|
علام هذا الصمت؟
سيد علي الطباطبائي
الحوار المتمدن-العدد: 2877 - 2010 / 1 / 3 - 21:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لعل أبرز ما أفرزته التحولات التي جرت إثر انهيار الديكتاتور هو اندفاع العراقيين من شتى الاتجاهات في التعبير عن آرائهم وأفكارهم دون رقيب رغم التهديدات المعروفة مصادرها. وشهدنا إن العراقيين وقادة الأحزاب لا يتركون شتى الفرص للظهور على شاشة التلفزة بمناسبة وغير مناسبة لنقل قناعاتهم إلى الجمهور العراقي. كما أن هذه الفترة شهدت أيضاً ظاهرة عجيبة وهي أن هذه التصريحات لممثلي الكتل الطائفية لا تخرج عن إطار الالتزام الطائفي حتى بالنسبة إلى الأطراف الداخلية والإقليمية التي تناصب العراقيين العداء وتثير موجات القتل والفوضى والفساد في بلاد الرافدين. هذا الغزل الطائفي الضار بالمصالح الوطنية العليا للعراق لم يقتصر على ممثلي الطائفية من لون واحد بل شمل كل الألوان. فجبهة التوافق وكل أطرافها تقريباً لا تمس بشعرة فرسان التطرف في السعودية ولا مثيري التفخيخ القادمين من الحدود السورية والأردنية عملاً بمبدأ أنصر أخاك ظالماً أم مظلوماً. فهؤلاء، وبعضهم نواب في مجلس النواب الحالي، على استعداد لتهريب من إتهم بالتفجيرات والإرهاب والسرقة من أمثال ناصر الجنابي ومحمد الدايني ومجرمين آخرين، ناهيك عن تكديس السلاح وبناء ورشات التفخيخ على أسس الطائفية المدمرة. وينطبق نفس الأمر على بعض ممثلي الطائفية في الائتلاف العراقي الموحد. فهؤلاء لا يختلفون عن عقلية وسلوك أقرانهم في جبهة التوافق سوى بالانتماء. فهم يراوغون ويتسترون على كل الشرور القادمة من حكام إيران الطائفيين. وهذا ما شهدناه طيلة السنوات الست الماضية. ولعل أبرز هؤلاء هم ممثلو المجلس الإسلامي الأعلى. فقادة هذا المجلس يتزعمون كتلة الائتلاف العراقي الموحد لحد الآن ممثلاً بشخص السيد عمار الحكيم الوريث الشرعي للمرحوم عبد العزيز الحكيم. ويتولى السيد عادل عبد المهدي منصب نائب رئيس الجمورية. كما يتولى بعض قادة المجلس اللجان الرئيسية في مجلس النواب والتي يفترض فيها الدفاع عن المصالح الوطنية للعراق. فالسيد همام حمودي يترأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، كما يتولى السيد هادي العامري منصب رئيس اللجنة الأمنية !!! في مجلس النواب. ويكاد أن يكون السيد جلال الصغير الناطق الرسمي بإسم الجميع لكثرة تصريحاته ومناقشته ونقده لكل أمر مهما صغر وكبر إلا ما يمس المصالح "الشرعية" لحكام إيران. كل هؤلاء يطلقون التصريحات تلو التصريحات ولكن يراعون فيها الامتداد الطائفي. ولذا فهم يتسترون على كل ما يصدر من حكام إيران ضد المصالح الوطنية للعراق. فهم لا ينبسون ببنت شفة أوكلمة ضد انتهاك حكام إيران للحقوق المائية للعراق والتي أدت إلى خراب حقيقي للزراعة والثروة المائية في المناطق الجنوبية بسبب حجز المياه في نهر الكارون والروافد المائية التي تنبع من الأراضي الإيرانية. كما لم يحركوا أي ساكن عندما أقدم حكام إيران على احتلال بعض آبار حقل الفكة النفطي في محافظة مبسان. ولم يحركوا ساكناً عند تدفق السلاح الإيراني إلى المجاميع الخاصة الموالية لإيران للتخريب في العراق، وعندما احتضن حكام إيران الإرهابيين من شتى الألوان على أراضيهم ومنهم "عصائب الحق" المسؤولة عن قتل الفنيين البريطانيين الذين استخدمتهم وزارة المالية للكشف عن سراق مال العراقيين. والقائمة تطول لو رجعنا إلى أرشيف الأجهزة الأمنية العراقية حول التدخل الفظ لفيلق القدس والأجهزة الأمنية الإيرانية في الشأن الداخلي العراقي. فأين هو المسؤول عن اللجنة الأمنية في مجلس النواب الذي يصمت دوماً عن تطاولات حكام إيران ضد أمن العراق. وأين هو السيد همام حمودي الذي يشرف على العلاقات الخارجية للدولة العراقية؟؟ من كل هذا التطاول لحكام إيران، وأين هو السيد عادل عبد المهدي الذي أقسم بالقرآن على الالتزام بالدستور العراقي والحفاظ على السيادة العراقية. بالطبع ليس المطلوب القيام بـ"كونة" على طريقة صدام حسين، وجر البلاد إلى دوامة مهلكة كما حدث في السابق. فالمطلوب هو قول كلمة حق وتبصير أؤلئك الذين لا يريدون الخير والسلام للعراق وللعراقيين بخطورة وخطل أفعالهم ليشكل ردع لمخططاتهم السوداء بدلاً من السكوت، والسكوت لا يعني إلاّ الرضا عند هؤلاء. ها نحن على أبواب الانتخابات التي ستجري بعد شهرين. فهل سيعيد العراقيون الخطأ وينتخبوا هؤلاء الطائفيين أو من أمثالهم من الذين لا تهمهم مصلحة العراقيين وسيادة العراق بقدر ما يهمهم الامتداد الطائفي البالي؟ سؤال نطرحه على الناخب العراقي كي يصحح الخطأ ولا يقع فيه من جديد ولا ينتخب من لم يخدم العراق بقدر ما يخدم أجندات خارجية مريبة من شتى صنوف عتاة الطائفية.
#سيد_علي_الطباطبائي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ائتلاف لا يجلب الاستقرار والسلام للعراقيين ولا يكتب له النجا
...
-
المرجعية والانتخابات
المزيد.....
-
آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد
...
-
الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي
...
-
فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
-
آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
-
حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن
...
-
مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
-
رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار
...
-
وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع
...
-
-أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال
...
-
رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|