عبدالوهاب حميد رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 2871 - 2009 / 12 / 28 - 17:59
المحور:
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
..إنهم لا يستخدمون دائماً مصطلح "حملة زيادة القوات"
لكن هذا هو ما يقصدون..
قادتنا الذين هم دائماً محل "إعجاب admirable" ومعهم وسائل إعلامنا، يُريدون منا أن نُصدّق بأن تصعيد الحرب في أفغانستان يرتبط بفعالية "حملة زيادة القوات surge" كما حصلت في العراق.. إنهم يعتقدون بأن هذه الحملة برهنت على نجاحها، لكن حقيقة زيادة القوات تعتبر لا شيء أمام الحملة الإعلامية الترويجية propaganda التي كُرِِّستْ لها..
لقد تحقق فعلاً انخفاضاً في أحداث العنف في العراق وإلى حد بعيد (والآن بلغ هذا الانخفاض مستوى يراه أي مجتمع آخر في العالم، بما في ذلك المجتمع العراقي، أمراً رهيباً لا يمكن أن يُطاق!!)
لنضع في اعتبارنا النقاط الموجزة التالية بخصوص كيف ولماذا كانت حملة زيادة القوات "ناجحة":
.. بـ "فضل" الحرب الأمريكية الصغيرة واللطيفة lovely little war، هناك عدة ملايين من العراقيين ممن قُتلوا، جُرحوا، عوقوا، شُرّدوا داخلياً، هروبوا لاجئين إلى المنافي، قابعين في السجون تحت إشراف القوات الأمريكية أو قوات حكومة الاحتلال العراقية، عدا من أُصيبوا بصدمات نفسية ويشعرون بقلق على حياتهم، وأيضاً اليتامى والأرامل.. وهكذا تمت تصفية أعداد ضخمة من العراقيين..
.. تطهير عرقي واسع النطاق: تعيش الطائفتان "الإسلاميتان" حالياً وعلى نحو مُركّز في جيوب منفصلة خاصة بكل منهما، مع فصل أحياء بكاملها لتحيط بها الجدران السمنتية ونقاط التفتيش الصارمة وهكذا انخفض "العنف الطائفي"!
.. في مواجهة العديد من "عبوات ناسفة ابتدائية" على الطرق.. تقلص خروج الجنود الأمريكان كثيراً، لذلك انخفض العنف (المقاومة) ضدهم وبشكل حاد.. كما وينبغي أن يؤخذ في الاعتبار أن هجمات المتمردين (المقاومة) على القوات الأمريكية العام 2003، شكّلت بداية مرحلة العنف (المقاومة) في العراق.
.. وعلى مدى فترة طويلة كان الجيش الأمريكي يدفع (رشاوى) لجيوب من المتمردين أو "المتمردين السابقين".. (الصحوة) بقصد عدم مهاجمة القوات الأمريكية.
.. منع مليشيات الصدر من مهاجمة القوات الأمريكية (منعهم من حمل السلاح) في سياق "هدنة" بقيت مستمرة.. ولم يرتبط هذا الإجراء بزيادة القوات.
..علينا أن لا ننسى أبداً أن المجتمع العراق قد دُمِّر تماماً..
الناس في هذا البلد المنكود unhappy land فقدوا كل شيء.. منازلهم، مدارسهم، أحيائهم (ضواحيهم)، جوامعهم/ مساجدهم، أعمالهم/ مصادر رزقهم، حقوق نسائهم، تسامحهم الديني، أمنهم، أصدقائهم، عائلاتهم، ماضيهم، حاضرهم، مستقبلهم.. وحياتهم..
.. وما بقي عندهم.. هو فقط.. حملة زيادة القوات!!
مممممممممممممممممممممـ
The propaganda success of the surge , By WilliamBlum,Aljazeera.com,25/12/2009.
#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟