أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الحسن - عسكرة الحياة المدنية














المزيد.....

عسكرة الحياة المدنية


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2872 - 2009 / 12 / 29 - 12:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في منتصف الثمانينيات كان احد اقطاب النظام الصدامي المقبور يتحدث عن ضرورة تلوين العاب الاطفال باللون (الخاكي) وجعلها ذات طابع عسكري وذلك لاعداد الناشئة للمهام القتالية التي تنتظرهم وكانت (الحرب العراقية – الايرانية) تلتهم ابائهم وذويهم فكان الجلاد والسفاح البعثي هو المعلم والاب لفلسفة العنف والموت.
سحابة داكنة غطت سماء العراق اما ارضه فقد فاضت بالمقابر والسجون تلك كنت سنوات الجمر. فالعيد تقسم ايامه بين زيارة القبور والسجون ومحظوظ من كان قريبه او صديقه نزيلاً في (التسفيرات) لانه بذلك يختصر عليه مشواراً طويلاً في ايام تموز القائض بحرارته اللاسعة وايامه المتقلبة التي تحمل نذر الانقلابات وحمامات الدم باسم الغد المشرق الذي لم يعرفه العراقيون طيلة حياتهم. هدايانا في الاعياد البنادق والمسدسات والبارود هو الوصفة الشائعة في الافراح والاتراح، الملابس السوداء لا تكاد تغادر جسد العراقي حتى تنتظره محنة اخرى والحداد دائم له رنين الجرس يخيف العراقي، والاخبار لا تحمل له سوى الاخبار المشؤومة، الموت في كل مكان هكذا الحياة كانت في بعث المصائب، الانسان كان مشروعاً دائماً للموت بطبيعة الحال، الحرب تولد رجال حرب ومن الصعوبة دمجهم في الحياة المدنية.
وكان شعارهم السيء الصيت (للقلم والبندقية فوهة واحدة) اقرار صريح بسطوة البندقية على القلم، وعندما تهيمن القوة على مفاصل الحياة والمجتمع تكون عسكرة الحياة المدنية قد احكمت سواترها على الجسد العراقي واحالته الى بضاعة رخيصة في سوق الحروب والموت وهنا تصبح دور العلم خاضعة الى قياسات الثكنة العسكرية التي اسهمت في تدمير البنية النفسية والاجتماعية للاجيال المقبلة.
يقال ان الحرب من الخطورة فلا ينبغي انفراد العسكر بالقرار فكيف الحال اذا انفردوا بحياة المجتمع في السلم والحرب حينئذ نتحدث عن الفوهة الواحدة التي سوف تقود المجتمع نحو الهاوية وتكون الافضلية والسبق للاجهزة العسكرية والبوليسية والامنية على حساب المجتمع المدني والطبقة الوسطى المحفزة للحراك الاجتماعي وضمانة المجتمع من تعسف وطغيان السلطة.
ومن الطبيعي في اجواء كهذه تتحول الجامعات والمدارس الى ثكنات عسكرية تردد هتافات وشعارات الحزب وتصبح كل من الجامعات والمدارس من خدمة الدولة والمجتمع الى ابواق لخدمة الحزب الفاشي.
واذا علمنا ان الاحزاب في الدول المتقدمة تكون فيها الدولة هي الكل والاحزاب جزء منها فتكون النتيجة هي تدمير الدولة بفعل الحزب الواحد والقائد الواحد الذي لا يؤمن بالتعددية والمؤسسات المدنية. وفي مجتمع مثل العراق كان من المفترض ان تعمل الدولة فيه على صهر مكوناته باتجاه المواطنة الا ان تسلطها واستبدادها واحتضانها لعشيرة القائد او الدكتاتور وتوشحها بالعرقية العروبية ادى الى تشظي المجتمع الى اثنيات وطوائف القت بظلالها على الواقع السياسي وادت هذه النتائج المرة الى انسدادات فكرية واجتماعية واقتصادية وانهيارات في البنى التحتية مما ساهمت في نمو بكتريا التطرف في العراق.





#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوضى الافكار واثرها في ادامة الحرب في العراق
- العراق بين العنف والديمقراطية
- معايير التقدم والتخلف
- اتحاد الامم بين الاكراه والحرية
- هدايا الارهاب والاستبداد؟
- الشرق والغرب في خطاب اوباما
- الحزام الاخضر
- اجنحة الشمع وسقوط الصنم
- تراجيديا الضحك
- ياهو مالتي
- الفاشية واغتصاب الذاكرة الجماعية
- ثمن الانتظار
- العدالة نتاج الديمقراطية
- المغالاة في الوطنية
- المؤمن لا يلدغ ..
- حراس الانترنت
- بذور العنف من الطفولة الى المجتمع
- الفرد مابين الديمقراطية والاستبداد
- الوطنية السياسية والفكرية
- لماذا الخوف من المعرفة؟


المزيد.....




- أمسكت مضرب بيسبول واندفعت لإنقاذه.. كاميرا ترصد ردة فعل طفلة ...
- إسرائيل ترسل عسكريين كبار ورؤساء أجهزة الاستخبارات لمحادثات ...
- الدفاع الروسية تنشر لقطات لعملية أسر عسكريين من -لواء النخبة ...
- فيروس جدري القرود -الإمبوكس-: حالة طوارئ صحية في أفريقيا ودع ...
- بشير الحجيمي.. المحلل السياسي العراقي أمام القضاء بسبب كلامه ...
- عاملُ نظافة جزائري يُشعل المنصات ووسائلَ الإعلام بعد عثوره ع ...
- رافضة المساس بوضع الأماكن المقدسة.. برلين تدين زيارة بن غفير ...
- رباعية دفع روسية جديدة تظهر في منتدى -الجيش-2024-
- بيلاوسوف يبحث مع وزير دفاع بوركينا فاسو آفاق التعاون العسكري ...
- بالفيديو.. لحظة قصف الجيش الإسرائيلي شبانا في مدينة طوباس


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الحسن - عسكرة الحياة المدنية