أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الياسري - الكرسي














المزيد.....

الكرسي


محمد الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 2879 - 2010 / 1 / 5 - 13:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الكرسي في احد معانيه اللغوية يعني العرش و هو ما يعتليه الحكام و الملوك، و رغم ان للكرسي معان اخرى اسمى من الحكم و ابعد الا ما يعنني هنا تحديداً كرسي الحكم ليس الا.
عبر التاريخ ضاعت مبادئ و سفكت دماء و انتهكت اعراض و استبيحت أمم كل ذلك بسبب الكرسي.. لربما فيه مايغري و لربما فيه ما يذل و قد يكون فيه مهالك لكن صراع الرجال و احايين نساء حوله، مستمر استمرار دوران الارض حول الشمس، البعض اصبح عبداً له و كرس حياته يلمعه و ينمقه و يبيع الأول و الآخر في سبيل متعة الجلوس عليه دون أن ينظر الى ما حوله و كأنه ركب موجة غمام طائرة في مهب الريح.
لربما احتار علماء النفس و الاجتماع في السر الذي يحول الانسان السوي العاقل العابد الناسك الى شخص آخر مملؤء طمعا و استبدادا حين يجلس على الكرسي و كأنه ينتظر فرصة صغيرة ليعلن عن كل ما تمتلأ به نفسه من امراض و ادران.. هل في هذا الكرسي مواد تغيير طبيعة البشر؟
و نحن العرب ابتلينا عبر التاريخ بأشخاص من عبدة الكرسي و كأن الله خلقهم ليبدلوا جلدتهم و يعيثوا فساداً في ارض مباركة كأرض العرب و يصنعوا بأهله ما طاب لهم ولذ في سبيل ان يبقوا ملتصقين بكرسيهم و ان فارقوا الحياة ورثوه لاولادهم ثم لابناء عمومتهم و بعدها الى الاقارب من الدرجة العاشرة المهم ان لا يخرج من العائلة الكريمة.
لقد عشنا الويلات و الحروب و النزاعات و الاقتتال اليومي لأن حاكمنا يعشق الكرسي عشقه للماء و الهواء.
دعونا لا نعود الى الماضي و نسرد مآسينا و لكن انظروا اليوم الى الذي يحدث فينا بسبب كرسي صغير ابدع نجار ممن عامة الشعب صناعته، و لو كان يعلم ما الذي سيحدث لما صنعه.. امة العرب اليوم من محيطها الى خليجها تعيش عقدة الكرسي حيث البعض ورثه من ابيه و بعض آخر استولى عليه بانقلاب عسكري او حرب داخلية أتت على الأخضر و اليابس و نوع ثالث جلس عليه بمعونة الغرباء لكن الجميع دون تمييز، و الجميع لا ولن يتنازل عن كرسيه حتى و لو بقي وحده على سطح الكوكب.
في العراق ابتلى هذا الشعب بعبدة الكراسي حتى شهد تاريخه الحديث العشرات من الانقلابات العسكرية و الحروب و الفتن دون ان يسعى صاحب الكرسي التنازل عنه و الاعلان بشجاعة انه لم يفعل شيئاً لهذا الشعب و بالتالي فأنه ترك الكرسي لعدم قدرته على حمل وزره.. و منذ سقوط النظام السابق- الذي سقط لا لشيء الا انه عبد الكرسي دون النظر الى الخلف و سفك عليه دماء الملايين، لكنه للاسف راح لغيره- و صراع الكراسي هذه الأيام لا يهدأ فالطامعون به هذه المرة لا يعدون و الاحزاب تتكاثر يوميا – افقيا و عمودياً- و التحالفات تبرز على الساحة كل ساعة و الرجال و اشباه الرجال و اصحاب العمائم و العلمانيين و الملحدين ، من لديه الدعم الاقليمي و من يدعمه المحتل و من يدعمه العدو، الجميع في حالة سباق ماراثوني الى الكرسي و لكن يبقى السؤال الأهم: من يركض وراء مصلحة الفقراء و البسطاء لينال رضاهم و بالتالي ينال رضى الله؟ و لكن هل يوجد لدينا من يبتغى رضى الشعب قدر رضاء نفسه و طموحه و اطماعه و كرسيه.

* ليس بالضرورة ان يكون الكرسي الذي نتحدث عنه كرسي الرئاسة، و انما نقصد كرسي المسؤولية.
[email protected]





#محمد_الياسري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يخبرني الحنين
- الهاشمي ونصرة عراقيو الخارج !
- مجلس للنواب أم مجلس لكتم الأصوات !
- هل يستحق العراقيون كل ذلك؟
- - هموم الشعب- و - جيوب المسؤولين-
- ينبئني قلبي
- تحبني .. ذلك قدرك
- مرة.. نذرت لك الروح
- - سويعات - قاسم عطا
- نحن خير أمة في كل شيء.. ولكن
- ضحك العشق منا.. فضاع
- العراق مؤتمر حركة عدم الانحياز الأخير
- لست أنا بيوسف
- تغارين.. لا ذنب لي
- بين مدينتي - الصدر- و - تازه-
- تعلق بي.. تزداد ألقاً
- مياه العراق.. وجيرانه
- أنفاس متنازعة
- انسى الحب
- مهلاً .. لايهمني غرورك


المزيد.....




- رئيس الإكوادور -مستعد- لتعديل الدستور و-سيطرة- الجيش الأمريك ...
- مصور مصري يستكشف لحظات من السعادة وسط طبيعة إفريقيا
- نيويورك تايمز: ترامب يعارض خطة لهجوم إسرائيلي على مواقع نووي ...
- الجيش الأمريكي ينشر فيديو وصورا لعملياته في اليمن والحوثيون ...
- أحمد الشرع ضمن قائمة -تايم- للشخصيات المئة الأكثر تأثيرا في ...
- إنجاز علمي غير مسبوق في مجال تجديد الكبد وعلاج أمراضه
- مسؤول أوكرانيا يدعو إلى عدم المماطلة في إجراء انتخابات بعد ا ...
- إيران تقطع الشك باليقين وتؤكد: الجولة الثانية من المفاوضات م ...
- ما اللغز الجيني وراء إصابة البعض بالتوحّد؟
- ضربات أمريكية عنيفة على مواقع للحوثيين وسط أنباء عن استعدادا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الياسري - الكرسي