أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير بشير محمود النعيمي - الساعة الثانية بعد منصف الليل قصة قصيرة














المزيد.....

الساعة الثانية بعد منصف الليل قصة قصيرة


سمير بشير محمود النعيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2882 - 2010 / 1 / 8 - 13:53
المحور: الادب والفن
    


الساعة الثانية بعد منتصف ليلة كئيبة مدلهمة السواد في بيت الدكتور ماجد وزوجته سندس وبمرور الدقائق تزداد حالة القلق المشوب بالفزع على بكرهم يوسف ذات الثمانية عشر ربيعا وجميع اتصالاتهم بالموبايل والهاتف الارضي باءت بالفشل لمعرفة مكانه او سبب تاخره منذ خروجه من الدار في الواحدة ظهرا ولحد هذه الساعة وليس من عادة يوسف ان يتاخر هكذا وكان يتصل دائما بوالده في العيادة او بوالدته في البيت ليعلمهم عن سبب تاخره .. موبايل يوسف يرن .ولكن تنتهي رناته ولا من مجيب .. اذن اين هو . ويكررون الاتصال ولكن يوسف لا يجيب ..افكار سوداء تراود والديه ولكن لا يفصح احدهم عما يدور براسه للاخر . وعيونهم معلقه على الهاتف الارضي بعد اتصالهم بجميع اصدقائه والجيران والاقرباء والكل لا يعرف عنه شيء ...صمت رهيب يعم غرفة الجلوس والاب والام نظراتهم شاردة ولا يستقرون بمكان ولا يعرفون مصير وحيدهم .. .. وتسألت الام الحنون بصوت تخنقه العبرة هو اقرب الى البكاء لماذا لايجيب يوسف على نداءاتنا ؟ وفي اى مزبلة القي هاتفه؟ .......وقاطعها الدكتور ماجد بحركه عصبية من يده مشيرا اليها ان تكف عن هذه الافكار وقال لها ليقوي من معنوياتها: ربما سقط الموبايل منه او فقده باحد المحلات ...ومسك يد زوجته بحنان محاولا تهدئتها وشحذ القوة لنفسه...وبلع ريقه بصعوبة بالغة وقال : يا حبيبتي انا واثق سوف يعود فقط اصبري ....اصبري ....!قالها وادار وجهه عن عينيها حتى لا يفتضح ضعفه .وبعد ساعة من الزمن خالها الوالدين الحزينين قرن من الزمان ..رن جرس الهاتف الارضي فبدد السكون الرهيب الحزين في دار ابو يوسف ..

ركض الوالدين بدون شعور وامسك ابو يوسف سماعة الهاتف بيد مرتجفة وسمع صوت اجش من رجل يوحي صوته بالخشونه ::هذا بيت دكتور ماجد ؟

وضاعت الحروف والكلمات من فم ابو يوسف

نطق بفم جفت عنه لعاب الكلمات ...ن ن ننعم انا دكتورماجد من يت ... وقبل ان يكمل كلامه كان صاحب الصوت الاجش يتكلم لمن حوله طلع هذا بيت الدكتور صحيح !!

وراودت الدكتور ماجد افكار كثيره خلال ثواني هل هذه عصابة خطفت ابني وتساومني على مبلغ كبير من المال ام احد الاشخاص الطيبين عثر عليه جثة هامدة واتصل .. والام تقول : ماذا ماذا وتريد ان تاخذ سماعة الهاتف والاب لا يطاوعها ثم نطق ذو الصوت الاجش: انت دكتور ماجد اليس كذلك ؟؟؟

_نعم انا دكتور ماجد اتفضل ..ونطقها وهو يرتعش .

_: دكتور عندك ولد اسمه يوسف ؟ ..خارت قوى الدكتور ولم تعد قدماه قادرة على حمله فجلس وقال بفزع وجزع اى نعم ابني يوسف ماذا به ماذا حل به ارجوك ؟؟

اجاب صاحب الصوت الاجش ببرود:

_انه عندنا هنا في مركز الشرطة موقوف ..

الاب- موقوف لما ؟ ماذنبه ؟ ماذا فعل ؟

الشرطة_ عند حضورك سوف تعرف كل شيء

دكتور ماجد _نعم نعم اعطني العنوان من فضلك

تنفس الوالدين الصعداء لان وحيدهم حي يرزق ولكن استغربو لتوقيفه في مركز الشرطة وهم يعرفون ان ابنهم مستقيم بتصرفاته وهدوئه واتزانه ...وتوجه الاب بمرافقة احدى سيارت النجدة للمركز حسب العنوان ومن حسن الصدف ان مدير المركز عرف الدكتور واطلق سراح يوسف ولكن الدكتور اصر على معرفة اسباب توقيف ابنه ..وبعد الاتصال بالمفرزة التى القت القبض على بعض الشباب ومن ضمنهم يوسف من احد شوارع بغداد.. قال الشخص الذي اوقف يوسف اتعرف ماذا فعل ابنك؟؟ قال الدكتور :

لاوالله ماذا فعل ؟ فاجاب الشرطي محتدا :

انه وضع نظارته هنا ...واشار الى مكان زرارالقميص

الدكتور بتهكم: والله لماذا يا يوسف تضع نظارتك هنا ؟

وضحك يوسف وقال قميصي لا يحتوي على جيب اذن اين اضع نظارتي .. ولكن الاب تصنع العصبية وقال بصوت ممزوج حزنا وسخرية وعصبية : سالقنك درسا قاسيا لوضعك النظارات هنا . ,واشار الى مكان زرايرالقميص.

وبعد ان خرجو من المركز واصبحو بعيدين ..لم يتمالكو انفسهم من الضحك الهستيري الذي انتابهم ...حتى ادمعت عيونهم .. من شدة الضحك .



#سمير_بشير_محمود_النعيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حب تحت المطر قصة قصيرة


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير بشير محمود النعيمي - الساعة الثانية بعد منصف الليل قصة قصيرة