|
هولوكست التاريخ / ج4 سفر التكوين والخلق في الأسطورة المصرية القديمة
سيمون خوري
الحوار المتمدن-العدد: 2878 - 2010 / 1 / 4 - 08:47
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
تحضرني هنا إحدى الأغاني الشعبية اليونانية القديمة وتقول: أن الألهه هبطت الى حي بلاكا – حي شعبي في أثينا – رقصت وشربت الخمر وحاورت مواطنيها ثم صعدت الى عليائها : هكذا إذن ، في الميثولوجيا الإغريقية القديمة ، إرتدت الألهه صفة البشر العاديين ، حين مارست حياة الناس اليومية ، ثم حاورت أهالي أثينا . والحوار يعني ممارسة الفعل الديمقراطي في الإستماع الى وجة نظر الآخرين . وإعتبار أن هناك صلة مباشرة بين الحاكم والمحكوم . في الحضارة السومرية الأسبق ، حتى ( الحداد ) كان له إلهه الخاص ، فقد منحته ( الألهه) حق الإختيار . وحتى الأضراب عن العمل مارسته بعض ( الألهه ) إحتجاجاً على سلوك كبير الألهه .. لكن تم إعدام العقل ومصادرته ، وتحويل الإنسان الى ( قن ) مع بداية الإشكالية الأولى في ( إسطورة الخلق والتكوين ) . التي ألغت حق الأختيار الفردي للإنسان في إعتناق ما شاء . كما جاءت في أسفار ( العهد القديم ) . فهل كانت نسخة ( العهد القديم ) فاتحة عهد قطع الصلة المباشرة أو التواصل ما بين الإنسان وآلهته دون وسيط ، وحتى حق الإنسان في الشكوى من آلهته بل ، وإنتقادهم على سلوكهم الآرضي في الجدب والخصب . وبمعنى آخر جرى تغييب العلاقة الديمقراطية بين الرمز والواقع ، لصالح تسييد رمز غيبي ممثل بحاكم أرضي . وهنا ربما من حقنا إعتبار أن ( الحضارة السومرية ) كانت الأسبق في تبني فكرة التعددية في صيرورتها الأولى كشكل من أشكال الديمقراطية والحرية الفردية في الفصل مابين ما لقيصر وما للناس . بيد أن العقل السومري ، لم يتمكن من تقديم فلسفته في سياق نظام معرفي فلسفي متكامل مقارنة بما قدمته الحضارة الإغريقية من منهاج فلسفي واضح . وهذا لا يعني نفي دور الحضارة السومرية ، بل كانت هذه الحضارة حاضنة البذرة – الفكرة التي شهدت على يد الآغريق تطورها بالشكل الذي وصلنا . في الحضارة المصرية رغم تعدد الألهة الطوطمية لكن بقي الأله ( رع ) سيد الموقف . ما يهمنا هنا ، أن فكرة الفصل مابين الألهه وما بين القوانين التي تحكم المجتمع كانت ممارسة في أشكالها البدائية بما له علاقة بتنظيم حياة الناس ، وتدخل الألهه في الحياة اليومية كان يجري لصالح تمكين البشر من تحسين معيشتهم . ( آلهه تنظيم الري ، والمطر ، والحب ..الخ ) . مع المشروع السياسي لإسطورة ( العهد القديم ) لاحقاً جرى نسف كافة المنظومة البدائية للديمقراطية ، والحرية الفردية ، لصالح ( الإله الواحد ) الديكتاتور المغيب وممثلة الأرضي الزعيم الأوحد . الرسول الذي يحمل توجيهات الذي لا تدركة الأبصار ، ولا يخطر على بال بشر . وبما أن الرسول مثل دور ناقل أفكار ( الإله ) الى البشر ، كان لا بد من إعلان وصايا الإله في وثيقة وعظ أخلاقية . ( الوصايا العشر المنسوخة ) بيد أن الناقل كان قد إرتكب جريمة قتل ، ومع ذلك فقد أنقذه إلهه من العقاب الدستوري . لكنه قتل في إطار معركة الصراع على السلطة الأرضية على تخوم ( جبال أريحا ) في فلسطين . كما تقول ( الأسطورة ) وفي هذا الصدد هناك وجهة نظر أخرى . ( يوحنا المعمدان ) قتل أيضاً على يد سلطات الإحتلال الروماني ، عندما وصل الصراع على السلطة الى مركز القرار السياسي في ( روما ) وما شكلته ( الثورة البيضاء ) من خطر على مصالح الحاكم . وأمام تعاظم ومد هذه الثورة كان لا بد من إحتواءها . وتجييرها وتحويلها الى وسيلة ، تواصل بواسطتها السلطة الرومانية تحقيق غايتها بتسيد العالم القديم أو ( الأمبريالية القديمة ) ، إمبراطورية بلا حدود . ذات النموذج حققته ( الفتوحات ) الإسلامية الإنتقال من عصر ولادة فكرة الدولة القومية الى عصر ( الأمبريالية القديمة ) إمبراطورية بلا حدود ، وتحولت ( العقائد – الأفكار الدينية ) الى خطاب سياسي قائم على فكرة التوسع الجغرافي المستند على الرمز الألهي المغيب بتنفيذ تعاليمه ووصاياه . من الممكن أن يقتنع المرء أن شعباً قد إختار ( ديانته ) الخاصة به ، لكن من الصعب على المرء الإقتناع بأن ( الإله ) قد إختار أو إصطفى شعباً معيناً دون بقية شعوب العالم . أو ( عقيدة ما ) ولترسيخ فكرة الإختيار كان لابد من ( نص مقدس ) يؤكد ذلك وهو ما جاء في ( إسطورة الخلق والتكوين ) في العهد القديم ، ثم في تعديلاتها مع ( العهد الجديد ) ثم في ( القرآن ) بقوله ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه ) أو أن الدين عند الله الإسلام . وفي خضم هذه الأساطير تحول ( موسى) الى ( كليم الله ) وعيسى الى ( إبن الله ) ومحمد الى( رسول الله وخاتم النبيين ) وبهذه الإشارة الأخيرة ، تمت عملية تصفية مسبقه للحيلولة دون ولادة مشروع جديد مغاير. و العديد من الأسئلة تثار حول هذه النقطة بالذات ،( لكن سنأتي عليها لاحقاً في ختام هذه الحلقات) . وهنا يبدو لي أننا لسنا في حالة ( صراع أديان ) بل في حالة صراع بين منظومات ( فكرية ) تمثل مشاريع ومصالح سياسية منذ بداية تجديد وتحوير ( إسطورة الخلق ) التي ربطت ولادة الكون والأنسان ، بشعب معين . وربما من المفيد هنا إلقاء نظرة سريعة تساعد على فهم جذور ( العقيدة التوحيدية ) تبدأ إسطورة خلق الإنسان الأول في ( العهد القديم ) على النحو التالي : ( إن الله خلق زوجين من البشر، ووضعهما في مكان أطلقت عليه " جنة عدن " . وإن هذا المكان كان على هذه الأرض ذاتها . لكن الزوجين البشريين إرتكبا خطيئة عظمى ، فقد أكلا من شجرة محرمة وطردهما الله من هذا المكان الى مكان آخر على الأرض ، شرقي عدن . وأنجب الزوجان الشريكان الأوائل هابيل وقايين ، وقام الأخوان بتقديم قرابين لإرضاء الله فقدم هابيل من لحم غنمه ، وقدم قايين من زرع أرضه . لكن الأله قبل تقدمة اللحم من الراعي هابيل ورفض تقدمة المزارع قايين ..؟ وحصلت الجريمة الاولى ، بقتل الفلاح للراعي ثم ظهرت شخصية ( شيت ) الأبن الثالث ومنه جاءت البشرية . ) إنظر د . سيد القمني ( إسطورة الخلق ) وقبل ذلك كان الله قد خلق الكون في ستة أيام ثم إستراح في اليوم السابع ، وصعد على العرش . لنقارن الأن بين إسطورتين الأولى كنص وثائقي بين أسطورة الخلق المصرية ، وأسطورة الخلق التوراتية : اللاهوتية المصرية : العهد القديم ( سفر التكوين وأيوب *********** ************** * نطق الإله بكل الأسماء، " وقال الله ليكن .. فكان كذلك فتحولت كل كلمة خرجت من فمه تكوين : 1 : 3 : و 6- 9 – 14 - الى موجود .
* فكان أن أوجد الإله بفكر قلبه وكلمة " وقال الله لتخرج الأرض ذوات لسانه كل البشر، وكل بهائم الأرض أنفس حية كأجناسها بهائم وكل الزواحف . ودبابات ووحوشاً ". تكوين 1:
* وعندما خلق الإله البشرخلقهم على " وقال الله نعمل الإنسان على *صورته، وأخرجهم من ذاته . صورتنا كشبهنا . فخلق الله الإنسان على صورته ، على صورة الله خلقه " تكوين 26:
* ووفر الإله كل غذاء وطعام للبشر . " وقال الله إني أعطيتكم كل ما يكون لكم طعاماً " تكوين 1:26 وخلق لهم الأسماك والطيوروكل " وقال لهم تسلطوا على سمك الحيوانات . البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض" تكوين :3 .
* وصنع الإله النور للبشر. "وقال الله ليكن النور فكان نور.
* هو الذي رفع السماء وفصلها " عمل الرب الإله الأرض والسموات وفصلها عن الأرض التي صنعها . تكوين : 2: 4 .
* ولم يكن في الارض ماء، فروى " ولم يكن الرب الإله قد أمطرعلى ظمأهم الى الماء من فيضه . الأرض بعد " تكوين 2:5 .
*وقهر وحش المياه وأخضعه. " أتصطاد لوياثان بشص أو تضغط لسانه بحبل ؟ أتضع أسلة في خطمه أم تثقب فكه بخزامة أيكثر التضرعات إليك أم يتكلم معك باللين ؟ هل يقطع عهداً فتتخذه عبداً مؤبداً " التكوين *خلق الله الإنسان من طين الأرض " وجبل الرب الإله آدم تراباً من الأرض وسواه على عجلة الخزاف .
*ونفخ في أنفه نسمة الحياة ليحيا " ونفخ في أنفه نسمة الحياة ، فصار ، فصار حياً . آدم نفساً حياً " تكوين 2 : 9 .
* وأنبت للبشر النبات والأشجار " وأنبت الرب الإله من الأرض كل من الأرض لتكون طعاما للبشر . شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل .
* وخلق الله شجرة الإيشيد المقدسة " وخلق شجرة الحيوة في وسط الجنة ،الإله خالق شجرة الحياة وهو الذي وشجرة معرفة الخير والشر " .تكوين قصمها الى شجرتين .
* وبعد أن أوجد الإله بفكره وكلمته المياه " فأكملت السموات والأرض وكل ، أوجد السماء ورفعها وأوجد الأرض جندها . وفرغ الله في اليوم السابع والأعماق وكل ما تحتها وأوجد كل ما على من عمله الذي عمل ، فإستراح الأرض وكل ما هو كائن وما سوف في اليوم السابع من جميع عمله يكون ، إستراح من عمله . الذي عمل ". تكوين 2: 1: 2 .
الملاحظ هنا أن كافة تفاصيل عملية الخلق الواردة في الأسطورة المصرية عملياً هي ذاتها في أسطورة العهد القديم . وهي أيضاً ذات الأسطورة الواردة في التراث البابلي مع تعديل الأسماء والمواقع الجغرافية . علماً أننا هنا نناقش جانب واحد وهو ما يتعلق بإسطورة الخلق ، أما بقية الجوانب فحدث ولا حرج . ومع ذلك لنلقي نظرة حول الجانب التاريخي من حيث الترتيب الزمني للحضارة المصرية . - حوالي 5300 – 3100 ق . م عصر ما قبل الأسرات وفيه ظهرت المواقع الحضارية الأولى في ( الفيوم – البداري – تل العمارنة – نقادة ) - 4241 ق .م بداية التقويم المصري القديم . - حوالي 3100 ق .م الملك مينا يوحد الوجه القبلي والبحري ، ويصبح التاج المزدوج رمزاً لوحدة مصر . - حوالي 3100 – 2686 ق.م عصر الأسرتين الأولى والثانية ، ويعرف بعصر ما قبل الدولة القديمة . - 3000 ق. م ظهور الكتابة التصويرية مع بداية حكم الأسرة الأولى . - حوالي 2780 – 2280 ق. م عصر الدولة القديمة ويشمل الأسرات الثالثة والسادسة وهو العصر الزاهر للحضارة المصرية القديمة وعصر بناة الأهرام . - حوالي 2050 عصر الإضمحلال الأول ، ويشمل الأسرات السابعة والعاشرة . وفي إنهارت مركزية الدولة وتفككت البلاد الى إمارات صغيرة . - 2050 – 1600 ق.م عصر الدولة الوسطى ، ويشما الأسرات 11 – 14 وفيه عادت مصر القديمة الى الوحدة وأدخلت إصلاحات إدارية جديدة ، وفتحت بلاد النوبة وضمت الى مصر . - 1600- 1580 ق. م فترة الإضمحلال الثاني ، ويشمل الأسرات 15 – 17 وفيه حدث تدهور جديد ، وغزا مصر ( الهكسوس ) قبائل أسيوية . لكن ( طيبة ) لم تخضع للغزو . - 1580 – 1100 ق.م عصر الدولة الحديثة ، ويشمل الأسرات 18 -20 ق .م وفي طرد أحمس الأول الهكسوس ، ووقع الصدام مع الحثيين . - 1570 بلدة ( طيبة ) تصبح عاصمة مصر بدلاً من ( ممفيس ) . - 1540 – 1479 ق.م الملك تحتمس الثالث يستهل عصر التوسع ، ويؤسس إمبراطورية في فلسطين وبلاد الشام تمتد الى نهر الفرات . - 1360 ق.م الملك أمنحتب الرابع ، يبدل إسمه الى ( إخناتون ) ويفرض عبادة قرص الشمس ، أو الأله رب السماء . والأضطرابات السياسية – الدينية تؤدي الى عزل أخناتون ، وفقدان مصر لإمبراطوريتها الأسيوية . - 1313 – 1283 ق.م تعرض مصر لغزوات فاشلة من قبل الحثيين . - 1220 ق.م الأفتراض القائل بخروج ( موسى ) من مصر . - 1200 -1100 ق.م شعوب البحر ( وهي شعوب أوربية قادمة من بحر إيجة ) تحاول غزو مصر وفلسطين ، ويتصدى لها ( رمسيس الثالث ) - حوالي 1100 – 950 ق.م عصر الملوك الكهنة الأسرة 21 . وفية إستولى كهنة ( آمون ) على العرش ، وحكموا باسم الدين . - 1070 – 1000 ق.م إنقسام مصر . كهنة آمون يحكمون طيبة ، وسلالة الفراعنة تحكم تانيس ( صان الحجر ) لتصبح عاصمة الوجه البحري . - 950 – 730 ٌ.م العصر الليبي ، ويشمل الأسرات 22 – 24 وهي أسرات تأسست من قادة القبائل الليبية التي خدمت في الجيش الفرعوني ثم سيطرت على البلاد وإغتصبت العرش . - 730 – 664 ق.م العصر الكوشي ، ويشمل الأسرة 25 ، وفيه خضعت مصر لحكم بلاد كوش ( مملكة نابتا ) في النوبة والسودان .وفي أواخر هذا العصرإحتل الأشوريون منطقة الدلتا . - 664 – 525ق .م العصر الصاوي ، ويشمل الأسرة26 ويتم طرد الملك ( سايس ) الأشوري ، وفيه عادت مصر الى مركزية الحكم الواحد . - 525 ق.م الفرس بقيادة ( قمبيز ) يغزون مصر ويحتلونها حتى العام 401 ق.م وهو الإحتلال الفارسي الأول . - 401 – 343 ق.م مرة أخرى تستقل مصر وتحكمها الأسرات 28 -30 . - 343 ق.م الفرس مرة أخرى يحتلون مصر . - 332 ق .م الإسكندر المكدوني ( الأسكندر الكبير ) يحرر مصر من الإحتلال الفارسي ، وتنتقل مصر الى تحت الحكم المكدوني حتى العام 304 ق.م - 332 ٌ.م الأسكندر الأكبر يؤسس مدينة الأسكندرية - 304 وفاة الأسكندر الأكبر ، والقائد المكدوني ( بطليوس الأول سوتر ) يعتلي عرش مصرليبدأ عصر البطالمة في مصر حتى العام 30 ق.م 30 قبل الميلاد أوكتافيوس يحتل مصر وتصبح مصروفلسطين جزءأً من الأمبراطورية الرومانية ثم البزنطية. للمتابع : راجع موجز تاريخ العالم ، ويلز الملاحظ في تتبع تاريخ وآثارالحضارة المصرية القديمة ، وكذا كافة التنقيبات المتعلقة بها ، الغياب الكامل لأي إشارات هامة ذات دلالة على كون ( الخروج الكبير ) كان مسرحة مصر ، او أية إشارة لدور ( أمين – موس ) أو حتى لموضوعة ( شق البحر ) الواردة في ( العقائد الثلاث ) وحدث كهذا لا بد أن يترك أثاراً جيولوجية وراءه . بينما نجد لإسطورة العصا وسحر الحية ، إسطورة تكاد تكون طبق الأصل لمعركة سحر جرت بين ساحر فرعوني مصري يدعى ( حور ) وآخر حبشي . كما جاء في بردية " سالير " وحتى رواية ( شق المياه أو البحر ) نجدها في بردية مصرية قديمة تدعى بردية ( وستكار ) نسبة الى مكتشفها ، وتعود الى عهد الملك سنفرو ( 2812 – 2789 ق.م ) أخر ملوك الأسرة الثالثة تقول القصة : بينما الملك يتمزه على سطح بحيرة مع إحدى محظياته ، سقطت منها قطعة مجوهراتها فبكت ورق قلب الملك لها ، وإستدعى كاهن مصري وقرأ مجموعة من تعاويذ سحرية فإنشقت مياه البحيرة ، وحضر الحراس الذين ساروا في وسط البحيرة ، وأحضروا قطعة المجوهرات ." وهذا زمن أسبق من زمن قصة موسى بقرون . مع الأشارة هنا الى أن ( عصا موسى ) شبيهة بعصا الملك ( آمون ) المصري . هنا السؤال يبدو على الشكل التالي كيف أمكن إذن لكتبة ( العهد القديم ) من التعرف على مصادر الأسطورة المصرية ..؟ ربما تكمن الإجابة في عملية الإحتكاك الحضاري الذي جرى بين الحضارة المصرية والأقوام الأخرى سواء عند إحتلال مصر لفلسطين وبلاد الشام ، أو من خلال الغزو المقابل للحضارة المصرية من قبل الحثيين . هناك هجرة كبيرة وحيدة يشار اليها في التاريخ القديم من شبه الجزيرة العربية نحو اراضي الأمبراطورية المصرية في العام 3500 ق . م . الملاحظة الهامة التي أود الأشارة اليها هنا ، وهي أن ( الدولة المعنية ) التي قامت في اليمن 1400 قبل الميلاد أو بين 900 -800 ق.م حسب مصادر أخرى ،هي دولة ( بابلية الأصل ) نشأت عن هجرات بابلية بعد تدمير ( الحثيين العام 1595 ق.م ) للإمبراطورية البابلية الأولى . فيما تذكر المصادر أن قصة ( خروج موسى ) المفترضة ( نظرياً ) تمت في العام المرجح 1220 قبل الميلاد . لذا بإمكان القارئ التعرف هنا كيف إنتقلت قوانين وأساطير الحضارة البابلية الى أرض الجزيرة العربية، وتلاقحت مع الأساطير المصرية في نسج اسطورة مقتبسة جديدة لمؤلفي ( العهد القديم ) . وفي العام 3000 قبل الميلاد كان الكنعانيون قد أسسوا مدينة ( صيدا ) على ساحل البحر الأبيض . أما الأراميون فيعود تاريخ إستيطانهم لدمشق كقبائل وافدة من ( الأناضول ) الى 940 ق.م ثم جرى دمارها على يد الأشوريين في 732 ق.م . هنا أيضاً السؤال أين تمت صياغة ( العهد القديم ) في الوقت الذي عادت فيه من قصة السبي ( فقط عائلتان ) ..؟ وعلى كل حال سنعود الى الإستنتاجات المحتملة في نهاية هذه السلسلة في كشف هولوكست تاريخ الشرق الأدنى . فقط ما نود التأكيد عليه أن التغيير في ميزان القوى بين الكتل البشرية ، والمصالح التي تمثلها أو الحضارات القديمة بين قوى صاعدة ، وقوى منهارة أدى في كثير من الأحيان الى حروب وصراعات ساهمت بإختفاء العديد من الآثار التي توضح إنجازات هذه الحضارة أو تلك . الأمر الذي سهل بدورة على القوى الصاعدة ، مصادرة وإقتباس تراث حضارات أخرى . في إطارعملية سرقة ( وطن ) جديد لهم . وفرض عملية غسيل ( مخ ) كوني . ساهمت فيه أساطير العقائد التوحيدية التي نهلت من النبع ذاته حتى الثمالة . ( للبحث صلة )
#سيمون_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هولوكست التاريخ ..أنبياء أم قادة سياسيون ..؟
-
هولوكست التاريخ / إعادة قراءة لإسطورة الخلق والتكوين ومصادر
...
-
هل أدم هو الأسم الحقيقي للإنسان الأول ..؟
-
طرقت الباب ... ( حتى ) كل متني ..؟
-
الحوار المتمدن و تجديد الخطاب العقلي
-
الله .. المزوج .. وجبريل الشاهد ..؟
-
إختراع صيني جديد ... خروف برأسين ..؟
-
لا حضارة بدون نساء.. ولا ديمقراطية بلا تعددية/ ولا ثقافة بلا
...
-
عندما يحمل( النبي ) سيفاً .. يحمل أتباعه سيوفاً
-
ينتحر العقل عندما يتوقف النقد
-
تحرير العقل من سطوة النص المقدس
-
رداً عل مقال شاكر النابلسي / الإنقلابات والثورات والأحزاب ال
...
-
وجهة نظر في الرأي المخالف / من قريط الى شامل ومن طلعت الى تا
...
-
على المحامي هيثم المالح تغيير إسمه الى هيثم الحلو
-
الحضارة الإغريقية/ مجلس للآلهه وفصل الدين عن الدولة .
-
اليونان / من رئيس للوزراء الى مواطن عادي
-
في الحضارة السومرية .. حتى الألهه كانت تعلن الإضراب عن العمل
...
-
الحوار التفاعلي الديمقراطي في الحوار المتمدن
-
هل كان موسى ( نبياً ) حقاً ؟ وهل إنتحلت شخصية أخرى شخصية ( م
...
-
نظرية الصدمة في الفكرة الدينية الإنقلابية
المزيد.....
-
-جزيرة إنستغرام-.. أكثر من 200 زلزال يضرب سانتوريني في اليون
...
-
-لم أتوقف عن البكاء-.. رصاصة تخترق جدار منزل وتصيب طفلًا نائ
...
-
تشييع جثمان حسن نصرالله وهاشم صفي الدين في 23 فبراير.. وهذا
...
-
-9 آلاف مجزرة وأكثر من 60 ألف قتيل- في غزة.. أرقام مرعبة يكش
...
-
الرئيس الكولومبي يصعّد انتقاداته لسياسات الهجرة الأمريكية وي
...
-
الجيش الإسرائيلي يفجر 23 مبنى سكنيا في مخيم جنين
-
كيف نطق الإنسان؟ أهم الفرضيات حول أصل لغة البشر
-
ملك الأردن يلتقي ترامب بواشنطن في 11 فبراير
-
نائبة أيرلندية: إسرائيل دولة فصل عنصري والعالم بدأ يدرك ذلك
...
-
دفعة ثانية من الجرحى والمرضى تغادر قطاع غزة عبر معبر رفح
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|