أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب طالباني - تركيا على مفترق طرق















المزيد.....


تركيا على مفترق طرق


عبدالوهاب طالباني

الحوار المتمدن-العدد: 2876 - 2010 / 1 / 2 - 10:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان تغيير النهج الرسمي التركي باتجاه الانفتاح على الشعب الكوردي ليس بالامر الهين ، فقد بنى الاتراك سياسات الدولة التركية منذ تأسيسها على معاداة حقوق القوميات غير التركية في الاناضول (الكورد والارمن واللاز و السريان والعرب والشركس) ، وفيما بلغ العدد المقدر للكورد في الاناضول بحوالي العشرين مليون نسمة ، الا ان النظام التركي القائم على العنصرية واعتبار العرق التركي هو السيد ، منذ عهد اتاتورك ، حاول بكل الاساليب والعسكرية منها على وجه الخصوص (تتريك) الكورد والقوميات الاخرى وصهرهم في البوتقة التركية ، متجاوزين على كل مبادئ حقوق الانسان وكل الاعراف واخلاقيات التعامل الانساني . وهذا النظام يحاول منذ تأسيسه الصاق تهمة الارهاب بكل جهد كوردي في سبيل اقامة نظام ديمقراطي حقيقي يعترف بالحقوق القومية للكورد وللقوميات الاخرى ، الا ان الخطوات الاخيرة التي اتخذها حزب العدالة والتنمية بخصوص الانفتاح على الكورد ، على الرغم من كونها جاءت فقط ضمن خطب وتصريحات ، اي مجرد مشروع لفظي وحسب ، ودون اي ستراتيجية واضحة ، اقول على الرغم من كل ذلك ، الا ان تلك الخطوات كسرت التعنت العنصري التركي ، و دفنت سنينا طويلة من الانكار لوجود الشعب الكوردي ، ولكن يبقى المضي في الخروج من مرحلة الخطب الى الواقع العملي مسألة غير سهلة ، وبالتأكيد ستجابه بصعوبات بالغة التعقيد في مجتمع هيمنت عليه عقلية التفوق العنصري ، والمقولة البالغة في العنصرية والتي يرددها طلبة المدارس في الاناضول كلها ( كم انا سعيد لانني تركي) ، وفي مجتمع يعتبر فيه العسكريون انفسهم حراس وورثة افكار اتاتورك ، بالاضافة الى مؤسسات مخابراتية وامنية معقدة التركيب والاهواء والانتماء ( والمسلسلات التركية فضحت الى حد كبير سياسات السراديب التركية) ، وسيكون اوردوغان في مواجهة جبهة صعبة المراس ، وعلى الجانب الاخر ، الكورد انفسهم يعرفون ان تغيير العقلية التركية بهذه السرعة امر غير وارد ، ولكن يدركون ايضا ان الجليد العنصري قد كسر ، وان القضية الكوردية اصبحت على الطاولة اراد العنصريون او لم يريدوا ، وان فهم الكورد للتركيبة الفكرية السياسية التركية المتعنة ، هو الذي يجعلهم بأن يبقوا غير مستعدين للاستسلام الى الطروحات التي اعلنها حزب اوردوغان بالسهولة التي كان يتوقعها ، على ان يبقوا مرحبين بفكرة الانفتاح ، وفعلا خطوا خطوات ايجابية في سبيل دعم افكار اوردوغان ، ولكن القيادات الكوردية تفهم ايضا ان لا ضمان لافكار الانفتاح دون تغيير الدستور التركي ، وتعريف تركيا كدولة متعددة الاعراق والقوميات ، والاعتراف دستوريا بحقوق الشعب الكوردي .
وقد تناولت الصحف العالمية تطورات الاوضاع التركية الكوردية – التركية بكثير من الاهتمام ، لانه من المعلوم ان استقرار الاوضاع في الاناضول وحل المشكلة الكوردية هناك سيؤثر ايجاباعلى مجمل اوضاع الشرق الاوسط ، فدولة ديمقراطية حقيقية في الاناضول الى جانب نظام ديمقراطي فيدرالي في العراق وحكومة اقليمية كوردستانية تدعم مسيرة السلام بين الكورد وشعوب المنطقة ، هذه الحالة ستضمن الى حد كبير ، الفوز على النشاط الارهابي لمنظمات الارهاب (القاعدة والمتعصبين الاصوليين ) التي تشهدها المنطقة ، وستسحب السجادة من تحت ارجل الدول المساندة للارهاب في المنطقة ، وستضمن ايضا تدفق النفط دون مشاكل كبيرة ، فقد قالت صحيفة "واشنطن تايمز" الأميركية أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يقف على مفترق طرق، اذ انه قد يستسلم لمطالب نظام حكم غاضب للتركيز على حل أمني يستهدف حزب العمال الكوردستاني، أو أنه قد يختار مقاربة أكثر توازناً لتأكيد الأمن وإصلاحات إضافية لتجفيف مستنقع دعم المنظمة المسلحة.

واعتبرت الصحيفة "انه يجب أن "يظهر أردوغان قيادة حاسمة خلال فترة الأزمة هذه، اذ انه لا يستطيع التراجع عن الانفتاح الكوردي أو عن التقدم القائم مع كوردستان العراق، ولا يستطيع البقاء جامدا"، مضيفة ان "اتجاهه الوحيد، عوضاً عن التصرف بردة فعل على الأحداث، يتلخص بمواصلة المضي قدما بالإصلاحات، وتوجيه خطاب رئيسي للشعب التركي يشرح فيه خطته للتعامل مع مشكلة حزب العمال الكوردستاني مرة واحدة واخيرة".

وخلصت الصحيفة الى القول انه" يترتب على أردوغان استحضار القوة والحنكة على حد سواء، في هذه المرحلة، كما عليه أن يقاوم مطالب منتقديه بحل عسكري للتعامل مع القضية الكوردية".
ان ما ذهبت اليه الصحيفة الاميركية من رؤى تمثل جزءا من الحقيقة التي تحاول الادارة الاميركية اخفاءها ، وعلى الاتراك ان يفهموا هذا على الرغم من ان الادارة الاميركية ما زالت تعتبر حزب العمال الكوردستاني حزبا ارهابيا لاسباب ومنافع دولية معروفة ، ولكن الحقيقة التي تفرض نفسها هي ان لا حل للقضية الكوردية في شمال كوردستان دون التفكير الجدي بفهم الابعاد الديمقراطية والانسانية والقومية لقضية الشعب الكوردي ، ودون الجلوس وعلى طاولة واحدة مع ذلك الحزب ، ومع القوى السياسية الكوردية والتركية التقدمية الاخرى.
وقد تأثرت سياسة الانفتاح التركي على القضية الكوردية سلبا نتيجة قيام المحكمة التركية العليا بحظر حزب المجتمع الديمقراطي الكوردي ، والذي جاء استجابة للضغوطات العسكرية والاجنحة العنصرية في البرلمان التركي ، وكتعقيب على الاوضاع الجديدة بعد حظر الحزب المذكور كتب احمد ترك زعيم ذلك الحزب مقالا بصحيفة ليبراسيون الفرنسية حول قرار القضاء التركي بحظر الحزب وتأثيره على وحدة المجتمع التركي ، كتب يقول:
"تتحمل الحكومة التركية مسؤولية اندلاع اضطرابات قومية (إثنية) بين الكورد والأتراك، والحكومة قاصرة عن إدراك أسباب التحركات الكوردية، وترى ان تظاهرات الاحتجاج بمثابة تأييد للإرهاب، ودعوة الى العنف، في وقت يحتج فيه الكورد على سوء ظروف اعتقال عبدالله أوجلان، زعيم حزب العمال الكوردستاني، وعلى حظر حزب المجتمع الديموقراطي.

ومضى احمد ترك قائلا:

"حزب المجتمع الديموقراطي هو خامس حزب كوردي يحظر في تركيا، في العقدين الماضيين. وبعد يومين من المناقشات البرلمانية، انسحبنا من البرلمان. ولكننا لم نترك "الكفاح" الديموقراطي في سبيل القضية الكوردية. .."
واضاف :
"وليس حزب المجتمع الديموقراطي جناح حزب العمال الكوردستاني السياسي، ولا واجهته السياسية. ولا يسعه حمل "الكوردستاني" على وقف حمام الدم. ولكننا ندعو الى اشراك أوجلان وحزبه في حل القضية التركية"

تركيا الان على مفترق طرق ، فأما ان ترحل نحو مستقبل زاهر جميل محمل بالاماني الطيبة لشعوب الاناضول ، او تمضي في سياساتها العرجاء الفاشية التي لن تخلف غير المحن والاحزان والدماء .



#عبدالوهاب_طالباني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهادة من السجون السورية:تعذيب من نوع فريد في القسوة لم يمارس ...
- تركيا: خطوة ( لفظية!) الى الامام وخطوات (عملية!) الى الوراء
- واخيرا وربما ليس اخرا:(اختراع) قوميات .. للدفاع عنها(!)
- سؤال (ساذج!): هل ثمة شيء جديد في السلة التركية حول كركوك؟
- المتمردون الاكراد ..!


المزيد.....




- ويتكوف: وفد أمريكي سيتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وفد ...
- إيطاليا.. الجليد والنار يلتقيان في مشهد نادر لثوران بركان إت ...
- كيف يبدو مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- روبيو ونتنياهو يحملان إيران عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤكدا ...
- فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين ...
- رئيس دولة الإمارات يستقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ال ...
- سوريا.. هجوم على دورية تابعة لوزارة الداخلية في اللاذقية يسف ...
- سيناتور أمريكي يوجه اتهاما خطيرا لـ USAID بتمويل -داعش- والق ...
- السعودية.. القبض على 3 وافدات لممارستهن الدعارة بأحد فنادق ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على كلمات كالاس حول ضحايا النزاع الأوك ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب طالباني - تركيا على مفترق طرق