أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيمون خوري - هولوكست التاريخ / ج4 سفر التكوين والخلق في الأسطورة المصرية القديمة















المزيد.....

هولوكست التاريخ / ج4 سفر التكوين والخلق في الأسطورة المصرية القديمة


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 2878 - 2010 / 1 / 4 - 08:47
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تحضرني هنا إحدى الأغاني الشعبية اليونانية القديمة وتقول: أن الألهه هبطت الى حي بلاكا – حي شعبي في أثينا – رقصت وشربت الخمر وحاورت مواطنيها ثم صعدت الى عليائها :
هكذا إذن ، في الميثولوجيا الإغريقية القديمة ، إرتدت الألهه صفة البشر العاديين ، حين مارست حياة الناس اليومية ، ثم حاورت أهالي أثينا . والحوار يعني ممارسة الفعل الديمقراطي في الإستماع الى وجة نظر الآخرين . وإعتبار أن هناك صلة مباشرة بين الحاكم والمحكوم .
في الحضارة السومرية الأسبق ، حتى ( الحداد ) كان له إلهه الخاص ، فقد منحته ( الألهه) حق الإختيار . وحتى الأضراب عن العمل مارسته بعض ( الألهه ) إحتجاجاً على سلوك كبير الألهه .. لكن تم إعدام العقل ومصادرته ، وتحويل الإنسان الى ( قن ) مع بداية الإشكالية الأولى في ( إسطورة الخلق والتكوين ) . التي ألغت حق الأختيار الفردي للإنسان في إعتناق ما شاء . كما جاءت في أسفار ( العهد القديم ) . فهل كانت نسخة ( العهد القديم ) فاتحة عهد قطع الصلة المباشرة أو التواصل ما بين الإنسان وآلهته دون وسيط ، وحتى حق الإنسان في الشكوى من آلهته بل ، وإنتقادهم على سلوكهم الآرضي في الجدب والخصب . وبمعنى آخر جرى تغييب العلاقة الديمقراطية بين الرمز والواقع ، لصالح تسييد رمز غيبي ممثل بحاكم أرضي . وهنا ربما من حقنا إعتبار أن ( الحضارة السومرية ) كانت الأسبق في تبني فكرة التعددية في صيرورتها الأولى كشكل من أشكال الديمقراطية والحرية الفردية في الفصل مابين ما لقيصر وما للناس . بيد أن العقل السومري ، لم يتمكن من تقديم فلسفته في سياق نظام معرفي فلسفي متكامل مقارنة بما قدمته الحضارة الإغريقية من منهاج فلسفي واضح . وهذا لا يعني نفي دور الحضارة السومرية ، بل كانت هذه الحضارة حاضنة البذرة – الفكرة التي شهدت على يد الآغريق تطورها بالشكل الذي وصلنا . في الحضارة المصرية رغم تعدد الألهة الطوطمية لكن بقي الأله ( رع ) سيد الموقف .
ما يهمنا هنا ، أن فكرة الفصل مابين الألهه وما بين القوانين التي تحكم المجتمع كانت ممارسة في أشكالها البدائية بما له علاقة بتنظيم حياة الناس ، وتدخل الألهه في الحياة اليومية كان يجري لصالح تمكين البشر من تحسين معيشتهم . ( آلهه تنظيم الري ، والمطر ، والحب ..الخ ) . مع المشروع السياسي لإسطورة ( العهد القديم ) لاحقاً جرى نسف كافة المنظومة البدائية للديمقراطية ، والحرية الفردية ، لصالح ( الإله الواحد ) الديكتاتور المغيب وممثلة الأرضي الزعيم الأوحد . الرسول الذي يحمل توجيهات الذي لا تدركة الأبصار ، ولا يخطر على بال بشر . وبما أن الرسول مثل دور ناقل أفكار ( الإله ) الى البشر ، كان لا بد من إعلان وصايا الإله في وثيقة وعظ أخلاقية . ( الوصايا العشر المنسوخة ) بيد أن الناقل كان قد إرتكب جريمة قتل ، ومع ذلك فقد أنقذه إلهه من العقاب الدستوري . لكنه قتل في إطار معركة الصراع على السلطة الأرضية على تخوم ( جبال أريحا ) في فلسطين . كما تقول ( الأسطورة ) وفي هذا الصدد هناك وجهة نظر أخرى .
( يوحنا المعمدان ) قتل أيضاً على يد سلطات الإحتلال الروماني ، عندما وصل الصراع على السلطة الى مركز القرار السياسي في ( روما ) وما شكلته ( الثورة البيضاء ) من خطر على مصالح الحاكم . وأمام تعاظم ومد هذه الثورة كان لا بد من إحتواءها . وتجييرها وتحويلها الى وسيلة ، تواصل بواسطتها السلطة الرومانية تحقيق غايتها بتسيد العالم القديم أو ( الأمبريالية القديمة ) ، إمبراطورية بلا حدود . ذات النموذج حققته ( الفتوحات ) الإسلامية الإنتقال من عصر ولادة فكرة الدولة القومية الى عصر ( الأمبريالية القديمة ) إمبراطورية بلا حدود ، وتحولت ( العقائد – الأفكار الدينية ) الى خطاب سياسي قائم على فكرة التوسع الجغرافي المستند على الرمز الألهي المغيب بتنفيذ تعاليمه ووصاياه .
من الممكن أن يقتنع المرء أن شعباً قد إختار ( ديانته ) الخاصة به ، لكن من الصعب على المرء الإقتناع بأن ( الإله ) قد إختار أو إصطفى شعباً معيناً دون بقية شعوب العالم . أو ( عقيدة ما ) ولترسيخ فكرة الإختيار كان لابد من ( نص مقدس ) يؤكد ذلك وهو ما جاء في ( إسطورة الخلق والتكوين ) في العهد القديم ، ثم في تعديلاتها مع ( العهد الجديد ) ثم في ( القرآن ) بقوله ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه ) أو أن الدين عند الله الإسلام . وفي خضم هذه الأساطير تحول ( موسى) الى ( كليم الله ) وعيسى الى ( إبن الله ) ومحمد الى( رسول الله وخاتم النبيين ) وبهذه الإشارة الأخيرة ، تمت عملية تصفية مسبقه للحيلولة دون ولادة مشروع جديد مغاير. و العديد من الأسئلة تثار حول هذه النقطة بالذات ،( لكن سنأتي عليها لاحقاً في ختام هذه الحلقات) . وهنا يبدو لي أننا لسنا في حالة ( صراع أديان ) بل في حالة صراع بين منظومات ( فكرية ) تمثل مشاريع ومصالح سياسية منذ بداية تجديد وتحوير ( إسطورة الخلق ) التي ربطت ولادة الكون والأنسان ، بشعب معين . وربما من المفيد هنا إلقاء نظرة سريعة تساعد على فهم جذور ( العقيدة التوحيدية )
تبدأ إسطورة خلق الإنسان الأول في ( العهد القديم ) على النحو التالي :
( إن الله خلق زوجين من البشر، ووضعهما في مكان أطلقت عليه " جنة عدن " . وإن هذا المكان كان على هذه الأرض ذاتها . لكن الزوجين البشريين إرتكبا خطيئة عظمى ، فقد أكلا من شجرة محرمة وطردهما الله من هذا المكان الى مكان آخر على الأرض ، شرقي عدن . وأنجب الزوجان الشريكان الأوائل هابيل وقايين ، وقام الأخوان بتقديم قرابين لإرضاء الله فقدم هابيل من لحم غنمه ، وقدم قايين من زرع أرضه .
لكن الأله قبل تقدمة اللحم من الراعي هابيل ورفض تقدمة المزارع قايين ..؟ وحصلت الجريمة الاولى ، بقتل الفلاح للراعي ثم ظهرت شخصية ( شيت ) الأبن الثالث ومنه جاءت البشرية . ) إنظر د . سيد القمني ( إسطورة الخلق )
وقبل ذلك كان الله قد خلق الكون في ستة أيام ثم إستراح في اليوم السابع ، وصعد على العرش .
لنقارن الأن بين إسطورتين الأولى كنص وثائقي بين أسطورة الخلق المصرية ، وأسطورة الخلق التوراتية :
اللاهوتية المصرية : العهد القديم ( سفر التكوين وأيوب
*********** **************
* نطق الإله بكل الأسماء، " وقال الله ليكن .. فكان كذلك
فتحولت كل كلمة خرجت من فمه تكوين : 1 : 3 : و 6- 9 – 14 -
الى موجود .

* فكان أن أوجد الإله بفكر قلبه وكلمة " وقال الله لتخرج الأرض ذوات
لسانه كل البشر، وكل بهائم الأرض أنفس حية كأجناسها بهائم
وكل الزواحف . ودبابات ووحوشاً ". تكوين 1:

* وعندما خلق الإله البشرخلقهم على " وقال الله نعمل الإنسان على
*صورته، وأخرجهم من ذاته . صورتنا كشبهنا . فخلق الله
الإنسان على صورته ، على
صورة الله خلقه " تكوين 26:

* ووفر الإله كل غذاء وطعام للبشر . " وقال الله إني أعطيتكم كل ما
يكون لكم طعاماً " تكوين 1:26
وخلق لهم الأسماك والطيوروكل " وقال لهم تسلطوا على سمك
الحيوانات . البحر وعلى طير السماء وعلى كل
حيوان يدب على الأرض" تكوين :3 .

* وصنع الإله النور للبشر. "وقال الله ليكن النور فكان نور.

* هو الذي رفع السماء وفصلها " عمل الرب الإله الأرض والسموات
وفصلها عن الأرض التي صنعها . تكوين : 2: 4 .

* ولم يكن في الارض ماء، فروى " ولم يكن الرب الإله قد أمطرعلى
ظمأهم الى الماء من فيضه . الأرض بعد " تكوين 2:5 .

*وقهر وحش المياه وأخضعه. " أتصطاد لوياثان بشص أو تضغط
لسانه بحبل ؟ أتضع أسلة في خطمه أم
تثقب فكه بخزامة أيكثر التضرعات
إليك أم يتكلم معك باللين ؟ هل يقطع
عهداً فتتخذه عبداً مؤبداً " التكوين
*خلق الله الإنسان من طين الأرض " وجبل الرب الإله آدم تراباً من الأرض
وسواه على عجلة الخزاف .

*ونفخ في أنفه نسمة الحياة ليحيا " ونفخ في أنفه نسمة الحياة ، فصار
، فصار حياً . آدم نفساً حياً " تكوين 2 : 9 .

* وأنبت للبشر النبات والأشجار " وأنبت الرب الإله من الأرض كل
من الأرض لتكون طعاما للبشر . شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل .

* وخلق الله شجرة الإيشيد المقدسة " وخلق شجرة الحيوة في وسط الجنة
،الإله خالق شجرة الحياة وهو الذي وشجرة معرفة الخير والشر " .تكوين
قصمها الى شجرتين .

* وبعد أن أوجد الإله بفكره وكلمته المياه " فأكملت السموات والأرض وكل
، أوجد السماء ورفعها وأوجد الأرض جندها . وفرغ الله في اليوم السابع
والأعماق وكل ما تحتها وأوجد كل ما على من عمله الذي عمل ، فإستراح
الأرض وكل ما هو كائن وما سوف في اليوم السابع من جميع عمله
يكون ، إستراح من عمله . الذي عمل ". تكوين 2: 1: 2 .

الملاحظ هنا أن كافة تفاصيل عملية الخلق الواردة في الأسطورة المصرية عملياً هي ذاتها في أسطورة العهد القديم . وهي أيضاً ذات الأسطورة الواردة في التراث البابلي مع تعديل الأسماء والمواقع الجغرافية . علماً أننا هنا نناقش جانب واحد وهو ما يتعلق بإسطورة الخلق ، أما بقية الجوانب فحدث ولا حرج . ومع ذلك لنلقي نظرة حول الجانب التاريخي من حيث الترتيب الزمني للحضارة المصرية .
- حوالي 5300 – 3100 ق . م عصر ما قبل الأسرات وفيه ظهرت المواقع الحضارية الأولى في ( الفيوم – البداري – تل العمارنة – نقادة )
- 4241 ق .م بداية التقويم المصري القديم .
- حوالي 3100 ق .م الملك مينا يوحد الوجه القبلي والبحري ، ويصبح التاج المزدوج رمزاً لوحدة مصر .
- حوالي 3100 – 2686 ق.م عصر الأسرتين الأولى والثانية ، ويعرف بعصر ما قبل الدولة القديمة .
- 3000 ق. م ظهور الكتابة التصويرية مع بداية حكم الأسرة الأولى .
- حوالي 2780 – 2280 ق. م عصر الدولة القديمة ويشمل الأسرات الثالثة والسادسة وهو العصر الزاهر للحضارة المصرية القديمة وعصر بناة الأهرام .
- حوالي 2050 عصر الإضمحلال الأول ، ويشمل الأسرات السابعة والعاشرة . وفي إنهارت مركزية الدولة وتفككت البلاد الى إمارات صغيرة .
- 2050 – 1600 ق.م عصر الدولة الوسطى ، ويشما الأسرات 11 – 14 وفيه عادت مصر القديمة الى الوحدة وأدخلت إصلاحات إدارية جديدة ، وفتحت بلاد النوبة وضمت الى مصر .
- 1600- 1580 ق. م فترة الإضمحلال الثاني ، ويشمل الأسرات 15 – 17 وفيه حدث تدهور جديد ، وغزا مصر ( الهكسوس ) قبائل أسيوية . لكن ( طيبة ) لم تخضع للغزو .
- 1580 – 1100 ق.م عصر الدولة الحديثة ، ويشمل الأسرات 18 -20 ق .م وفي طرد أحمس الأول الهكسوس ، ووقع الصدام مع الحثيين .
- 1570 بلدة ( طيبة ) تصبح عاصمة مصر بدلاً من ( ممفيس ) .
- 1540 – 1479 ق.م الملك تحتمس الثالث يستهل عصر التوسع ، ويؤسس إمبراطورية في فلسطين وبلاد الشام تمتد الى نهر الفرات .
- 1360 ق.م الملك أمنحتب الرابع ، يبدل إسمه الى ( إخناتون ) ويفرض عبادة قرص الشمس ، أو الأله رب السماء . والأضطرابات السياسية – الدينية تؤدي الى عزل أخناتون ، وفقدان مصر لإمبراطوريتها الأسيوية .
- 1313 – 1283 ق.م تعرض مصر لغزوات فاشلة من قبل الحثيين .
- 1220 ق.م الأفتراض القائل بخروج ( موسى ) من مصر .
- 1200 -1100 ق.م شعوب البحر ( وهي شعوب أوربية قادمة من بحر إيجة ) تحاول غزو مصر وفلسطين ، ويتصدى لها ( رمسيس الثالث )
- حوالي 1100 – 950 ق.م عصر الملوك الكهنة الأسرة 21 . وفية إستولى كهنة ( آمون ) على العرش ، وحكموا باسم الدين .
- 1070 – 1000 ق.م إنقسام مصر . كهنة آمون يحكمون طيبة ، وسلالة الفراعنة تحكم تانيس ( صان الحجر ) لتصبح عاصمة الوجه البحري .
- 950 – 730 ٌ.م العصر الليبي ، ويشمل الأسرات 22 – 24 وهي أسرات تأسست من قادة القبائل الليبية التي خدمت في الجيش الفرعوني ثم سيطرت على البلاد وإغتصبت العرش .
- 730 – 664 ق.م العصر الكوشي ، ويشمل الأسرة 25 ، وفيه خضعت مصر لحكم بلاد كوش ( مملكة نابتا ) في النوبة والسودان .وفي أواخر هذا العصرإحتل الأشوريون منطقة الدلتا .
- 664 – 525ق .م العصر الصاوي ، ويشمل الأسرة26 ويتم طرد الملك ( سايس ) الأشوري ، وفيه عادت مصر الى مركزية الحكم الواحد .
- 525 ق.م الفرس بقيادة ( قمبيز ) يغزون مصر ويحتلونها حتى العام 401 ق.م وهو الإحتلال الفارسي الأول .
- 401 – 343 ق.م مرة أخرى تستقل مصر وتحكمها الأسرات 28 -30 .
- 343 ق.م الفرس مرة أخرى يحتلون مصر .
- 332 ق .م الإسكندر المكدوني ( الأسكندر الكبير ) يحرر مصر من الإحتلال الفارسي ، وتنتقل مصر الى تحت الحكم المكدوني حتى العام 304 ق.م
- 332 ٌ.م الأسكندر الأكبر يؤسس مدينة الأسكندرية
- 304 وفاة الأسكندر الأكبر ، والقائد المكدوني ( بطليوس الأول سوتر ) يعتلي عرش مصرليبدأ عصر البطالمة في مصر حتى العام 30 ق.م
30 قبل الميلاد أوكتافيوس يحتل مصر وتصبح مصروفلسطين جزءأً من الأمبراطورية الرومانية ثم البزنطية.
للمتابع : راجع موجز تاريخ العالم ، ويلز
الملاحظ في تتبع تاريخ وآثارالحضارة المصرية القديمة ، وكذا كافة التنقيبات المتعلقة بها ، الغياب الكامل لأي إشارات هامة ذات دلالة على كون ( الخروج الكبير ) كان مسرحة مصر ، او أية إشارة لدور ( أمين – موس ) أو حتى لموضوعة ( شق البحر ) الواردة في ( العقائد الثلاث ) وحدث كهذا لا بد أن يترك أثاراً جيولوجية وراءه . بينما نجد لإسطورة العصا وسحر الحية ، إسطورة تكاد تكون طبق الأصل لمعركة سحر جرت بين ساحر فرعوني مصري يدعى ( حور ) وآخر حبشي . كما جاء في بردية " سالير " وحتى رواية ( شق المياه أو البحر ) نجدها في بردية مصرية قديمة تدعى بردية ( وستكار ) نسبة الى مكتشفها ، وتعود الى عهد الملك سنفرو ( 2812 – 2789 ق.م ) أخر ملوك الأسرة الثالثة تقول القصة :
بينما الملك يتمزه على سطح بحيرة مع إحدى محظياته ، سقطت منها قطعة مجوهراتها فبكت ورق قلب الملك لها ، وإستدعى كاهن مصري وقرأ مجموعة من تعاويذ سحرية فإنشقت مياه البحيرة ، وحضر الحراس الذين ساروا في وسط البحيرة ، وأحضروا قطعة المجوهرات ." وهذا زمن أسبق من زمن قصة موسى بقرون . مع الأشارة هنا الى أن ( عصا موسى ) شبيهة بعصا الملك ( آمون ) المصري .
هنا السؤال يبدو على الشكل التالي كيف أمكن إذن لكتبة ( العهد القديم ) من التعرف على مصادر الأسطورة المصرية ..؟ ربما تكمن الإجابة في عملية الإحتكاك الحضاري الذي جرى بين الحضارة المصرية والأقوام الأخرى سواء عند إحتلال مصر لفلسطين وبلاد الشام ، أو من خلال الغزو المقابل للحضارة المصرية من قبل الحثيين . هناك هجرة كبيرة وحيدة يشار اليها في التاريخ القديم من شبه الجزيرة العربية نحو اراضي الأمبراطورية المصرية في العام 3500 ق . م .
الملاحظة الهامة التي أود الأشارة اليها هنا ، وهي أن ( الدولة المعنية ) التي قامت في اليمن 1400 قبل الميلاد أو بين 900 -800 ق.م حسب مصادر أخرى ،هي دولة ( بابلية الأصل ) نشأت عن هجرات بابلية بعد تدمير ( الحثيين العام 1595 ق.م ) للإمبراطورية البابلية الأولى . فيما تذكر المصادر أن قصة ( خروج موسى ) المفترضة ( نظرياً ) تمت في العام المرجح 1220 قبل الميلاد . لذا بإمكان القارئ التعرف هنا كيف إنتقلت قوانين وأساطير الحضارة البابلية الى أرض الجزيرة العربية، وتلاقحت مع الأساطير المصرية في نسج اسطورة مقتبسة جديدة لمؤلفي ( العهد القديم ) . وفي العام 3000 قبل الميلاد كان الكنعانيون قد أسسوا مدينة ( صيدا ) على ساحل البحر الأبيض . أما الأراميون فيعود تاريخ إستيطانهم لدمشق كقبائل وافدة من ( الأناضول ) الى 940 ق.م ثم جرى دمارها على يد الأشوريين في 732 ق.م . هنا أيضاً السؤال أين تمت صياغة ( العهد القديم ) في الوقت الذي عادت فيه من قصة السبي ( فقط عائلتان ) ..؟ وعلى كل حال سنعود الى الإستنتاجات المحتملة في نهاية هذه السلسلة في كشف هولوكست تاريخ الشرق الأدنى . فقط ما نود التأكيد عليه أن التغيير في ميزان القوى بين الكتل البشرية ، والمصالح التي تمثلها أو الحضارات القديمة بين قوى صاعدة ، وقوى منهارة أدى في كثير من الأحيان الى حروب وصراعات ساهمت بإختفاء العديد من الآثار التي توضح إنجازات هذه الحضارة أو تلك . الأمر الذي سهل بدورة على القوى الصاعدة ، مصادرة وإقتباس تراث حضارات أخرى . في إطارعملية سرقة ( وطن ) جديد لهم . وفرض عملية غسيل ( مخ ) كوني . ساهمت فيه أساطير العقائد التوحيدية التي نهلت من النبع ذاته حتى الثمالة . ( للبحث صلة )



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هولوكست التاريخ ..أنبياء أم قادة سياسيون ..؟
- هولوكست التاريخ / إعادة قراءة لإسطورة الخلق والتكوين ومصادر ...
- هل أدم هو الأسم الحقيقي للإنسان الأول ..؟
- طرقت الباب ... ( حتى ) كل متني ..؟
- الحوار المتمدن و تجديد الخطاب العقلي
- الله .. المزوج .. وجبريل الشاهد ..؟
- إختراع صيني جديد ... خروف برأسين ..؟
- لا حضارة بدون نساء.. ولا ديمقراطية بلا تعددية/ ولا ثقافة بلا ...
- عندما يحمل( النبي ) سيفاً .. يحمل أتباعه سيوفاً
- ينتحر العقل عندما يتوقف النقد
- تحرير العقل من سطوة النص المقدس
- رداً عل مقال شاكر النابلسي / الإنقلابات والثورات والأحزاب ال ...
- وجهة نظر في الرأي المخالف / من قريط الى شامل ومن طلعت الى تا ...
- على المحامي هيثم المالح تغيير إسمه الى هيثم الحلو
- الحضارة الإغريقية/ مجلس للآلهه وفصل الدين عن الدولة .
- اليونان / من رئيس للوزراء الى مواطن عادي
- في الحضارة السومرية .. حتى الألهه كانت تعلن الإضراب عن العمل ...
- الحوار التفاعلي الديمقراطي في الحوار المتمدن
- هل كان موسى ( نبياً ) حقاً ؟ وهل إنتحلت شخصية أخرى شخصية ( م ...
- نظرية الصدمة في الفكرة الدينية الإنقلابية


المزيد.....




- خوف وبكاء.. شاهد لحظات رعب عاشها طلاب يحتمون أثناء وقوع إطلا ...
- مكتب نتنياهو يعلق على تقرير -إدارة ترامب منعت إسرائيل من الا ...
- مراسلنا: مقتل 34 فلسطينيا بغارات إسرائيلية منذ فجر اليوم بغز ...
- -قيل لي إنه لا ينبغي أن أكون أماً لأنني كفيفة-
- حرب أوكرانيا- واشنطن -ستتخلى- عن -دور الوساطة- في حال عدم إح ...
- لافروف: روسيا مستعدة للمساعدة في المفاوضات بين الولايات المت ...
- الكرملين: مدة اتفاق حظر الهجمات على منشآت الطاقة انتهت ولا ت ...
- زيلينسكي يوقع قانون تمديد الأحكام العرفية والتعبئة العامة
- بكين وواشنطن.. حرب تجارية عالمية
- أحزاب جزائرية تؤيد موقف السلطات من باريس


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيمون خوري - هولوكست التاريخ / ج4 سفر التكوين والخلق في الأسطورة المصرية القديمة