أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أبوعبيد - ليسوا قدّيسين














المزيد.....


ليسوا قدّيسين


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2879 - 2010 / 1 / 5 - 09:45
المحور: الادب والفن
    


كأننا في أصقاعنا نسير عكس عقارب الساعة، وكأننا ما زلنا نعيش زمن العصور الوسطى التي ضربت وأنهكت أصقاعاً أخرى حين كانت القداسة المبتدَعة زِياً يدنيه الشخص عليه، فيبدو كأنه من غير البشر وأسمى منهم، فلا هو خطّاء ولا يقترف الخطيئة.
في زماننا هذا، تمددت وتجددت "قداسة" شخوص الماضي، فمسّت شخوصاً من هذا الزمن، هم فصّلوها على مقاساتهم، فاعتنقها ثُلة منا أو قِلة. إنّ الممسوسين بها هم لفيف من الفنانين الذين يعتقدون أن نجوميتهم، حقيقية كانت أم زائفة، تخوّلهم أن يتصرفوا كما لو أنهم ليسوا بشراً من طين ويفوقون رجال الدين، وكما لو أنّ شهرتهم تقتضي تعيين حاجب على باب كل منهم للتأكد من "طهارة المتبّرِكين".
إن ظاهرة النجومية لم يبزغ نجمها حديثاً، إنما كانت موجودة في القرون الخوالي، لكن بصوَر أخرى، فلو كانت الكاميرا مستخدَمة في عصر المماليك، لالتف رهط من معجبي ابن خلدون لالتقاط صور معه، وغصّت أغلفة المجلات، لو كانت تُطْبع، بصوَر شجرة الدر وأخبارها. ولو كان المتنبي يلقي قصائده في القاعات المبهرَجة، لنفدت التذاكر منذ طرحها وتضاعف سعرها مرات. ومع ذلك لم يسمع المرء خلال السّيْر في سِيَر نجوم الماضي أن القداسة غلّفتهم، أو أنّ ثائرة معجبيهم كانت تثور إذا ما وُجِّه انتقاد لأحدهم. على عكس ما يحدث "لنجوم" الحاضر الذين أشبعنا الإعلام الفني بأخبارهم إلى حد التخمة والبدانة.
إنّ ظاهرة الإعجاب ليس فيها ضَرر ولا ضرار إنْ كانت بالمستوى العقلاني الذي لا يُنسي أن "طوطم" الإعجاب هو في البداية والنهاية من البشر. وأنّ ما يقدمه من فن إلى المفتونين به، لا يربأ به عن احتمال الخطأ، وحتى الجنحة، أو يعلو به فوق الانتقاد، فكان من الأجدر بالمعجبين الفصل بين حالتيْ الشخص الفنية والإنسانية، باعتبار أنّ الإنسان غير منزه عن الخطأ. فالعصمة لا تكون إلا لنبي، وأنه، أي الفنان، كان من الأجنة تساعية الأشْهُر أو سباعيتها في بعض الأحايين.

انطلاقاً من ذلك، يحق لسحابة النقد البناء أنْ تسقط رذاذا منها، بوجه حق، على أهم فنان خليجي. ولا يحق لمعجبيه منع ذلك وإعلان حالة النفير من منطلق أنه دانة الخليج التي لا تُمَس، تماماً مثلما لا يحق للبناني تجييش الإعلام إذا ما انتُقِد أهم صوت لبناني باعتباره أرْزة من أرْز بلاده، وأنّ اليد التي تمتد إليها تُقْطع، ولا يجوز للمصري إعلان التعبئة العامة إذا انتقد كوكب من فنون مصر كونه لا يقل عن عظمة الأهرامات. ولا للفلسطيني أنْ ينتفض ضد من لا يروق له شعر شاعرهم الأوّل، ولا يجدر بالمغاربي أن يعلن التجنيد حين انتقاد نجمهم لاعب كرة القدم، ولا بالسوري أن يحتج إذا لم يُعْجَب المرء بواحد من أبطال الدراما السورية، ولا بابن الرافدين أنْ يصبح حَجاجاً في وجه من ينتقد صاحب الصوت الشجن.
اليوم لا فنان فوق الانتقاد البنّاء مهما جُنّ المرء به وفُتن، وليتذكر البشر أنه من البشر الذين لا يبلغون سِمة الكمال، فما كان المرء بفنِه مُعِزّا... وقد ولى زمن اللات و العُزّى.




#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن بألْف خيْر
- عندما بكى ...
- عَنْعناتُنا
- آنَ لماضينا أنْ يصبح حاضراً
- مناقب كرة القدم
- رفقا ً بِهنْد
- العاطلون عن العقل
- أمّة الأدب لا تتحلى بأدب الحوار
- -أنا-... أذكى شخص في العالَم
- ...ومِن المثقفين مَنْ قَتَل
- إبْطال نظرية داروين.. ماذا عن -الداروينيين- العرب
- الشقيري في الحمّامات
- أمّةٌ تناقض ما تتباهى به
- نتذكرُهم حين باتوا ذكْرى
- ثوْرة أكثرُ نعومة
- سيّدتي.. إحْذري الضحكةَ والبنطال.. وقراءةَ المقال
- ديكتاتوريّاتنا الفردية
- فلنُعَرِّبْ.. إنّهُم -يُعبْرِنون-
- جاكسون العربيّ
- رقصُ فلسطين أفضلُ من خِطابها


المزيد.....




- من دون زي مدرسي ولا كتب.. طلاب غزة يعودون لمدارسهم المدمرة
- فنان مصري يتصدر الترند ببرنامج مميز في رمضان
- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أبوعبيد - ليسوا قدّيسين