أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - شاهر أحمد نصر - احترام كرامة شهداء الرأي والحرية يتطلب إحالة الجلادين وحماتهم للمحاكمة














المزيد.....

احترام كرامة شهداء الرأي والحرية يتطلب إحالة الجلادين وحماتهم للمحاكمة


شاهر أحمد نصر

الحوار المتمدن-العدد: 875 - 2004 / 6 / 25 - 05:25
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


في أواخر ستينات القرن العشرين، وبعيد نشر أحد الجواسيس نبأ انتسابي للشيوعية، وكنت مازلت في المرحلة الإعدادية من المدرسة، وعمري لم يتجاوز الأربعة عشر عاماً، استدعاني مدير مدرسة الصفصافة بحضور والدي الفلاح الكادح، وقال لي:
ـ الجميع يقدرون سلوكك وجدك واجتهادك، وقد علمنا أنك تنوي الانتساب للشيوعية، وفي هذه المناسبة أود توجيه سؤال وحيد إليك:
ـ هل تسمع بفرج الله الحلو ؟
ـ نعم إنّه الأمين العام للحزب الشيوعي السوري اللبناني ـ على أرض الوطن ـ استشهد تحت التعذيب في أقبية مخابرات نظام أعطته الأنظمة الشيوعية أرفع الألقاب، وسمته تقدمياً.. وأعرف أنّهم أذابوا جسد فرج الله الحلو الطاهر بالأسيد... (وتساءلت بعد سنين إن لم يكن ذلك الأسيد مهدى من بلدان الشيوعية إلى الأنظمة التقدمية لإذابة المعارضة فيها من كل طيف ولون)..
ـ طالما أنّك تعرف ما الذي حلّ بفرج الله الحلو، فإنني من باب الغيرة عليك وعلى أسرتك الفلاحية البسيطة، أدعوك للتفكير ملياً بما ينتظرك!
وانتهى اللقاء.
لقد كان لهذا السؤال معان ودلالات كثيرة، فهو يحمل في طياته التهديد والوعيد لمن ينهج نهج المعارضة، حتى بعد أن ولى زمن النظام الذي اقترف تلك الجريمة النكراء.. أرادوا بفعلتهم الشنعاء تلك والاستشهاد بها دائماً كرمز للقوة والبطش والغطرسة، وأن تصبح عبرة مخيفة ترهب كل من يفكر بالعمل السياسي والاهتمام بالشأن العام..
وعلى الرغم من أنني لم أستطع الاستمرار في التنظيم الشيوعي أكثر من ربع قرن بعد ذلك التاريخ، لأسباب كثيرة قد تكون معروفة للكثيرين، ـ يمكن تلخيص بعضها في أنّ أغلب هذه التنظيمات، لم تعد هي التي ضحينا لبنائها، بل أصبحت غريبة ومرتعاً للوصولية والانتهازية، وتحولت إلى مطية لا حول لها ولا قوة ينهكها الفت والتفتيت والابتعاد عن الديموقراطية.. ـ على الرغم من ذلك فإنني مازلت ضد اعتقال أي إنسان، من أي تنظيم سياسي نتيجة انتمائه الفكري والسياسي، فما بالك بالتصفيات الجسدية النكراء..
لقد أثبتت الأحداث أنّ الأنظمة التي تلاحق مواطنيها وتزج بهم في غياهب السجون وتصفي بعضهم جسدياً لأسباب تتعلق بحرية الرأي والانتماء السياسي، هي أنظمة تفتقد إلى الشرعية، ومستقبلها مشكوك في أمره. إنّ الوطنية تتناقض مع إذلال الإنسان وقتل أبناء الوطن..
من الأمور التي تؤثر في أعماق النفس وتدعو للأسف الشديد أن يستشهد الوطنيون الأبرياء الغيورون على صالح الشعب والوطن، ويبقى الجلادون وحماتهم طلقاء دون محاسبة..
من الضروري عدم السكوت عن هذه الجرائم، وترك الدماء الطاهرة تسفك والجلادون وحماتهم يتمتعون بجرائمهم.. وفي هذا السياق من المفيد والضروري اعتماد قوانين محلية ودولية تنص على ملاحقة الجلاد ومن يحمي جرائمه في تعذيب وقتل السجناء الأبرياء.. وهذا يؤكد أهمية وضرورة وجود منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان في مجتمعاتنا..
ومن المفيد تعميم تجربة الحزب الشيوعي العراقي في هذا المجال، الذي كان أعضاؤه يدونون في دورياته الصحفية، المحلية والمركزية أسماء الجلادين وجرائمهم، ويحفظونها ليوم الحساب.. خاصة وأننا على ثقة من أنّ الأرض تدور، والحياة في تتطور وتغير مستمرين، ولكل ظالم نهاية، ولا بد من محاسبته على ما اقترفت يداه.. ليصبح عبرة ورادعاً لمن تسول له نفسه تعذيب أو قتل سجين رأي..
وفي هذه المناسبة لا يسعنا إلاّ أن ننحني إجلالاً أمام هامة وذكرى فرج الله الحلو وشهداء الحرية والاشتراكية والرأي من مختلف الألوان والطيوف.. وندعو للإفراج عن جميع معتقلي الرأي؛ آملين أن تتجاوز بلداننا هذه العلة المظلمة التي تسيء للوطن والشعب، وتعيق التطور الحر السليم، وتضعف منعة الوطن وسموه، ومصادر قوته لمواجهة التحديات التي تواجهه..
طرطوس ـ 22/6/2004 شاهر أحمد نصر
[email protected]



#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابن رشد فرصة العرب الضائعة
- نضال الحركة العمالية العالمية في سبيل الديموقراطية وضرورة تج ...
- ألم يحن الوقت للغة خطاب جديدة بديلة للغة الاعتقال!
- في سبل اغناء اللغة العربية بالمصطلحات العلمية والحضارية وتوح ...
- مسلسل اللامعقول في زمن الصمت
- الأكراد والعرب أخوة في صالح من جعل القضايا تتراكم والتباطؤ ف ...
- أ ليس مفيداً أن يكون البعثيون في سوريا من أوائل المطالبين بإ ...
- صدى
- هل أصبحت صيغة الحكم من خلال الجبهة وحدها تلعب دوراً معرقلاً ...
- لنفكر بعقل بارد وقلب حار مناقشة موضوعات المؤتمر الـسادس للحز ...
- منطلقات حزب البعث في سورية تحتاج إلى قراءة عصرية للتاريخ(*) ...
- منطلقات حزب البعث في سورية تحتاج إلى قراءة عصرية للتاريخ(*)3 ...
- المعارضة عنوان الأوطان ومصدر قوة لدولة القانون
- وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ - دعوة للتمس ...
- إلغاء قوانين الطوارئ شرط ضروري للمناقشة الموضوعية لفكر حزب ا ...
- من الأشعار الأخيرة لرسول حمزاتوف
- المجتمع المدني ضرورة اجتماعية ووطنية
- الاستراتيجية الأمريكية، والقصور العربي، في السياسة الخارجية
- رسالة مفتوحةإلى: المناضل، عميد كلية الاقتصاد السابق، الدكتور ...
- عصر المعلوماتية 2-2


المزيد.....




- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - شاهر أحمد نصر - احترام كرامة شهداء الرأي والحرية يتطلب إحالة الجلادين وحماتهم للمحاكمة