الأعراس الريفية.

أي خالد ... في عامك الثامن عشر قلبي لا زال ينبض بالأرق ، وعيونك لا زالت بالمرصاد، ولا زلت أجوب أرجاء عالمي المقهور وأبحث عنك كبدو رحًَل، ولا زلت أسهر الليالي محاولة الهجرة من وحدة موحشة ، لأجدك بحلم يأتي كالبرق، ولا زلت في سباق مع نفسي تنهشني أسئلة المصير ، وأحتج على دماء تُنعف حولي، وعلى مفاتيح تذكارية متزايدة بعناية النكبات ، مفاتيح صدئة كأيقونات تسلم على أبواب دارات مدمرة ، ولا زالت فلسطيننا تئن وتفيض بالمسحوقين والمحرومين ، ورغم هذا فإنائي لا ينضح الا يباسا وجفاف.



#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة الفلسطينية بين المشاركة السياسية الحقيقية والإشراك ال ...
- المرأة الفلسطينية والسلام والنزاعات المسلحة
- هل ستجرى الانتخابات في الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية
- نحو النهوض بوضع المرأة الفلسطينية في الأنتخابات القادمة
- عن الإصلاح في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية
- المرأة الفلسطينية: أي إصلاح وأي تغيير؟؟
- في يوم الشهيد الفلسطيني -أطلب شباب يا وطن وتمنى
- وزارة المرأة : جدل التغيير
- إلى اللقاء …. فدوى طوقان
- الجدل الدائر حول قانون العقوبات
- قراءة في أعداد شهداء انتفاضة الاستقلال والأقصى


المزيد.....




- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - ريما كتانة نزال - كلمات الى الشهيد خالد نزال في ذكراه الثامنة عشرة