فاطمه قاسم
الحوار المتمدن-العدد: 2881 - 2010 / 1 / 7 - 08:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
انتبهوا ، انتبهوا أكثر
انتبهوا ،
انتبهوا أكثر
د.فاطمه قاسم
إسرائيل هاليفي ، وهو اسم لامع في عالم الموساد الإسرائيلي ، أعطى لنفسه الحق في البوح والثرثرة علنا وبطريقة غير عادية ، وقال في حديث للإذاعة الإسرائيلية انه يجب التخلص من أبو مازن رئيس السلطة الفلسطينية ، ومن السلطة نفسها ، لان هذه السلطة أصبحت عبئا على إسرائيل ، ولان أبو مازن يطلق رصاصا فارغا يزعج الاسرائيلين ويحدث إرباكا للسياسة الاسرائيلية .
الهجوم الإسرائيلي ضد الرئيس أبو مازن مستمر مذ فترة طويلة ، مع بداية الائتلاف الراهن في إسرائيل ، بدأ التصويب ضد أبو مازن والسلطة ، وقد كلفت المهمة لرجل المافيا الشهير والذي كلف بحقيبة الخارجية ليبرمان ، ثم انتقل المرض إلى الآخرين من أفراد الحكومة حتى وصلت العدوى إلى المتقاعدين والذين قد يطمعون بدور قادم مثل إسرائيل هاليفي رجل الموساد المعروف ،
نحن لا ندعوها إلى إغلاق فم هؤلاء كما حدث مع زئيفي ، الذي اعتقل على اثر مقتله احمد سعادات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، وما زال خروجه من المعتقل يخضع لتداول المعاير الإسرائيلية الغير منطقيه ، ولكننا ندعو إلى الانتباه لهذا النمط السياسي والتعبوي والأمني الذي يسيطر على الحالة الإسرائيلية بشكل كامل ، والانتباه ضرورة كما نعرف ، ذلك انه لايوجد إشاعة في إسرائيل ليس لها أصل ، ولا يوجد كلام عند الاسرائيلين بدون نوايا غير معلنه ، وكذلك الفعل الإسرائيلي الذي لا يحدث بعيدا عن التراكمات السابقة .
المعايير التي تحكم إسرائيل، ليست هي معايير متفق عليها عالميا، وهي ليست قطعا المعايير التي نفترضها في الساحة الفلسطينية. ونستنتج من كلام هاليفي قبل أيام بأنه يشكك في قدرات وفعالية الأمن الفلسطيني ، وهذا يدل أنهم في إسرائيل ليس لديهم سوى مفهوم واحد للأمن ، وهو الأمن الإسرائيلي ، وإلا فلا شيء مقبول ، كما شكك هاليفي بالاقتصاد الفلسطيني ، وهذا يعني أن الفهم الوحيد للاقتصاد هو أن يبقى الاقتصاد الفلسطيني تابعا لهم بلا أفاق محددة .
لهذا عندما نطالب بالانتباه ، فهذا لايعني ان لا ننظر حولنا بخوف وذعر ، ا وان علينا أن نستنتج ما الذي يزعج الاسرائيلين فعلينا أن لا نفعله ، والمقصود بالانتباه هنا أن نغير الأداء ، وان نحاول ونسعى باستمرار إلى جعل تفاصيل ومفردات أجندتنا الوطنية تصعب على ذاكرة الكمبيوتر الإسرائيلي ،
اعرف أن هذه معادلة صعبة ، ومعقدة ، كما أنها معادلة تحتاج إلى روح وديمومة الثورة ، هذا هو المطلوب من الفلسطينيين ، ليتم تجسيد بشكل موضوعي وحقيقي ، لما يسمى بصعود الأجيال الجديدة وتبادل الدور ، وليس لدينا سوى قبول التحدي ، والانتصار إلى التغير الحقيقي والايجابي . وليس التغيير الذي يكتفي بتغيير الحقائب والمسميات .
#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟