خبيرة إعلام تنمية وإستشارية أمراض النساء والتوليد
مقدمة :
تتعرض الأنثى في كل مراحل عمرها، وفى كافة أنحاء العالم وعلى مدار التاريخ المختلف أشكال وأنواع العنف البدني والنفسي وبعد أن قضى الإسلام على الممارسات الجاهلية الهمجية بوأد الإناث في المهد منذ ما يزيد على الأربعة عشر قرنا - يأتي التقدم الهائل والمتعاظم في تكنولوجيا الهندسة الوراثية البشرية الذي نشهده اليوم - ليتيح للبعض من معدومي الإنسانية فرصة مواتية لأن يعيدوا إلى الوجود وأد الإناث ولكن ليس في المهد بعد ولادتهن، وإنما قبل ذلك وهن مازلن أجنه في الأرحام! فالبعض من الأزواج- والزوجات أحيانا- ممن لا يرغبون في إنجاب الإناث حين يعلمون أن الجنين أنثى عن طريق تكنولوجيا تشخيص جنس الجنين المتاحة حاليا - يلجئون إلى قفله والتخلص منه بعملية الإجهاض الإجرامية). لدرجة أن الأوساط الطبية والبحثية في بريطانيا طالبت بمنع إخطار الزوجين بجنس الجنين قبل ولادته.
وفى بعض البلدان الشرقية - ومن بينها العالم العربي - والتي تعلو فيها قيمة الطفل الذكر على الطفلة الأنثى، تتعرض المواليد الإناث للتفرقة بسبب النوع فتنال قدرا أقل من الرعاية الأسرية الصحية والنفسية والتعليمية وغيرها . لدرجة أنه في الصين مثلا حيث تقوم برنامجها القومي للتخطيط الأسرى على تحديد النسل في الأسرة ذات الطفل الواحد- تهمل الأسرة التي تولد لها أنثى هذه المولودة في النواحي الغذائية والصحية لتمرض وتموت ومن ثم يتاح للأسرة أن تنجب طفلا آخر لعله يكون ذكرا.
وتتعدد وتتنوع أشكال العنف ضد الأنثى مثل الضرب والحرق والاغتصاب وحتى القتل، وفى بعض أقطار عالمنا العربي تعانى الإناث من عنف إضافي ألا وهو الختان ولذا فإنني سوف أقصر حديثي على إلقاء أضواء كاشفة على اثنين من مظاهر العنف ضد الأنثى وأثرها على الصحة البدنية والعصبية والنفسية للأنثى ألا وهما الاغتصاب والختان!
أولا: التحرش الجنسي والاغتصاب: دمار للروح والنفس، وسوء مآب
في تقرير للأمم المتحدة أن 25% على الأقل من النساء على مستوى العالم- تعرض لنوع من الاعتداء والتحرش الجنسي في مرحلة من مراحل عمرهن. ورغم أنه لا توجد إحصاءات دقيقة عن هذه الجريمة في العالم العربي، إلا إننا من متابعتنا للصحف ووسائل الإعلام الأخرى، نستطيع أن نرى بسهولة التصاعد المستمر والمخيف في جرائم الاغتصاب والتحرش الجنسي، ونظرا لأن ما يعلن من هذه الجرائم لا يمثل إلا أقل من 10% مما يحدث فعلا، فلنا أن نتصور حجم هذه الجريمة البشعة المتزايدة والغريبة على مجتمعاتنا عميقة الإيمان بالدين والمتمسكة بالأخلاق والفضيلة.
تعريف الاغتصاب:
كلمة اغتصاب هي مصطلح قانوني وليست وصفا لحالة معينة، فلا يوجد تعريف واضح ودقيق للاغتصاب وإنما يعرف عموما بأنه حالة التحرش والتلاصق بأعضاء الجنس سواء اقترن ذلك بإيلاج القضيب في المهبل أم لا، وسواء اقترن باستخدام القوة أو التهديد بها أم لا- وذلك دون موافقة الأنثى ورضاها، وكذلك إذا كانت الضحية قاصرا تحت سن السادسة عشرة أو كانت معاقة عقليا أو حركيا. وانطلاقاً من هذا المفهوم العام المتعارف عليه عالميا، فإن اتصال الزوج جنسيا بزوجته دون رضاها وموافقتها يعتبر اغتصاب، ويشهد القضاء في البلاد الأجنبية قضايا تهتم فيها الزوجات أزواجهن باغتصابهن وتحكم لصالحهن .
الطفولة والمراهقة أكثر مراحل العمر تعرضنا للاغتصاب، والإدمان يقود إلى اغتصاب المحارم ، معظم حالات الاغتصاب تحدث لفتيات صغيرات تحت 18سنة الكثيرات منهن تحت سن البلوغ وفى حوالي 85% من الحالات يكون المغتصب معروفاً للطفلة الضحية مثل الجار أو المشرف أو المدرس أو القريب أو زوج الأم أو الخادم أو السائق الخ .. ومع انتشار إدمان المخدرات والكحوليات والمنشطات والانحرافات السلوكية، أصبحنا نشهد جرائم اغتصاب المحارم من نساء الأسرة فنجد الابن الذي يغتصب أمه أو أخته والعم الذي يغتصب ابنة أخته والخال الذي يغتصب ابنة أخته أو حتى الأب الذي يغتصب ابنته وغير ذلك من جرائم يشيب معها الولدان.
المغتصبون أشكال وألوان ويمارسون الإرهاب والتسلط وإظهار القوة على الضحية.
ينتمي المغتصبون إلى مختلف المستويات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والمغتصب في ممارسته لهذا الحدث الإجرامي البشع ، لا يهتم بموافقة الضحية أو رضاها وإنما تتسلط عليه نوازع شتى وتدفعه أهداف شريرة منها ممارسة التسلط وإظهار القوة على الضحية أو إرهابها أو إذلالها وإهانتها وتحقيرها والحط من شأنها وفى 8-45% من الحالات ينهى المغتصب العملية الجنسية في الدقائق العشرة الأولى ويتبعها بالإيذاء النفسي والبدني للضحية الذي قد يتطور إلى قتل الضحية .
متلازمة حادث الاغتصاب :
واغتصاب الإناث أكثر أنواع العنف الموجه ضد المرأة وحشية وأشدها تدميرا للروح والنفس والبدن وله آثار حادة وأخرى مزمنة على الضحية وعلى أسرتها قد تمتد إلى نهاية العمر. وهذه الحالة يطلق عليها متلازمة حادث الاغتصاب" والضحية المغتصبة تمر بمرحلتين :
1) المرحلة الحادة :
وتستمر لعدة ساعات حتى عدم أيام بعد الحادث، وفى هذه المرحلة يعتري الضحية اضطراب في التصرفات والسلوك المعتاد، وتهيج وانفعال كما تشعر بالغضب ، ولوم النفس ، والشعور بالذل والتحقير والمهانة وقد تستطيع الضحية أن تكتم أحاسيسها وانفعالاتها وتختزن معاناتها النفسية في اللاشعور كخبرة شديدة الإيلام تتسبب في الكثير من الأمراض والعقد النفسية.
وفى هذه المرحلة تشكو الضحية من أعراض جسمانية مثل الصداع والإرهاق والأرق واضطرابات النوم واضطرابات الجهاز الهضمي مثل القيء والمغص والإسهال أو الإمساك واضطرابات الجهاز البولي مثل كثرة التبول أو التبول اللاإرادي، كما إنها قد تشعر بأعراض الأمراض الجنسية التي تكون قد انتقلت إليها من الجاني .
2) المرحلة المزمنة :
وتبدأ هذه المرحلة بعد حادث الاغتصاب بحوالي أسبوعين أو ثلاثة، وفيها تبدأ المغتصبة في العودة التدريجية إلى طبيعتها، وإن كانت ينتابها الأحلام المرعبة والكوابيس والمخاوف الجنسية ومع المساعدة النفسية والطبية والتأهيلية قد تتعافى الضحية تماما من هذه الخبرة المؤلمة بينما قد لا يستعيد البعض منهن أبدا صحتهن النفسية، وإنما يعانين طوال حياتهن من الاضطرابات النفسية المزمنة وفقد الإحساس بالأمان والبرود الجنسي. ولا تقتصر مضاعفات الاغتصاب على صحة الضحية على ما سبق ذكره، فالمغتصب إذا كان معابا بأمراض جنسية فإنه ينقلها إلى الضحية وأهمها وأخطرها AIDS الإيدز والسيلان والزهري والكلاميديا والعدوى البكتيرية والميكروبية المختلفة التي تسبب التهابات الجهاز التناسلي مما يؤدى لانسداد قنوات فالوب وما يتبعه من عقم ومعاناة.
3) الحمل والإجهاض، والنهاية الحزينة للضحية :
رغم أن احتمالات الحمل في الاغتصاب ليست كبيرة فهي تتراوح بين 2-4% إلا أن الضحية تواجه موقفا صعبا يعرضها لمخاطر الإجهاض غير الآمن، حيث أنه يتم سرا وفى أماكن غير صحية وعلى أيدي غير المؤهلين، مما يعرض الضحية لخطر النزيف والتلوث والعدوى التي قد تنهى حياة الضحية المسكينة ولا تستطيع الضحية أن تلجا إلى الإجهاض الطبي الآمن لأن الإجهاض ممنوع دينيا وقانونيا حتى في حالة الاغتصاب.
الوقاية والعلاج مسئولية الجميع:
إننا في العالم العربي مطالبون بسرعة التحرك للدراسة الجادة لظاهرة الاغتصاب والتصدي لها بالأساليب العلمية وتحتاج لتضامن وتكاتف الجهات الحكومية والمنظمات الأهلية والمشاركة المجتمعية، كما إننا في حاجة إلى إنشاء مراكز صحية نفسية في المستشفيات العامة لضحايا الاغتصاب تكون متخصصة في تقديم خدمة الإسعاف والطوارئ فور وقوع الجريمة، حتى تقدم للضحية الإسعاف الطبي والدعم النفسي اللازم لعلاج آثار العدوان، وحيث يمكن أن تفحص الحالة وتؤخذ منها العينات وتجرى لها الأبحاث الطبية الفورية التي تساعد العدالة في لف حبل المشنقة حول رقبة المجرم والذي يفلت أحيانا من العقاب لأن الفحص وأخذ عينات أدلة الإدانة لم تتم في الوقت المناسب.
ثانيا: الختان والبنات:
مقدمة :
رغم أن ختان الإناث ممنوع قانونا في بعض البلدان العربية والإسلامية ، فإن الإناث في بلاد كثيرة من بينها مصر والسودان مازلن يتعرض لهذه الممارسات الضارة بالصحة البدنية والعصبية والنفسية وفى الختان يتم استئصال البظر والشفرين الصغيرين ومن أشد أنواع الختان وأعنفها ما يسمى (الطهارة الفرعونية).
في الطهارة الفرعونية لا شئ يعلو فوق سطح المعركة:
" الطهارة الفرعونية " هي نوع من التطرف في ختان الإناث تمارس في جنوب صعيد مصر وفى السودان، وفيها يتم استئصال كل ما يعلو سطح الجلد في منطقة فرج الأنثى وحول فتحة المهبل من بظر وشفرتين كبيرتين وصغيرتين وخياطة المنطقة طوليا إلا فتحة صغيرة تسمح بخروج دم الحيض والبول.
لاعتقادهم أن الختان يحافظ على عفة الأنثى، يتشبه أبو وأم البنت بشيلوك تاجر البندقية:
إذا سئل آباء وأمهات البنات ضحايا الختان عن السبب الذي دعاهم للتشبه بشيلوك فى مسرحية تاجر البندقية، وإصرارهم على بتر قطع من اللحم الحي من جسد فلذات أكبادهم - هذا الجسد الذي خلقه الله فسواه في أحسن صورة وجعل لكل عضو بل لكل خلية في المخ وظيفية محددة وأساسية - يأتيك ردهم عجبا: "الطهارة تحافظ على عفة البنت وتحميها من الانحراف" واستئصال البظر يمنع الرغبة الجنسية عند البنت وبذلك يضمن الوالدان والزوج عدم انحراف بناتهم وزوجاتهم " وطبيعي أن هذه معتقدات خاطئة تماما والعلم يقول إن الدافع الجنسي والرغبة تنشأ في المخ وتحركها الغريزة الفطرية الحافظة للنوع البشرى وتخضع لسيطرة الفرد والهرمونات والتفاعلات الكيميائية والحالة الصحية والعصبية والنفسية وليس لها أي علاقة بالبظر هذا العضو الهام المستهدف بالتصفية الجسدية في عملية الختان أما العفة فإنها نشأة وتربية صحية سليمة، ينتج عنها سلوك قويم تتبعه البنت التي تنمو في بيئة أسرية سوية متدينة ومتمسكة بالفضيلة والمثل العليا قولا وعملا وقدوة صالحة يجسدها الآباء ويهتدي بها الأبناء.
ويكفى عنا أن تقرر ما تقوله البحوث من أن أكثر من 95% من المومسات والممارسات للدعارة كن مختنات .
الختان والمضاعفات :
تحاط عملية الختان عادة بمظاهر فرح وابتهاج في جو الأسرة ويتودد الجميع للطفلة المستهدفة بالختان ويلبسونها الملابس الجديدة الزاهية ويقدمون لها ألذ أنواع الحلوى والطعام والهدايا، وفى غمرة فرحتها تفاجأ بأحبائها يشلون حركتها لتقوم امرأة عشماوية الملامح أو رجل فظ قاسى الملامح (الداية أو المزين) ببتر جزء من لحمها الحي فيشب في جسدها سعير الألم المبرح مما يؤجج صراعا نفسيا بداخلها فهي فى حيرة من أمرها ولا يستوعب عقلها الحدث، فالمقدمات لا تتسق مع الخواتيم، فلا يمكن أن تكون مظاهر التدليل والفرح الذي أحاط بها مقدمة لهذا الكرب العظيم، فتشعر الطفلة بخيانة والديها وخداعهم لها، وتفقد ثقتها في حبهم لها فهي لا تستوعب كيف يكون أقرب الناس إلى قلبها هم أنفسهم من يتسببون في إيلامها ولزاما عليها تكبت هذه التجربة الأليمة في العقل الباطن وتدفنها فى اللاشعور وتصبح هذه الخبرة الأليمة مصدر كافيا للتعاسة والألم عند الزواج والتعامل مع أجهزتها التناسلية في العلاقات الزوجية فترفض لا إراديا التعامل مع الأعضاء التناسلية وتصاب بالبرود الجنسي.
وقد تدفع الطفلة المسكينة حياتها ثمنا لعملية الختان في حالات الصدمة العصبية الشديدة الناتجة من الألم المبرح والنزيف الحاد أو نتيجة لتسمم الدم بالتلوث الميكروبي للجروح ومن تكتب لها الحياة قد تنتقل لها عدوى الأمراض الخطيرة مثل الإيدز والالتهاب الكبدي الفيروسي أو تلوث جروحها بالميكروبات التي تؤدى لالتهابات الجهازين التناسلي والبولي مما يسبب انسداد قنوات فالوب وما يتبعه من عقم ومن التهابات الجهاز البولي وتكوين الحصوات فيه والفشل الكلوي ومن تشوه وتليف في منطقة الفرج وفتحة المهبل مما يجعل الدخول في ليلة الفرح صعبا ومؤلما وقد يكون مستحيلا دون تدخل جراحي. كما أن تشوهات فتحة المهبل والفرج والعجان قد تتسبب في عسر الولادة، وتمزق المهبل وتهتك العجان وما يستدعيه ذلك من جراحات وآلام.
هل تقتصر مضاعفات الختان على الصدمة العصبية والنفسية والنزيف والآلام والالتهابات وغير ذلك مما سبق ذكره، ومما يمكن تلافيه بإجراء عملية الختان في المستشفى بمخدر عام وبواسطة طبيب جراح.
والإجابة هي لا وألف لا، لماذا ؟ لأن الختان يعنى استئصال عضو عامل رئيس هو البظر. لماذا كل هذه الاهتمام بالبظر وهو لا يعدو أن يكون منطقة صغيرة من اللحم تتربع على قمة فرج الأنثى ، ولماذا منحت أمريكا حق اللجوء السياسي لامرأة صومالية لأنها تخشى التعرض للاضطهاد لأنها رفضت ختان طفلتها وتشويه أعضائها التناسلية؟ ولماذا تفكر جدياً دول مثل كندا وفرنسا اتباع نفس المنهج وإعطاء حق اللجوء السياسي للهاربات من الختان؟ للإجابة على هذه الأسئلة علينا أن نسلط أضواء كاشفة على "البظر" ودوره وأهميته للصحة النفسية والعضوية والزوجية للأنثى .
{ لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم }
صدق الله العظيم
الإنسان هو صنعه الخالق جل وعلا ، وقد خلقه في أحسن وأكمل صورة وخلق لكل عضو في جسمه بل لكل خلية وظيفة محددة حتى يستطيع الإنسان أن يعيش حياته في صحة وسعادة ولذا فمن البديهي أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق “ البظر” عبثا دون أن تكون له وظيفة أساسية ولا يستطيع مخلوق كائنا من كان أن يزايد على خالقه أو أن يعدل على صنعته ويشوهها باستئصال أجزاء منها .
والبظر هو العضو الضامر والمماثل تماما من حيث التكوين والنشأة للقضيب عند الذكر،وهو أحد أكبر اثنين من المراكز الأساسية للإثارة والإحساس الجنسي عند الأنثى (المركز الثاني هو المهبل) . وهو مزود بشبكة كثيفة من الأوعية الدموية والأعصاب شديدة الحساسية والتي تنقل الرسائل الحسية مثل الربت والضغط والاحتكاك عبر النخاع الشوكي إلى مراكز الإحساس والمتعة الجنسية بالمخ، ولذا فإنه يلعب دورا أساسيا في التنبيه المبكر لهذه المراكز أثناء الجماع والاتصال الزوجي الحميم، مما يجعل طرفي العملية الاتصالية من زوج وزوجة يحصلان على متعة متبادلة للجماع ويصلان وفى وقت متزامن إلى ذروة الإشباع.
إذن ماذا يحدث إذا ما تم اغتيال البظر بالختان ؟ فى هذه الحالة نجد أن الزوجة المختنة سوف تحتاج إلى وقت أطول حتى تستثار وتستجيب وتكون النتيجة أن الزوج يصل إلى ذروة المتعة ويشعر بينما تكون هي مازالت في المراحل الأولى من الإثارة ولا تشعر بذروة المتعة في نهاية الجماع مما يكبت مشاعرها الغريزية ويقودها إلى الإصابة بالكثير من الأمراض النفسية والعصبية وكذا الأمراض النفس جسمية (Psycho-Somalic) ، فنجد أنها تشكو من الإحباط والاكتئاب والتوتر والقلق وينتابها الصداع والأرق واضطرابات النوم والجهاز الهضمي والبولي مما يجعلها تلجأ للمسكنات والمهدئات والمنومات دون جدوى مما يتسبب في دخولها إلى دائرة الإدمان الجهنمية والمرأة المختنة تختزن في اللاشعور عملية الجماع المحبطة وغير المشبعة لخبرة مؤلمة وتضيف إلى ما سبق أن اختزنته من خبرة الختان المؤلمة في طفولتها المبكرة وإلى آلام فض غشاء البكارة ليلة الدخلة نظرا لتشويه الأعضاء التناسلية في عملية الختان وتصبح كل هذه الخبرات شديدة الإيلام للجسم والنفس عاملا كابتا ومخمدا للإثارة والشعور الجنسي ويجعل عملية الجماع مرتبطة في اللاوعي بالألم والمعاناة والإحباط فترفضها المرأة لا إرادياً وتصاب بما يسمى البرود الجنسي وهذا البرود يجعل الزوجة طرفا سلبيا معاكسا في العلاقة الزوجية الحميمة مما يقلل من قدر المتعة التي يحصل عليها زوجها وينشأ عن ذلك ما يطلق (عدم التوافق الزوجي) لأن الجماع عملية ثنائية تبادلية وليست مونودراما من مسرحيات البطل الواحد، فكلما زادت أو قلت متعة أحد الطرفين انعكس ذلك بالإيجاب أو السلب على الطرف الآخر ولذا فإن الزوج في مثل هذه الحالات في بحثه عن المتعة قد يلجأ إلى تعاطى المخدرات والكحوليات والمنشطات متعشما عشم إبليس في الجنة بأن فيها الشفاء لحالته فتكون فيها نهاية فحولته!
وقد يلجأ البعض إلى تعدد الزوجات أو الطلاق أو الخيانة الزوجية أو إلى الممارسات الجنسية الشاذة مع زوجته مثل اللواط، وبذلك تنفصم عرى العلاقات الزوجية وتتحطم الأسرة على صخرة الجهل والتمسك بالتقاليد البربرية والعادات الهمجية البالية. والآن وبعد هذه العرض للآثار المدمرة لختان الإناث، أما آن الأوان لأن ندفن هذه العادة البربرية في مزبلة التاريخ؟