حسن إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 2872 - 2009 / 12 / 29 - 02:10
المحور:
الادب والفن
رنين الهاتف .. ساعي البريد .. عملك اليومي المـُـعتاد
دوامات الباطل والجديد .. كأسك الليلي
لوحاتك الثابتة على جدران كيانك .. والمـُـتغيرة
دفء عائلتك وضوضائهم .. ووطنك المــُـستباح
سينما وحيك .. أغانيك المـُـرهقة
تاريخك الحافل بالهزائم .. وبعض الانتصارات الطفولية
احباطك الساخر .. ضحكتك المجنونة غير المألوفة
طفلتك المراوغة وألعابك العتيقة
علاقة الأغلال بين النيل وروحك
وهرمك المـُلطخ بأتربة البداوة
سواقيك التاريخية .. وحرثك في البحر وفي الأرواح الضالة
وسؤالي .. ألم تتعب ؟ ألم تكتفي ؟!
ألم يعد وقت الرحيل لغابة كثيفة
تأخذ إليها ذكرياتك المـُعتقة بالمـُر والابتهاج
وتذهب أنت وهي فقط
بلا أدنى ثالوث .. تكونا
وكوخ من الخشب البني الحامل كل عوامل التعرية مثلك
وشموع من الدهن تصمد بعض الحين
لتترك لكما اختلاء الظلام وضوء القمر
وبعض النجوم المتناثرة بعشوائية فائقة
لتكملا معاً ليل غير اجتراري
هل حان وقت الاختلاء وملامسة الروح بأنامل طفل
في غابتك القصوى
بعيداً عن كل تلصص ملائكي أو أرضي
بعيداً عن ضوضاء التلوث .. بأحلام لا تروي ظمأ روحك العطشى
وروحها المكبوتة في قفص الجسد الضيق .. الضيق جداً
لتقولوا حروفاً لم تعرف النطق من قبل
ولترقصوا .. رقصة لم ترقصها
ولتغنوا .. أغنيات تحمل طعم الفجر
ورائحة ورد عفوي .. بلا تقنية تـُذكر
ولتشدوا وتراً بينكما
بين قطبي اختارا ملكوت إنساني غير مـُعقم
ولتلهو حولك .. كأيقونة غجرية
خارجة تواً من البحر
مـُبللة العينين والقلب بملح البحر .. بملحي
وبأنامل تقطر وحياً
بعيداً عن كل الخرائط
مكان لا بوصلة له .. ولا بوصلة فيه
هي قبلتك وأنت قبلتها
علاقة بلا مركز .. تحمل كل الفصول بكبرياء التنوع
تــُـصغي إليك إصغاء مــُــحرض
وتصغي إليها بحضن آب يعرف من طفلته الضالة
وكوخك البني حميمي الرفقة
يرعاكما .. يحميكما
من ثورتكم على الإغتراب
وسؤالي إليكما ..
هل حان وقت الإختلاء بعيداً ؟
بعيداً .. بعيداً ؟
#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟