أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال محمود - قضية الجدار... والحرب على الوعي














المزيد.....

قضية الجدار... والحرب على الوعي


طلال محمود

الحوار المتمدن-العدد: 2876 - 2010 / 1 / 2 - 15:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مستعينا بتقنيات الأوركسترا السيمفوني، وجدت نفسي أمام مشهد غلب على مواقع جوقة حماس الإعلامية، مشهد تبرز فيه حركتان متضادتان في الشكل، متناغمتان في المضمون. أما الحركة الأولى فهي ارتفاع في النغمة الخاصة بالجدار الذي تشرع مصر العربية في إنشاءه قبالة الحدود مع قطاع غزة، مقابل حركة تراجع وتضاؤل في نغمة التغطية لممارسات الاحتلال في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس. وبالطبع مع الاستمرار الرتيب في عزف المقطوعة الخاصة بهجاء القيادة الفلسطينية من باب القدح بارتباطها وخدمتها للاحتلال!.
والمدهش أكثر، أن صفحات الرأي في هذه المواقع الإعلامية أصبحت تخلو، أو تكاد، من الرأي الموجه ضد الاحتلال وممارساته، وبات الحديث عن الجدار المصري هو بيت القصيد، بل أصبح قضية الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية، كما تراها حركة حماس بالطبع.
القائمون على الحملة الإعلامية على الجدار المصري يتراوحون بين كتاب مهووسين بالعداء لدور مصر في العالمين العربي والإسلامي، ومنابر إفتاء معروفة بانتمائها للإخوان المسلمين من أمثال القرضاوي والزنداني والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أو مفتين وضعت في أفواههم وضعت في أفواههم الفتوى على نحو محدد من خلال تزوير واقع الجدار وربطه تعسفا بالحصار الاسرائيلي المضروب على غزة، وأهل اختصاص في العلوم البيئية يقولون رأيا سياسيا بالآثار البيئية الخطيرة للجدار على مستوى المخزون المائي لقطاع غزة، وأهل اختصاص في القانون الدولي يقولون رأيا مغلوطا بعدم جواز إنشاء الجدار المصري، وانتهاءا بفئة كتاب الرأي في فلسطين المعروف البعض منهم بانتمائه إلى حماس، أو من يدور في فلكها استرزاقا أو طلبا للسلامة.
على خلفية هذا المشهد الإعلامي المخطط له، بدون شك، وجدت نفسي أمام السؤال الطبيعي، وما هي الدوافع التي تقف من وراء هذا المشهد؟، وأي سياسة سيخدم؟
وبعد مراجعة متعمقة في كل ما كتب خلال الأسبوعين الماضيين في مواقع الجوقة، أمكنني أن أقدم منطلقات ثلاثة انطلقت منها الجوقة في تدشين هذه الحملة الإعلامية على الجدار المصري.
1- تثبيت المغالطة الكبرى التي تمثل الرأسمال مال السياسي لحركة حماس، والتي تزعم بأن غزة تم تحريرها من الاحتلال الاسرائيلي، طبعا بفعل مقاومة حماس. إصرار وتشبث عجيب بهذه المغالطة، حتى لو كان يعزز الرواية الإسرائيلية عن واقع قطاع غزة، ويخلي طرفها من المسؤولية القانونية تجاه قطاع غزة بصفتها قوة احتلال، هذا كله في مقابل أن تحظى حماس بإمارة تصب فيها أموال دافعي الزكاة، وأهل الخير في العالم العربي والإسلامي ليستأثر بها مجموعة من أرباب النفوذ في حماس في قطاع غزة وخارجه.
2- ترحيل المسؤولية الإنسانية والأخلاقية في قضية الحصار الاسرائيلي المضروب على قطاع غزة، واختزاله في رواية مشبوهة لواقع الحصار بربطه بالجدار المصري، وبالتالي التعظيم من الطابع الخيري للأنفاق المملوكة لحركة حماس وزمرتها وكأنه أبواب الجنة على الناس في قطاع غزة. وفي هذا تبرئة ثانية للاحتلال من جريمة الحصار، وتعزيزا لمقولة غزة المحررة، ودفاعا مستميتا عن مصالح جمة وخيرات كثيرة، بمصطلح إسماعيل هنية، تعود على أهل حماس في غزة وخارجها.
3- التذرع بقيام مصر بإنشاء الجدار كي تجد حماس مسوغا آخر لتهربها من التوقيع على ورقة المصالحة المصرية، تساوقا مع توجهات ومصالح أطراف إقليمية لم تخفي عدم سعادتها برعاية مصر لملف المصالحة، وإمعانا في سلوك المقايضة السياسية والمال السياسي الذي تمارسه حركة حماس منذ نشوءها بصرف النظر عن الأضرار التي يلحقه هذا السلوك بالمشروع الوطني الفلسطيني.
نعم إنها ليست حملة موجهة ضد الجدار المصري، بل هي حملة موجهة لتشويه الوعي الفلسطيني بقضايا الاحتلال، والانقلاب على القضية والإنسان في فلسطين، وهي لبنة أخرى في النصوص المعززة لإمارة الظلام في غزة. فهل سيبتلع الوعي الفلسطيني الطعم؟.. الجواب الأولي يأتي عاجلا من أهل غزة الذين لا يترددون في إبداء ارتياحهم بل وسعادتهم تجاه الجدار المصري، جدار الخير الذي سيمنع شر الأنفاق المستطير عنهم، وتقطع دابر سدنة الأنفاق من حماس وحلفائها القذرين من تجار وسراق وقاطعي الطريق.





#طلال_محمود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرة أخرى مع قاموس حماس.... الحسم
- تخاريف حماس في معاني النصر والهزيمة
- المنطق في منطق الحرب على غزة
- تقليعة حماس الإعلامية الجديدة: التهديد باللجوء إلى منظمات حق ...
- مفاوضات أم مقاومة
- حماس في مواجهة قانون الطبيعة
- نظرة في معالجة إعلام حماس لتقرير الغارديان


المزيد.....




- حارس بيئي للإمارات..مصورة تبرز دور أشجار القرم بمكافحة تغير ...
- مذبح غامض وجثث مدفونة.. من يقف خلف هذا الهيكل المدفون في قلب ...
- ولي نصر لـCNN: إسرائيل تفضل ألا يتفاوض ترامب مع إيران.. ماذا ...
- -متلبسا بالصوت والصورة-.. ضبط مدير جمعية تعاونية بالكويت يطل ...
- مصر تمتلك -إس-400- الصيني.. تقارير إسرائيلية تعبر عن مخاوف م ...
- زيارة سرية لقائد سلاح الجو الإسرائيلي إلى واشنطن واتفاق حول ...
- بعد رفضها لمطالبها.. إدارة ترامب تجمد 2.2 مليار دولار لجامعة ...
- إدارة ترامب تخطط لخفض ميزانية الخارجية إلى النصف وتقليص البع ...
- مصر تقترب أكثر فأكثر من ترؤس اليونسكو
- الداخلية السعودية تطلق -منصة تصريح- الذكية لإصدار وتنظيم تصا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال محمود - قضية الجدار... والحرب على الوعي