أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رواء الجصاني - الجواهري في -المقامة- اليمنية














المزيد.....


الجواهري في -المقامة- اليمنية


رواء الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 2881 - 2010 / 1 / 7 - 19:23
المحور: الادب والفن
    


ما كاد الجواهري ليريح ركابه في براغ، مغترباً عن بلاده من جديد، عام 1980 بعيداً عن دجلة الخير، ومبتعداً عنها بسبب الأوضاع الارهابية التي سادت العراق آنذاك، حتى تكررت اليه دعوات رسمية عديدة لاستضافته، رمزاً ومبدعا رائداً ، ومن بينها دعوة رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية علي ناصر محمد، فتقبلها بسرور، ليلبيها عام 1981، وليُحتفى به بصورة بالغة، قلّ نظيرها هناك، كما ينقل شهود عيان...
... ومن ضمن برنامج الزيارة يُقام على شرف الشاعر الخالد احتفال جماهيري حاشد في عدن، فيلقي فيه، إلى جانب مختارات من قصائده القديمة (وكل قديمه جديد بحسب تعبيره)... نونية عصماء نظمها بالمناسبة، ولم ينس أن يوثق في مطلعها ، انطلاق رحلته الى اليمن ، من براغ، موطن الثلج كما أسماها:
من موطن الثلج زحافاً الى عدن تسري بي الريح في مهر بلا رسن ِ
كاسي على صهوة منه يصفقها ، ما قيّض الله لي من خلقه الحسن
من موطن الثلج من خضر العيون به ، لموطن السحر ، من سمراء ذي يزن
من كل ملتفة الكشحين ناعمة، ميادة مثل غصن البانة اللدن
يا للتصابي اما ينفك يجذبني ، على الثمانين جذب النوق بالعطن
قالوا اما تنتشي إلا على خطر ٍ فقلت ذلك من لهوى ومن ددني
سبحان من ألف الضدين في خلدي ، فرط الشجاعة، في فرط من الجبن
لا اتقي خزرات الذئب ترصدني، واتقي نظرات الاوعج الشدنِ
ثم تستمر القصيدة ذات الواحد والأربعين بيتاً، ليشبك فيها الجواهري – كعادته - محاور متعددة بين العام والخاص والايحاءات والوصف والاستعارة، وغيرها كثير، فراحت أبياتها تتهادى على ايقاعات محسوبة باتقان متفرد:
خيت بي الريح في ايماض بارقة ... تلغي مسافة بين العين والاذنِ
لم ادرها زمناً تطوى مراحله ، ام انها عثرات العمر بالزمن
والله ما بعدت دارٌ ، وان بعدت ، ما اقرب الشوط من اهلي، ومن سكني

...كما لم ينسَ ان يردُ الشاعر في ابيات تالية، التحية بمثلها، وأكثر، للمحتفين به، والحاضرين الذين كانوا كفاء تكريم شاعرهم الأخلد:
ويا شباباً احلتني مفاخرهم ، في اي محتضن، من أي محتضن
لا يبلغ الشكر ما تشدون من كرمٍ، ولا يوفي بياني سابغ المنن ِ
اتيتكم ومتاعي فيض عاطفة ، بها يثار جنان الافوه اللسن
القي اليكم بما انتم احق به ، مما ينفس عن شجو ٍ وعن حزن ِ
وناقل التمر عن جهل الى هجر كناقل الشعر موشياً إلى اليمن
... وفي هذه المرة أيضاً، لم يفوّت الجواهري "مقامته" اليمنية الجديدة فراح يتباهى، بشعره وعطائه، وبرؤى ً اختطها مسارات ثابتة في حياته الرحيبة بالتمرد والشموخ والمواقف ... فقال:
ويا أحبايّ صفحاً عن مكابرة من ملهمٍ بغرور النفس مرتهن
تغفو على الخطر الملتف خاطرتي كأنها نشوة العينين بالوسن
ويستبد بنفسي وهي حالمة، من كبرياء القوافي ، زهو مفتتن
ما ارخص الموت عندي اذ يندُ فمي ، بما تحوك بنات الشعر من كفني
وما ارق الليالي وهي تسلمني ... يوم النضال، لظهر المركب الخشن
حسبتني وعقاب الجو يصعد بي ... الى السموات ِ محمولاً إلى وطني
أخيراً لعلّ من المناسب ان نسجل هنا، ولمزيد من التأرخة والتوثيق ان الرئيس علي ناصر محمد حرص على ادامة علاقات وطيدة مع الشاعر الرمز، وعلى مدى أكثر من ربع قرن، ومن بينها على ما تحفظ الذاكرة، زيارته للجواهري في شقته المتواضعة ببراغ عام 1983... لتليها لقاءات وزيارات أخرى عديدة في دمشق الشام خلال الثمانينات والتسعينات الماضية، حين كان الرجلان يستقران هناك، ضيفين سياسيين مكرمين، ولسنوات عديدة...



#رواء_الجصاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجواهري عاشقٌ في السبعين
- الجواهري والنار… والحياة
- الجواهري والطالباني ... وما بينهما
- الجواهري عن بعض جمال المرأة... وفنونها
- الجواهري عن جياع الشعب
- حين انتصر الجواهري للمرأة عام 1969
- الجواهريّ يستنهض شبيبة وطلبة العراق
- عن بعض مشاعر الغربة والحنين لدى الجواهري
- في الذكرى الثانية عشرة لرحيل الجواهري الكبير
- الجواهري في -فارونج- الروسية ... فهل تغار بغداد؟
- الجواهري: لواعج ومواجهات - الحلقة العاشرة والأخيرة
- الجواهري: لواعج ومواجهات (9)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (8)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (7)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (6)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (5)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (4)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (3)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (2)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (1)


المزيد.....




- الجزء الثاني من الفيلم الناجح -Freakier Friday- أصبح جاهزاً ...
- مسجد إيفري كوركورون الكبير.. أحد معالم التراث الثقافي الوطني ...
- من دون زي مدرسي ولا كتب.. طلاب غزة يعودون لمدارسهم المدمرة
- فنان مصري يتصدر الترند ببرنامج مميز في رمضان
- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رواء الجصاني - الجواهري في -المقامة- اليمنية