أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماريو أنور - حيرة إلهية














المزيد.....

حيرة إلهية


ماريو أنور

الحوار المتمدن-العدد: 2872 - 2009 / 12 / 29 - 11:46
المحور: الادب والفن
    


منذ طفولته وهو يمتلىء بحكمة إلهية , اكتسبها من جميع المحيطين ولكنها كانت الآكثر فيضاً فى جميع الأشياء , لا يعلم كيف لديها كل هذه الأشياء وهى على مقدار بسيط من العلم و المعرفة , لديها نظرات حب فقط لم يعتريهما فى يوم الغضب والشجن و الأكتئاب , كلما التف فى اى اتجهاته يجدها مبتسمة القلب قبل الشفتين ..... لا يستطيع نسيان حكمتها الممتلىء بالفطره الآلهية عند احاديثه و استفسراته المتواصلة .....
الابن : ما فائدة وجودنا فى الحياة ماما ؟
الآم : لكلاً منا رسالة يختارها الأنسان بملىء اختياره , قد يتدخل الله احياناً لتحديد رسائلنا لكننا فى النهاية اصحاب قرارات قبولها و رفضها ...
الابن : وهل ممكن يزعل يا ماما لو رفضنا ؟
الآم : ابداً الله مش ممكن يزعل على رفضناً لانه اله حريه مش العكس .... كان ممكن يزعل لو دكتاتور لانه كده بنخالف اوامره .... لكن الله هنا بيعرض فكره او اسلوب حياة ممكن انا مقبلهوش لانى حاسه انه مش مناسبنى ...
الابن : واذا اعرف عروض الله يا ماما واميزها ؟
الآم : الله طرقه يا ابنى مش خيالية او فجأية .... الله بيعرض عروضه من خلال حياة كل واحد فينا ( مجتمعه , عائلته , اصدقائه ) الله بسيط يا ابنى وهو فى كل الناس دى .
الابن : بس يا ماما انا دايماً اسمع من اصدقائى ان الله كان بيظهر زمان ويعمل معجزات , ويعاقب فى نفس الوقت , ويوقف الشمس , والقمر , ويخلى الحيوانات تتكلم ... وكل الكلام ده
الآم : ( ضاحكة ضحكة تملائها الحنية و السعادة ) .... فكر أول مره كنت بتحكيلى عن الصقر اللى شافه أصحابك ..
الابن : طبعاً يا ماما ساعتها قالوللى ان جناحه حوالى 2 متر و انه ممكن يشيل غزاله و يطير بيها .... وقوته بقوة 1 اشخاص
الآم : والابتسامه مازالت مرتسمه على وجهها ... ولما أنت شوفت اكتشفت ايه ؟
الابن : هو فعلاً قوى بس مش زى ما الناس قالت ..... وجناحه كبير بس مش 2 متر .... وممكن يشيل سمكة كبيرة لو قطعة لحم كبيرة ... بس مايشلش غزاله .....
الآم : بالظبط الناس كانت بتتكلم عن الله بنفس الطريقة كل واحد بشوفه بطريقته بأسوبه بتخيله ..... وزى ما الصقر عمره ما اتكلم عن نفسه .... كمان الله عمره ما أتكلم ....
الابن : يعنى يا ماما الله ما عمره ما حاول يفهم شعبه ؟
الآم : بالعكس هو حاول كتير بس المشكلة يا ابنى مش فى الله .... المشكلة دايماً فى الآنسان وبيعكسها فى الله عشان يبرر كلامه و تصرفاته ....
الابن : قوليلى يا ماما الله ممكن ينزل و يعرفنا بنفسه .... ؟
الآم : ( مبتسمه و محتضنة ابنها ) أكيد طبعاً ...... بس تعتقد انه ممكن لما ينزل يبقى الله والا انسان ؟
الابن : ( حيرة ) مش علرف بس عشان يعرفنى و أعرفه لازم يكون انسان لانى مش ممكن أكون إله ... ولازم يعيش إنسانيتى كلها من ولادة ... لطفوله ... لمراهقة .... لرجوله .... لشيخوخة .... للموت .... ولازم كمان يعيش حيرتى و أكتئابى ... وحزنى و فرحى ......
الآم : وأخطائه ممكن تكون موجوده ؟
الابن : ( حيرة ) أكيد ممكن يخطىء ويندم كمان .... هو مش الله يا ماما ساعتها هيكون إنسان ؟
الآم : يا ابنى طرق الله غير طرقنا وأفكاره غير افكارنا .... عارف يا يسوع المشكلة ايه ان كل أنسان ببحدد الخطأ فى حيز فكره و طريقته و مجتمعه فقط .... ودن النظر الى الآخرين او الجميع مع بعض .... عشان كده ممكن تكون ان كل واحد الخطأ عنده مختلف و معكوس .... لكن المهم فى كل ده الله اللى هو بنبنىء عنده أخطائنا ....
الابن : فهمت يا أمى .... بس فى سؤال محيرنى .... لو الله نزل الأرش ممكن ينزل ليه ؟
الآم : ش ممكن يكون الله نزل فعلاً ؟
الابن : ( حيرة ) فعلاً ممكن بس لازم اكيد يقرر الله الانسانى امتى يرجع تانى للآله الالهى ..... عارفه يا ماما لما اتكلمنا قبل كده عن الله و ذاته .... كنت مستغرب فى الآول ان الله ازاى ممكن يكون متساهل كده و يسمح لكل شخص بالاختيار حتى أقانيمه .... لكن دلوقتى انا متاكد ان الله كان عنده حق .... لانه بدأ الأول الاختيار الذاتى .... الحرية كان لازم يمارسها مع ذاته اولاً قبل الآخرين ......
الآم : (بدأت الدموع تتساقط قليلاً على وجهها ) صدقنى يا ابنى اصعب اختيار فى حياتنا فو اختبار الذات ....
يحتضن الابن الآم بشدة و يبدأ بمسح دموعها بيده الصغيرة الحنونه .... مبتسماً اليها قائلاً :
الله كان محتاج اموة البشرية , والبشرية كانت فى احتياج الى أبوة الله

هذه القصة من وحى خيالى البسيط مثلة بها علاقة العذراء مريم بإبنها يسوع المسيح فى احدى القاءات الكثيرة التى كانت دائمة الاستمرارية فى طفولته وجمعتهما ببعض






#ماريو_أنور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصطفى محمود ( لا يستحق التكريم ) 2
- مصطفى محمود ( لا يستحق التكريم )
- زنى العقول
- طلقات اوباما النارية
- حقيقة اسلامية
- حوارات شعبية
- خرافات قبطية 3
- خرافات قبطية 2
- خرافات قبطية
- أساطير الله
- الدين – المحبة – الرغبة
- متناقضات الفقهاء
- زكريا ورشيد في الميزان الحلقة الثانية
- زكريا ورشيد في الميزان
- الله و المرأة
- الثورة المتألهة
- الحب - الجنس - الدين
- الفداء المسيحى ... يتناقض مع مبدأ الثالوث ؟
- الآبدية آفيون الدين
- الفداء المسيحى ..... هل يتناقض مع الثالوث ؟


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماريو أنور - حيرة إلهية