أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حامد الحمداني - في ذكرى استشهاد القائد الشيوعي اللبناني فرج الله الحلو















المزيد.....

في ذكرى استشهاد القائد الشيوعي اللبناني فرج الله الحلو


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 875 - 2004 / 6 / 25 - 05:26
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


طموحات عبد الناصر في الهيمنة على العراق وفشل إ نقلاب العقيد الشواف وراء حقده على الشيوعيين

كان النجاح الخاطف الذي حققته ثورة الرابع عشر من تموز 1958 في العراق بقيادة الزعيم الشهيد [عبد الكريم قاسم] ، مدعومة من قبل سائر أحزاب جبهة الاتحاد الوطني وجماهير الشعب الواسعة قد هز بعنف الدوائر الإمبريالية في الولايات المتحدة وبريطانيا .
ففي خلال ساعات محدودة تم إسقاط النظام الملكي المرتبط ارتباطاً وثيقا ًبهاتين الدولتين الإمبرياليتين و[حلف بغداد] الموجه أساساً ضد [الإتحاد السوفيتي]آنذاك ، وأصبح ذلك الحلف الذي ضم تركيا وإيران وباكستان بالإضافة إلى بريطانيا والولايات المتحدة ، والذي دُعي ب [ حلف بغداد ] بدون بغداد ، مما أفقد الإمبرياليون توازنهم فسارعوا إلى إنزال جيوشهم في لبنان والأردن ، وأوعزوا إلى حلفائهم في تركيا وإيران لتحريك جيشيهما نحو الحدود العراقية بغية مهاجمة العراق والقضاء على الجمهورية العراقية الوليدة في مهدها .
لكن الموقف الحازم الذي وقفه [الإتحاد السوفيتي] آنذاك ، وتحريكه لقوات [حلف وارشو ] نحو الحدود التركية والإيرانية أسقط هذا المشروع العدواني تجاه العراق ، وجعل الإمبرياليين يفكرون ألف مرة قبل الإقدام على تنفيذ حماقتهم تلك مما قد تسبب في نشوب حرب عالمية ثالثة لا تبقِ ولا تذر ، ولاسيما وأن الطرفين يملكان أسناناً ذرية .
كان عبد الناصر عند وقوع ثورة 14 تموز 58 في زيارة رسمية ليوغوسلافيا بدعوة من رئيسها [ تيتو ] ، وقد سارع إلى إعلان اعتراف الجمهورية العربية المتحدة ،المشكلة من اتحاد مصر وسوريا آنذاك ، بالجمهورية العراقية الوليدة ، وسارع إلى قطع زيارته ليوغوسلافيا وغادرها إلى موسكو حيث اجتمع بالقادة السوفيت وبحث معهم التهديدات الإمبريالية بالعدوان على العراق، وحثهم على الوقوف إلى جانب الجمهورية العراقية ، وكان ذلك الموقف من عبد الناصر قد لقي التثمين من جانب الشعب العراقي وقيادته الجديدة .
لكن الذي يؤسف له أن ذلك الموقف لعبد الناصر تجاه العراق لم يدم طويلاً ، فقد كانت طموحاته في الهيمنة على العراق وضمه إلى الجمهورية العربية المتحدة ،بأسلوب لا ديمقراطي يتجاهل إرادة الشعب العراقي، قد طغت على تفكيره ، فعمد إلى دعم القوى القومية المتمثلة بحزب البعث بقيادة [ فوآد الركابي ] آنذاك والقوى القومية التي التفت حول الرجل الثاني في ثورة 14 تموز العقيد [عبد السلام عارف] والذي شغل منصبي [ نائب القائد العام للقوات المسلحة ] و [وزير الداخلية ] في حكومة الثورة ،توجهاتهم الانشقاقية التي ظهرت للعلن في مظاهراتهم في الشارع العراقي والمطالبة بإقامة الوحدة الفورية ،ولما يمضي على نجاح الثورة سوى أياماً معدودة .
ولعبت السفارة المصرية دوراً خطيراً في تغذية ذلك الانشقاق الذي حل بجبهة الإتحاد الوطني ،واللجنة العليا لحركة الضباط الأحرار، التي قادت ثورة الرابع عشر من تموز 1958،وقدمت المساعدات المادية والإعلامية لهذه القوى الانشقاقية وعلى المكشوف في محاولة لأبعاد [عبد الكريم قاسم ـ قائد الثورة] ومن معه من القوى والضباط الديمقراطيين بغية إلحاق العراق بالجمهورية العربية المتحدة دون أخذ رأي الشعب العراقي الذي كان يطمح في إقامة دولة تسودها القيم الديمقراطية والتمتع بالحريات العامة التي حرُم منها قرابة أربعة عقود ، في وقت كانت قيادة عبد الناصر في الجمهورية العربية المتحدة تضطهد القوى الديمقراطية وتمنع الأحزاب السياسية من ممارسة نشاطها وتخنق حرية الصحافة .
كان هدف الديمقراطيين العراقيين آنذاك يرمي إلى إقامة أفضل العلاقات وفي مختلف المجالات مع العربية المتحدة وإقامة اتحاد فيدرالي معها في محاولة لدعم حركة التحرر العربي وتقريباً لليوم الذي يشهد العالم العربي وحدةً حقيقية قائمة على أساس الديمقراطية واحترام الحقوق والحريات العامة للشعوب العربية كافة .لكن الانشقاقيين بقيادة عبد السلام عارف وحزب البعث أصروا على سلوك طريق التآمر على الثورة واغتيالها رافعين شعارهم الكاذب [ الوحدة الفورية ] والذي اثبت الأيام فيما بعد كذبهم وتنكرهم لشعارهم هذا .
وهكذا كانت بداية التآمر على ثورة 14 تموز ، ودخل عبد الناصر على الخط ليقدم الدعم للانشقاقيين في مختلف المجالات ، ويسخر أجهزة إعلامه للتحريض على قيادة [عبد الكريم قاسم ] وحبك المؤامرات ضده ، وضد القوى الديمقراطية في العراق التي وقفت إلى جانبه .
وجاء انقلاب آمر الفوج الخامس في الموصل العقيد [عبد الوهاب الشواف] في الثامن من آذار 1959 بدعم كامل من قيادة عبد الناصر الذي جهز الانقلابيين بالسلاح والأموال والإذاعة المتنقلة التي جرى نقلها عبر الحدود السورية كما أثبتت المحاكمات للمتآمرين في محكمة الشعب برئاسة الشهيد[ فاضل عباس المهداوي ] .
ولم يحاول الرئيس عبد الناصر التنصل من هذا الدور التآمري على العراق ، بل على العكس من ذلك شرع في إلقاء خطاباته المعروفة عبر إذاعة دمشق التي وصلها قبيل تنفيذ الانقلاب الفاشل للشواف ليكون قريباً من مسرح الجريمة في الموصل والتي كنتُ شاهداً على أحداثها بساعاتها آنذاك .
كانت خطابات عبد الناصر الداعمة للانقلابيين عبر إذاعة دمشق ، والتي تحولت بعد فشل الانقلاب إلى حملة شديدة على عبد الكريم قاسم والشيوعيين العراقيين بوجه خاص والشيوعيين السوريين والمصريين بوجه عام ، بل لقد تعدت حملته الهستيرية إلى حليف العرب آنذاك [ الإتحاد السوفيتي ] ورئيس الوزراء السوفيتي [ نيكيتا خروشوف ] .مما أدى إلى تخريب تلك العلاقة لسنوات عديدة شن خلالها عبد الناصر حملة شعواء على الشيوعييين في مصر وسوريا وزجهم في غياهيب السجون ،ومارس جلاديه من الأجهزة الأمنية أشنع أنواع التعذيب بحقهم .
لقد كان أحد ضحايا الإرهاب الناصري آنذاك في سوريا الشهيد [ فرج الله الحلو] السكرتير العام للحزب الشيوعي اللبناني ،الذي جرى اعتقاله في سوريا على أيدي المخابرات المصرية ، وجرى تعذيبه بأسلوب وحشي بغية انتزاع الاعترافات منه عن التنظيم الشيوعي في سوريا بقيادة [خالد بكداش ] آنذاك ، واستمرت أجهزة المخابرات الناصرية في تعذيب القائد الشيوعي فرج الله الحلو ، وصموده الشجاع دون تحقيق هدف عبد الناصر حتى فارق الحياة شهيداً .
وبغية تخلص ناصر من تلك الجريمة فقد عمدت أجهزته الأمنية إلى إنكار وجود فرج الله الحلو لديهم ،على الرغم من تأكيد الحزب الشيوعي السوري، والحزب الشيوعي اللبناني اعتقاله من قبل المخابرات الناصرية ، وجرى إذابة جسده الطاهر في حوض التيزاب [ حامض الكبريتيك ] ، لإزدال الستار عن تلك الجريمة الشنعاء .
ولم تتوقف محاولات عبد الناصر التآمرية ضد ثورة 14 تموز وقائدها عبد الكريم قاسم ، فقد دعم المحاولة الانقلابية للمتآمر [رشيد عالي الكيلاني] ، والمحاولة الانقلابية للمتآمر [عبد السلام عارف] ، وأخيراً كان دعمه لانقلاب[ 8 شباط البعثي الفاشي عام 1963 ] والمدعوم من قبل القوى الإمبريالية كما هو ثابت ومعروف ،والذي افلح في اغتيال ثورة 14 تموز وقائدها عبد الكريم قاسم وقادة الحزب الشيوعي العراقي والألوف من أعضاء ومؤيدي الحزب والقوى الديمقراطية، في مجزرة بشعة نفذها البعثيون القتلة وحليفهم عبد السلام عارف .

والجدير بالذكر أن البعثيين الذين على السلطة في العراق في انقلابهم المشؤوم في 8 شباط 1963 بالتعاون مع زمرة عبد السلام عارف ،قد تنكروا لشعارهم الكاذب [الوحدة الفورية ] ، بل شنوا الهجمات الإعلامية ضد عبد الناصر ،وبعد أن انقلب عليهم شريكهم عبد السلام في 18 تشرين الثاني من نفس العام واستولى على الحكم في العراق ، تنكر عبد السلام عارف لشعاره كذلك والذي خدعوا به عبد الناصر وزينوا له أنهم عازمون على تحقيق الوحدة الفورية مع العربية المتحدة ، وكانوا في حقيقية الأمر يطمحون في السطو على السلطة في العراق والجلوس على كرسي الحكم لا غير .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل قطع دابر الإرهاب والإرهابيين
- مَنْ يتحمل مسؤولية إرهاب القوى الفاشية والإسلامية المتطرفة
- هل يمكن أن يتوب البعثيون القتلة يا سيادة رئيس الوزراء ؟؟؟
- في ذكرى كارثة حرب 5 حزيران 1967 مسؤولية الأنظمة العربية في ا ...
- القيادة العراقية الجديدة والمهمات الآنية الملحة
- ماذا تخطط الولايات المتحدة للعراق ؟
- هذه هي حقيقية مقاومة المخربين!!
- أعيدوا راية 14 تموز،ومدينة الثورة لبانيها الشهيد عبد الكريم ...
- أرفعو ايديكم عن العراق وشعبه!!
- الشعب العراقي والخيارات المرة!!
- أي كابوس دهانا - في ذكرى حملة الأنفال الفاشية
- ماذا يريد السيد مقتدى الصدر ؟
- التآخي العربي الكردي حجر الأساس الصلب لعراق ديمقراطي متحرر
- في العيد السبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي مسيرة نضالية ش ...
- تحية لأشقائنا الكورد في عيد النورز المبارك
- بعد عام من الاحتلال ،العراق إلى أين ؟
- تحية للمرأة العراقية في عيدها الميمون
- المجرمون يصبغون شوارع كربلاء والكاظمين بالدماء ينبغي قطع رؤو ...
- مزوروا التاريخ ،حازم جواد نموذجاً
- لماذا تتجاهل الولايات المتحدة تخريب قناة الجزيرة ؟


المزيد.....




- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حامد الحمداني - في ذكرى استشهاد القائد الشيوعي اللبناني فرج الله الحلو