|
أمطار صيفية- قصة
محمود زعرور
الحوار المتمدن-العدد: 875 - 2004 / 6 / 25 - 04:19
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
كان الجو حارآ، بل شديد الحرارة ، في هذا اليوم الصيفي من شهر أيار . أنت تعرف بأن المناخ ، عادة ، في هذا الشهر من السنة ، يكون معتدلا نسبيآ ، لكن ، أن ترتفع درجات الحرارة فيه على هذا النحوأمر مثير للغرابة حتمآ.وتهدأ حيرتك، وتضعف حدة استغرابك ، عندما تتذكربأن الشتاء كان فصلا طويلا ، بل ومملا بطوله، فالبرد والمطر والريح العاتية ،لازمت حتى الأيام الأخيرة من شهر نيسان المنصرم. والمناخ الغريب هذا ، وغير الاعتيادي ، كان واحدآ من مواضيع الأحاديث والتساؤلات اليومية لدى الناس ، في أماكن العمل ، وفي السهرات . تشعر بالملل ، وتتطلع إلى جارك في المقعد ، في هذه الرحلة ، فتراه يغط في النوم ، المائل قليلا يكاد يلامس كتفك ، تعاود النظر إليه فتجده في الوضع ذاته .أنت لا تحب الأحاديث في السفر ، تشعر بأنها متكلفة ، وباردة ، وتزيد من إحساسك بالوحدة ، رغم أنك ، قمت بتبادل هذا النوع من الأحاديث مع جارك النائم، ومجددآ ازددت قناعة بتفاهة هذا الشكل من التواصل مع الناس. وما يثير فيك الضيق ، والنفور ، هذا الغناء المزعج ، والسخيف ، الذي تضطر لسماعه في هذه الرحلة، وهو أمر ليس بالجديد ، فالمستوى الهابط ، والرخيص ، يميز أغاني هذه الأيام . وتحن إلى أصوات غابت .وإلى ألحان طبعت زمنها كله بروحها الخاصة ، وبنبرتها الأصيلة ، وبقيمتها العالية صباح هذا اليوم ، استيقظت باكرآ، باكرآ جدآ، على غير عادتك، وقررت التوجه حالا إلى المقبرة ، لزيارة صديقك ، وهي زيارة صارت تلح عليك منذ مدة طويلة ، وأضحت تضغط على روحك بقوة ، وتدفعك دفعآ عظيمآ لتنفيذها ، وإيقاف تلك المسوغات المختلفة التي كانت تبعث على الدوام في تأجيلها المتكرر. فبعد المدينة ، مثلا،لايبرر لك هذا الانتظار الطويل ، أو المشقة الكبيرة التي قد تواجهها ليست ذريعة كافية. كما أن النكران ليس من طبعك أبدآ ، وقلبك لا يعرف الجحود ، أو قلة الوفاء .أهي رخيصة ، إلى هذا الحد، تلك السنوات التي قضيتها معه ، والأصدقاء يحيطون بكما ، والوقت يزهو بآمال عظام؟. أنت تذكر طويلا ما ميز علاقتك الحميمة، والخاصة به ، وتتوقف دائمآأمام مشاريعكما المشتركة ، وأحلامكما الأدبية ، وهي للأسف ، لم تعش ، أو تعمر كثيرآ ، ولم يتح لكما سةقها لغاياتها المأمولة، .ونتائجها المرجوة. فموته المبكر أوقف كل ذلك ، ووضع حدآ له ، وهذا ما أثر فيك غاية التآثير،وبقيت فترة طويلة شبه تائه ، وعاجز ، أمام غيابه المحزن والمفاجئ. تذهب إلى المطبخ ، تصنع فنجانآمن القهوة ، ويصلك صوت طفلك الصغير ، ومحاولات زوجتك في تهدئته ، تشعل لفافة تبغ ، وتشرب قهةتك باشتهاء لذيذ ، والقهوة الصباحية من أحب الأشياء إلى نفسك ، وهي عادة من أكثر العادات القديمة التي تتمسك بها ، وتصر عليها في هذا الزمن المتقلب ، الرجراج ، الرخو ، تنظر إليك زوجتك ، تحدق فيك مليآ ، وتشعر بأنها غير راضية عما ستروم القيام به ، وغاضبة منه ، ويصدق ظنك ، وتقول لك ، على الفور-أنت ذاهب-؟ وتجيب بإيماءة من رأسك ، تجنبآ لفتح نقاش ممل قد يطول في هذا الموضوع الذي حسمته ليلة أمس ، لكنهاتتابع الحديث بسؤال جديد:-قل لي ماذا ستنفعك زيارة شخص ميت منذ سنوات ، في مدينة مجهولة ومنسية . أمثالك يجب أن يدفعهم طموحهم للذهاب إلى المدن الكبرى ، إلى العاصم الثقافية حيث النجاح ، والمال ، والشهرة.وتستدرك ، مكملة بنصيحة أو أمر:-اخرج من سجنك. وكنت فقط تهز رأسك بين فترة وأخرى ، وأنت تستمع إليها مكرهآ ، وما أن تنتهي من قهوتك ، حتى تتجه بسرعة نحو الباب وتخرج. الطريق يشارف على نهايته ، وزميل رحلتك يتململ ، بعد أن أفاق من نومه الطويل ، وهج الشمس يصلك من النافذة ، والمشهد الصيفي للسهول ، والأراضي المزروعة بسنابل الحبوب الممتدة ، واللون الأصفر الطاغي ، الذي يومئ بقرب الحصاد ، وحبات العرق التي صارت تطفو على جبينك ، ورقبتك ، وصوت المحرك الرتيب، كل ذلك بدأ يجلب لك السأم والملل والضيق ، لكن اقتراب موعد الوصول إلى هدفك المرتجى يجعلك تشعر بالراحة ، والطمأنينة. يصل الباص إلى المحطة ، ويتوجه الركاب إلى حيث حقائبهم ، وأمتعتهم ، متعبين متراخين ، وأنت الذي بلا حقيبة أو أمتعة، تتجه نحو ذاك المقهى . تأخذ ، على الفور، كأسآ من الماء ، تطلبه مثلجآ عله يطفئ هذه النار التي تلهب جوفك بضراوة شديدة . هذا المقهى ليس غريبآ عنك ، فأنت تعرفه جيدآ ، وكثيرآ ما جمعكما ، أنت وصديقك الراحل ، وكأس الماء المثلج هو أول ما كان يآخذه صديقك فور دخوله المقهى .وتتذكر تلك السنين ، تعود إليك بصورهاالبعيدة، وأحداثها الغافية ، ودلالاتها المؤثرة، حيث كان يصادف قدومك إلى هذه المدينة ، على الدوام ، حلول الصيف ، وصيف المدينة هذه ، كان صيفآ جديرآ بتسميته ، كما كان يقول لك صديقك. تبحث عن محل لبيع الزهور ، تسير متتبعآ ظلال الأبنية ، والمحلات ، حيث ثبتت فوق واجهاتها مظلات قماشية اتقاء للحر الشديد ، ومنعآ لتأثيرات الشمس الحارقة ، كانت الطرقات ، والشوارع ، شبه خالية من المارو ، في هذه الساعة من الظهيرة ، فهي وقت لأوبة الناس إلى بيوتهم طلبآ لوجبة الغداء والراحة، والإغفاءة المنشودة في قيلولة منتظرة. تسرع في مشيتك ، بعد أن كنت تسير على مهل ، لأنك تدرك بأن الطريق إلى المقبرة طويل ، وقد يستغرق منك ساعة أو أكثر.ينال منك التعب شيئآ ، فشيئآ، والزهور التي حملتها برفق وصبر بالغين ، صار يهددها البلل ، والذبول ، جراء هذا الجو الحار ، والتعرق الذي أصبح يلازم يدك ، وأصابعك ، في هذا السعير المهلك. وبين فترة وأخرى رحت تمسح رقبتك ، وجبينك ، وتلتقط حبات العرق الدبقة التي كثرت ، وتعاظمت وصارت تسيل ، وتنتشر في أنحاء عديدة من جسدك ، ولم يمض وقت طويل ، حتى شعرت بأن قميصك قد التصق بجسمك ، وكنت قد فككت أزراره ممنيآ النفس بوصول بعض النسمات التي قد تساعدك مجددآ على الانتعاش الطيب. لكن ، يخيب رجاؤك ، فالسكون ، والجمود ، سيطرا تمامآ ، وتتأكد من ذلك عندما ترى الأشجار المتفرقةعلى جانبي الشارع وهي ثابتة في هيئتها، ومستقرة ، لا يحرك أغصانها ، أو أوراقها شيئ، كأنها رسمت رسمآ. وعندما تتناقص الأبنية ، والبيوت ، ويمتد أمامك سهل منبسط ، واسع ، تكون وجهآ لوجه أمام معاناة مضنية، فوجود الفيئ ، أو بعضه ، الذي كنت تحتمي به حينآ كان يخفف عنك بعض العناء ، ويجعل هذا المسير الحارق أقل قسوة ، لكنك ، الان، تحت الشمس، أصبحت في لجة هذا الجحيم . تتفحص الزهور ، وتحزن كثيرآ إذ تجد بعض الورود قد تفتتت، وانفرطت وريقاتها ورحت ترمي ما تخرب منها، وقد أتى الهلاك على القسم الأعظم من هذه الباقة . تشتعل النار في رأسك ، وتظن أن بخارآ حارآ ، وحارقآ ، يتكثف ويتصاعد من جسدك وثيابك . تشعر بتعب شديد ، وأصبحت خطواتك بطيئة، وأنفاسك أضحت كاللهاث المتقطع، ورغم ذلك ، رحت تدخن ، والدخان زاد من جفاف فمك ، وعجل في ذاك الصداع الرهيب الذي حل برأسك .تنظر إلى البعيد ، فترى المقبرةتلوح لك ، فتفرح ، وتعيش برهة من رضى وسرور ، ينسيانك الصداع المؤلم ، والإنهاك الطاغي. ومرة أخرى، ترمي أرضآ بعض الورود التي أوشكت أن تموت ، وتعلل نفسك بالاحتفاظ بما تبقى صالحآ ، ومتماسكآ منها, المهم أن تبقى زهرة ، أو اثنتان، فالمعنى لا بتحدد بالعدد ، أو بالحجم ، هكذا كنت تقول لنفسك ، فصديقك لن يلومك جراء ذلك . وكنت كلما قربت المسافة الفاصلة بينك وبين المقبرة يجتاحك اضطراب شديد ، وتهتاج روحك ، وتشعر أنك وحيد ، وخاو ، أمام امتحان عسير لم تجرب الدخول فيه ، أو التوجه إليه ، وهو ليس كأي امتحان آخر ، بل هو اختبار من نوع جديد ، وخاص .الطريق الترابي ، والرملي ، يغلي ويفور ، من شدة سخونته ، ولا ينفعك كثيرآ حذاؤك في حماية قدميك من هذا اللهيب العظيم . وكنت كلما وضعت قدميك .فوقه يخيل إليك أنك ستغوص في إسفلت طري ، ولزج ، وحار ، تكتوي بأذاه المكان أصبح مفقفرآ تمامآ من الأبنية ، والأشجار ، والناس ، وكنت ترى بين فترة وأخرى ككلبآ يسير على مهل ، وقد أطلق لسانه المتشقق من الحر ، والعطش . وترفع بصرك إلى الأعلى ، فترى السماء وقد استحالت إلى شمس هائلة ، مخيفة ، وكأن قرصها الناري ، الملتهب ، قد بسط رقعته عليها كلها ، وحجب أي أثر لزرقتها المعهودة، تلك الزرقة الخالدة التي تذكرك بامتداد البحر وبموجه الشفاف . وكنت كلما ذهبت إلى البحر كان يفاجئك بعظمته الزرقاء ، وبمراكبه الزاهية، الملونة ، ..وبأسماك الصيادين ، وبتلك النوارس التي لا تنسى تجول بعينيك في كل الجهات، فلا تجد أثرآ لغيمة ، وما من نسمة تخفف غلواء هذا القيظ المميت .وكان صبرك ، وتحملك ، وشوقك إلى بلوغ القبر ما يبعث فيك القوة .والقدرة على المضي والاستمرار. أنت تذكرجلد صديقك ، وكنت تمدح فيه هذا الجانب ، أعني بأسه الشديد ، وطاقته العالية ، الحاضرة دومآ ، في مواجهة قسوة الأيام ، وحصار الزمن ، وما من سلاح يشهره سوى تلك الإرادة الصلبة ، والروح النبيلة ، والثقة بالغد الاتي . وماأن تقترب من تخوم هذه المقبرة ، حتى ينتابك إحساس بأنك تشيع جنازة صديقك إلى مثواه الاخير ، وعندما تتطلع إلى البيداء المقفرة الواسعة ، يخيل إليك بأنك .المشيع الوحيد . يؤثر فيك كثيرآ هذا الشعور ، وتحزن وينقبض قلبك بألم . تذكر بأنك يوم سمعت خبر موته ، ودفنه ، تمنيت أن تكون أول المشاركين في التشييع ، هاهي المقبرة أمامك ، مكشوفة لك ، بلا أسوار أو حراس ، تناديك بدروبها الملتوية ، وقبورها المتناثرة ، كي تبدأ فيها رحلة بحث أخرى ، رحلة البحث عن قبر صديقك . وفوجئت بعدد كبير من الأضرحة كانت متهدمة ، وقد تكسرت شاهداتها. تفتش في الشاهدات عن اسم صديقك ، ويطول تفتيشك ، لأن معظم تلك الأسماء قد امحت منها بعض حروفها ، وغابت ألوانها السوداء ، بفعل مرور الأيام ، وآثارعوامل الطبيعة المختلفة ، والمتعاقبة . وفي غمرة بحثك كنت تطأ مكرهآ بعض القبور،وسريعآ ما تلوم نفسك وتشجب هذا التصرف الخاطئ ، لكن السرعة هي غايتك ، وهمك ينحصر في بلوغ القبر ، بأقصر الطرق ، وبأقل مدة ممكنة.وعبثآ كانت محاولاتك ، فالبحث طال ، وأخذ منك وقتآ ، وجهدآ ، وما من أثر للقبر.ولم ، تصافح عينيك الحروف التي تترقبها بشغف بالغ ، وبدأ اليأس يدب إلى قلبك ، وشعور بالخذلان صار يلفك ويحيط بك من كل جانب. ورحت تؤنب نفسك لأنك أتيت وحيدآ إلى المقبرة.أجل، كان عليك أن تصطحب واحدآ من ذوي الراحل ، أو شخصآ من معارفه ، في هذه المدينة ، وهم كثر ، وتعرف العديد منهم. لكن كنت تصر على المجيئ بمفردك ، وكنت تقول ، بينك وبين نفسك ، بأن المدينة صغيرة ، وكل الأموات دفنوا هنا ، في هذه المقبرة الوحيدة ، والعثور على قبر صديقك ، كما استنتجت حينئذ، لن يكون من الأمور المضنية.ثم إنك وددت أن تكون قرب صديقك ، لوحدك ، ستحدثه طويلا ، ستعرض له أحوالك ، وتبث أمامه شكواك من هذا الزمان. ظننت بادئ الأمر ، أنك ستقف أمام القبر أول ما تدخل إلى المقبرة . ورحت تتخيل سروره ، ورضاه ، سيبتسم وجهه الوضاء ، وسيهرع نحوك ، سيضمك إليه ، وتعانقه بلهفة ، وشوق ، كما كنتما تفعلان في تلك الأياتم النائية.تصاب بالإعياء الشديد ، ويسورك قنوط كامل يسم خطتك كلها بالفشل الذريع . لقد جبت المقبرة من أقصاها إلى أقصاها وطفت في أرجائها الممتدة ، وقطعت ، كذلك ، دروبها ، ومررت تقريبآ بكل القبور ، بعيدها وقريبها ، ولم تعثر على قبر صديقك ، أو تهتدي إليه على الإطلاق.تلاحظ تغيرآ ما قد طرأ على الجو ، وشعرت بهذا من تلك النفحات المعتدلة التي تهب الان.تجلس على حجر كبير ، تدخن بشراهة قصوى ، ومع سحب الدخان المكتصاعدة رحت تنفث قهرك وأنت تفكر في ما صرت إليه ، أو كنت فبه .ترفع ناظريك إلى الأعلى ، فتبصر شمس ا[صيل ، وقد همت مسرعة ، ململمة أشلاءها المتناثرة نحو الغروب.ويفاجئك وجود بعض الغيمات ، وكانت سوداء ، محتقنة ، وتخالها قريبة منك ، طأنها فوق رأسك من شدة قربها . وبعد برهة خاطفة ، استطالت تلك الغيمات ، وتفرعت ، وامتدت ، وانتشرت فوق مساتحات كبيرة من السماء وقد حجبت نور الشمس المتوارية . واستغربت وجود هذا الغيم الكثيف، وأدركت أن شيئآما سيحدث. لم يطل انتظارك فقد التمعت أجزاء عديدة ، ومتفرقة من السماء ببرق خاطف ، وعجبت لذلك كل العجب . وكما في طقس شتائي معتاد ، وعلى نحو مباغت ، ومداهم ، تدوي أصوات رعد هائلة الوقع ، ترتج لها جنبات المقبرة كلها ، وتترجع لها أصداء متعاظمة متتابعة . ويتناوب سطوع البرق ، وحصول الرعد مرتين أو ثلاثة ، وأثناء ذلك وبعده تهطل أمطار غزيرة لا عهد لك بمثلها أبدآ . كان المطر هادرآ وسريعآ كعاصفة ، شاملا كحريق عظيم ، مرعبآ لصاعقة ، وما هي سوى لحظات حتى جرت المياه سيولا ، وجداول ، وسواقي في دروب المقبرة ومنعرجاتها ،وخلت أنه الطوفان ، ووحدك في لجته وأهواله ، وأصابك جراء ذلك التخيل فزع شديد ، واضطرب له كيانك كله . كيف لك أن تواجه ما أنت فيه ، وما قد يستجد منه ، وخطر لك أنك تركت وحيدآ ، وما من منجى ، أوخلاص .لقد سمعت كثيرآ عن أمطار تهطل في الصيف ، لا بل شاهدت العديد منها في بعض السنوات الماضية ، لكنها لم تكن في أحسن حالاتها سوى زخات خفيفة ، وسريعة ، كانت تلطف الجو الحار والمغبر ، ويراها الناس شيئآ محمودآ.غير أن هذه الأمطار كانت غريبة ، مذهلة بحجمها ، وشمولها ، واتصالها غير المنقطع .لقد قدرت بأن السماء قد فجرت كل ما تحبسه في جوفها من ماء فانهمر بغير توقف . تقذف الزهور ، تطوح بها إلى ا[على ، فتحملها الرياح والأمطار متناثرة فوق القبور، وتخرج من المقبرة ، حزينآ تمضي ، ويكبر حزنك ، ويتعاظم في عودتك ، وإحساس بالهزيمة المريرة يلازمك طوال الطريق . --------------------------------------------------------------------------------------- تشكل هذه القصة مع قصة {الوداع الأخير }المهداة إلى الصديق الراحل القاص {هيثم الخوجة}نصآ دلاليآ يتعالق مع آثار الاعتقال السياسي الذي كان الراحل أحد ضحاياه .هيثم الخوجة قاص سوري له مجموعة متميزة بعنوان القحط -1979-اعتقل عام 1980 بتهمة الانتماء إلى الحزب الشيوعي السوري-المكتب السياسي ، وقضى بعد أربعين يومآ من الإفراج عنه بعد تدهور وضعه الصحي جراء المرض والتعذيب . في كتابه {الشهادة}يصف {بدرالدين شنن}عملية إطلاق سراح هيثم الخوجة بأنها {الحرية على شفا الموت}ويضيف بأن قرار الإفراج صدر {بعد أن تمت القناعة أن نسبة الموات في كبده قد بلغت الحد القاتل }{الشهادة-ص94-} قصتا {امطار صيفية } و{الوداع الأخير} من مجموعة {أمطار صيفية }-اتحاد الكتاب العرب -دمشق-1999
#محمود_زعرور (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الديمقراطية وتفكيك التوحيد
المزيد.....
-
رسالة جديدة من أوجلان إلى -شعبنا الذي استجاب للنداء-
-
صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 31 مارس 2025
-
حزب التقدم والاشتراكية ينعي الرفيق علي كرزازي
-
في ذكرى المنسيِّ من 23 مارس: المنظمة الثورية
-
محكمة فرنسية تدين زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان في قضية ا
...
-
القضاء الفرنسي يدين زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان باختلاس
...
-
م.م.ن.ص// في ذكرى يوم الأرض: المقاومة وجرح الكون النابض
-
محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ضي
...
-
في ذكرى يوم الأرض: شعب يستشهد محتضنا أرضه لن يُهزم
-
مسيرات بإسبانيا تضامنا مع فلسطين بذكرى يوم الأرض
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|