حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 2871 - 2009 / 12 / 28 - 22:24
المحور:
الادب والفن
16/12
بسرعة شاع الخبر.
الكتاب الحقيقي موجود.....
"من يقرأ الكتاب,يتجاوز حصر الموت والشعور بالشقاء. ولا يعود يتذكّر بعدها, كيف كان من قبل مثلنا_نحن البشر الخائفين. حالة دائمة من الهناء والشعور بالسعادة لأولئك المحظوظين....لا شيء يقلق راحتهم_ لا الفقد ولا المرض, وحتى الموت يلاقونه بقلوب راضية والابتسامات المطمئنة تزين وجوههم...."
صداع خفيف متقطع
لا أرغب بشيء أكثر من النسيان
نسيان تام. نهائي. محو الذاكرة
_لتحاول رؤية المشهد بلا فكرة مسبقة ودون أثر قديم
*
أقرأ الكلمات السابقة.
ماذا تعني السرقات الفكرية والأدبية!
أتذكّر بورخيس ورأيه الصريح بهذه المتاهة
ما هو الأسلوب في الكتابة؟
كيف تقرأ....
لا يمكنك أن تملأ الكأس قبل أن تفرغه
*
17_18_19/12
على الضفاف
التي تمتدّ إلى الأعمق,
تشبهك الشجرة التي تراني بخوف
همس بالعين
*
إلى"وراء المعنى" ما يزال بعضنا يتحدث تلك اللغة
*
تعيد خلط الأوراق_ الورقة التي تقرأها الآن
قفا الكتابة!
الكتابة لحظة الصفر!
....كم هو متعب هذا العناد
*
صورة بعد أخرى
طريق يتّسع ببطء,
لا يتقدم؟
_هل تسمع صوتها معك!
هواء. لطيف. منعش
هدوء
*
لتسترخي,
بقليل من الانتباه.
بحنان ومودة,تلامس أصابعي وجهي....عيناي
آه, ما أسرع النهاية!
*
20/12
أمضي الأيام الأخيرة لهذا العام اللعين,بطريقة "الصرصور في علبة الكبريت".
سمعت القصّة وأصدّقها:
أن يحبس أحدهم صرصورا في علبة فارغة, في اللحظة التي تغلق فيها منافذ العالم, على الحيوان البائس_ يدرك بغريزته ما حصل. بالطبع الصرصور من ألطف الكائنات وأقلّها أذيّة....الغناء فعله _هويته وهاويته_ الوحيد
_الصرصور الشاعر الأول
_الحمار المهندس الأول
_الحمام ساعي البريد الأول
_ اليعسوب العاشق الأول
يمكن التعداد مطولا, والنتيجة أسلافنا من الأجناس الأخرى, أرقى من الأجداد البشريين....وأكثر موهبة وإبداعا وفهما...... ورحمة.
الصرصور السجين,يوقف بشكل مباشر(في عالم الحيوان لا يوجد الفرق المخزي بين أفعال إرادية ولا إرادية) مختلف الأنشطة والفعاليات غير الضرورية.
يقولون يمكنه,الصرصور المحبوس, البقاء لأشهر...
*
التدخين المتواصل .الشرب بإفراط. العادة السرية. قراءات متقطعة وثرثرة.
النظر إلى إخوتي_ في العروبة والإسلام والإنسانية_... بعين السائح الفضائي.
مقاطعة البرامج السياسية أتذكّر_.....مقاطعة البضائع الأمريكية
أتذكّر" الاتحاد السوفييتي"....أتذكّر
_ ماذا تفعل حين تصير الذاكرة لعنة, والحلم ألعن
شكرا لأفلام البورنو.....وكل_من وما_ ساهموا بلمسة فيها
.
.
لوس أنجلوس
مدينة الملائكة
في أفلام المساء والسهرة وعبر قنوات دبي الأولى و إم بي سي المتنوعة
كل يوم يرد اسم لوس أنجلوس
_ماذا تريدهم أن يذكروا....طرابلس أم طهران أم الخرطوم أم...نسيت اسم عاصمة أفغانستان.
أشعر بالتقدير الذاتي العالي.
*
تستحق كأسا من العرق البلدي الأصيل
_بصحتك
بصحتك
*
يوم لعين مرّ أيضا
*
أطول ليل في السنة_ أطول ليل في العالم
21/12
الرقم وصورته في حالة العكس. الحال من بعضه
فكرت في الصلاة هذا المساء_ الصلاة على طريقتي.....
كأس وامرأة. بحر الحبّّّ....هل تذكر!
*
عشرة أيام وينتهي الكابوس.....ينتهي لا ينتهي
لا ينتهي. الكابوس. ينتهي
تتزايد صعوبة النوم وبعد تزايد عدد الكؤوس
كيف ينتهي العدّ. متى. أين. لماذا. كيف. لعلّ وعسى....
أشعر بالجوع
ولا امرأة تنتظرني
_هل أنت ميت؟
.
.
.
أريد وما عسى تجدي أريد
أريد العيش مثل الطير حرا طليقا...
أريد وما عسى تجدي أريد
*
يتقدم الليل في الجغرافيا والزمن والحواسّ. أطول ليل
_كهل وحيد في العالم, ينزع الوحشة عن عينيه ويثرثر...
فايزة أحمد تغنّي, تمنحني فايزة أحمد الجرأة والقسوة لهذا الليل
أحببت مرة.....
أتخيّلك/ في الغرفة المظلمة أو المضاءة, أتخيّلك في اللحظات الحميمية... تشهقين؟ تصمتين؟ تتكلمين بالعبارات البذيئة أم الخجولة/ لا أعرف. لا أريد معرفة تحرق ولا تضيء. الحياة......يا لهذه الكلمة المهولة
انتهى أطول ليل. التلّة من التراب وشجر الزيتون تحجب الشعاع,قليلا
قبل ساعة _أقل من ساعتين, كنت لأقايض النوم بثمن مفتوح
لحظة نوم
فقط,ذاك الغياب, الغياب الممنوح للكل, لكل ما يتنفّس
كنت لأعطي بقية عمري وما سبقه بأحلامه وحجبه....كنت فقط لحظة نوم
....عبد الحليم يغنيّ
وبعزّ الكلام سكت الكلام
زّاي الهوى يا حبيبي.....
أحببت مرة.....
لا استطيع التقدّم خطوة واحدة, يضيع أجمل ما رأيت وعرفت ...
لا أستطيع التراجع خطوة واحدة , يضيع أجمل ما رأيت وعرفت...
.
.
طالت قامتي
ورأيت الهرم مقلوبا
مررت أصابعي
فوق الوجه المعتم للقمر
جبينها كان أعلى من أحلامي
.....غنّي ثانية
يا خديجة....
*
وصل الفجر إلى بسنادا
شعاع. حفنة نور. حديقة بزهر ورائحة....وصل الفجر الأول والحبّ والوله
_إشرب
ما أطال النوم عمرا
ولا قصّر في الآجال طول السهر
_اشرب
وصل عمر الخيام وخلفه ...مثل قطيع جراد
بلا ملامح
"الليل يجمع كل الأصوات والأشكال
لكن باللون ذاته"...
وصلت...."ة"...
وصل الربّ بعد التاء
الوليمة اكتملت.... الوليمة
....ساعدني
ليكن فيّ جميع الشعراء
لأن الوديعة أكبر من يداي
.
.
وصل الغد
*
كل يوم ينقص من بقية العمر
*
سهر الشوق في العيون الجميلة......سهر الشوق
وأتوقف
لا كأس يكفي, لا كلام
.
.
أزيح الستارة الغبيّة
الستارة خارج مفهوم الغباء أو الذكاء
الستارة في مواجهة الفجر
_من يتكلم الآن...
شرق بسنادا
شمالها وجنوبها وغربها
في انتظار ضحكتك
*
نهايات سنة صعبة
هذا كلام رجل سكران
_هل كانوا في حالة صحو
من غادروا.....ولا أحد يعود
*
جرعة إضافية من الحزن الغامض
أحببت مرة
*
22/12
ربيع كاذب
شمس وحرارة مع نتف غيم.
هواء جامد
.
.
أكثر ما أخافه يحدث مرتين. أولا في الحلم . بعدها في الحياة الواقعية, حيث لا فرصة ثانية ولا إمكانية لتصحيح ما مضى.
حلم ...تخيّلات أم أوهام!
ليتني أعرف
.
.
الحياة الفقيرة,الكئيبة المحاطة بالغباء وسوء الفهم_ يتعذّر على عقل دون المتوسط تحملها. كيف بقبولها والتغنّي بجمالياتها!
الحياة. هذه الكلمة المحاطة بالغموض والمرض والموت
*
23/12
الساعة التي أعطيت لليل دفعة واحدة,بتدبير بشري, يستعيدها النهار بأجزاء الثواني.
بعد يومين عيد الميلاد. أسبوع آخر_سنة جديدة.
بقية العمر تنقص بسرعة.
*
دخلت في اختبارات القوة_هذه السنة رغم إرادتي
لم يتبقى مهرب
*
الأصدقاء ابتعدوا. السفر. عالم الأحلام
الكتابة_هذا التدبير المثقل بالخيبة
القراءة_ هذا التلقي المتهتّك بالغضب والمرارة
كتاب جيّد ينقلني خارج خبرتي المؤلمة
امرأة....تأخذ بيدي
اضحك يا حسين
لتضحك يا حسون....
أحببت مرة!
مؤلم الطور الثالث في الحياة
*
أضع خطّة بسيطة,ليس بوسع .... التأثير فيها.
أنتظر العام القادم, الأيام, الربيع,نيسان وحزيران
أنتظر وأعدّ الأيام على أصابعي
.
.
تبدأ كآبتي الشتوية مع تشرين, الغصّة في كانون. لحسن الحظّ أعياد الميلاد
تقطيع الزمن من خارج.
كنت,كانت عادتي السنوية,تأمل السنة في أواخر أيامها...شبه جرد نفسي ومعرفي, على قدر فهمي_ أحاول تلمّس خطّين أين أخطأت وكيف تلقيت بالطريقة المناسبة!
بلا أحلام تنتهي سنتي الخمسين
بلا أمل
مؤلم الطور الأخير في الحياة
*
كيف هي "لوس أنجلوس" عشية أعياد الميلاد...
كنت أنهيت ثرثرة من الداخل. أنهيت مائة يوم في أمريكا
ودخلت في كتابة جديدة,تجربة,حياة
لكانت سنتي الأولى وراء المحيط
وأتحضّر للثانية. أقرأ في الكتب الأمريكية...أدب,علم نفس, اجتماعيات....إنسى
صوت خافت ينهرني
لتهدأ يا حسين
ما أنت سوى كاتب مغمور ممنوع من السفر
رخيص دمك في بلادك
رخيص دمك وحياتك
*
24/12
كنا صغيرين
والأشجار عالية
وكنت أجمل من أمي ومن بلدي....كنا صغيرين
وكنت أجمل من أمي ومن بلدي
*
الخميس عشية عيد الميلاد
شعور مائل بالسعادة.
ضجيج السهرات, التنقل العبثي في حارات اللاذقية.
غريب في المقبرة...أين قرأت العبارة! كم تشبه حالتي اليوم
لشدة ما أرغب بنهاية العام. محوه من الوجود ومن الذاكرة
عاد خوف مبهم. قلق قديم اعتدته وأدمنته
.
.
صرت أعرف بكل أسى, لا الهند ولا النيبال...لا أمريكا ولا باريس
ولا حتى قبرص و لن أرى بيروت ثانية
*
المشكلة في سقف التوقع المرتفع
ماذا بعدما ينخفض التوقع إلى القاع....لا شيء
أرى حياتي من خارجها ومن مختلف فجواتها
لا شيء
المستقبل الواضح....المستقبل.... اللعنة
.
.
أعود إلى رواية الزواج من بوذا
وأترك كل شيء على حاله
*
لتحتمل الحياة,كما هي بالفعل,عليك تغيير الكثير من أفكارك
_ولتستطيع أن تبتهج, عليك رمي الأحلام خلف ظهرك ومعها الشرف والأخلاق
افتح الباب بقوة. إكسر الباب الذي لا تستطيع فتحه
...أتذكّر....كم مرة فكّرت وقررت أن أتحول إلى مخادع
والنتيجة انتقالي إلى غفلة أكبر وأشدّ وتؤلم أكثر
.
.
أفضل ما في الحياة, أننا لا نعرف الغد أبدا
_أجمل ما في الحياة,ما نخسره وفي كل لحظة ودون أن ننتبه....
لو انك حظيت بفرصة واحدة,لاختبار الشجاعة الحقيقية
من يتكلم!
من ينادي!
منتصف ليل 25/12.....
ونحن لا نتبادل الكلام
.
.
نعم,لقد عشقت وهما_الكثير من الأوهام.....ليس إلا
غدا
يوم
جديد
سأقاتل بكل طاقتي_لألتقي بمن تحبني
وتجدني الأهمّ في العالم أيضا
.
.
.
عيد بأية حال عدت يا عيد!
*
الكتاب الحقيقي موجود قبل الإشاعة وبعدها
كتاب
مفتوح
من يقرأه.....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟