أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هندي الهيتي - من اين لكم هذا ؟














المزيد.....

من اين لكم هذا ؟


هندي الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2880 - 2010 / 1 / 6 - 23:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشرت بعض وكالات الاخبار ان بعض الكتل الانتخابية في العراق خصصت خمسة عشر مليون دولار لغرض الدعاية الانتخابية وقد استأجروا خبراء في فن الدعاية كانوا قد قادوا حملات انتخابية لرؤساء دول أجنبية وقالت الإخبار إن كتل أخرى خصصت مبالغ تزيد عن هذا الرقم بكثير .
اعتقد كل من يقرأ مثل هذه الإخبار سوف يتبادر الى ذهنه من أين تأتي كل هذه الامول التي تصرف وبسخاء واضح وكما يقال بالعراقي ((من غير وجع گلب )) على الحملات الانتخابية كي يحقق هذا الحزب او تلك الكتلة مكانة في البرلمان القادم يستطيع من خلالها ان يشكل قوة مؤثرة في القرار السياسي للدولة العراقية .. ان هذه الأرقام المخيفة التي تصرف لمثل هذه الحالات وبهذه القوة ليس لها مصدر مقنع يمكن الاستدلال عليه إلا عن طريقين لا ثالث لهما ..
أول تلك الطرق هو الفساد المالي والفساد الإداري واستغلال الوظيفة الحكومية من اجل الثراء الغير شرعي وسرقة أموال الشعب التي كان من المفروض ان تصرف لتقديم الخدمات الضرورية للمواطنين الذين يعيشون في ظروف غير إنسانية بسبب حرمانهم لأبسط مستلزمات الحياة من توفير الكهرباء التي أصبحت معضلة المعضلات وبدأت الناس لا تصدق كلام المسؤولين حول هذه المشكلة وعدم توفير الماء الصالح للشرب وقلة او فقدان الرعاية الصحية لكثير من مناطق العراق وضعف الاهتمام بالتعليم ومستلزماته لدرجة لا زالت المدارس المشيدة بالطين تنتشر في اغلب القرى العراقية ناهيك عن حرمانها من الأثاث أللازم لتلك المدارس . وتقف مشكلة البطالة وحالات الفقر التي تعاني منها فئات اجتماعية واسعة ونسب الذين يعيشون تحت خط الفقر حسب مصادر حكومية يزيد عن 20% رغم ان هذه النسب مشكوك في دقتها وان الذين يعيشون تحت خط الفقر يزيد على تلك النسبة كثيرا وان حالات الفقر التي تعصر العراقي فقرا لا مثيل لها لدرجة نسمع بين فترة وأخرى سقوط ضحايا جراء الجوع . ان ترك كل هذه الجوانب الحياتية على علاتها وسرقة الأموال المخصصة للانتقال الى حالة ارقى لمجتمع عانى الكثير من اجل الدعاية الانتخابية وفوز هذا المرشح شيء لا يمكن تصديقه الا في الديمقراطية العراقية التي فرضت علينا بهذا الشكل المشوه . كان يفترض بالديمقراطية ان تأتي بأشخاص يعملون من اجل وطنهم وشعبهم نظيفي اليد همهم الأول خدمة المواطن والناخب ويخافون من محاسبته لهم وإلا لماذا يذهب الموطن الى صندوق الاقتراع ليدلي بصوته معرضا حياته للخطر ؟ هل من المعقول انه يذهب لينتخب حرامي يسرقه في وضح النهار ؟؟!
والطريق الثاني للحصول على هذه المبالغ الكبيرة يأتي عن طريق الدعم الخارجي وما تحصل عليه بعض الاحزاب وكثير من السياسيين من دعم مادي تقدمه لهم بعض الدول والمنظمات الخارجية . نحن نعرف ان تلك الدول او المنظمات لا تدفع لوجه الله وانما تشترط على الجهات القابضة تنفيذ سياسات تخدم مصالحها دون النظر الى مصالح الشعب العراقي وان المرشح الذي سوف يفوز ويجلس على كرسي البرلمان لن يمثل الناس الذين انتخبوه ومنحوه صوتهم ولن يدافع عن مصالحهم والوعود التي قطعها على نفسه وانما سيكون المدافع الامين والصوت المدوي بجانب مصلحة الدولة التي انعمت عليه وقد شاهدنا وسمعنا مناقشات تحت قمة البرلمان العراقي بين نواب يدافعون عن هذه الدولة واخرون يدافعون عن تلك الدولة او عن هذه الشركة او تلك المنظمة ليس بما يوافق مصلحة العراق وانما بما يخدم مصلحة تلك الجهات تاركين العراق والعرقيين يطحن بهم الارهاب ويأخذ الجوع مأخذه منهم دون خجل ودون حياء.
وقد وصلت الوقاحة ببعض البرلمانيين الى الوقوف والدفاع عن دولة ما ضد مصلحة العراق وتحت قبة البرلمان العراقي . ان هذا المرشح سيكون خطرا على مصالح المواطنين وعلى مصلحة البلد كون هذا العضو البرلماني مطلع على حيثيات السياسة العراقية وينقل ما يدور داخل البرلمان الى الجهة التي اوصلته الى هذا المكان الخطير . على الشعب العراقي ان يكون واعيا اكثر من اي وقت مضى لمنع وعدم السماح لامثال هؤلاء المرشحين من الوصول الى السلطة عن طريق عدم منح هؤلاء الاصوات التي تمكنهم من الوصول الى قبة البرلمان السلطة التشريعية في البلد وهي اخطر السلطات مثلما نعرف بل علينا ان نمنح أصواتنا لمن يستحقه بالاستدلال عن طريق مؤشرات وطنية نزيهة .
إن الاحزاب والكتل السياسية التي تطرح برنامجا وطنيا وتعدنا بوعود ممكنة التحقيق والمرشحين لها هم اشخاص نعرفهم ويشهد لهم تاريخهم الوطني بالمواقف المشرفة وتاريخهم الوظيفي بالنزاهة ونظافة ذممهم واياديهم هم من يستحق ان نصوت لهم ويستحقون ان نذهب الى صناديق الاقتراع لترشيحهم .
كما ان الاحزاب الوطنية والشخصيات النزيهة التي يمكن ان تعمل ما تعد به واضحة من اسلوب الدعاية البسيطة التي تنطلق من بين الناس تتحدث لهم وجها لوجه في السوق والمدرسة والمعمل لا ان تطل علينا من خلال شاشات الفضائيات المشبوهة وكأنهم يعلنون عن افلام هابطة .
ويمكنني القول ان كل حزب يمتلك فضائية مستقلة له لا يمكن ان يكون حزبا نزيها لان القناة الفضائية تحتاج الى عدت ملاين من الدولارات كي يمكنها ان تبث ..فأي حزب يمكنه ان يوفر هذه المبالغ الكبيرة بطرق شرعية ؟؟ وكل كتلة او مرشح يقوم بدفع هبات عينية او مالية للناس مثل توزيع المواد الغذائية او البطانيات او كارتات شحن للهاتف الخلوي وغيرها من الاساليب الغير شرعية لاغراض الدعاية مشكوك في نزاهتهم ونظافة اياديهم علينا نحن العراقيون ان ننتبه ونشحذ الهمم الوطنية من اجل مستقبلنا ومستقبل اجيالنا ووطننا لمنع وصول (الحرامية) والعملاء الى البرلمان . وان التمييز بين العميل والوطني كما قلنا يمكن ان يتم بسهولة مفرطة والتميز بين الحرامي والمختلس وبين اصحاب الايادي البيضاء واصحاب الايادي النظيفة سيكون اسهل . ان التمييز بين هؤلاء وهؤلاء يقوم بالسؤال التالي والجواب عليه .. من اين لكم هذا؟ ..





#هندي_الهيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جولة في مصايف هيت
- لا تترحموا على سارقي الاكفان
- صباح الخير يا تموز
- الشاقوفة دراسة في المكان
- عالم بلا عراق


المزيد.....




- شاهد كيف يؤثر قرار اتخذته إدارة ترامب على توزيع مساعدات القم ...
- مصر.. تداول فيديوهات عن اندلاع مشاجرة وإطلاق نار بين مواطنين ...
- وسط مطالب باعتقاله.. ساعر في لندن بزيارة غير معلنة
- روسيا تعلق قبول الطلاب السوريين في جامعاتها
- خبير: روسيا ستتمكن من غزو المريخ بعد 20-30 عاما على الأقل
- المقاومة السرية في نيكولاييف تكشف عن ضربات ضد مرتزقة أجانب
- كتاب بلا كاتب: أول كتابٍ فلسفي بتوقيع الذكاء الاصطناعي
- على خطى هالاند..الكشف على بند مثير في عقد هداف بوروسيا دورتم ...
- -المنطقة العازلة- الإسرائيلة - كيف تقوض معيشة سكان قطاع غزة؟ ...
- سفير روسيا في لندن يؤكد تزايد الضغط على الدبلوماسيين الروس ف ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هندي الهيتي - من اين لكم هذا ؟