|
في ذكرى رفاقنا الذين ضحوا بحياتهم من أجل الاشتراكية
عبدالله صالح
(Abdullah Salih)
الحوار المتمدن-العدد: 875 - 2004 / 6 / 25 - 16:03
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
- عاشت ذكرى الشيوعي المناضل الرفيق" توفيق نعمة مهدي " أسمه الحركي (جلال). الرفيق (توفيق) من مواليد مدينة الثورة في بغداد، اعتنق الماركسية نهاية السبعينات ، منذ بداية قناعاته الفكرية السياسية كان يناهض الخط السوفيتي . بداياته السياسية كانت مع التيارات اليسارية وبالأخص الفاعلة منها داخل الحركة النقابية ، توجه الى كردستان للانضمام الى صفوف الحركات المسلحة المناوئة للسلطة آنذاك ، ولم تطل اقامته في كردستان حيث سافر إلى أوربا وأستقر في إيطاليا ، كون الحركة العمالية هناك كانت على درجة أعلى من التنظيم قياسا بباقي الدول الأوربية . أنظم الى اتحاد نقابات العمال هناك وناضل في صفوفها ، ثم ما لبث وعاد الى العراق ، اعتقاداً منه بان النضال ضد السلطة يجب ان يكون داخل العراق ، أستقر في كردستان وانظم الى صفوف منظمة ( الشيوعيين الثوريين ) .ساهم الرفيق جلال في التصدي لهجمة الجمهورية الاسلامية الايرانية على المعارضة الايرانية خريف عام 1982 وكان ضمن مقاتلي العصبة الثورية لكادحي كردستان الـ " كومه له " . بعد عدة لقاءات مع منظمة " اتحاد نضال الشغيلة " أنظم الى هذه المنظمة ، ثم اصبح عضوا في منظمة " التيار الشيوعي " المنبثقة عن منظمة " اتحاد نضال الشغيلة " . عاد سرا الى مدينة السليمانية عام 1983 لمواصلة النضال وكلف بمهمة مسؤولية تنظيم " التيار الشيوعي " في مدينة أربيل . واصل الرفيق " توفيق نعمة مهدي " نضاله هناك ، وكان مثالا للشيوعي المتمرس والصلب ، كان يجيد اللغتين الكردية والفارسية بطلاقة بالإضافة الى لغته العربية ، لذا كان الرفيق(جلال) مطلعا على مجمل النشاطات الفكرية والسياسية للماركسية الثورية التي كان يقودها منصور حكمت . أعتقل في أربيل من قبل جهاز الأمن التابع للسلطة البعثية صيف عام 1984 . خلال اعتقاله وسجنه كان مثالا للشيوعي المناضل ، حيث أبدى مقاومة فريدة لكل ما تعرض له من تعذيب شديد على أيدي جلاوزة النظام البعثي . كان يحاول بشتى الطرق الاتصال مع باقي رفاقه خارج السجن ليطمئن على سلامتهم ، ففي رسالة شفوية بعث بها مع أحد المعتقلين الذين أفرج عنهم قال : - رغم قساوة هؤلاء المجرمين إلا أني لم أعترف على أي فرد من أفراد التنظيم ، وأملي بكم رفاقي في مواصلة النضال . كان الرفيق (جلال) يقبع في زنازين مديرية أمن المنطقة الشمالية وهناك وحسب رواية الكثيرين ممن أفرج عنهم كان مثالا للمقاومة ، بطريقة أدت بالكثير من السجناء للإقتداء به ، وكان هو أول من يستقبل الذين يزجون بهم داخل السجن فيحثهم على الصبر والمقاومة ، في هذا السياق يروي أحد المسجونين مع الرفيق جلال ، واسمه ( صباح ) من أهالي كركوك ، بانه مديون للرفيق جلال بحياته ، فلولاه لاجبر على الاعتراف وأعدم. كان توفيق قائدا حتى في زنزانات البعثيين ، فعندما يتعرض أحد السجناء الى التعذيب ، كان هو أول من يهتم به ويعالج آثار التعذيب ويهيئ المكان اللازم له للاستراحة ، فكان بذلك موضع احترام وتقدير جميع من كانوا معه . يروي أحد المحكومين الذين كانوا مع الرفيق (جلال) يوم محاكمته فيقول : - سأله الحاكم هل أنت مجرم أم بريء فأجاب الرفيق(جلال) أنت المذنب لأنك تنفذ سياسة حكومة قمعية استبدادية وأنا بريء لأني أدافع عن الحرية والمساواة ، أدافع عن ملايين المحرومين ، أدافع عن العمال وعن الإنسانية ، فأنت الذي يجب أن يحاكم وليس أنا . عندها نطق الحاكم وحكم عليه بالإعدام حيث نفذ فيه الحكم سنة 1985 . ستبقى ذكرى الرفيق (توفيق نعمة مهدي) خالدة ، وستبقى مسيرته النضالية مستمرة الى أن تتحقق الأهداف التي ناضل من أجلها في الحرية و المساواة و الحكومة العمالية . 2- عاشت ذكرى الرفيق " حسن مامه مراد " أسمه الحركي ( الوند ) و ( داود ) . ولد الرفيق " حسن مامه مراد " في مدينة خانقين من أسرة كادحة ، بداياته السياسية كانت مع التنظيمات اليسارية الى أن أستقر به الأمر في منظمة " اتحاد نضال الشغيلة " ومن ثم منظمة " التيار الشيوعي " . ألتحق باللمقاومة المسلحة لمنظمة " اتحاد نضال الشغيلة " في كردستان ، واصل نضاله هناك مع رفاقه الى أن عاد سرا الى السليمانية بقرار من التنظيم عام 1983 ليواصل نضاله السري داخل المدن . كلف بمهمة تنظيمية في أربيل فألتحق بالتنظيم هناك . واصل نضاله السياسي هناك بالإضافة الى عمله كعامل في أحدى معامل الكاشي في أربيل . أعتقل صيف عام 1984 مع الرفيق (توفيق نعمه هادي) من قبل جهاز الأمن التابع للنظام البعثي .حكم عليه بالإعدام في محكمة صورية بعد تعذيب قاس من قبل جلادي الأمن ، ونفذ فيه الحكم عام 1985 . ستبقى ذكرى الرفيق " حسن مامه مراد " خالدة ومسيرته النضالية ستبقى مستمرة حتى تحقيق الحرية والمساواة والحكومة العمالية .
#عبدالله_صالح (هاشتاغ)
Abdullah_Salih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رياح الرفض والاصرار على التغيير قادمة من كردستان
-
فدرالية البرزاني والطالباني في مهب الريح ؟!
-
القوى الرجعية، أداة امريكا في العراق !
-
الفضائيات العربية وأزمة المصداقية !
-
شبح الارهاب
-
لا للأسلام السياسي ، لا لأمريكا
-
المزاج العام في العراق ليس اسلامياً
-
في ذكرى تأسيسه السبعين الحزب الشيوعي العراقي ، بعضٌ من سياسا
...
-
كي لا يَنحرف طريق نضال الجماهير ، تعقيباً على أحداث قامشلي
-
الفدرالية مشكلة أم حل !
-
تدهور الأوضاع المعيشية والأمنية للمواطنين في ظل التهديد بالح
...
-
سفن المعارضة البرجوازية العراقية بانتظار الرياح الامريكية !
المزيد.....
-
أكادير: احتجاجات وإضراب عام للعاملات العمال الزراعيين باشتوك
...
-
بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع
-
فرنسا: هل ستتخلى زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان عن تهديدها
...
-
فرنسا: مارين لوبان تهدد باسقاط الحكومة، واليسار يستعد لخلافت
...
-
اليساري ياماندو أورسي يفوز برئاسة الأوروغواي
-
اليساري ياماندو أورسي يفوز برئاسة الأورغواي خلال الجولة الثا
...
-
حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرار الجنائية الدولية ويدع
...
-
صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
-
بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
-
فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح
...
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|