حامد حمودي عباس
الحوار المتمدن-العدد: 2881 - 2010 / 1 / 7 - 23:56
المحور:
الادب والفن
الأبحار الاول
لا تبالغ في اخفاء مشاعرك نحوي ، فأنا أنثى يعبث في اركان روحي هوى الدنيا كلها دون توقف .. حينما تلتقي نظراتك التائهة بعيوني المترقبة على الدوام .. تكون
جميع صفحات تفكيرك عندي مكشوفه .. لست مهتمة كثيرا بكونك تكبرني بكم من الاعوام ، وانا اشعر اكثر منك بمدى حنقك على سنينك التي تعتقد بانها تحول بينك وبين ان تصرح لي بهواك .. اتصدق ؟؟ .. انا لست مهتمة بذلك ، ولا أشعر باي فارق في السن بيننا ، ولا تستغرب .. ولا تتهمني بالشذوذ في ابداء الاحاسيس ، ان قلت لك بانني اميل كثيرا اليك ، ولم افكر ابدا بانك قد بلغت الاربعين من العمر ، وانا لم اتجاوز بعد الخامسة والعشرين .
اشعر بحقيقة عدم تصديقك لي ، بالرغم من انني وفية لمشاعري ، ولا يمكنني ان اخون ذاتي بذاتي حينما افكر بمن احب ، وانا اعذرك في ذلك كل العذر ، والذنب ليس فيك ، كما انني لست مذنبة .. بل ان نواميس غريبة موضوعة كقلادة في رقبتنا نحن الاثنين هي التي تحول بيننا ، وتعيق فينا سبل تحركنا الواحد نحو الاخر .. العابثون ممن يضعون للكون قوانين حركته رغما عنه وعمن يسكن فيه ، هم الذين لا يريدون لنا ان نكون عشاقا نمارس طقوس حياتنا كما نريد ، فجعلوك خائفا من ان تبلغني ما تجيش به نفسك من هوى .. انهم يحرمون كل مباهج العشق الآدمي مهما كان طاهرا ، حينما يكفر بنصوصهم وتعاليمهم المتحجره ، لا يريدون لك ان تبدي احاسيسك بالعطش والجوع والعشق والحاجة للنوم ، إلا كما يشتهون هم لا كما تشتهي انت .. هؤلاء سيدي هم من يقفون بينك وبيني ، ويطيب لي ان أصرح امامك وانا بكامل قوتي وحريتي بالتصرف ، بانني أحبك .. أحبك .. أحبك ايها الاربعيني الخجول .. وليقولوا ما تنضح نفوسهم به من عار ، فلا تأبه بهم ، واختصر كل المسافات لتقترب مني على عجل ، فقد حان لنا ان نتفق على تفاصيل مراسيم عقد القران ، قبل ان ينتهي موسم الربيع .
الابحار الثاني
في ليلة أطبق الخريف فيها على أجساد الناس والارض واغصان الشجر ، فأثار بغباره وريحه المملة ، في نفوس جميع سكان القرية شعورا بالرغبة في الاختباء ، كنت أنا أشعر بالرغبة الجامحة في أن التقيك ، لابلغك بانني سئمت نفاق المشاعر ، لقد تعبت يا حبيبي من لقاءات لا استطيع فيها أن اغوص فيك الى النهايات السعيده ، كنت في كل مرة أعود الى سريري بعد ان التقيك ، وكل شيء في داخلي مبعثر.
أتعلم بأنني أصبحت محرجة جدا حينما التقيك ؟؟ .. نعم .. إن ترددك يصيبني بالحرج ، وخوفك من اقتحام ألاسلاك يجعلني تواقة على الدوام ، في ان اهز فيك كل شيء ، كل شيء بلا استثناء حتى ملابسك ، علني اتمكن من تشجيعك على العوم في بحر شوقي الواسع امامك ..
ياحبيبي .. إن أردت فعلا أن تلمس المرجان الملون الجميل ، فلابد لك من إكتساب الشجاعة الكافية للغوص الى الاعماق ، فالمرجان لا يعيش إلا في الاعماق
سأعود اليك مساء الغد .. على أمل مني بأن تكون لا كما أنت دائما .. يرعبك صدى أصوات الذئاب .
#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟